حديث الثورة

خيارات الحوثيين بعد تقدم المقاومة والتدخل البري المحدود

بحثت حلقة “حديث الثورة” الدلالات السياسية والعسكرية للتطورات المتلاحقة على الساحة اليمنية، وطبيعة مهام القوة العربية المحدودة التي وصلت عدن، وإمكانية تصعيد المقاومة ضد الحوثيين بمختلف مناطق اليمن.

يبدو أن الصراع في اليمن دخل مرحلة جديدة، فقد أكدت المقاومة الشعبية في عدن سيطرتها على مطار المدينة بعد معارك ضارية مع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وقد شاركت قوة عربية محدودة وصلت إلى عدن في معارك المطار، وبالتوازي مع ذلك تحقق المقاومة ومسلحو القبائل تقدما في المعارك ضد الحوثيين في تعز ومأرب.

حلقة الأحد 3/5/2015 من برنامج "حديث الثورة" بحثت الدلالات السياسية والعسكرية لهذه التطورات المتلاحقة على الساحة اليمنية، وطبيعة مهام القوة العربية المحدودة التي وصلت عدن، وإمكانية تصعيد المقاومة ضد الحوثيين في مختلف مناطق اليمن.

كما رصدت خيارات الحوثيين وحلفائهم في هذه المرحلة التي يتصاعد فيها الضغط المحلي والإقليمي والدولي عليهم.
 
استضافت الحلقة من إسطنبول الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني عبد الله الحاضري، ومن الرياض أستاذ العلوم السياسية إبراهيم النحاس، وفي الأستوديو كلا من الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية فايز الدويري والكاتب والباحث السياسي اليمني جمال المليكي، ومن عدن المتحدث باسم مجلس قيادة المقاومة في عدن علي الأحمدي، ومن تعز الناشط الإعلامي زكريا الشرعبي، ومن صنعاء الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي.

إعادة تشكيل الجيش
الخبير العسكري الحاضري استبعد أن تكون قوات التحالف قد أرسلت قوة برية إلى عدن، وقال إنْ كان ذلك صحيحا فقد يكون مرده الحاجة لتحديد مواقع نوعية ولتوجيه الطيران.

وأكد أنه من المفترض عسكريا أن تتم عملية إعادة تشكيل الجيش اليمني قبل أي تدخل بري محتمل من قبل قوات التحالف، مشددا على ضرورة أن تكون الحكومة اليمنية داخل اليمن حتى تدير العمليات، مشيرا إلى وجود ارتباك على هذا المستوى.

عمليات خاصة
من جهته وصف أستاذ العلوم السياسية إبراهيم النحاس الأزمة اليمنية بأنها معقدة بشكل كبير وبالتالي لا ينظر إليها عسكريا فقط وإنما من زوايا متعددة.

وأوضح الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية فايز الدويري أن التدخل البري يتم عبر مستويات متعددة في مقدمتها عاصفة الحزم التي أنجزت الكثير لكنها لم تنجز كل شيء، وفق تعبيره.

ورأى أن المستوى الثاني يتمثل في العمليات الخاصة التي توكل مسؤوليتها لقوات خاصة تكون مهماتها محددة، معتبرا أن الوقت الآن مناسب لبدء هذه المرحلة.

وأعرب الدويري عن أن أمله في أن لا تحدث الحرب البرية بالمعنى الحقيقي لأن تكلفتها يمنيا وإقليميا ستكون باهظة جدا.

وتحدث الناطق باسم مجلس قيادة المقاومة في عدن علي الأحمدي عن عملية نوعية قامت بها المقاومة الشعبية في عدن بالتنسيق مع قوات التحالف.

وأضاف أن المقاومة الشعبية لم تتمكن بعدُ من دخول مطار عدن وهي بانتظار مزيد من عمليات القصف الجوي.

خيارات طهران
بدوره استبعد الكاتب والباحث السياسي اليمني جمال المليكي أن تخوض إيران حربا من أجل اليمن، ورجح أن تحاول بشتى الطرق مواصلة دعمها للحوثيين.

وانتقد المليكي الشكل العشوائي الحالي للمقاومة الشعبية التي قال إنها تفتقد للقيادة الموحدة التي من شأنها أن تمنحها زخما في المعركة، وتدرأ مستقبلا مشاكل مماثلة لما وقع في ليبيا بعدما نفضت الحرب غبارها.

أما الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي فقد رأى أن الدور الإيراني في اليمن لا يزال سياسيا.

وأوضح أن قوة أنصار الله (الحوثيين) ما زالت موجودة على الأرض وتتمتع بتجربة حربية قال إنها قد لا تتوفر عند بعض الجيوش العربية، واعتبر أن أسلوب تعامل دول المنطقة مع الأزمة اليمنية كان خاطئا.

وعلى الصعيدي السياسي قال الباحث اليمني إنه إذا كانت هناك طاولة حوار فيجب أن تقام بهدف تنفيذ ما اتفق عليه اليمنيون في مخرجات مؤتمر الحوار اليمني ومسودة الدستور. 

حاضنة شعبية
من جهة أخرى أكد الناشط الإعلامي زكريا الشرعبي أن المقاومة الشعبية في تعز تتقدم رغم فارق التسليح مع مليشيات الحوثيين وقوات صالح.

وبين أن المقاومة تتمتع بحاضنة شعبية في تعز على عكس الحوثيين الذين أصبحوا يتصرفون على طريقة العصابات، بحسب وصفه.

وفي هذا السياق شدد المليكي على ضرورة الحفاظ على المزاج الشعبي الداعم للتحالف من خلال اتخاذ خطوات إغاثية وإنسانية تصبّ في مصلحة المواطن اليمني.