
تصاعد الأحداث باليمن ومآلات الأزمة الراهنة
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه معسكر الأمن المركزي والقوات الخاصة في لحج تأييد الرئيس عبد ربه منصور هادي، فيما سجلت طلعات جوية نفذتها طائرات حربية قادمة من صنعاء فوق القصر الرئاسي بعدن.
حلقة الجمعة (20/3/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت تصاعد الأحداث في اليمن وتأثيراتها على مآلات الأزمة الراهنة على خلفية هذه التفجيرات التي شهدتها صنعاء.
سيناريو العراق
بشأن هذا الموضوع اعتبر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام بالمحافظات الجنوبية أحمد الميسري أن ما حدث من تفجيرات في العاصمة "أمر مؤسف للغاية وكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وفاجعة لليمنيين".
ويرى الميسري أن قتل الأبرياء دون ارتكاب أي ذنب الهدف هو دخول مربع استهداف الجوامع على غرار ما حدث ويحدث في العراق حتى اليوم.
ويتفق الكاتب والباحث السياسي اليمني الدكتور محمد جميح مع تحليل الميسري في التشابه بين ما يحدث اليوم في اليمن وما حدث في العراق منذ سنوات لإشعال فتنة طائفية تخدم مصالح إيران فيه.
وقال إن تفجيرات اليوم تذكرنا بتدمير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء العراقية عام 2006، والتي انتهت بوقوع العراق في يد الإيرانيين وفق رأيه، معتبرا أن السيناريو نفسه يتم تنفيذه في اليمن مع اختلاف الوضع، لأن اليمن لا توجد فيه مساجد خاصة بكل مذهب.
واعتبر جميح أن هذا المخطط الإيراني يهدف إلى التفرقة بين السنة واليزيدين، وشرخ الصف اليمني العربي لإيجاد مدخل للطائفية، ودعا الدول العربية إلى دعم الرئيس الشرعي في اليمن لمواجهة هذا التمدد الإيراني.
مخطط إقليمي
في المقابل، اتهم الخبير في شؤون جماعة أنصار الله "الحوثيين" والمقرب من الجماعة محمد العماد بعض الأطراف الإقليمية بمحاولة جر اليمن إلى نار الفتنة والحرب الطائفية.
وقال إن معظم القوى السياسية مشاركة في تلك الأحداث حتى وإن كان المنفذ من خارجها أو من خارج اليمن ككل، وأضاف أن المملكة العربية والسعودية ومن خلفها بريطانيا وأميركا هي من صدرت "الإرهابيين" لليمن، بهدف ترسيخ شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ولو على حساب دماء اليمنيين، بحسب قوله.
وردا على سؤال بشأن الأدلة على اتهاماته للسعودية ولدول الإقليم، قال العماد إنه لا يمكن الحصول على أدلة من عمل المخابرات الدولية، لكنه أشار بأصابع الاتهام إلى الخطاب الأخير للرئيس هادي الذي اعتبر أنه كان تحريضا يخدم مثل هذه التفجيرات.
وبشأن الموقف السعودي رفض أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم النحاس الاتهامات للمملكة بأنها تقف وراء ما يحدث في اليمن، وقال إنه لا يوجد دليل واحد على هذه الاتهامات التي لا تستند إلى تحليل سياسي منطقي.
وأكد أن السعودية لو أرادت أن تحدث فرقة في الداخل اليمني لأحدثتها منذ فترة طويلة جدا، ولكن العكس هو الصحيح فما يحدث في اليمن يؤثر في المملكة، للاعتبارات الجغرافية والقبلية وغيرها.
وختم بأن جماعة الحوثي "العميلة لإيران" لا تسيطر إلا على أجزاء بسيطة جدا من اليمن، وعلينا انتظار العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، ونحن واثقون بعودة الرئيس هادي قويا كما كان، وسينبذ الشعب اليمني هذه الجماعة ولكن عليه التحرك.