حديث الثورة

الانتهاكات الحقوقية بمصر.. هل تغير موقف الغرب من الانقلاب

ناقشت حلقة “حديث الثورة” ملف حقوق الإنسان في مصر، ومدى تأثيره على موقف ممثلي الرأي العام والقوى السياسية في الغرب من النظام المصري.

يحاول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرق أبواب العواصم الغربية ملوّحا بحسابات المصالح الاقتصادية، ومتحدثا عن الاستقرار في مصر باعتباره صمامَ أمان لمنطقة الشرق الأوسط، وضرورة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما ظهر واضحا في تصريحاته في برلين وبودابست.

لكن منظمات حقوقية دولية ووسائل إعلام غربية، لم تنس انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 وتداعياته على الساحة السياسية في مصر، وإجهاضَه أحلام ثورة يناير في الديمقراطية والحرية. وقد نددت باعتقال عشرات الآلاف من المعارضين وإصدار أحكام إعدام على عشرات منهم.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السيسي يحكم مصر منذ عام في ظل ما وصفته بانتهاكات فاضحة وممنهجة لحقوق الإنسان لم يحدث لها مثيل على مدى عقود.

حلقة الجمعة (5/6/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت ملف حقوق الإنسان في مصر، ومدى تأثيره على موقف ممثلي الرأي العام والقوى السياسية في الغرب من النظام المصري.

سلسلة نكسات
حول هذا الموضوع، قال رئيس حزب البناء والتنمية المصري طارق الزمر إن اليوم يوافق الذكرى الـ48 للنكسة، مؤكدا أن النكسات تتواصل في مصر منذ تولي الجنرالات للحكم في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وحتى العسكرية.

وبشأن طريقة تعامل السلطة الحالية في مصر مع النشطاء والمعارضين والمظاهرات، قال الزمر إن السيسي عسكري لا يدرك كيف يتعامل مع الحياة المدنية، وكل العسكر يتصورون أن التعامل الناجح مع المجتمع يتم بالقوة والعنف وفرض الرأي والزج بالمعارضين في السجون والمعتقلات.

وفي السياق نفسه، أعرب الدكتور حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط المصري عن تفاؤله بأن ثورة الشعب المصري التي انقلب عليها السيسي سيكتب لها النجاح وسيستعيد الشباب المصري ثورته.

جرائم موثقة
وبخصوص ملف حقوق الإنسان، قال عزام إن النظام العسكري الذي جاء بعد الانقلاب مارس كل الانتهاكات وخاصة الجرائم ضد الإنسانية والقتل خارج إطار القانون، بحسب تقارير موثقة، فضلا عن الاعتقالات والتعذيب داخل السجون.

وكشف عزام عم أن النظام الحالي في مصر قتل 269 مصريا في أماكن الاحتجاز منذ 30 يونيو/حزيران وحتى الآن، من بينهم 96 سياسيا ونائبا منتخبا في البرلمان، إضافة إلى حالات موثقة لانتهاك أعراض الفتيات.

أما عن جدوى هذه التقارير الحقوقية في الوقت الذي يواصل فيه النظام محاولات ترسيخ أركانه داخليا وخارجيا، قال عزام إن الثورة المصرية ستنجح وعندها ستكون هناك حاجة لوثائق لمحاكمة الانقلاب، كما أنها مهمة لتوعية الرأي العام المصري الذي يحاول النظام تغييبه.

من جهته، قال مدير مركز هشام مبارك للقانون وحقوق الإنسان أسامة خليل إن مصر تمر حاليا بخروقات كبيرة للقانون ولحقوق الإنسان، وهناك استهداف لكل من يتحدث في السياسة والثورة.

تلفيق وتعذيب
وتحدث خليل عن أعداد كبيرة من السجناء تم اعتقالهم لأن هناك قضايا كثيرة مفتوحة وأسماء كثيرة مفقودة فيتم تلفيق العديد من التهم لمن يتم القبض عليهم، بحسب قوله.

وبشأن أوضاع المعتقلين في السجون، أكد أن السجون تمتلئ بالمعتقلين الذين يعانون من انتشار الأمراض وغياب الرعاية الصحية، فضلا عن التعذيب.

لكن نبيل ميخائيل أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن متفائل بانتهاء هذه الانتهاكات الحقوقية خلال عام أو عامين على الأكثر، معتبرا أن النظام المصري يخوض تحديات أمنية كبيرة.

وبرر سفر ممثلين مصريين إلى ألمانيا تزامنا مع زيارة السيسي لها بأن ذلك يأتي في إطار "ثقافة الاحتفاء"، حيث يجامل رئيس الجمهورية شخصيات مشهورة وأصحاب نفوذ ورجال الأعمال، كما يحدث في الولايات المتحدة.