حديث الثورة

مدى تأثير الوضع الأمني على اقتصاد مصر

اتفق ضيوف حلقة 20 سبتمبر/أيلول من برنامج “حديث الثورة” على وجود أزمة اقتصادية في مصر، لكنهم اختلفوا في تحديد المسؤول عنها، أهو انقلاب الثالث من يوليو/تموز على محمد مرسي وما أفرزه من تداعيات، أم تراكمات وممارسات السنوات الماضية؟

اتفق ضيوف حلقة 20 سبتمبر/أيلول من برنامج "حديث الثورة" على وجود أزمة اقتصادية في مصر، لكنهم اختلفوا في تحديد المسؤول عنها، أهو انقلاب الثالث من يوليو/تموز على محمد مرسي وما أفرزه من تداعيات أمنية وسياسية، أم هي تراكمات وممارسات السنوات الماضية؟   

وناقشت الحلقة مدى تأثير الوضع الأمني في مصر على مختلف قطاعات الاقتصاد في ضوء مؤشرات اقتصادية، منها تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر، وخسائر في عائدات السياحة وعجز الموازنة، وذلك مع كل من عضو جبهة الإنقاذ ياسر الهواري، وحاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط، ومن لندن الخبير الاقتصادي أحمد صابر، ومن القاهرة الكاتب الصحفي والخبير الاقتصادي أسامة الغيث، وأيضا الخبير الاقتصادي، وائل نحاس.

وعزا الهواري المشاكل الاقتصادية الراهنة إلى تراكمات سابقة، لكنه رفض ربطها بما حدث في الثالث من يوليو/تموز، وقال إن الاقتصاد المصري لم يتعاف منذ ثلاث سنوات، إضافة إلى أن عدم الاستقرار السياسي وما سماه الحرب على الإرهاب في سيناء أثرت على قطاع السياحة.

غير أن الهواري أعلن تفاؤله بقدرة حكومة حازم الببلاوي على تجاوز المشاكل الاقتصادية، مشيرا إلى أن الوضع سيتحسن مع بدء تنفيذ الخطوات السياسية مثل الاستفتاء على الدستور والانتخابات.

أما عزام فكان له موقف متشائم بشأن الوضع الاقتصادي الراهن في مصر، واستدل على كلامه ببعض الأرقام، منها تقرير التنافسية العالمية الذي أشار إلى أن مصر هبطت بـ11 مركزا في الشهرين الماضيين بعدما كانت في المركز 107 في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

وأكد عزام أن حكومة الانقلاب تؤدي بمصر إلى خطر اقتصادي شديد، وقال إن الأرقام تشير إلى أن حكومة الببلاوي هي أسوأ حكومة عرفتها مصر، ووصفها بحكومة غرق وخراب، وأضاف أن مصر بحاجة إلى 25 مليار دولار وأن المساعدات التي تعهدت بها الإمارات والسعودية والكويت لم تصل بعد.

 الببلاوي يترأس الحكومة المصرية بعد الانقلاب (الجزيرة-أرشيف)
 الببلاوي يترأس الحكومة المصرية بعد الانقلاب (الجزيرة-أرشيف)

ومن وجهة نظر خبراء الاقتصاد، رأى صابر أن الأزمة الاقتصادية هي نتيجة تراكمات عديدة، وأن البناية لا يمكن أن تنهار بدون تداعيات، ورفض تحميل المسؤولية لحكومة الببلاوي بحجة أنه لا يمكن الحكم على أدائها بعد.

وربط صابر بين الوضع الاقتصادي والوضع الأمني غير المستقر خاصة ما يحدث في سيناء.

مؤشرات اقتصادية
غير أن الغيث رفض تبريرات صابر، واتهم ضمنيا حكومة الببلاوي بالفشل في أداء مهمتها، مستدلا على ذلك بمؤشرات اقتصادية بينها مؤشر ثقة المستهلك وقانون الطوارئ وحظر التجول اللذين قال إنهما خلقا واقعا جديدا في النشاط الاقتصادي.

واعتبر الغيث أن الاقتصاد قد ينفجر في لحظة، وهناك أمثلة على ذلك في الولايات المتحدة وأيضا الذي حصل مع النمور الاقتصادية في جنوب شرق آسيا.

وفي السياق، أكد نحاس أن المؤشرات السلبية كفيلة بإسقاط أي حكومة، وتحدث عن تداعيات سابقة أضعفت أداء حكومة الببلاوي، وقال إن المساعدات السعودية والإماراتية والكويتية هي مؤقتة بالنسبة للاقتصاد المصري.

وخلص نحاس إلى أن حكومة الببلاوي هي حكومة برامج وليست حكومة حقيقية وطالبها بتطبيق ما سماها العدالة الاجتماعية.