
عام من الرئاسة.. ماذا حقق السيسي من الوعود؟
قال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب إن بلاده استعادت خلال العام الأول من حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هيبة الدولة بإعلاء قيمتي الكفاءة والنزاهة، مشيرا إلى أن حكومته حققت نجاحات في خفض نسبة البطالة ورفع معدل النمو الاقتصادي خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة تفوق 5.5%.
غير أن خبراء ردوا بالنفي، وأكدوا أنه على أرض الواقع تزايدت خلال العام الذي حكم فيه السيسي الأعباء الاقتصادية على المواطنين جراء تخفيض الدعم، والاتجاه لرفعه تماما، كما أشاروا إلى استمرار الاضطراب الأمني في سيناء ومناطق مختلفة.
في السياق، يتحدث كاتب مصري محسوب على جبهة داعمي النظام عن فشل السيسي في معظم الملفات المطروحة عليه جراء غياب الرؤية الإستراتيجية، والاعتماد على رجال نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وأفكاره.
أوضاع مزرية
وردا على ما يروج له البعض من أنصار السيسي بأن الرجل نجح في إرساء الاستقرار السياسي اللازم لتحقيق النهضة الاقتصادية أبدى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز خليل العناني اعتراضه على هذا الافتراض، وقال إن الاستقرار الذي تحقق هو استقرار زائف أتى عبر استخدام القوة والعنف وفتح المعتقلات والسجون.
ولم يستبعد العناني في حلقة الأحد 7/6/2015 من برنامج "حديث الثورة" قيام محلب بتضخيم الأرقام التي ذكرها، بل عدها أرقاما زائفة تحاول بها السلطة تقوية مركزها، واستعرض عددا من الإحصائيات الدولية التي تعكس ترديا كبيرا في الواقع الاقتصادي المصري، وقال إن محلب يحاول أن يعكس صورة وردية عن الأوضاع المزرية جدا في مصر.
وحسب العناني، توفر الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية المناخ أمام تحرك قوى الثورة، ووصف الأوضاع الحالية بالمشابهة للأجواء أو أسوأ من تلك التي كانت سائدة قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011، وأوضح أن الفرق الوحيد بين الحالتين يكمن في الخلافات والتشظي الموجودة الآن بين القوى السياسية المعارضة.
تصور محدود
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة فأوضح أن رجل الشارع العادي لم يدرك الإنجاز الذي تتحدث عنه حكومة السيسي بل على العكس، مؤكدا وجود إنجاز كبير تحقق وأن هناك مشروعات كبيرة وعملا ضخما على مستوى البنية الأساسية للطرق وتنظيف الشوارع من الباعة الجائلين، وبرأيه تدرك الطبقة المتوسطة هذا التغيير أكثر من الطبقة الفقيرة التي تشكو الارتفاع في تكاليف المعيشة.
وعزا نافعة عدم حدوث أي تحسن في مستوى المعيشة إلى افتقاد النظام الرؤية السياسية التي تستوعب كل القوى السياسية، إضافة إلى عدم وجود سياسات تستجيب لطموحات رجل الشارع البسيط.
وحسب نافعة، فإن السيسي يتعامل مع الأزمة بتصور محدود يقوم على أن مشكلة مصر اجتماعية اقتصادية في المقام الأول، وأنه يستطيع حلها بتحويل البلاد إلى ورشة عمل كبرى.
ولحل الأزمة دعا نافعة إلى إشراك القوى السياسية والاتجاه نحو الديمقراطية لتفادي الأسباب التي دعت المصريين إلى كراهية حكم الإخوان المسلمين.
أرقام مبارك
من ناحيته، تحفظ زعيم حزب غد الثورة أيمن نور على توصيف ما يحدث في مصر بأنه "ليبرالية جديدة"، وأكد أن هناك "مؤسسة" تحتكر أكثر من 60% من الاستثمارات في البلاد، وأوضح أن السيسي كان بلا برنامج انتخابي وبلا رؤية سياسية ولا اقتصادية، ولم يقدم أي وعود انتخابية ليحاسب عليها.
وشكك نور في الأرقام التي أعلنها محلب، ونفى أن تكون لها علاقة بالواقع، وقال إن هذه الأرقام تماثل الأرقام نفسها التي كان يعلن عنها في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
واكد أن السيسي دخل في خلافات سياسية واسعة بمصر، وأن رموز الثورة يغتالون معنويا وإعلاميا ببث تسريبات ومعلومات وشائعات، إضافة إلى بث الخوف والاعتقال الذي قتل الحياة السياسية في مصر.
"انجازات السيسي"
وبشأن "إنجازات" السيسي، أوضح القيادي في حزب الحرية والعدالة حمزة زوبع أن إنجازاته يمكن إجمالها بتنفيذ خمس مجازر لم يسبقه إليها أحد في التاريخ، وحرق الكتب التعليمية وقتل الطلبة في الجامعات، وقتل وتعذيب المحامين داخل أقسام الشرطة، بالإضافة إلى تحقيق أعلى رقم في تاريخ الإعدامات بمصر والذي بلغ ألفي حالة.
وحسب زوبع، فإن الأموال المليارية التي جاءت لمصر دفعت بهدف تنحية الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي، ولكنه أوضح أن الإخوان ظلوا رغم ذلك يمثلون اللاعب الرئيسي على الساحة السياسية ومثلوا "البعبع" للسيسي، ودعا إلى تذكر أن الحكومة المصرية في عهد الإخوان كانت تضم إخوانا وليبراليين ويساريين وسياسيين من كل التوجهات، بينما تتكون الآن بشكل أساسي من الجنرالات.