
سوريا.. معطيات الميدان وآفاق الدبلوماسية
بعد أيام قليلة من إحكام المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مدينة داريا غرب دمشق, التي تتمتع بأهمية استراتيجية خاصة، أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على مزيد من القرى على مشارف محافظة اللاذقية ومناطق أخرى.
هذا التقدم الميداني للمعارضة يقابله تحرك دبلوماسي دولي مكثف, وحديث عن مبادرات لحل الأزمة السورية التي تعيش عامها الخامس.
تراجع النظام
الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية فايز الدويري قال في مستهل حديثه في حلقة 6/8/2015 من برنامج حديث الثورة إن النظام السوري يتراجع في المجمل ولا يكسب شيئا على الميدان لافتا إلى تقدم المعارضة المسلحة في مناطق عديدة بإدلب وسهل الغاب وفي الشرق وفي الجنوب.
ورأى أن طرفي النزاع المسلح لا يمتلكان القدرة على الحسم العسكري في الزبداني.
وأوضح أن الذي يحكم الإيقاع في المسار السياسي هي الانتصارات الميدانية التي ذكر أنها تميل إلى كفة المعارضة.
وعلق الدويري على المبادرة السياسية التي طرحتها إيران قائلا "إن طهران ليست وسيطا نزيها وهي تتحكم بكامل الأوراق السورية وترى مصالحها مرتبطة ببقاء نظام بشار الأسد".
واعتبر أن الإيرانيين يسعون إلى كسب الوقت لعل مقاتلي حزب الله والمليشيات العراقية والأفغانية تغير الواقع على الأرض.
الزبداني
بدوره أكد سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس أن المعارضة المسلحة بصدد مراكمة الانتصارات على الأرض، لافتا إلى أن تقدمها يحدث بشكل أساسي في الشمال.
وذكر أن التحدي الأكبر الذي تواجهه المعارضة اليوم يتمثل في الزبداني التي قال إنها تشهد جرائم إبادة من خلال تلقيها نحو ألف برميل متفجر في فترة لا تتجاوز الأسبوع.
وأوضح أن الائتلاف المعارض يشك في أن يكون هناك مشروع سياسي إيراني قابل للتحقيق، واصفا المبادرة الإيرانية الأخيرة بالمناورة الرامية إلى إعادة تأهيل نظام الأسد.
في السياق دعا ماخوس الروس إلى إعادة قراءة الأحداث في سوريا واتخاذ قرار بالتخلي عن الأسد.
طاولة الشطرنج
وعزا الباحث في العلاقات الدولية علي مراد التحركات السياسية الأخيرة إلى نتائج الاتفاق التركي الأميركي حول إعادة النظر في طرق مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية داخل الأراضي السورية.
وقال "إن كل ما يجري اليوم هو إعادة تنظيم طاولة الشطرنج والأدوار الإقليمية داخل سوريا".
ورأى أن الطرف الأضعف على الساحة الدبلوماسية هي المعارضة السورية، مشيرا إلى أن القوى الإقليمية تمتلك تأثيرا أكثر منها على القوى العسكرية في المعركة.
وذكر أن الأهمية السياسية والاستراتيجية لدخول إيران على خط وضع المبادرات هو أن النظام السوري بات خارج المعادلة.
حسابات النظام
أما الناشط السياسي السوري هيثم سباهي فاعتبر أن الجيش العربي السوري له حساباته، وأضاف أنه لا يستطيع أن يكون متواجدا في كل متر مربع على الأراضي السورية، وفق تعبيره.
وأكد وجود اتصالات سياسية إقليميا ودوليا، لافتا إلى أنه من حق إيران أن تطرح رؤيتها لحل الأزمة السورية.
وقال إن مبادرة طهران مبنية على نقاط جنيف، وأضاف أن إيران تسعى إلى أن تظهر للعالم أنها لاعب أساسي في المنطقة.
وخلص إلى التأكيد على أن النقطة الأولى في أي مبادرة سياسية تتمثل في وقف إطلاق النار، متسائلا "من يستطيع أن يوقف المسلحين التكفيريين؟"