حديث الثورة

دور إيران في الحرب على تنظيم الدولة

كيف يغير الطيران الإيراني على تنظيم الدولة دون تنسيق مع الولايات المتحدة؟ وهل مباركة أميركا للتحرك الإيراني مباركة لدور أكبر؟ وهل تدفع هذه التداعيات إلى تكريس حاضنة سنية أوسع للتنظيم؟
ناقشت حلقة 4/12/2014 من برنامج "حديث الثورة" الدور الإيراني في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، بعد الأخبار التي تسربت عن غارات للطائرات الإيرانية على مواقع التنظيم في العراق ومباركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لأي دور عسكري لطهران في التحالف الذي تديره واشنطن ضد التنظيم.

غير أن المشاركة العسكرية الإيرانية تفتح المجال أمام تساؤلات حول الأجندة السياسية التي تقف وراء هذه التطورات، في ساحة عربية تزداد تعقيدا ويزداد فيها تدخل القوى الدولية والإقليمية.

ودارت الحلقة حول أسئلة رئيسية: كيف يحلق الطيران الإيراني دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة؟ وهل مباركة أميركا لأي تحرك إيراني ضد التنظيم هي مباركة لدور أكبر؟ وهل تدفع هذه التداعيات إلى تكريس حاضنة سنية أوسع للتنظيم؟

الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان قال إن الغارات الإيرانية لم تعد مجرد خبر، بل واقعة صحيحة، وإن المداراة الأميركية الإيرانية هي لزوم تمرير سياسات معينة، مشيرا إلى أن كيري يريد إنجاح المفاوضات النووية مع إيران بينما تمارس الأخيرة "ابتزازا" ليس على أميركا فقط، بل على المجتمع الدولي والدول العربية، حسب قوله.

الشحن الطائفي
ورأى بدرخان أن طهران تريد المساهمة في تثبيت الوضع السياسي في العراق بما يتفق مع إستراتيجيتها، لافتا إلى أنها تمارس شحنا طائفيا يدفع الشيعة إلى مخاصمة مجتمعاتهم.

ورد مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية أمير الموسوي بأن أميركا ما زالت "الشيطان الأكبر"، وإن إيران بعد 35 عاما من الثورة تسترجع حقوقها بغير وسيلة، ومنها المفاوضات.

وحول استفادة إيران من وجود تنظيم الدولة لتدعيم أوراقها السياسية، قال الموسوي إن "الكيان الصهيوني هو المستفيد وبعض الأذرع العربية"، لافتا إلى أن ثمة مشروعا "واضحا لنشر الحالة التكفيرية"، وأنه إهانة للسنة أن يحسب عليهم تنظيم الدولة، كما أشار.

بدوره نفى بي.جي كراولي المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي أن يكون هناك توافق في الرؤى الأميركية والإيرانية تجاه الأزمات في المنطقة، قائلا إن للبلدين رؤيتين مختلفتين في سوريا والعراق.

لكنه عاد ليبين أن القوة الجوية لا يمكن أن تلحق الهزيمة بالتنظيم، بل القوى المحلية العراقية والسورية والإيرانية.

حرب إقليمية
ووصف كراولي الحرب بأنها إقليمية ضد التنظيم الذي يريد تأسيس خلافة، وأن دور الولايات المتحدة هو المساعدة.

وفي الشأن السوري قال إنه رغم وجود عدة نزاعات في آن واحد وأطرافا عديدة ضالعة فيه، فإن دولا مثل روسيا والصين ستدرك أن بشار الأسد لن يستطيع أن يحكم حكما فعالا ومن الضروري أن يتنحى، حسب قوله.

أما الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا فذهب إلى أن ظهور تنظيم الدولة ليس خطرا على أميركا، ولذلك فهي لا تنخرط في الصراع بل تديره، وإيران جزء أساسي من إدارة هذا الصراع.

وفصّل أكثر بأن إيران تريد أن تسترد دورها ضمن ثلاث قوى إقليمية هي -إضافة إليها- تركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن أنقرة ستحصل على منطقة عازلة وستجري ترضية طهران، أما الخارطة التي ستجري عليها التوزيعات فهي المنطقة العربية، كما أشار.