حديث الثورة

مسار الثورة الليبية وعثراتها وآفاق المصالحة

حاولت الحلقة استقراء مصير ليبيا، وآفاق المصالحة والتوافق بين الأطياف كافة، وعرض فيلم وثائقي تناول مسار الثورة والعثرات التي واجهتها منذ تفجرها، مرورا بالإشكالات والعثرات التي مرت بها البلاد.

ليبيا ثورة السابع عشر من فبراير الطامحة لبناء دولة جديدة على أسس من الديمقراطية والحرية لتطوي معها البلاد إلى الأبد صفحة نظام القذافي، لا تبدو اليوم كما كان يطمح شعبها، فهي تعاني ازدواجا في السلطتين التشريعية والتنفيذية وانقساما سياسيا يرافقه صراع مسلح، بات يثير قلق أطراف إقليمية ودولية حول مصير هذا البلد.

وقد رعت الأمم المتحدة الاثنين الماضي حوارا بين ممثلي مجلس النواب في مدينة غدامس حيث جرى الاتفاق على بدء عملية سياسية لمناقشة كل الخلافات سلميا.

وتحاول الأمم المتحدة البناء على هذا الحوار وإجراء محادثات مع التشكيلات المسلحة لإقناعها بالانسحاب من المدن الكبرى.

حلقة الخميس (2/10/2014) من برنامج "حديث الثورة" حاولت استقراء مصير ليبيا الدولة والشعب، وأفاق المصالحة والتوافق بين الأطياف كافة فيها، وعرض البرنامج فيلما وثائقيا تناول مسار الثورة الليبية والعثرات التي واجهتها منذ تفجرها في 17 فبراير/شباط 2011، مرورا بالإشكالات والعثرات السياسية والميدانية التي مرت بها البلاد منذ ذلك التاريخ وصولا إلى الوضع المتأزم سياسيا وميدانيا اليوم.

واستضافت الحلقة عددا من الخبراء في الشأن الليبي والنشطاء السياسيين للحديث عن الوضع السياسي والميداني الحالي في ليبيا، وسبل حل الأزمة.

ويرى الباحث السياسي الليبي صلاح البكوش أن الحوار في ليبيا يجب أن يكون جادا ومبنيا على ثوابت وطنية، مع ضرورة أن يناقش جميع القضايا الجوهرية التي خرج من أجلها الليبيون في 17 فبراير/شباط 2011.

وأكد البكوش أن الشعب الليبي سئم المناوشات السياسية ويريد حلولا جذرية، معربا عن أمله بأن تكون هناك إمكانية لجمع الفرقاء عبر ممارسة ضغوط من الشارع.

من جهته، قال مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية السنوسي البسيكري إن أحد أهم سبل حل الأزمة السياسية في ليبيا هو تغليب مصلحة الوطن على المصالح الأخرى، مؤكدا أن ما أربك المشهد السياسي هو عدم وجود أرضية مشتركة يقف عليها الجميع، والاتفاق على تقديم أولويات كبرى على أخرى جهوية وحزبية ومناطقية.

وأضاف أن القراءة الخاطئة للأولويات وعدم تقدير المخاطر التي يواجهها الوطن أوصل ليبيا إلى هذا الوضع الحاد من الانقسام والاستقطاب، فأصبحت الساحة الليبية قابلة لدخول أطراف أخرى عربية وغير عربية، وكان بالإمكان تجاوز الأزمة بالالتزام بالشرعية الدستورية التي تم التوافق عليها.

وحذر البسيكري من أن التصعيد ومستوى التراشق بين كل الأطراف وصل لدرجة أن الحل قد يكون من خارج ليبيا، وهو ما شدد عليه الناشط السياسي الليبي حسن الأمين، مؤكدا تخوفه من تدخل دول جوار ليبيا ومن المحيط العربي أكثر من تخوفه من تدخل دول غربية.

ويوكد الأمين أن الدول العربية لا يمكن لها أن تأتي بالحل لليبيا، باستثناء تونس التي قال إنها الدولة الوحيدة التي يثق في نواياها تجاه ليبيا.

أما الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري فيرى أن الحل يتمثل في أن تكون مبادئ ثورة 17 فبراير هي الأرضية التي ينطلق منها أي حوار وطني، مع نبذ سياسات الإقصاء ووقف التراشق الإعلامي.