حديث الثورة

تبرئة قتلة الثوار, مواقف الغرب من الثورات

تناول الجزء الأول من حلقة 22/2/2014 من برنامج “حديث الثورة” قضية تبرئة القيادات الأمنية في الإسكندرية من تهم قتل متظاهري ثورة 25 يناير، فهل ستطوى قضية قتلى الثورة نهائيا؟

تناول الجزء الأول من حلقة 22/2/2014 من برنامج "حديث الثورة" قضية تبرئة القيادات الأمنية في الإسكندرية من تهم قتل متظاهري ثورة 25 يناير، فهل ستطوى قضية قتلى الثورة نهائيا؟

وحسب وجهة نظر خالد محمد أستاذ القانون وعضو مجلس الشعب المصري المنحل فقد حدثت بعد ثورة 25 يناير عملية امتصاص لغضب الثوار عبر إطالة محاكمة المتهمين بقتل الثوار، فضلا عن طمس الأدلة والقرائن تمهيدا لتبرئة المتهمين.

ويرى محمد أن هناك خللا في تطبيق القانون، وأن القضاة باتوا يحكمون بمعايير مزدوجة بين فصيل سياسي وآخر، فالقضاء يبرّئ رموز النظام السابق في حين يحكم بالسجن على معارضي الانقلاب دون تهم واضحة.

في المقابل اعتبر المحامي والقيادي في الحزب العربي الناصري أحمد عبد الحفيظ أن رجال الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين كانوا في حالة دفاع عن النفس بعد مهاجمة أقسام الشرطة.

وأشار إلى أن الثورات عبر التاريخ لم تحاكم أشخاصا كانوا يطبقون أوامر فوقية، مضيفا أن الثورة تكرم الشهداء وتصرف معاشات لأسرهم ولا تحاكم الجناة.

من جانبه قال المتحدث باسم رابطة أسر شهداء ثورة يناير بالإسكندرية رمضان أحمد عبده إن أهالي الشهداء كانوا يتوقعون البراءة للمتهمين، لأن القضاء تابع للنظام الذي ثار الشعب ضده.

وأضاف أن أسر الشهداء تستعد لتدويل القضية، وستلجأ إلى محكمة العدل الدولية لأنه ليس ثمة قضاء أو عدالة في مصر حسب رأيه، مؤكدا أن أهالي الشهداء لن يتخلوا عن حقهم.

وكانت محكمة جنايات الإسكندرية قد برأت السبت ستة من ضباط وعناصر الشرطة في المدينة من قتل أكثر من ثمانين متظاهرا خلال الثورة.

يشار إلى أن معظم قضايا قتل متظاهري ثورة 25 يناير في مختلف المحافظات صدرت فيها أحكام بالبراءة.

ازدواجية المواقف
حاول الجزء الثاني من الحلقة عقد مقارنة بين تباين مواقف الدول الغربية من الثورتين المصرية والأوكرانية، والتعرف على الثابت والمتغير في موقف الدول الغربية تجاه الثورات والأزمات في العالم.

ويرى صفي الدين حامد من "مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة"، أن الموقفين مختلفان تماما لأن مصر كانت تقف لوحدها في ظل ضعف الدول العربية. أما بالنسبة لكييف فقد شهدنا عودة لأجواء الحرب الباردة بين الغرب وروسيا.

وقال إن العلاقات الدولية لا تحكمها المبادئ وإنما المصالح، وإن صانع السياسة في الغرب ما يهمه في مصر هو تأمين قناة السويس أمام الملاحة الدولية وأمن إسرائيل فقط. 

من جانبه قال الباحث في العلاقات الدولية والأوروبية علي مراد إن الغرب أدان ما حدث في مصر ولكن بحدة أقل مما فعله في أوكرانيا.

وتدخل الغرب في أوكرانيا دفعته مخاوفه على استقرار بلدانه قبل كل شيء، لأن الأزمة في أوكرانيا قد تهدد الاستقرار الداخلي لعدد من الدول الأوروبية.

من جانب آخر لفت مراد إلى أن ازدواجية المواقف الغربية بدت جلية خلال الربيع العربي، حيث وقفت إلى جانب الرؤساء في كل من تونس ومصر، لكنها سرعان ما ساندت موقف الشعب بعدما مالت الكفة إلى صالحه.

أما بالنسبة لتعاطي روسيا مع الأزمة في أوكرانيا فقد اتضح جليا أنها تخلت عن الرئيس يانوكوفيتش بعدما أصبح حصانا خاسرا.

بدوره يعتقد مدير معهد التحليل السياسي الأوكراني أليكسي غاران أن هناك التقاء للمصالح الغربية في أوكرانيا للحفاظ على استقرار الدول الأوروبية.

ولاحظ غاران أن بعد مقتل مائة شخص على يد قوات الأمن قرر الغرب فرض عقوبات على الرئيس ولكن بعد فوات الأوان، مضيفا أن الدعم الغربي كان مهما خلال الأيام الماضية فقط.

وقال إن أغلبية الأوكرانيين مع توقيع اتفاقية التعاون مع الاتحاد الأوروبي، خصوصا شريحة الشباب.