حديث الثورة

ماذا بعد تبرئة مبارك ونجليه ومساعديه؟

الحلقة ناقشت حكم تبرئة مبارك ونجليه ومساعديه، وتساءلت هل من سيناريو مسبق مهد لهذا الحكم الصادم لمؤيدي ثورة يناير؟ وهل من نتائج مترتبة عليه في المدى القريب والبعيد؟

ما لم يكن يخطر على بال أحد قبل عامين فقط نطق به دون أن تطرف له عين رئيس محكمة جنايات القاهرة: حسني مبارك.. براءة، جمال مبارك.. براءة، علاء مبارك.. براءة، حبيب العادلي ومساعدوه.. براءة، حسين سالم.. براءة.

ما هي إلا أيام أو شهور ويبيت هؤلاء في منازلهم آمنين، بينما تكتظ السجون بأكثر من أربعين ألفا من النشطاء السياسيين ممن ثاروا على مبارك عام 2011 وما تلا ذلك من موجات احتجاج.

حلقة السبت (29/11/2014) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت حكم تبرئة مبارك ونجليه ومساعديه، وتساءلت هل من سيناريو مسبق مهّد لهذا الحكم الصادم لمؤيدي ثورة يناير؟ وهل من نتائج مترتبة عليه في المدى القريب والبعيد؟ وهل يغذي الحكم موجة تطرف بمصر؟

القانون والسياسة
قال الدكتور أيمن نور زعيم حزب "غد الثورة" من واشنطن، إن مبارك حصل على البراءة منذ أن بدا واضحا أن المحكمة تخلط بين بحر القانون ونهر السياسة.

واعتبر أن المصريين أمام "مؤامرة مكتملة الملامح"، وأن حكم البراءة خططت له الدولة العميقة ونجحت في الوصول إليه.

لكن نور بدا متفائلا وأشار إلى أن براءة مبارك ونجليه ومساعديه هي بداية حقيقية لاستعادة وحدة الثورة المصرية.

ونبه إلى أن الرهان على الثورة وقيمها واستحقاقاتها هو الطريق المثلى، قائلا "عندما يريد الشعب، يستجيب القدر".

وفي رد على سؤال حول طريقة التغيير، أكد المعارض المصري أن لا سبيل للتغيير غير البحث عن الحرية بالطرق السلمية والمشروعة.

انتقام بأداة القضاء
ومن باريس تحدث محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط والعميد الأسبق لكلية الحقوق، وذكر في مستهل حديثه أن حكم البراءة هو بمثابة عملية سياسية وعسكرية احترافية قادها نظام مبارك.

ورأى أن هذا النظام الذي وصفه بـ"المستبد" يستعيد السلطة ويعود للانتقام بأداة القضاء.

وشبه محسوب اللحظة الراهنة بأواخر 2010، لافتا إلى أن القوى المعارضة عادت إلى السجون والسلطة عادت إلى أماكنها كاملة مع منسوب أعلى من القمع والتسلط.

واستبعد نائب رئيس حزب الوسط احتمال تطرف الثوار ومحاولتهم مواجهة السلطة بالسلاح في الشوارع، مما يهدد بالانزلاق نحو حرب أهلية.

وخلص محسوب إلى أن ما يسمى الحاضنة الشعبية للنظام تآكلت منذ الشهر الأول عقب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

فرصة
من جانبه، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين جمال حشمت إن "اليوم كان موعد دفن القضاء المصري الذي مات منذ مدة".

وذكر أن الدولة العميقة خدعت الجميع، وأن حكم التبرئة هو حكم سياسي يمنح الحصانة لمبارك وهو في السجن.

واستبشر حشمت خيرا بقرار المحكمة على اعتبار أنه يمثل فرصة لتجميع الصفوف من جديد، وفق تعبيره.

في المقابل رأى توفيق حميد الباحث المتخصص في الشأن المصري أن حكم المحكمة القاضي بتبرئة رموز النظام السابق لن يغير كثيرا من نظرة الشعب لشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولا يرجح حميد اندلاع ثورة جديدة بالصورة التي يظنها البعض في المرحلة القادمة، قائلا إن مصر متجهة نحو مرحلة من الاستقرار.

أما حسن أبو هنية الخبير في الجماعات الإسلامية فأكد أن العسكر لم يغادروا يوما الحكم في مصر حتى يقال إنهم عادوا إليه من جديد، وحذر من أن عنف المؤسسة العسكرية لن يواجه إلا بعنف مضاد.