حديث الثورة

تطورات الأزمة بسوريا وتأثيرها على فرص التسوية

استعرض برنامج “حديث الثورة” تأثير التغيير السريع في خطوط المواجهة في سوريا بين النظام والمعارضة، وانعكاساته على محاولات التوصل إلى صيغة ما لإنهاء الأزمة السورية.

تبدو خطوط المواجهة بين الأطراف المتحاربة في سوريا بعيدة عن الاستقرار في الأمد المنظور، فبعدما حققت قوى المعارضة المسلحة تقدما كبيرا ومهما في شمالي البلاد وفي جنوبها، عادت قوات النظام لتحقق بعض التقدم في سهل الغاب في ريف حماة. وصدت هجمات للمعارضة المسلحة في حلب، واستعادت قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على كامل مدينة الحسكة بعد انسحاب تنظيم الدولة من آخر مواقعه في حي الزهور بالمدينة.

يأتي هذا فيما تجرى تحركات وجهود دولية وإقليمية للبحث عن تسوية للصراع في سوريا، وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ضرورة تغيير آليات الوضع السوري.

وأثارت هذه التغييرات السريعة في خطوط المواجهة في سوريا أسئلة حول أهميتها، وإلى متى يمكن أن تستمر، ومقدرة الأطراف المتقاتلة على المواجهة بينها، إضافة إلى تأثير الوضع الميداني على محاولات التوصل إلى صيغة ما لإنهاء الأزمة بالبلاد.

خط أحمر
ولفهم التغييرات السريعة على ميادين المعارك قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية فايز الدويري إن نجاحات المعارضة علي محور إدلب دفعت النظام لشن هجوم معاكس أجبر المعارضة على التخلي عن مكتسباتها التي حققتها.

واعتبر الدويري في حلقة الأحد 2/8/2015 من برنامج "حديث الثورة" أن معركة الساحل خط أحمر في نظر الدول الداعمة للنظام مثل روسيا وإيران، ودعا الدول الداعمة للثورة إلى أن تراعي هذه الخطوط الحمر.

من جهته، نفى الكاتب الصحفي يونس عودة وجود خطوط حمر تحكم الأزمة، وأوضح أن الوضع يمثل حربا مفتوحة منذ أربع سنوات لا تحكمها أي أخلاق، وتم تسخير كل القوى الموجودة في المنطقة العربية لهزيمة النظام السوري، ولكن رغم ذلك لم تسقط دمشق ولم تنجح سياسة لي الذراع مع النظام السوري.

وفي رأى مخالف اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد أن الخط الأحمر الفعلي هو الخط الأميركي الذي وضع عام 2012 عندما تم منع المعارضة من الحصول على الصواريخ المضادة للطائرات، وأوضح أن هذا الموقف قصد منه إطالة الصراع بقصد إنهاك الجميع.
 
أما الإعلامي السوري المعارض غسان إبراهيم فأكد أن أميركا حريصة على عدم سقوط الرئيس السوري بشار الأسد حرصا منها على جذب أكبر عدد من "المتطرفين" للبلاد حتى يتم التخلص منهم بشكل مباشر.

الجبهة الجنوبية
وفيما يتعلق بالوضع على الجبهة الجنوبية أوضح الدويري أنه مختلف كليا، لوجود التباين الواضح في التشكيلات العسكرية المقاتلة، إضافة إلى التخوف الأردني من ازدياد نفوذ الجماعات المسلحة، الأمر الذي يجعل تشكيل غرفة عمليات فاعلة أسوة بما حدث في إدلب أمرا صعبا، حسب رأيه.

وحول نظرة المعارضة للتفكك الموجود في الجنوب، أوضح إبراهيم أن أغلب الاختلافات الموجودة بين فصائل المعارضة تعود إلى رغبة أميركية واضحة في عدم توحد هذه الفصائل، لأن توحد هذه الفصائل يعني سقوط دمشق وقطع الطريق على الحل السياسي الذي ترغب فيه أميركا.

استراتيجيات متعددة
وبشأن انسحاب الجيش السوري من بعض المناطق يرى عودة أن الحروب تشهد تقدما وتراجعا وكرا وفرا، وأن سقوط إدلب تم بتدخل تركي مباشر، وشكل مفاجأة ميدانية دفعت الجيش السوري للانسحاب حتى يعيد الكرة ويهاجم ويسحق هذ القوة.

وأكد أن العالم بما فيه أميركا التي جندت دول الخليج وجمعتهم في تونس لشن الحرب على النظام السوري توصلوا إلى قناعة بعد أربع سنوات بأن الحرب القائمة في سوريا هي حرب على "الإرهاب".

وأوضح ماجد أن تركيا تريد تعديل قواعد اللعبة في الشمال السوري وإبعاد تنظيم الدولة الإسلامية عن حدودها، كما تريد إضعاف حضور النظام السوري في الشمال، وخلق سياسة الأمر الواقع بالسماح للفصائل المعارضة "غير الكردية" بالتقدم نحو المناطق التي يمكن أن ينسحب منها تنظيم الدولة.

وفي رؤيته للحل قطع بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون جزءا من الحل، وعده العنصر الأضعف في المعادلة، وأشار إلى أن بقاءه مربوط بما يحصل عليه من مال وسلاح إيراني.