حديث الثورة

موازين القوى في الأزمة السورية ومساعي الحوار

بحثت حلقة “حديث الثورة” يوم 3/1/2015 في تأثير موازين القوى الميدانيّة القائمة بين أطراف الأزمة السورية على المساعي الجارية لعقد حوار بينها.

بين مستجدات ميدانية وتحركات سياسيّة ومبادرات دوليّة، بدا مسار المشهد السوري مقبلا على فرز في أكثر من اتجاه.

فميدانيا عمل كل طرف من أطراف الأزمة، بما فيها النظام، على استعراض قوّته وما يراه مكاسب نوعية على الأرض. وفي الوقت نفسه بدت المعارضة على مفترق طرق في الموقف من قبول المبادرة الروسية الداعية لحوارات تشاوريّة يمكن أن تقود إلى حوار مع نظام بشار الأسد.

وبحثت حلقة "حديث الثورة" يوم 3/1/2015 في تأثير موازين القوى الميدانيّة القائمة بين أطراف الأزمة السّورية على المساعي الجارية لعقد حوار بينها.

توازن الموت
القائد الميداني في المعارضة السورية المسلحة، عبد الجبار العكيدي، تحدث عما سماه توازن الموت بين الثوار وبين النظام "المجرم والمليشيات الطائفية التي جلبها معه"، وقال إن هناك انتصارات كبيرة تحققت للمعارضة في حلب والقلمون.

وعن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لحي جوبر في دمشق التي أعلن عنها قبل أيام، قال إنها مسرحية لرفع معنويات قوات النظام السوري المنهارة، وكانت الزيارة على أطراف الحي الذي يبعد ثلاثة أو أربعة كيلومترات عن قصر بشار الأسد، وكانت تحت الأرض وضمن تحصينات شديدة.

هذا الأمر رفضه الخبير العسكري والإستراتيجي العميد هشام جابر، الذي قال إن زيارة الأسد رفعت الكثير من معنويات الجنود "وربما كانت محضرة جيدا وفي أماكن محصنة، لكنها كانت في جوبر".

أضاف العكيدي أن التشكيلات العسكرية الجديدة جاهزة للقتال، لافتا إلى أن تشكيل الجيش الأول في درعا يضم عشرة آلاف فرد.

وقال هشام جابر إن لا أحد يستطيع القول إن طرفا في سوريا حسم الأمر بل هي معارك كر وفر، مضيفا أن لا أحد ينكر فقدان النظام السيطرة على ما يقارب نصف البلد أو ينكر سيطرة جبهة النصرة على حوران والقنيطرة، لكن أولويات النظام كانت تأمين الطريق بين دمشق والساحل والمناطق الأساسية بينهما كحمص التي تقع في منتصف الطريق، وهذه كلها مؤمّنة.

وسياسيا، رأى جابر أن أربع دول بيدها الحل السياسي، وهي روسيا وإيران وتركيا وأميركا، وعلى هذه الدول أن تجد هذا الحل وإلا ستنفجر الأوضاع.

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي عمر كوش إن التحرك الروسي لم يكن مبادرة بل مجموعة أفكار، وإنه ناجم ليس فقط عن تقدم المعارضة ميدانيا بل لانشغال أميركا في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد كوش أن تنظيم الدولة "خطر داهم" على المعارضة، الأمر الذي ذهب إليه أيضا العكيدي الذي قال إن حزب الله ليس هو فقط من يحمي النظام بل تنظيم الدولة الذي كان خنجرا مسموما وقتل من الثوار أضعاف ما قتل النظام، بحسب قوله.

بدوره قال الكاتب الصحفي المقرب من قوى 8 آذار يونس عودة إنه لا يوجد الآن جيش حر في سوريا، بل النصرة وتنظيم الدولة، وإنه ليس شرطا على المعارضة أن يكون لها حضور عسكري وإنما ممكن أن يكون الحضور شعبيا إذا قررت المشاركة في رسم حل سياسي و"عزل الإرهابيين".