حديث الثورة

موسكو وواشنطن وطهران.. حدود التنافس والتنسيق بسوريا

ناقشت حلقة (1/10/2015) من برنامج “حديث الثورة” محددات التنافس والتكامل في علاقات القوى المنغمسة في الصراع السوري، خاصة روسيا وإيران والولايات المتحدة.

الضربات الجوية الروسية على الأراضي السورية مستمرة رغم القلق والانتقادات الغربية والإقليمية. ولم تقتصر هذه الضربات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، بل شملت أيضا جماعات سورية أخرى معارضة تعتبرها موسكو إرهابية.

وزيادة على ذلك فهناك تقارير تتحدث عن الاستعداد لعملية برية في الشمال السوري تشارك فيها قوات من إيران وحزب الله بغطاء جوي روسي.

تطورات تفرض تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين أطراف هذا التحالف الداعم للنظام السوري بقيادة روسيا، وإلى أي مدى يمكن أن يصل التورط الروسي في الصراع السوري خاصة مع الأنباء عن نشر قوات من مشاة البحرية الروسية على الأراضي السورية، وحقيقة الموقف الأميركي من هذا الدور الروسي، وتداعيات هذا الدور على الأزمة السورية، وهل سيؤدي إلى إطالة أمدها؟

حلقة (1/10/2015) من "حديث الثورة" ناقشت محددات التنافس والتكامل في علاقات القوى المنغمسة في الصراع السوري، خاصة روسيا وإيران والولايات المتحدة.

موقف واشنطن
فمن وجهة نظر سفير الائتلاف السوري المعارض في واشنطن نجيب الغضبان فإن التدخل الروسي لم يتم برضى أميركي، ولكنه جاء في غياب موقف أميركي قوي بسبب تردد واشنطن في الانخراط في المشهد السوري.

بدوره يرى باري بافيل نائب رئيس المجلس الأطلسي والمستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن واشنطن ما كانت لترحب بانخراط روسي في سوريا، لكن إدارة أوباما كانت مترددة في التدخل في سوريا لأنها تعتبر أن هذا التحرك سيعقد الوضع أكثر.

في المقابل أعرب الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة عن اعتقاده بأن الموقف الأميركي كان متماهيا مع الموقف الإسرائيلي منذ البداية لإطالة أمد الحرب وتدمير سوريا عبر منع السلاح النوعي عن المعارضة.

وقال إن هناك حالة من التنسيق بين الفرقاء لإجهاض ثورة الشعب السوري والإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد، واصفا ما يجري بالمؤامرة المفضوحة على الشعب السوري.

روسيا وإيران
وبخصوص التدخل الروسي في سوريا يشير نجيب الغضبان إلى أن موسكو كانت موجودة منذ اليوم الأول للصراع عبر تزويد الأسد بأدوات القتل "وهي الآن تتدخل بشكل مباشر".

أما الزعاترة فرأى أن الروس يتدخلون جوا في سوريا، بينما يتدخل الإيرانيون برا باعتبار أن سوريا تمثل مشروع التمدد الإيراني.

وأضاف أن المشهد في سوريا بالغ التعقيد والدخول الروسي يزيده تعقيدا، مؤكدا أن إيران الآن تشتري بعوائد البرنامج النووي كل المواقف الأوروبية.

أما الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي فلم يستبعد تدخل قوات إيرانية لدعم القوات السورية وحزب الله إذا طلبت دمشق ذلك.

وقال إن هناك تقسيما للعمل بين روسيا وسوريا وإيران وقد يلتحق بهم العراقيون, نافيا وجود منافسة بينهم بقدر ما هناك تقسيم للمهام وتفاهم بصرف النظر عن المصالح.

وبشأن التفاهمات الروسية الإسرائيلية أوضح أفقهي أن مصالح إسرائيل في الداخل السوري ليس فيها مساحات مشتركة بين طهران وموسكو.

من جانبه عبر باري فيل عن قناعته بأن هدف الانتشار الروسي هو حماية النظام السوري، وتعقب مواقع الجماعات المسلحة, متوقعا أن تطيل العمليات العسكرية من أمد الصراع وتعميق المأساة الإنسانية.

ونفى وجود تنسيق بشأن الغارات التي شنتها روسيا قائلا إنه تم إبلاغ الأميركيين بها قبل ساعة واحدة من تنفيذها فقط، ولم يستبعد أن يتعرض الجنود الروس لمجازر إذا أقدموا على أي مغامرة برية.

في المقابل يرى نيكولاي سوخوف الباحث في معهد الاستشراق ونائب رئيس مركز الدراسات الشرق أوسطية أن التدخل الروسي سيقتصر على القوة الجوية فقط، مشيرا إلى وجود تخوف داخل المجتمع الروسي من تكرار حرب أفغانستان والشيشان.

وأضاف سوخوف أن الوسائل التقنية المعاصرة دقيقة جدا تسهل عملية تدمير الأهداف على الأرض بدقة دون اللجوء إلى قوات برية.

وقال إن الشعب الروسي لا يهتم كثيرا بما يجري في سوريا لأن لديه مشاكله الداخلية، لكن التخوف يوجد على مستوى الخبراء والسياسيين.