حديث الثورة

أبعاد الأزمة في العراق وخيارات المواجهة

ناقشت الحلقة أبعاد التطورات الأخيرة في العراق وانعكاساتها المحتملة، وطرحت تساؤلات على عدد من السياسيين والمحللين العراقيين بشأن الحلول المطروحة وإمكانيات تنفيذها على الأرض.

لم تعد عبارة "الأزمة" كافية لتفسير ما يحدث في العراق، فالانهيارات الأمنية التي ترافقت مع سيطرة المسلحين على أكثر من منطقة، وحالة التخبط السياسي، والأصوات الفزعة المحذرة من شبح الطائفية وخطر الإقصاء، تجعل البلد محاصرا أكثر من أي وقت مضى بالمخاوف من الانهيار.

حلقة الجمعة (20/6/2014) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت أبعاد التطورات الأخيرة في العراق وانعكاساتها المحتملة، وناقشت عددا من السياسيين والمحللين العراقيين في الحلول المطروحة وإمكانيات تنفيذها على الأرض.

وكان المرجع الشيعي علي السيستاني قد انضم إلى المواقف التي تطالب رئيس الوزراء نوري المالكي بإيجاد الحل من داخل العراق قبل البحث عنه خارجه، حيث طالب السيستاني بحكومة جديدة تُصلح أخطاء الماضي وباحترام رزنامة العملية السياسية.

حل دولي
يرى الدكتور طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق أن بلاده تمر بأزمة عميقة، مؤكدا أن حجم التحدي يتجاوز إمكانيات العراقيين، ولا بد من تدخل المجتمع الدولي، حيث لا يزال العراق خاضعا للفصل السابع، وعلى مجلس الأمن الاضطلاع بمهامه في هذا الشأن.

واستطرد الهاشمي بأن مثل هذه الدعوة يمكن أن تواجه بانتقادات تستند إلى أنها قد تنافي أصول السيادة، لكنه أكد أن دماء العراقيين وأرواحهم أغلى من كل هذه الشكليات.

واعتبر أن معاناة سُنة العراق في ظل سياسات حكومة المالكي وتجاهل مطالبهم أحد أهم الأسباب التي أوصلت العراق إلى الأزمة الحالية، مؤكدا أن العرب السنة فقدوا الثقة في العملية السياسية برمتها، وما حدث معهم في الفلوجة والرمادي عزز هذا التوجه.

وقال الهاشمي إن إزاحة نوري المالكي "إلى مزبلة التاريخ" ربما يخفف من حالة الاحتقان، بدلا من الحديث عن تشكيل حكومة والآليات الديمقراطية، مشددا على ضرورة البحث عن خيارات جديدة وبديلة.

في المقابل، يرى الكاتب والباحث السياسي العراقي أحمد الأبيض أنه لا حل للأزمة الحالية بالعراق إلا الذهاب في ظل العملية السياسية والالتزام بالتوقيتات الدستورية، وقال إن على الكتل السياسية أن تحسم أمرها.

حل سياسي
وأضاف الأبيض أن ممثلي السنة فقدوا شرعيتهم على الأرض، ولا تزال أصواتهم خافتة، معتبرا أن الحل الحقيقي هو الخطاب الوطني الذي يشرح المخاطر التي يتعرض لها العراق وانعكاساتها على دول الجوار.

وحول ثوار العشائر قال الأبيض "لم نسمع في أي بيان صدر عن القوى العسكرية والثوار مطالبة بإسقاط العملية السياسية.. هي تطالب فقط برحيل المالكي، وهذا أمر جيد مبدئيا لفتح حوار مشروط وفقا لما يحقق مطالب الثوار"، محذرا من أن إسقاط العملية السياسية في ظل عدم وجود رؤية لما بعدها يدخل البلاد في فوضى أكثر مما هي فيه الآن.

ويتفق وزير النقل العراقي السابق الدكتور سلام المالكي مع الأبيض في أهمية الالتزام بالعملية السياسية، مؤكدا أن هناك مشكلات سياسية وأمنية، لكن ما يحدث على الأرض هو "إرهاب" يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأضاف سلام المالكي أن المشكلة العراقية سياسية بالأساس ويمكن حلها بطريقة سياسية، وبإمكان الكتل السياسية أن تتفق معا وتُبعد المالكي، لكنه أكد أنه ليس كل ما يحدث على الأرض سببه العملية السياسية، فهناك حقوق مشروعة لبعض أبناء السنة في الأنبار وفي الموصل، لكنه تساءل: لماذا لم يطالب ممثلوهم بهذه الحقوق؟