
سوريا.. لا حسم على الأرض ولا أفق للتسوية
لا نهاية قريبة تلوح للأزمة السّورية، وتحمل التطوّرات الميدانية يوما بعد يوم أنباء استحكام المواجهة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة السّاعية لإسقاطه.
في آخر التطورات عمليات نوعية لجبهة النصرة ضدّ أهداف عسكرية للنظام في العاصمة دمشق، ردت عليها طائرات الأسد بغارات قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إنها مثلت استهدافا عشوائيا لمناطق آهلة بالمدنيين.
قتال يستمر على عدّة جبهات في ظل انهماك غربي أميركي على ما يبدو بمعركة الأكراد مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
حلقة السبت (27/12/2014) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت التطورات الميدانية في سوريا، وتساءلت عن حظوظ المبادرات السياسية "المحتشمة" في فتح أفق تسوية تضع حدا للصراع المحتدم بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلحة.
كر وفر
واعتبر منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني السوري لدى فرنسا أن سوريا تشهد حرب كر وفر في ظل وجود ثلاثة أطراف متصارعة: هي القوات النظامية والفصائل التي توصف بالمعتدلة ومقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.
ورأى أن المكسب الوحيد الذي حققه النظام على الأرض هو الوصول إلى بعض المصالحات التي بدأت في حمص وانسحبت على بعض المناطق الأخرى من سوريا.
وأشار ماخوس إلى وجود محاولات روسية جادة من أجل إحياء عملية سياسية جديدة بين قوات المعارضة والنظام، مشددا على ضرورة أن يأتي الروس بمقاربات مختلفة عن تلك التي طرحت في جنيف.
وأقر المعارض السوري بأن المسألة السورية ذات أبعاد إقليمية ودولية، مضيفا أن الشعب السوري يدفع ثمنا باهظا نتيجة هذا التشابك في المصالح الدولية على أرضه.
مليشيات خارجية
ومن غازي عينتاب، تحدث العميد زاهر الساكت قائد المجلس العسكري في مدينة حلب، وقال في مستهل حديثه إنه لم يعد هناك شيء اسمه نظام الأسد، وتحدث عن وجود مليشيات مستجلبة من الخارج، أفرادها إيرانيون وأفغان وعراقيون.
وذكر الساكت أنه نتيجة سياسة الأرض المحروقة، تمكنت قوات النظام من التوغل في بعض المناطق بهدف تطويق مدينة حلب، لافتا إلى قتال عنيف يجري الآن في مزارع الملاح أجبر القوات النظامية على التراجع، وفق تعبيره.
وقال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي -الذي تحدث من عمان- إن قوات النظام السوري لم تستطع خلال الأشهر الأخيرة أن تحقق أي إنجاز عسكري يذكر على الأرض.
ولفت الدويري إلى وجود فجوة كبيرة بين القادة الميدانيين للمعارضة والقادة السياسيين للائتلاف الوطني السوري المعارض.
ودعا إلى إعادة تفعيل القيادة العسكرية العامة للمعارضة بطريقة تسمح بانضواء كامل الفصائل ضمنها وتحت مظلتها.
هيكلة الدولة
ومن لندن، اعتبر عمار وقاف الناشط السياسي السوري أن ما حققه الجيش السوري النظامي هو المحافظة على هيكلة الدولة السورية.
أما سياسيا، فبين وقاف أن ما يحدث اليوم من تحركات هو ترجمة لمبادرة الرئيس بشار الأسد قبل عامين.
وأوضح أن هناك أجواء تحضيرية للقاء تشاوري بين ممثلين عن النظام والمعارضة، وقد يهدف ذلك إلى شيء موسع يمضي بالأمور إلى طريق أفضل، حسب وصفه.
ورأى الناشط السياسي أن الدول الغربية لا تريد القضاء على جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، وإنما ترغب في احتوائهما، مضيفا أن الدولة السورية متماسكة داخليا أكثر من أي طرف آخر.
كما شارك في الجزء الثاني من الحلقة جوشوا لانديس مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما وقال إن أميركا تجد نفسها في موقف محرج، وكأنها في حلف إستراتيجي مع بشار الأسد ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبر أن الإدارة الأميركية لا تريد أن يسقط بشار الأسد لأن البديل سيكون حينها جبهة النصرة وتنظيم الدولة.
وأقر لانديس بصعوبة التوصل لتسوية في سوريا، لافتا إلى أن كل الأطراف تمول من يحارب عنها بالوكالة، الأمر الذي سيجعل البلاد تتخبط في حرب أهلية لفترة طويلة من الزمن.