حديث الثورة

مدى ارتباط صعود الثورات المضادة بتنامي العنف

حلقة الأحد 16/11/2014 من برنامج “حديث الثورة” ناقشت رؤية قادة ثورات الربيع العربي لمسارات ومآلات تلك الثورات، وتساءلت حول مدى ارتباط صعود الثورات المضادة في تلك البلدان بتنامي العنف.

بالتزامن مع صعود قوى الثورة المضادة في بلدان الربيع العربي ومحاولتها قمع تطلع الشعوب إلى الحرية ودولة القانون وإقصاء التيارات الإسلامية المعتدلة، رصد مراقبون صعودا مقابلا في نهج العنف والتشدد، وتجلى ذلك في بروز تنظيم أنصار بيت المقدس في مصر وعناصر القاعدة وفي قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على جذب أنصار جدد.

هذه المؤشرات في واقع اليوم تبدو مخالفة لما كانت عليه الحال عام 2011 حين مثل نهج الثوار السلمي ومطالبهم ذات البعد الديمقراطي والاجتماعي والإنساني والتي التأمت في ظلها تيارات مختلفة، تحديا كبيرا لنهج التيارات المتشددة كالقاعدة.

حلقة الأحد 16/11/2014 من برنامج "حديث الثورة" ناقشت مدى ارتباط صعود الثورات المضادة في بلدان الربيع العربي بتنامي نهج العنف.

عسكرة الثورات
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والأستاذ الزائر في جامعة جورج واشنطن عبد الله الشايجي استهل الحلقة بالقول إن عسكرة الثورات العربية أتت نتيجة طبيعة لتشدد الأنظمة العربية.

وأشار الشايجي إلى دور اللاعبين الدوليين -وفي مقدمتهم الولايات المتحدة- والإقليمية -خصوصا إيران- في زيادة الشحن الطائفي السني الشيعي الذي بلغ مستوى غير مسبوق.

واعتبر أن صعود الإسلام السياسي المتطرف واحتلاله صدارة الأحداث غطى على تحركات قوى الثورة المضادة.

ومن الرباط تحدث رئيس تحرير صحيفة "العربي الجديد" وائل قنديل، وقال إن الثورات المضادة تشتغل على تنمية الفتن الطائفية وهي لها القدرة على اختراع الأنظمة المتطرفة.

ورأى قنديل أن التنظيمات المتطرفة من قبيل الدولة الإسلامية وأنصار بيت المقدس جزء منها صناعة من قبل النظام الدولي التي استخدمها للقضاء على مسار الثورات العربية، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة نما وترعرع على مرمى من الجميع.

وذكر أن الولايات المتحدة لا تحب الديمقراطية إلا في ديارها وديار الغرب عموما، واعتبر أن المستهدف ليس الإسلام السياسي المعتدل بل الثورات العربية، قائلا إن تنظيما دوليا للثورات المضادة يسعى إلى معاقبة الشعوب العربية التي ثارت ضد الاستبداد.

وأد الثورات
ومن صنعاء أشار أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات في جامعة الحديدة نبيل الشرجبي إلى أن الممارسات التي انتهجتها الأنظمة العربية بمساعدة الغرب من أجل وأد الثورات والقضاء على التيارات الإسلامية المعتدلة، ساهمت في بروز الجماعات المتطرفة.

ولفت الشرجبي إلى أن افتقاد الثورات العربية لقيادات ثورية عجل بعملية وأد الربيع العربي.

من جهته عزا الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة عودة ظاهرة التطرف إلى ظروف موضوعية تتمثل أساسا في الهجمات التي تعرضت لها الثورات العربية من قبل مؤسسات الدولة العميقة.

وقال الزعاترة إن إجهاض ثورات الربيع العربي بمطرقة قوى الثورة المضادة هو الذي أدى إلى ردة فعل الجماعات المسلحة التي حصلت على حاضنة شعبية واسعة في أكثر من مكان، وفق تعبيره.