حديث الثورة

الاقتصاد المصري.. الواقع والتحديات

ناقش برنامج “حديث الثورة” مساء 1/6/2014 الاقتصاد المصري في واقعه الراهن والتحديات المقبلة، وسط أرقام تشير إلى تراجع الأداء الاقتصادي بالتزامن مع حالة الاحتقان السياسي التي تصاعدت عقب انقلاب يوليو.

يستعد قصر الاتحادية في العاصمة المصرية لاستقبال رئيس جديد تقف أمامه تساؤلات حول قدرته على اتخاذ قرارات صعبة للإصلاح الاقتصادي.

وفي هذا السياق ناقشت حلقة برنامج "حديث الثورة" التي بثت مساء 1/6/2014 الاقتصاد المصري في واقعه الراهن والتحديات المقبلة، وسط أرقام تشير إلى تراجع الأداء الاقتصادي العام بالتزامن مع حالة الاحتقان السياسي التي تصاعدت عقب انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013.

وشهدت البورصة المصرية خسائر فادحة منذ إعلان الحكومة عزمها فرض ضريبة بقيمة 10% على أرباح البورصة، كما يتوقع أن تصل إلى نحو 12% من إجمالي الناتج المحلي، وخسائر في قطاع السياحة تقدر بـ15 مليار دولار في السنوات الثلاث الأخيرة، وهذا كله تزامن مع زيادة في معدل البطالة.

وفي هذا الشأن توقع رئيس القسم الاقتصادي في صحيفة العربي الجديد مصطفى عبد السلام أن يسيطر الجيش في المرحلة المقبلة على الحياة الاقتصادية في مصر.

وذكر أن موازنة الدولة جرى تمريرها بينما الناس منشغلون في الانتخابات، واصفا هذه الموازنة بأنها ملغّمة بما فيها من تراجع في الإنفاق.

بطالة وخط فقر
وأبدى عبد السلام أسفه لأنه لا يلمس علاجا قويا للبطالة، مشيرا إلى أن 12 مليون مواطن هم في حالة بطالة، بينما تشير بعض التقارير إلى وقوع 50% من الشعب تحت خط الفقر، حسبما أضاف. 

 
قال مختار كامل إنه ليس جديدا على مصر ارتهان اقتصادها للمعونات الخارجية، بيد أن ذلك زاد الآن بشدة، داعيا إلى استنهاض روح جديدة في بلاده حيث لا تستطيع دول الخليج إطعام تسعين مليونا إلى الأبد

وأدان عبد السلام ما قال إنه اعتماد للدولة على "التسول" من دول الخليج العربي، موضحا أن الأموال التي قدمت من السعودية والإمارات باستثناء النفط ليست هبات بل تدخل ضمن الدين الخارجي على أكتاف مصر.

 
بدوره، أشار المستشار الاقتصادي والخبير في أسواق المال وائل نحاس إلى أن مرشحي الرئاسة عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي لم تكن لديهما برامج وإنما ملامح اقتصادية، متوقعا أن تواجه الرئيس القادم مشاكل في مقدمتها ارتفاع التضخم والبطالة.

وطالب نحاس بإعلان خطط طموحة في الوقت الذي قد تتوقف فيه السعودية "عن تمويلنا بالطاقة"، بينما الكويت تراجعت عن المليار دولار التي وعدت بها، معتبرا أن المعركة المقبلة في مصر اقتصادية، أما الحياة السياسية ففي رأيه هي جثة هامدة.

أمارئيس تحالف المصريين الأميركيين مختار كامل لم يستبعد من جانبه أن يكون هناك "نفخ" في المعلومات التي تشير إلى تردي الحال الاقتصادية.

غير أنه رأى بأنه لا مفر لحل المشاكل الاقتصادية في مصر من تبني مبادئ الثورة تبنيا حقيقيا ومحاربة الفساد وإطلاق أبناء الثورة من السجون واتخاذ موقف عادل من الطبقات الاجتماعية، حسب قوله.

وأضاف كامل أنه ليس جديدا على مصر ارتهان اقتصادها للمعونات الخارجية، بيد أن ذلك زاد الآن بشدة، داعيا إلى استنهاض روح جديدة في بلاده، حيث لا تستطيع دول الخليج إطعام تسعين مليونا إلى الأبد، كما قال.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي سامح راشد إن المشاركة المتدنية في الانتخابات أثبتت أن التفويض الذي منح للسيسي انحسر "أو أنه لم يكن تفويضا حقيقيا"، مضيفا "أتوقع أن يخرج السيسي على المصريين وأن يطلب تفويضا جديدا حتى يشعر بأن لديه قوة وزخما".

وقال راشد إن هناك تطلعات معلقة على الرئيس المقبل، وحتى لو حصل على التفويض فإنه ليست لديه الرغبة ولا الإرادة، مشيرا إلى أن الدولة العميقة ورجال الأعمال الذين ناصروا السيسي هم ضد أية طروحات للعدالة الاجتماعية.