حديث الثورة

اليمن.. جبهات مشتعلة وجهود للحوار

ناقش برنامج “حديث الثورة” أبعاد تصعيد مليشيات الحوثي وصالح من عملياتها رغم التحضير الجاري لجولة جديدة من المحادثات بين الأطراف اليمنية في جنيف.

أبدى مستشار الرئيس اليمني عضو وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات جنيف عبد العزيز جباري استعداد الحكومة اليمنية للتوصل إلى سلام حقيقي مع الحوثي وصالح في جنيف شريطة التزامهم بالقرار الأممي رقم 2216 من أجل وقف إعادة الدولة ووقف سفك الدماء في اليمن.

وفي حلقة برنامج "حديث الثورة" بتاريخ 13/11/2015 التي ناقشت أبعاد تصعيد مليشيات الحوثي وصالح من عملياتها رغم التحضير الجاري لجولة جديدة من المحادثات بين الأطراف اليمنية في جنيف، دعا جباري من سماهم "الإخوة الأعداء" -في إشارة إلى الحوثي وصالح- إلى اتخاذ خطوات عملية لإبداء حسن النية ووقف الاعتداءات على تعز وإطلاق سراح الأسرى.

ونفى جبوري تعرض الحكومة اليمنية لضغوط من أجل الذهاب لمحادثات السلام، وقال إن تقدم الحوثيين وصالح على الأرض لا يعني الحصول على امتيازات، ولا خيار لهم سوى تنفيذ القرار الأممي وعودة الشرعية ومؤسساتها. ودعا دول التحالف العربي ورئاسة الجمهورية والحكومة إلى الوقوف إلى جانب تعز من أجل استعادة الدولة التي تحمي حقوق الجميع.

من جهته قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان إن هناك فجوة كبيرة بين الحكومة اليمنية والحوثي وصالح، معتبرا أن الحوثي وصالح لا يراهنان على تسوية سياسية ويريدان السيطرة على الأرض والجغرافيا في اليمن.

ورأى شمسان أن صالح يدرك أنه إذا خسر تعز فسيخسر اليمن بكاملها، كما أن الحوثي لن يتركها لإقامة دولته المزعومة، مشيرا إلى أنه يمكن إنقاذ تعز من المنطقة الشرقية، لكن المشكلة هي أن قوات التحالف غير واثقة من المقاومة في الداخل. واعتبر أن تعز هي مفتاح استعادة الدولة اليمنية.

تحرير تعز
بدوره اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد حسن الشهري أن تعز لن يكون بالإمكان تحريرها ما لم يوحد العمل العسكري باندماج المقاومة الشعبية والمجالس العسكرية والجيش الوطني، مشيرا إلى أن التحالف يريد التعاون مع قيادة موحدة.

وردا على سؤال لماذا لم يقطع التحالف الإمدادات على الحوثيين في تعز، قال الشهري إن خطوط الإمداد تمر عبر مناطق آهلة بالمدنيين، وهو لا يريد قتل المدنيين خلافا للحوثيين الذين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية.

عملية عسكرية خاطفة
وأضاف أن تعز بحاجة إلى عملية عسكرية برية خاطفة تقوم بها نخبة من قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمجالس العسكرية مهما كانت التضحيات، ويتم ذلك بغطاء من التحالف لفك الحصار من الجهة الغربية للمحافظة.

بدوره اعتبر مقرر مجلس تنسيق المقاومة في تعز ضياء الحق الأهدل أن الحوثيين يريدون تحقيق مكاسب على الأرض لفرض شروط مجحفة على الشعب اليمني في أي محادثات، مستغربا أن تظل الحكومة اليمنية تراهن على جدية الحوثي وصالح في المفاوضات.

ورأى الأهدل أن حسم المعركة في تعز هي عامل حاسم من عوامل نجاح أي حوار مع الحوثي وصالح، مشيرا إلى أن احتياجات المقاومة الشعبية لحسم المعركة في تعز تتمثل في مدها بسلاح نوعي وشراكة عملية بدخول قوات التحالف على الأرض.

وضع كارثي
أما الأمين العام لنقابة الأطباء اليمنيين في تعز الدكتور صادق الشجاع فقد وصف الوضع الإنساني والصحفي في تعز بأنه "مأساوي وكارثي".

وأوضح أن 30 مستشفى من أصل 40 أغلقت، مشيرا إلى أن المستشفيات العاملة في المدينة تستهدف بقصف يومي من قبل مليشيا الحوثي وقوات صالح خاصة مستشفى الثورة الذي يعد أكبر مستشفى حكومي في المدينة.

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تفرض حصارا خانقا على المدينة من مداخلها وتمنع وصول الدواء وأسطوانات الأوكسجين اللازمة لإجراء العمليات الجراحية وكذلك منع دخول مياه الشرب، مشيرا إلى نفاد الأدوية والمضادات الحيوية وأدوية التخدير ومستلزمات جراحة العظام والمناظير والأشعة.