حديث الثورة

أهداف معارك القنيطرة وانعكاساتها على سوريا وإسرائيل

ناقشت حلقة برنامج “حديث الثورة” المعارك المسلحة بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري في جبهة القنيطرة، والتطورات العسكرية ومدلولاتها في المشهد السياسي للثورة، وانعكاسات ذلك لدى الدوائر السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

تواصل قوات المعارضة السورية تحقيق التقدم على جبهة القنيطرة بعد سيطرتها على كامل خط الحدود مع إسرائيل في الجولان، ويفيد الناشطون بأن المعارضة تسعى حاليا لقطع طريق الإمداد الإستراتيجي بين درعا وريف دمشق الغربي وسط عمليات قصف من جانب قوات النظام.

وناقشت حلقة من برنامج "حديث الثورة" يوم 6/9/2014 المعارك المسلحة بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري في جبهة القنيطرة، والتطورات العسكرية ومدلولاتها في المشهد السياسي للثورة.

أسعد الزعبي:
المناطق المحررة تسمح للمعارضة بالمناورة والاختباء والإمداد بينما لم يبق للنظام طريق واحد باتجاه الشرق، وما تحقق على الأرض سيسمح لثوار بالتواصل مع أشقائهم الثوار في الريف الغربي الجنوبي لدمشق

وعن أهمية القنيطرة بالنسبة للمعارضة السورية، قال الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي إن هناك مستطيلا حرره الثوار حدوده من الشمال تتمثل في نقطة تل مسحرة وهي من أهم النقاط، بالإضافة إلى منطقة نبع الصخر التي تم تحريرها أيضا، ومن الجنوب النقطة المثلثية الواقعة بين سوريا والأردن وإسرائيل.

وأضاف أن هذا المستطيل يسمح بإمكانية المناورة والاختباء والإمداد لقوات المعارضة من الشمال والجنوب والشرق والغرب وبعمق 15 كيلومترا، في حين لم يبق للنظام طريق واحد باتجاه الشرق، مضيفا أن ما تحقق على الأرض سيسمح لثوار بالتواصل مع "أشقائهم الثوار" في ريف دمشق.
الطريق لريف دمشق
من الميدان في مدينة القنيطرة أكد القيادي في حركة المثنى الإسلامية أبو ماريا ما ذهب إليه الزعبي قائلا إن السيطرة على النقاط الإستراتيجية جعلت قوات المعارضة على بعد عشرين كيلومترا من ريف دمشق المحاصر من قبل قوات النظام.

وعن موقف المعارضة من إسرائيل التي يوجد جيشها على بعد خمسين مترا منها، قال إن هذا "قدرنا أن نشق طريقا إلى دمشق من هذه المنطقة ولسنا نحن من اختار" إسرائيل لتكون هنا، مضيفا أن التحالف بين إسرائيل والنظام واضح على الأرض حيث يقصف الجيش الإسرائيلي مستودعات الأسلحة "الفتاكة" كلما رأى أن المعارضة بصدد السيطرة عليها.

من جانبه اتهم الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر قوات المعارضة بأنها صنيعة إسرائيل ونسخة جديدة من قوات أنطوان لحد التي تحالفت مع إسرائيل في لبنان، وبأن عشرات الجرحى يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية ويزوروهم وزراء إسرائيليون للاطمئنان عليهم، مضيفا أن السيطرة على هذه المواقع لن تستمر أسبوعا أو أسبوعين، حسب قوله.

ورأى أن قصف إسرائيل مستودعات جيش النظام يستهدف تقديم خدمة لقوات المعارضة حتى تمنع قوات النظام من القدرة على القصف، مشيرا إلى أن إسرائيل سبق أن استهدفت بالقصف عمق وقاسيون عدة مرات حيث لم تكن المعارضة موجودة بما يعني أن هدف إسرائيل ضرب قدرات الجيش كعنوان رئيسي لها.

فيصل عبد الساتر:
إسرائيل سبق أن استهدفت بالقصف عمق وقاسيون عدة مرات حيث لم تكن المعارضة موجودة بما يعني أن هدف إسرائيل ضرب قدرات الجيش النظامي كعنوان رئيسي لها

التحالف مع إسرائيل
بدوره قال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جمال الوادي إن إسرائيل لها مصلحة في الاقتتال السوري، لكنها لن تجد من الثوار حليفا لها، في حين أن الأدلة على وجود تحالف بين النظام وبينها كثيرة، مشيرا إلى أن تصريح رامي مخلوف عن ارتباط انهيار سوريا بانهيار إسرائيل كان مبكرا في بداية الثورة، وأن إسرائيل منعت حملة عسكرية ضد النظام السوري بعد ضرب الغوطة بالكيميائي.

وقال الوادي إن النظام السوري هو من حافظ على أمن إسرائيل طوال أربعين عاما، وإنه وهو ابن القنيطرة كان لا يستطيع الدخول إليها إلا بتصريح ويخضع للتفتيش ولا يسمح له بحمل حتى ولو آلة حادة.

أما الكاتب والمحلل السياسي نظير مجلي فقال عن نظرة إسرائيل إلى قوات معارضة على حدودها إن تل أبيب تريد أن ترى سوريا بلا جيش قوي، مضيفا أن الجيش ينهار الآن وأن الدوائر السياسية الإسرائيلية في حيرة، فهي تريد جهة مستقرة في سوريا وتريد ضرب الأسد في آن، على حد قوله.

ورأى مجلي أن كلا من النظام السوري والمعارضة يرسل رسائل طمأنة إلى إسرائيل، لكن مع سيطرة المعارضة على القنيطرة بدأت في إسرائيل أصوات تعلو بأنه يجب عدم السماح بوجود دولة إسلامية متطرفة إلى جانب دولتهم.