حديث الثورة

هل تدخل مصر دائرة عنف مفرغة؟

ناقشت حلقة “حديث الثورة” تواصل الأحكام القاسية بمصر والانتهاكات ضد المعتقلين وبدء ظهور ردود أفعال أكثر عنفاً، كما بحثت الوضع بسيناء واستمرار هجمات مسلحي ولاية سيناء على أهداف أمنية وعسكرية.

بينما حذر أغلب ضيوف حلقة (9/7/2015) من برنامج "حديث الثورة" من مخاطر انزلاق الاحتجاجات السلمية في مصر إلى منعرجات العنف، استبعد رئيس تحرير صحيفة "المشهد" الأسبوعية مجدي شندي ذلك، واضعا الجميع في سلة واحدة هي سلة الإرهاب.

وأثار استمرار إصدار أحكام بالإعدام ضد عدد من رافضي الإنقلاب، واغتيال مجهولين في بني سويف ضابط شرطة اشتهر بتعذيب المتظاهرين، مخاوف من دخول البلاد دائرة مخيفة ومفرغة من العنف والعنف المضاد.

نهج سلمي
الناشط الحقوقي والسياسي المصري هيثم غنيم أبدى استغرابا من القول باستمرار النهج السلمي إلى ما لا نهاية، مستشهدا بالثورة السورية التي بدأت سلمية وتحولت بعدها إلى ثورة مسلحة بفعل القمع الشديد الذي كان يمارسه النظام على الثوار العزل.

وقال غنيم إن العدالة تستدعي إنهاء الظلم، منتقدا السياسيين المصريين الذين طالبهم بالكف عن المتاجرة بالثورة وبأحلام الشباب.

بدوره اعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن النظام المصري غير قادر على الضبط والسيطرة، لذلك فهو يسعى إلى تعميم العنف.

ولم يخف أبو هنية خشيته من أن تشهد حركة الإخوان المسلمين تحولا في منهجها السلمي تحت وطأة القمع الشديد للنظام، لافتا إلى أن السلمية لا يمكن ضمانها في المطلق.

قانون الغاب
وأوضح القيادي في حزب الحرية والعدالة عبد الموجود الدرديري أن العنف السياسي الذي بدأ منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013 يؤدي إلى عنف مقابل.

وتابع قائلا "عندما تغيب العدالة يبدأ الشباب في أخذ حقه بيده، وتتحول حينها مصر من دولة إلى غابة".

وأشار إلى أن سلطة الانقلاب سدت أي أفق سياسي وأغلقت كل النوافذ التي تسمح بالحرية، متهما النظام الحالي بصناعة الإرهاب ظنا منه أنه سيجد جمهورية خوف تسكت الأصوات المعارضة.

وأكد الدرديري أن مشروع الإخوان سياسي، مشددا على أنه لا مستقبل في مصر دون حل سياسي يطهر مؤسسات الدولة من الفساد ويفتح آفاقا رحبة أمام الشعب.

وخلص إلى أن ردود الفعل العنيفة ستستمر ما لم يتوقف إرهاب الدولة، وفق تعبيره.

في المقابل، اعتبر مجدي شندي أن الإرهاب في مصر ليس له مطالب سياسية، مضيفا أن الإرهابيين يعملون لحساب أجهزة استخبارات إقليمية ودولية ولا ينبغي أن تلتمس لهم أي أعذار.

وقال "إذا كانت حركة الإخوان المسلمين تدعي أنها تخوض معركة سياسية، فالأدوات السياسية معروفة ولا علاقة للإرهاب بها".

الأمن في سيناء
وكان الجزء الأول من الحلقة قد خصص لبحث الوضع في شبه جزيرة سيناء واستمرار هجمات مسلحي ولاية سيناء على أهداف أمنية وعسكرية.

ولفت الخبير في الشؤون الأمنية محمود قطري إلى أن الاستقرار في سيناء شكلي، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهدف إلى رفع معنويات القوات العسكرية لا غير من خلال حديثه عن أن سيناء تحت السيطرة.

ووصف قطري الإستراتيجية المتبعة في مكافحة الإرهاب بالمعوجة والخاطئة، ورأى أن التكتيكات المنتهجة قاصرة على حماية الجنود.

ودعا إلى العمل على إرساء تنمية حقيقية في سيناء، وعلى بناء منظومة أمن وقائي تتضمن عددا من أهالي المنطقة الذين يعاملون إلى الآن باعتبارهم خونة، بحسب قوله.

وفي السياق نفسه أكد عضو مجلس الشورى المصري السابق يحيى عقيل أن الدولة المصرية لا تعتبر عموم أبناء سيناء مواطنين من الدرجة الأولى.

واتهم عقل الدولة بصناعة الإرهاب في سيناء من أجل تبرير قمعها وقصفها وتفجيراتها، مطالبا بالعمل على فتح آفاق للناس كي ينخرطوا في حياة طبيعة يسودها السلم الاجتماعي.

وفي ذات السياق أشار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية إلى أن المواطنين في سيناء لا يشعرون بأي رابطة تجاه الدولة المصرية، مما أنتج حالة من التضامن مع تنظيم ولاية سيناء الذي عثر هناك على الحاضنة التي يبحث عنها.