حديث الثورة

أي مآلات لمعركة السويداء؟

بحثت الحلقة تقدم المعارضة السورية بجبهة الجنوب، وتساءلت عن طبيعة العلاقة المحتملة بين المعارضة وأهالي السويداء بعد ما جرى بقرية قلب لوزة الدرزية عندما قتل مسلحون عددا من أهاليها.

حققت المعارضة السورية المسلحة تقدما في جبهة الجنوب ضد قوات النظام، وتدور معارك حاسمة في محافظة السويداء التي تعيش فيها أغلبية من الدروز.

لكن تساؤلات بدأت تطفو على السطح بشأن كنه العلاقة التي ستقام بين المعارضة السورية المسلحة وأهالي السويداء في ظل ما جرى بقرية قلب لوزة الدرزية في محافظة إدلب عندما قتل مسلحون من جبهة النصرة 23 شخصا من أهاليها.

السويداء ليست هدفا
زياد عباس القائد العسكري لفرقة شباب السنة والقيادي في الجبهة الجنوبية للمعارضة السورية المسلحة شارك في حلقة 12/6/2015 من برنامج "حديث الثورة"، وقال إن قوى المعارضة المسلحة لم تقم بأي عمل عسكري ضد أي قرية من قرى السويداء.

وأوضح أن مطار الثعلة -الذي يشهد معارك عنيفة- يمثل نقطة انطلاق لطائرات النظام الحربية التي تنثر الموت ببراميلها المتفجرة، مضيفا أن المعارضة المسلحة تسعى إلى السيطرة عليه لأهداف إنسانية.

وقال "إننا حذرون في التعامل مع الأهداف العسكرية، والسويداء ليست هدفا لدينا".

ومن عمّان تحدث الباحث والأكاديمي السوري يحيى العريضي، وذكر أن محافظة السويداء ليست محمية طائفية وليست خائفة ولا تحتاج إلى تطمينات.

وبين أن الثوار لا يستهدفون تحرير السويداء ولا نية لديهم لدخولها أو الاشتباك مع أهاليها، داعيا السوريين جميعا إلى أن يكونوا يدا واحدة ويعودوا إلى الحياة من تجاوز جراحاتهم.

الأوراق الطائفية
من جهته، أوضح الكاتب والإعلامي السوري بسام جعارة أن نظام الأسد الذي يدعي الدفاع عن السويداء لعب طوال عقود كل الأوراق الطائفية ليخيف الأقليات.

ولفت إلى أن ما ينتظر اليوم من أهالي السويداء هو أن يلتحقوا بأحرار سوريا الذين قالوا لا للنظام.

ورأى أن نظام بشار الأسد يحاول أن يضع السويداء تحت أنظار العالم من خلال تضخيم ما جرى وما سيجري، مستبعدا قدوم تنظيم الدولة الإسلامية إلى المحافظة.

كما استبعد دخول قوات الجيش الحر للسويداء، مضيفا أن السكان هناك يعلمون أن الخطر يأتي من النظام وليس من المعارضة المسلحة.

وخلص إلى القول إن الشعب السوري قدم ما يكفي من التطمينات، وهو الذي يحتاج اليوم إلى تطمينات، خصوصا من قبل أميركا وروسيا.

تطمينات المعارضة
ووصف غسان شبانة أستاذ العلاقات الدولية والباحث في مركز الجزيرة للدراسات إعلان جبهة النصرة نيتها محاكمة بعض العناصر التي خرجت عن طوعها في قرية قلب لوزة بالخطوة الإيجابية التي تبعث تطمينات إلى الداخل والخارج.

وشدد على ضرورة أن تطمئن قوى المعارضة السورية الطائفة الدرزية في سوريا، مؤكدا أن الثوار سيكونون أمام اختبار حقيقي عند دخولهم أي منطقة فيها أقليات عرقية أو مذهبية.

وقال إن الرسالة التي يجب على المعارضة المسلحة أن تبعثها إلى الغرب هي أنها معارضة متحضرة وديمقراطية تهدف إلى بناء دولة حديثة تحترم الشعب والأقليات.