حديث الثورة

تأثير الواقع الليبي على الحوار الدائر في المغرب

بحث برنامج “حديث الثورة” فرص نجاح المباحثات الجارية في المغرب بين الفرقاء الليبيين، وتأثير الأحداث الجارية حاليا في ليبيا على مسارات الحوار.

حاول خبراء من الأمم المتحدة تحديد الجهات التي تتحمل المسؤولية عن انهيار العملية السياسية في ليبيا عبر رصد تطورات العام الماضي.
 
ولم يتضمن تقرير الخبراء في هذا الشأن مفاجآت، إذ وصف اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأنه قاد ما يشبه محاولة انقلاب فاشلة، لكنه في المقابل حرم المؤتمر الوطني العام في ليبيا وقوات فجر ليبيا من إطراء ربما توقعته وهي ترفع شعارات محاربة الإرهاب.

وأشار التقرير إلى دور قوى خارجية في عمليات تهريب السلاح ودعم طرفي الصراع في ليبيا.

بحثت الحلقة دلالات هذا التقرير، ورصدت أثر الواقع الليبي المعقد على جهود الأمم المتحدة الرامية لدفع الأطراف الليبية للتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر محادثات غير مباشرة تُجرى في المغرب.

تعنت البعض
وعن فرص نجاح مباحثات الحوار في المغرب قال المستشار الأول للمؤتمر الوطني الليبي العام أشرف الشح لحلقة الجمعة 6/3/2015 من برنامج "حديث الثورة" إن المحادثات شهدت نوعا من القبول لمسودة الحل الشاملة، وإن هناك نوعا من التقدم رغم تعنت وفد مجلس النواب المنحل ورفضه الاجتماع مع الفرقاء في قاعة واحدة.

وأكد عدم وجود خلاف بين الجميع على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت، لكنه أوضح أن ذلك مربوط بمسار واضح ومقبول من قبل المجتمع الدولي، وعزا تعنت أحد الأطراف ورفضه الجلوس على طاولة المفاوضات إلى اعتماده على اعتراف بعض الدول به.

وطالب الشح ما وصفها بالأطراف الليبية الجادة بتقديم الحلول التي يمكن التحاور حولها، والجلوس على طاولة واحدة والمواجهة والبحث عن نقاط الالتقاء للوصول إلى الحلول المرضية للجميع، وأوضح أن دور بعثة الأمم المتحدة ينحصر في تقريب وجهات النظر.

أما مستشار الدراسات الإستراتيجية والإدارة الدولية عبد الله أمبيه عتامنة فأوضح أن المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون لم يلتزم بأدبيات الحوار ولم يوفر الضمانات الحوارية التي تمثل قاعدة مشتركة لجميع الأطراف، وتشعرها بأهمية هذه الجلسات.

ولتحقيق السلم الاجتماعي دعا عتامنة إلى عدم شخصنة القضية والأدب في الحوار والرد عليه، وأكد أن المبعوث الأممي لا يريد أن يستمع إلى الاستشارات العلمية التي تسهم في إنجاح الحوار، بل يبحث عن المجد الشخصي فقط حتى يتبوأ منصبا آخر في الأمم المتحدة.

المولدي الأحمر: النظام المصري يمثل نموذجا سيئا للداعمين لأحد الأطراف بما يؤدي إلى تعميق الأزمة الليبية

تعقيدات خارجية
من جهته، أكد الأكاديمي والباحث في الشؤون الليبية المولدي الأحمر أن المباحثات يحضرها سفراء أوروبيون ومندوب الأمم المتحدة فقط رغم أن الملف الليبي تحيط به العديد من التعقيدات السياسية الخارجية التي تفرض وجود بعض الأطراف الدولية في مباحثات الحل النهائي.

وأوضح أن تاريخ ليبيا مع الأمم المتحدة حافل بالتعقيدات، ودعا الليبيين إلى إدراك ضرورة الاتفاق على بعض النقاط وترتيب أولوياتها.

من ناحية أخرى، أوضح الباحث في القضايا العربية والإسلامية صلاح القادري أن هناك عوامل ثلاثة تتحكم بالمشهد الليبي وتؤثر فيه، تتمثل في الدول الداعمة والمجتمع الدولي ودول الجوار.

وضرب مثلا بالنظام المصري الذي أوضح أنه يمثل نموذجا سيئا للداعمين لأحد الأطراف بشكل يؤدي إلى تعميق الأزمة الليبية، وأكد أن باقي دول الجوار تصرفت بشكل جيد -حتى الآن- لأنها رفضت التدخل الدولي في البلاد.

وأشار إلى أن الأطراف الداخلية الليبية التي تقصف مطار معيتيقة تبعث برسالة مفادها عدم وجود إرادة داخلية لديها تدعم الوصول إلى حل سياسي وسلمي يعكس نموذجا مثاليا.

وأكد أن استمرار بعض الدول في تسليح ودعم أحد الأطراف يشجع على مواصلة دفع البلاد نحو الهلاك والتسبب في أزمات اقتصادية وإنسانية وسياسية، كما أوضح أن قبول هذه الأطراف القيام بهذا الدور يجردها من الدور الوطني تجاه الشعب الليبي.