حديث الثورة

انتهاكات قياسية بالعام الأول لانقلاب مصر

ناقشت حلقة الخميس (3/7/2014) الأوضاع المصرية خلال عام تلا الانقلاب العسكري الذي قادة عبد الفتاح السيسي للإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد يوم 3 يوليو/تموز 2013.

سلطت حلقة الخميس (3/7/2014) من برنامج "حديث الثورة" الضوء على أهم الأحداث السياسية والانتهاكات التي شهدتها مصر، بعد مرور عام على الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، لدرجة جعل من الممكن تسمية هذا العام بعام "الأرقام القياسية".

فمنذ 3 يوليو/تموز 2013 حتى الآن، وصلت أعداد قتلى المظاهرات السلمية لعدة آلاف، وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر، وصدرت أحكام بالإعدام ضد أكثر من 1200 من معارضي الانقلاب في سابقة خطيرة.

كما قفزت أعداد المعتقلين السياسيين أو المطلوبين قضائيا إلى أكثر من أربعين ألفا بخلاف آلاف المفقودين وحالات الإخفاء القسري، وهو أيضا عام المحاكمات السياسية غير المسبوقة التي وصلت في بعض الأحيان لعشرات القضايا ضد الشخص الواحد.

أما النساء المصريات فقد اعتقل المئات منهن، وتعرض العشرات منهن للاغتصاب وهن قيد الاحتجاز. كما يمكن وصف العام الماضي بـ"عام قياسي في ذبح الإعلام" حيث قتل 14 صحفيا، واعتقل أكثر من سبعين آخرين، كما أغلقت فيه جميع الصحف والقنوات التلفزيونية المعارضة للانقلاب.

صمود غير مسبوق
وتعليقا على خروج المظاهرات المعارضة للانقلاب -بمناسبة الذكرى الأولى- في مختلف أرجاء البلاد، وصف رئيس تحرير جريدة العربي الجديد وائل قنديل نزول المصريين إلى الشارع بأنه "صمود غير مسبوق" ضد سلطة مارست كل أنواع البطش والقتل ضد المتظاهرين السلميين".

وقال قنديل إن اليوم "حافل بكل المقاييس" رغم عمليات الاعتقال التي تطال كل من يعتقد بقدرته على تحريك الحشود، ورغم تصريحات قوات الأمن بأنها ستتعامل مع المظاهرات بكل أنواع الأسلحة.

وردا على ما يقال بأن جميع المشاركين في المظاهرات ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وصف رئيس تحرير العربي الجديد ذلك بالتضليل، مؤكدا أن المشاركين جلهم من الشباب، معتبرا ذلك "تغييرا عضويا وإدراكا لأن ما جرى في 30 يونيو/حزيران (2013) ثورة مضادة".

ووصف مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية -التي وقعت في 14 أغسطس/آب الماضي وأسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي– بأنها تمثل "خط الاستواء بين أن تكون إنسانا أو أي شيء آخر".

وتساءل قنديل عن مصير المطالب التي رفعتها حركة تمرد لإسقاط الرئيس المنتخب، مؤكدا أنها لا تزال موجودة بالأضعاف. كما أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي -الذي قاد الانقلاب حينما كان وزيرا للدفاع- لم يحقق أي بند من خريطة الطريق التي أعلنها عند عزل مرسي.

انقلاب على الانقلاب
وشدد على أن السيسي انقلب على الانقلاب وعلى خريطة الطريق، مشيرا إلى أن ذلك طبيعي ولا سيما أن التحرك (الانقلاب) كان "عسكريا دينيا وجرى امتطاء القوى المدنية لتمريره".

وأبدى استنكاره لترديد مصطلح "ثورة 30 يونيو"، موضحا أن الثورات يدعو لها الشباب والمجموعات الثورية والقوى المتضررة من نظام الحكم وليس وزراء الداخلية والدفاع، وأشار إلى أن اثنين من وزراء الداخلية السابقين كانوا في طليعة المتظاهرين في ميدان التحرير.

وتعليقا على دور الإعلام، قال إن مصر يديرها إعلام "ليكودي (نسبة لحزب الليكود) يفرح بضرب غزة من جانب الإسرائيليين"، معتبرا أن حبس الصحفيين يمثل حلقة في سلسلة طويلة من "الجرائم" التي يرتكبها النظام المصري منذ الانقلاب دون أي تورع.

مظاهرات للإخوان
في المقابل وجه عضو اللجنة المركزية لحركة "تمرد" حسن سليمان التحية للشعب المصري بمناسبة ما سماها "ذكرى ثورة 30 يونيو"، وقلل من أعداد المشاركين في المظاهرات المعارضة للانقلاب في ذكراه الأولى، ووصفها بأنها "مظاهرات للإخوان" فقط.

وقال سليمان إن الشعب المصري لم يتجاوب مع دعوات الإخوان للتظاهر، مشيرا إلى أن القوى المعارضة للسلطة الحالية ترفض المشاركة مع الإخوان في فعالياتهم، رغم توحد الهدف.

ووصف دعوات التظاهر في ذكرى الانقلاب بأنها دعوة للفوضى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مصر تواجه ما سماها "حربا على الإرهاب".

وحسب عضو تمرد فإن العديد من الإنجازات تحققت خلال العام المنصرم، أبرزها إقرار الدستور الجديد وإجراء الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه بإجراء الانتخابات البرلمانية خلال الشهور المقبلة تكون كل بنود خريطة الطريق التي أعلنت في أعقاب عزل مرسي قد أنجزت.

وردا على الاتهامات الموجهة لتمرد بالتفكك، قال سليمان إن الحركة كانت تملك مشروعا موحدا، وليس برنامجا سياسيا يلتف حوله كل أعضائها ومؤيديها.