حديث الثورة

تسليح لجان المقاومة والدور الروسي في الأزمة اليمنية

بحث برنامج “حديث الثورة” تطورات الأزمة اليمنية، واستعرض طلب موسكو من مجلس الأمن إصدار قرار يدعو لهدنة، فيما استغربت دول الخليج هذا الاهتمام الروسي المفاجئ بالشأن اليمني.

تتلاحق المتغيرات في اليمن في ظل استمرار عمليات عاصفة الحزم ضد مواقع الحوثيين وتجمعات مسلحيهم والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

ففي عدن ما زالت المقاومة الشعبية قادرة على صد جميع هجمات الحوثيين في المحافظة، كما تشكل تحالف من قبائل حضرموت داخل مدينة المكلا لفرض الأمن فيها بعد انسحاب قوات الجيش والأمن منها، وفي صنعاء ينفذ مسلحو الحوثي حملة اعتقالات ضد قيادات حزب الإصلاح بعد إعلان هذا الحزب دعمه لعمليات عاصفة الحزم.

أين الأسلحة؟
وفيما يتردد عن تسليح لجان المقاومة الشعبية في اليمن، قال العضو في هذه اللجان محمد العدني إن لجان المقاومة سمعت عبر التلفاز والأخبار فقط عن وجود أسلحة تم تقديمها لدعم اللجان، وأضاف أن الشباب في اللجان يتساءلون عن مكان تلك الأسلحة.

وأكد العدني لحلقة السبت 4/4/2015 من برنامج "حديث الثورة" أن لجان المقاومة تحتاج إلى أسلحة القنص ومناظير الرؤية الليلية والقذائف التي يمكن أن تعادل الكفة، كما يحتاجون إلى وجود القادة العسكريين في الميدان لقيادة المعركة.

وتحدث عن جهود مبذولة من قبل لجان المقاومة لتوحيد جهود كل الجبهات وإيصال الأسلحة، وأكد على فعالية ضربات طيران التحالف وتكبيدها الحوثيين خسائر فادحة وأنها استطاعت إيقاف تقدمهم على بعض الجبهات.

رئيس مركز الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي أشار من جهته لأحاديث تتردد عن عمليات اعتقالات لبعض قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، ورأى أن ذلك يمكن أن يفهم في إطار أن الحزب قام بدعم الحرب والقتال وتخلى عن العملية السياسية.

وحول كمية التسليح الذي تتلقاه لجان المقاومة من تحالف عاصفة الحزم، قال السياسي والباحث اليمني في الشؤون الإستراتيجية عبد المجيد قباطي إن كمية السلاح "ليست كافية"، كما أن نوعيتها "غير فعالة" بالقدر الكافي.

واتفق قباطي في الرأي مع عضو لجان المقاومة الشعبية العدني في أهمية التنسيق والتناغم بين قوات اللجان الشعبية في عمليات استلام وتوزيع الأسلحة في نقاط معينة.

إعلان

أما أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان فرأى أن إرسال السلاح يجب أن يكون إلى أماكن آمنة حتى لا يقع بأيدي الحوثيين أو قوات صالح، وأقر بوجود خلل بالتنظيم بين مكونات اللجان الشعبية اليمنية.

وأشار إلى أن توزيع معسكرات قوات الرئيس المخلوع في طول البلاد وعرضها ساهم بقطع التواصل بين رجال القبائل، وأن اللجان الشعبية تواجه خصما لديه السلاح الثقيل وإستراتيجيات المواجهة القوية، وأكد أن هناك تواصلا يجري مع قيادات عسكرية وزعماء قبائل ستكشف عن نتائجها مقبل الأيام.

فيما شدد المحلل السياسي اليمني إبراهيم القعطبي على أن الحوثيين لن يجلسوا على طاولة الحوار إذا ظلوا أقوياء، ودعا حزب الإصلاح والقوى الموالية للشرعية للتحرك لقطع الإمدادات عن الحوثيين في محافظتي إب وتعز، معتبرا أن الحراك "الشعبي الحقيقي" هو السبيل لإسقاط الحوثيين.

بدوره قال الصحفي السعودي جمال خاشقجي إن قيادة عاصفة الحزم تدرك تماما نوع التسليح المطلوب، وأوضح أن الأيام القادمة قد تشهد تدخلا بريا لقوات التحالف في عدن وليس في شمال اليمن، ودعا إلى إعادة تعريف أطراف المواجهة، مؤكدا أن القتال الآن لا يدور ضد الحوثيين فقط، بل هو قتال ضدهم وضد الدولة العميقة التي كونها الرئيس المخلوع.

التحرك الروسي
وفيما يتعلق بالموقف الروسي، تحدث خاشقجي عن قلق سعودي حيال التحرك الروسي الذي يهدف إلى تعطيل عملية عاصفة الحزم بقرار أممي بحجة دواقع إنسانية، مشددا على أن الرياض تهمها الناحية الإنسانية في اليمن، وأنها أعلنت استعدادها للتعاون في هذه النواحي.

وأكد أن سعي روسيا لإيقاف العملية قد تنتج عنه أزمة دولية، لأن التحالف يضم دولا ذات نفوذ في المنطقة، وأن التحالف يراهن الآن على حدوث انشقاقات في الجيش اليمني تعجل بنهاية الأزمة.

فيما وصف المحلل السياسي العقطبي الموقف الروسي بأنه مناورة تهدف إلى إعطاء الحوثيين فرصة لالتقاط أنفاسهم، ويريدون أن يظهروا للعالم أنهم يستطيعون اللعب على الورقة اليمنية، ونصح موسكو بأن تأمر الحوثيين وقوات علي صالح بوقف القتال إن أرادت تسجيل موقف إنساني.

في المقابل، دافع المحلل السياسي الروسي ليونيد سوكيانين عن موقف بلاده، مؤكدا أن موسكو تسعى لفتح الممرات الإنسانية، وأنها تريد وقف إطلاق النار لإدخال المواد الغذائية.

وقال إن استمرارية الغارات والمعارك تترتب عليها خسائر، نافيا سعي روسيا للتدخل بالصراع اليمني.

وأقر سوكيانين بوجود خلاف بين روسيا ودول الخليج حول المبادرات المطروحة بشأن الأزمة اليمنية، واعتبر أن المهم حاليا هو إجراء المزيد من الجهود والحوارات لتقريب وجهات النظر.

المصدر: الجزيرة