حديث الثورة

تطورات الساحة اليمنية وآفاق التسوية السياسية

استعرض برنامج “حديث الثورة” التطورات السياسية في اليمن والأفق المتاح للتوصل إلى تسوية تنهي هذه الأزمة في ضوء معطيات الواقع.

حققت المقاومة اليمنية تقدما على أكثر من جبهة، خاصة في تعز ومأرب وشبوة وعدن، بالتزامن مع غارات متصاعدة لطائرات تحالف إعادة الأمل على مواقع مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وتمثل رد الفعل الحوثي على هذا التقدم في قصف المناطق السكنية، واقتحام منزل البرلماني صالح بن فريد الذي يقود المقاومة الشعبية في شبوة، واختطاف البرلماني أحمد يحيى الحاج في إب، وقيام جماعة الحوثي بنقل عدد من قيادات حزب الإصلاح المختطفين لديها إلى مواقع عسكرية.

وحمل حزب الإصلاح الحوثيين المسؤولية الجنائية عما يلحق بتلك القيادات من أذى، كما انتقد حقوقيون نشر الحوثيين للأسلحة الثقيلة خاصة المدافع المضادة للطائرات في مناطق سكنية.

ضربات التحالف
في هذا السياق وصف الكاتب والباحث السياسي اليمني باسم الحكيمي ممارسات الحوثيين بأنها نوع من الانتقام والتنكيل بحزب الإصلاح بهدف التأثير على قوات التحالف حتى تخفف من ضرباتها، وقال إن ذلك يتضح جليا في حديث المخلوع على عبد الله صالح الأخير، الذي عد فيه الإصلاح أحد القوى السياسية الفاعلة في البلاد.

وحسب حديث الحكيمي لبرنامج حديث الثورة (30/5/2015) فإن جماعة الحوثي تعوض خسائرها على الجبهة باعتقال الناشطين السياسيين لتعويض هذه الخسائر واستخدامهم دروعا بشرية لوقف الهجمات والقصف، ودعا جميع القوى السياسية إلى الوقوف في وجه الجماعة حتى توقف الزج بالناشطين والمعتقلين في مخازن السلاح.

ومن الناحية القانونية أوضح المحامي والناشط الحقوقي في منظمة "هود" اليمنية عبد الرحمن برمان أن اتخاذ المدنيين دروعا بشرية وتحويل المناطق الآمنة مسرحا للعمليات القتالية يعد جريمة ضد الإنسانية بموجب العديد من الاتفاقيات التي حرمت استخدام المدنيين دروعا بشرية.

وأكد برمان أن استخدام الحوثيين للقوة المفرطة وجعل المناطق المدنية مسارح للقتال يهدف إلى كسب التعاطف العالمي، وأضاف أن منظمة هود تتلقى بلاغات على مدار الساعة عن اعتقال الناشطين السياسيين وعدم السماح للجان حقوق الإنسان بزيارتهم، وقال إن أسر المعتقلين تعاني الرعب والخوف الذي يجعلهم يريدون معرفة مصائر أبنائهم.

حرب بلا سقف
وحول السقف الزمني لحملة "إعادة الأمل" أوضح الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي أن هذه الحملات سوف تستمر حتى يخضع الحوثيون ويلتزموا بالحوار مع إخوتهم، وأكد أن بلاده قادرة على المضي في هذه الحرب للمدى الطويل، وعبر عن أمله بأن تفضي المفاوضات التي تجري في سلطنة عمان إلى حل سلمي، وأشار إلى أن الحملة ليس لها سقف زمني ولا تهدف إلى احتلال مكان، بل ترمي إلى إجبار الحوثيين على أن يصبحوا طرفا سياسيا يفاوض دون سلاح.

وبشأن إمكانية عودة الشرعية تحدث خاشجقي عما وصفها بقوة هائلة تقف مع الشرعية تتمثل في التحالف، وأكد أن الحكومة الشرعية لم تعد ضعيفة، وأنها سوف تعود معززة بقوة التحالف.

النموذج السوري
من ناحيته أشار الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي إلى أهمية وجود دولة تحقق "المواءمة" وتنفذ الاتفاقات عند محاولة فرض واقع معين يجعل من جماعة أنصار الله طرفا سياسيا، وحذر من العديد من المخاطر التي تقتضي أن يتم التفاهم حولها مع أنصار الله مقابل إصلاح واقع الدولة.

وأكد الشرفي أن البلد محتاجة إلى الحل السياسي، ولكنه حذر من أن المسار الحالي الذي تسير فيه البلد قد يماثل النموذج السوري، ودعا إلى وقف إطلاق النار من الجميع سواء "العدوان" من قبل التحالف أو إطلاق النار من قبل الجماعة وإلى ضرورة الدفع في اتجاه الحل السلمي حتى لا ينهك اليمن وتصل الأزمة إلى دول الجوار.

واجب الدولة
وبشأن التطورات الميدانية ومدى رضى الحكومة عنها قال وزير الدولة اليمني محمد بن موسى العامري إن جماعة الحوثي ومن تحالف معها لا تزال تواصل العدوان وتحاول التمدد، وإن هذا السلوك ولد ردود أفعال تمثلت في تكون لجان للمقاومة في مدن لم تكن فيها بالسابق، وأوضح أن إعدادات كبيرة تجري الآن لإعادة ترتيب الجيش الوطني على أسس وطنية جديدة.

وبشأن حظوظ نجاح التحرك السياسي الدولي أوضح العامري أن أي تحرك سياسي يجب أن يكون مبنيا على أسس صحيحة، ووجد أن العودة للحوار هي عمل عبثي وضياع للزمن، لأن الجميع اتفقوا في مؤتمر الحوار الوطني سابقا ومن بعده مؤتمر الرياض مع وجود القرار الأممي 2216، ودعا الجميع إلى السعي لتطبيق مخرجات هذه الاتفاقات.