حديث الثورة

تأثير الأزمة بسوريا على تطورات العراق ومخاطر التفكك

في ظل تقاطع المصالح وتعقيدات الحسابات الإقليمية والدولية تثار تساؤلات عن طبيعة الحل لأزمتي العراق وسوريا، هل يكون عسكريا أم سياسيا، إقليميا أم دوليا؟ وما الأطراف الفاعلة في هذا الإطار؟
وسط تفاقم الوضع في العراق، تصاعد الحديث عن مخاطر التفكك، وبدأت تتلاحق الأسئلة بشأن تأثير ذلك على استقرار المنطقة ودول الجوار، فما تأثير الوضع في سوريا على تطورات الأوضاع في الجوار العراقي؟

حلقة الجمعة 27/6/2014 من برنامج "حديث الثورة" ناقشت هذه القضية في ظل الترابط الواضح بين الأزمتين في سوريا والعراق، بل ويكاد يكون حل الأزمتين مترابطا.

وفي ظل تقاطع المصالح وتعقيدات الحسابات الإقليمية والدولية، تثار تساؤلات عن طبيعة هذا الحل: هل يكون عسكريا أم سياسيا؟ هل يكون إقليميا أم دوليا؟ وما الأطراف الفاعلة في هذا الإطار؟

وبعد سقوط مدن رئيسية في شمال العراق في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقبلها الرقة ومعظم مناطق دير الزور في سوريا، تصاعد الحديث عن التقسيم الذي تواجهه الجارتان، تضاف إلى ذلك سيطرة الأكراد في سوريا على مدن وبلدات كثير في محافظة الحسكة شمال البلاد، وسيطرة الأكراد في العراق على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد في شمال العراق.

واستضافت الحلقة للإجابة عن هذه التساؤلات الكاتب والباحث السياسي وليد الزبيدي، والكاتب والمعارض السوري بسام جعارة، ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية أمير موسوي، ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الدكتور أنور ماجد عشقي، والسفير جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي سابقا.

يقول الزبيدي إن العراقيين ثاروا ضد المشروع الأميركي في العراق برمته، مشيرا إلى أن واشنطن أضحت مقتنعة تماما بأنها خسرت هيبتها السياسية والعسكرية.

الحل داخلي
ويرى أن حل الأزمة في العراق يمكن أن يُبنى على اتجاهات ثلاثة: المحلي والإقليمي والدولي، معتبرا أنها جهات متلازم وضعها في العراق، لكن الأساس أن يكون الحل داخليا.

أما إقليميا، فقال إنه عندما تقتنع الدول المجاورة للعراق أن الحل لا يمكن إلا أن يكون من داخل العراق، فإن ذلك سينعكس على هذه الدول إيجابيا، والعكس صحيح.

وبالنسبة للموقف الدولي، قال الزبيدي إن العالم الذي يدرك الوضع الحيوي للعراق وأهميته كشريان حيوي للنفط، عليه أن يدعم الحل بالتخلص من العملية السياسية ورموزها، والشروع في مرحلة انتقالية بعيدة عن طائفية السياسيين وأي إرادات خارجية تعبث بالعراق.

أما بشأن المخاوف من تقسيم العراق، فيؤكد الزبيدي أن الدوافع الأساسية للثوار هي رفض التقسيم مجتمعيا وجغرافيا، إدراكا منهم بأن التقسيم يهدف إلى إضعاف العراق وجرجرته إلى حروب داخلية لها أول وليس لها آخر.

من جهته، لا يرى بسام الجعارة اختلافا بين ما يجري في سوريا وما يحدث في العراق، فكلاهما ثورة ضد أنظمة تستهدف شعبها باستخدام إيران التي تراها أيضا معركة واحدة.

وتساءل الجعارة "في عام 2010 اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشار الأسد بإرسال إرهابيين لبلاده، فماذا تغير"؟ وأجاب أن ما حدث هو احتلال حقيقي من قبل إيران لسوريا والعراق ولبنان، بحسب قوله.

خيانة أميركية
أما أمير موسوي، فيرى في الموقف الأميركي مما يجري في العراق خيانة وتنصلا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين، وقال إن الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة للمعارضة السورية سيذهب للأعمال الإرهابية حيث "لا وجود للجيش الحر ولا لائتلاف المعارضة وإنما مجموعات إرهابية تتقاتل في ما بينها ومع النظام".

وأضاف أن العملية السياسية في سوريا تتقدم للأمام وما يحدث في العراق هو انتقام للانتصارات المتتالية للنظام في سوريا.

وحول إرسال واشنطن مستشارين عسكريين أميركيين إلى العراق، قال موسوي إن هؤلاء جاؤوا لإفشاء أسرار الخطط العسكرية ونقلها للمسلحين.

ومن الرياض يقول الدكتور أنور ماجد عشقي إن الأجندة الإيرانية هي التي تدير الأحداث في العراق وسوريا، وقال "عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا كانت تتحرك في الأماكن التي تقوم القوات السورية بقصفها، ليكون مبررا للقصف، وكذلك في العراق يحاول المالكي تبرير ضرب السُّنة في الشمال".

وأضاف أن العشائر في العراق تضامنت مع بعضها، وقاموا بدور في السيطرة على الموصل، والآن حينما تحركت عناصر تنظيم الدولة باتجاه الحدود السورية وظل الثوار فقط في بغداد قامت سوريا بضربهم بالطيران.

أما السفير جيمس جيفري فيوصف الوضع حاليا في سوريا والعراق بأنه "عملية تفكك للدول الليبرالية القومية على يد قوى متطرفة، وأعمال اضطرابات كبرى في كل المنطقة وصولا لحرب طائفية وربما بين إيران والآخرين".

وبحسب جيفري، فإن موقف الولايات المتحدة قد يتغير إذا هدد تنظيم الدولة الإسلامية مناطق جديدة في العراق.