حديث الثورة

ملامح الفترة المقبلة في اليمن

ناقشت الحلقة ملامح الوضع باليمن خلال الفترة المقبلة في ظل تصريحات الرئيس عبد ربه منصور هادي التي اتهم فيها إيران بالتورط بكل ما اقترفه الحوثيون.

غادر رئيس المجلس السياسي لـجماعة الحوثي صالح الصماد إلى إيران على متن أول طائرة إيرانية وصلت صنعاء في إطار اتفاقية طيران وقعتها طهران مع الحوثيين.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، التي أصبحت في قبضة الحوثيين، إن الصماد توجه إلى إيران على رأس وفد سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها.

وتابعت الوكالة أن الزيارة الرسمية تأتي ترجمة لتوجيه زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي بفتح آفاق العلاقات مع من سماها الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني.

حلقة الأحد 01/03/2015 من برنامج "حديث الثورة" تطرقت إلى هذا التطور في علاقة الحوثيين مع إيران الذي جاء متسقا مع تصريحات أطلقها من عدن الرئيس عبد ربه منصور هادي اعتبرت تأسيساً لمرحلة جديدة، واتهمت إيران بالتورط في كل ما اقترفه الحوثيون.

وشارك في الحلقة عضو مؤتمر الحوار الوطني شفيع العبد، والكاتب والمحلل السياسي محمد جميح، والصحفي المؤيد لجماعة الحوثي عابد المهْذَري، والأكاديمي والكاتب السعودي خالد بن محمد باطرفي.

عودة الأمل
وقال العبد في مستهل حديثه إن خروج الرئيس هادي من منزله والعودة إلى عدن شكّل عودة الأمل والحلم لليمن باعتباره يمثل الشرعية الدستورية.

واعتبر تصريحات هادي خطوة متقدمة باتجاه خلق حالة من الاصطفاف الشعبي لتحرير العاصمة صنعاء.

وشدد عضو مؤتمر الحوار الوطني على ضرورة أن يعمل هادي على تغيير الأدوات التي كان يعمل بها في الفترة السابقة، مؤكدا أن المرحلة الحالية تتطلب الشراكة مع كل القوى السياسية.

ودعا شفيع العبد القوى السياسية إلى التوقف عما وصفه بالحوار العبثي في صنعاء، مضيفا أن الحوثيين لا يجيدون أي لغة غير لغة العنف والسلاح.

وذكر أن على اليمنيين استبعاد جماعة الحوثي اجتماعيا وسياسيا والاحتشاد حول الشرعية.

الصورة الحقيقية
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح "اليوم استعدنا الصورة الحقيقية للرئيس هادي، وسنستعيد بعدها صنعاء".

وبين أن تصريحات هادي تجاوبت مع خطابات الجماهير التي تؤكد أن العاصمة صنعاء محتلة من قبل مليشيات الحوثيين.

ورأى أن إيران هي التي ربت الحوثيين وزرعتهم بالمنطقة الحساسة على الحدود اليمنية السعودية، منبها إلى أن الإيرانيين سيصدرون لليمن المخدرات والبضائع الفاسدة والأسلحة والمليشيات الطائفية على غرار ما حدث في العراق، حسب قوله.

وأكد جميح أن جماعة الحوثي لن تستطيع أن تغلب شعبا عربيا أصيلا، لافتا إلى أن اليمنيين سيستميتون من أجل استعادة عاصمتهم.

وأوضح أن لدى الرئيس هادي الخيار الشعبي والقبلي والعربي والإقليمي، مشددا على ضرورة أن يحافظ الخليجيون على أمنهم القومي في خاصرته الجنوبية.

انعتاق
وفي المقابل قال الصحفي المؤيد لجماعة الحوثي عابد المهْذَري إن اليمن وصل إلى مرحلة متقدمة من الانعتاق من قوى الهيمنة والتسلط التي ظلت جاثمة طوال عشرات السنين على صدور اليمنيين.

وحول التقارب بين الحوثيين وإيران، أشار المهذري إلى أن الرئيس هادي هو الذي أعاد الإيرانيين لليمن وليس جماعة الحوثي.

أما الأكاديمي والكاتب السعودي خالد بن محمد باطرفي فقد أكد أن الشرعية الآن مع الرئيس هادي المنتخب الذي صوت له ملايين اليمنيين.

وأشار إلى قلق دول الخليج من الدور الإيراني في اليمن، مؤكدا أن هذا البلد عبر التاريخ كان مقبرة للغزاة.

وأضاف أن الخليجيين أدركوا أن الفترة السابقة تسببت في كثير من الخلل استطاعت من خلاله إيران النفاذ إلى المنطقة.

وبيّن أن كل دول الخليج تشدد على ضرورة المحافظة على وحدة اليمن، ولم تبد أي منها موقفا يدفع باتجاه فكرة الانفصال.