حديث الثورة

هل اتفق الغرب وروسيا على تقسيم سوريا؟

ناقشت حلقة “حديث الثورة” المواقف الروسية والغربية من التطورات الميدانية في سوريا ومن أزمة اللاجئين السوريين، وما إذا كان هناك توافق بين القوى الدولية على تقسيم سوريا.

هل هناك خلاف حقيقي بين روسيا والغرب فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ أم هي مجرد تصريحات لا علاقة لها بالحقيقة؟ وهل هناك توافق أميركي روسي إيراني إسرائيلي على مخطط جديد لمنطقة الشرق الأوسط يحصل كل طرف بموجبه على نصيبه من الكعكة السورية وغيرها؟

حلقة الخميس (10/9/2015) من برنامج "حديث الثورة" حاولت الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها من خلال قراءة دلالات التطورات الميدانية في شمال وشرقي سوريا، وأهداف الروس من تعزيز حضورهم على الساحة السورية، وحقيقة الموقف الغربي والأوروبي تحديدا من الدور الروسي، ولماذا تُهرع الدول الغربية حاليا لاحتواء أزمة اللاجئين السوريين، ولم تقدم من قبل على أي تحرك لمنع تفجرها.

يأتي هذا فيما تتوالى التطورات الميدانية في سوريا، حيث تتعرض قوات النظام لضربات موجعة في شمال وشرقي البلاد، بعد سيطرة جبهة النصرة على مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب، وتقدم تنظيم الدولة في هجوم شنه على مطار دير الزور العسكري.

وتتزامن هذه التطورات مع إقرار روسيا بأنها ترسل عتادا عسكريا للنظام السوري إلى جانب مساعدات إنسانية، ولم تستبعد اتخاذ خطوات أخرى رغم الانتقادات الغربية والأميركية.

توافق روسي أميركي
الكاتب والإعلامي السوري المعارض غسان إبراهيم اعتبر أن النظام السوري بدأ مرحلة الانهيار بشكل كبير منذ تحرير إدلب وتقدم الفصائل المقاتلة في مناطق عدة.

وأضاف أن الروس جاؤوا سوريا لحماية مصالحهم والحصول على نصيبهم من الكعكة السورية، وهم يعلمون تماما أن النظام أصبح يسيطر فقط على 18% من مساحة سوريا.

وأكد إبراهيم أن الروس جاؤوا إلى سوريا بموافقة أميركية، بهدف حماية نفوذهم في المتوسط والساحل السوري، حتى يكونوا موجودين وقت تقسيم الكعكة السورية.

ولفت الكاتب السوري إلى وجود رغبة دولية ليهيمن تنظيم الدولة الإسلامية على أكبر قسم من سوريا "ليقولوا للجميع إننا أمام مشهد تقسيم وليس أمام إمكانية لحل سياسي".

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الروسي المختص في شؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف إن التحليل الموضوعي للوضع القائم في سوريا يدفع إلى الاعتراف بحتمية انهيار نظام الأسد، لكنه أشار إلى أن ركائز النظام الباقية هي الصد الوحيد في وجه زحف تنظيم الدولة الهادف للاستيلاء على شتى أنحاء سوريا، وفق قوله.

أهداف روسية
واعتبر ستيبانوف أن التواجد الروسي في سوريا هدفه إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ركائز الدولة، وحماية الأقليات السورية، ومنها الطائفة العلوية والمسيحية من الإبادة على يد تنظيم الدولة، فضلا عن حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة في ظل "التصرفات الطائشة" لأميركا، حسب وصفه.

وأوضح الكاتب الروسي أن القوات الروسية يمكن أن تكون في المستقبل جزءا من قوات أممية لحفظ السلام في سوريا وللفصل بين القوات المتحاربة، مستبعدا الزج بقوات روسية على الأرض في سوريا، "لأن موسكو غير متمسكة بشخصية الأسد أو مصيره وتترك هذا الأمر للسوريين أنفسهم".

لكن الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة يرى أن كل التطورات الميدانية في سوريا هي امتداد للجهد السياسي على مختلف الساحات الدولية، مؤكدا أن هناك قناعة دولية بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، خاصة مع الضغوط التي يمثلها تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا.

ويرى الزعاترة أن النظام السوري يتراجع، لكن في ظل هذا الدعم الروسي والإيراني يمكنه الصمود لوقت آخر.

إنقاذ الأسد
ومن وجهة نظر الزعاترة ليس لدى أميركا أوروبا مانع حقيقي من التدخل الروسي في سوريا، والغرب يرون أن بشار الأسد أفضل من خيارات أخرى قد لا تكون في صالح الغرب وإسرائيل.

وتابع أن هناك توافقا إيرانيا وروسيا على إنقاذ الأسد، "لأن رحيله يعني تبخر نفوذهما في المنطقة"، وبالتالي ستكون هناك انعكاسات على المشهدين العراقي واللبناني، خاصة مع التراجع الإيراني في اليمن.

وختم الزعاترة بأنه لا يمكن القول بأن هناك قوة تتحكم في خيوط اللعبة بالمنطقة، فالولايات المتحدة مرتبكة وضعيفة، وليست أميركا القديمة، لكنها سعيدة بالصراع بين المحور الإيراني والعربي، وفق رأيه.

ويتفق الباحث السياسي المختص في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري مع الزعاترة في تأكيده على عدم وجود تناقض بين الموقفين الروسي والغربي بشأن سوريا، "فهما متفقان والتصريحات الأميركية من باب التسويق السياسي".

وأضاف أن روسيا فهمت ما يحدث في الشرق الأوسط، وأن هناك عملية لإعادة رسم شرق أوسط جديد، وروسيا تريد أن تكون طرفا رابعا في المحور المكون من أميركا وإسرائيل وإيران.

وختم بأن أميركا وروسيا وإيران وإسرائيل متفقون ويمسكون بزمام المبادرة في المنطقة ويريدون شرقا أوسط جديدا مقسما ومتنوعا طائفيا.