حديث الثورة

الأزمة السورية.. التطورات الميدانية وفرص الحل

تناول برنامج “حديث الثورة” الإنجازات الميدانية المضطردة التي حققتها المعارضة السورية في الآونة الأخيرة، والأهمية التكتيكية والإستراتيجية لهذا التقدم، ومدى تأثيره وتأثره بالحراك الدبلوماسي الحالي الرامي لحل الأزمة.

قالت المعارضة السورية المسلحة إنها أحكمت سيطرتها على جميع المناطق الواقعة شرق نهر العاصي في سهل الغاب بريف حماة، وإنها أرغمت قوات النظام وحزب الله اللبناني على القيام بأكبر عملية انسحاب منذ بدء المعارك من مناطق تل واسط والمنصورة والزيارة.

ويأتي هذا التقدم في أعقاب إنجازات ميدانية مضطردة حققتها المعارضة في الآونة الأخيرة. فما الأهمية التكتيكية والإستراتيجية لهذا التقدم الميداني؟ وما مدى تأثيره وتأثره بالحراك الدبلوماسي الحالي الرامي لحل الأزمة السورية؟

نقص الرجال والعتاد
حول الانسحابات الأخيرة لقوات النظام في منطقة سهل الغاب، أرجع الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء فايز الدويري -في حلقة الأحد 9/8/2015 من برنامج "حديث الثورة"- أسباب هذه الانسحابات إلى أن النظام السوري شن هجوما فاشلا على جيش الفتح، قابله الأخير بهجوم مضاد أجبر الجيش السوري على الهروب، وأوضح أن قوات النظام تنقصها الروح المعنوية والقوة البشرية كما ورد في حديث الرئيس السوري بشار الأسد.

أما الكاتب الصحفي يونس عودة فرأى من جهته أن كل عمل عسكري تحكمه ظروف الميدان، ويمكن أن يتقدم الجيش أو يتأخر طبقا لظروف محددة، وأكد أن ما حدث في سهل الغاب يمكن أن يحدث في أي جبهة في العالم، وأن هناك عمليات تقدم في الزبداني وفي القلمون وهذه طبيعة الحروب.

تطورات إقليمية
من ناحيته، أرجع الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، ماريو أبو زيد، دلالات تقدم المعارضة في بعض الجبهات إلى التطورات السياسية الإقليمية، خصوصا الموقف الروسي الذي أوضح أنه بدأ يميل نحو الخليج، مما دفع النظام -بحسب رأيه- إلى الانكفاء على بعض مواقعه والسعي لحمايتها.

كما أشار أبو زيد إلى تطور آخر يتمثل في تمكن الغرب من استمالة إيران وكبح جماحها بواسطة الاتفاق النووي، الأمر الذي يجعل الدعم الذي كان يتلقاه الأسد من إيران أو حزب الله عديم الفائدة.

وحول أهمية تقدم المعارضة، قال سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس إن الثوار حققوا اختراقا مهما من الناحية الشمالية وسيطروا على العديد من المواقع، وإنهم يحاولون التقدم أكثر في محاولة لفك الضغط عن الزبداني التي قصفها النظام بالبراميل المتفجرة بكثافة.

وتابع ماخوس أن النظام يحاول إخراج سكان الزبداني من بيوتهم واستبدالهم بسكان إيرانيين، في محاولة لتغيير الوضع الديمغرافي للمنطقة الممتدة حتى كسب في أقصى الشمال السوري.

فرص الحل
ويرى الخبير العسكري فايز الدويري أن ارتفاع وتيرة المواجهات رهين باقتراب فرص الحل السياسي، وأكد أن النظام يتراجع فوق الجغرافيا السورية ولم يحقق إنجازات حتى في القلمون والزبداني.

وعبر عن اعتقاده بأن النظام السوري لا يستطيع أن يطلب من الإيرانيين أو من حزب الله مغادرة البلاد، لأن هذا القرار -بحسب رأيه- ينبغي أن يصدر من مرجعية قم.

وأرجع عودة تقدم المعارضة في بعض الجبهات إلى الدعم الذي قدمته تركيا لجيش الفتح، وأوضح أن كل طرف يسعى إلى أن يعزز مواقفه الميدانية حتى تكون له حصة في التسوية السياسية التي بدأت تلوح في الأفق.

لكن الكاتب الصحفي يونس عودة، يختلف مع الدويري قائلا إن العالم لم يستطع اقتلاع هذا النظام خلال أربعة سنوات ونصف، واقتنع بأن الأكثرية المقاتلة على الأرض تمثل جماعات "إرهابية"، موضحا أن أميركا التي استطاعت أن تصالح كوبا وفيتنام لا يوجد ما يمنعها من مصالحة سوريا لمواجهة وحش "الإرهاب" الذي يضرب في أوروبا وفي الخليج وفي سوريا.