حديث الثورة - تطورات الأوضاع في الثورة السورية - صورة عامة - 17/05/2012
حديث الثورة

الثورة السورية بين عجز المراقبين وخلافات المعارضة

تتناول الحلقة تداعيات الأوضاع في سوريا وتصريحات الرئيس الأسد من الفوضى التي سوف تعم دول جوار سوريا، ومسلسل الانشقاقات والاحباطات في المعارضة السورية. لماذا خص الرئيس بشار الأسد فرنسا بالتحديد بكلمات تعتبر قاسية بشكل خاص لفرنسا دون غيرها؟

– تصريحات الأسد وتحذيرات الفوضى
– الأسد وتصريحاته حول فرنسا

– المعارضة السورية ومسلسل الإحباطات والانشقاقات

‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪محمد كريشان‬ محمد كريشان
‪خطار أبو دياب‬ خطار أبو دياب
‪خطار أبو دياب‬ خطار أبو دياب
‪مصطفى عبد العزيز‬ مصطفى عبد العزيز
‪مصطفى عبد العزيز‬ مصطفى عبد العزيز
‪ملهم الدروبي‬ ملهم الدروبي
‪ملهم الدروبي‬ ملهم الدروبي
‪فرح الأتاسي‬ فرح الأتاسي
‪فرح الأتاسي‬ فرح الأتاسي

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله أهلاً بكم في حلقة جديدة من حديث الثورة، حتى قبل أن يكتمل وصول بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا بدا أنهم تحولوا إلى هدف لعنف يحاولون إيقافه، وفي الطائرة شراره إلى لبنان المجاورة  فعاشت مدينة طرابلس اشتباكات متفرقة وسقط فيها قتلى وجرحى على وقع الحدث السوري، تداعيات يهدد الرئيس بشار الأسد بأنها قد تمتد لتصل دولاً حول العالم اتهمها بتأجيج نار الفوضى في بلاده.

[تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: تمضي الأيام ثقيلة على السوريين إنها أثقل وأدمى وهم يوشكون على إتمام النصف الأول من عام ثورتهم الثاني، يومياً ينتهك النظام التزامه باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل قبل شهر حيز التنفيذ بموجب خطة كوفي أنان، خطة بات الكثيرون يشككون في نجاعتها، حتى نشر أكثر من 200 مراقب دولي لمراقبة وقف إطلاق النار المهزوز لا يصنع الفرق، يحدث أن يُهاجم المتظاهرون على مرأى منهم وأن تقتحم مدن بعد أن يغادروها، كما أن المراقبين أنفسهم مستهدفون وطالما اضطروا للانسحاب من مواقع عدة، رئيس بعثة المراقبين دعا من يستخدم العنف ضد الشعب السوري والمراقبين الدوليين إلى مراجعة حساباته، لكنه لم يفصح عن هوية الساعيين لإفشال مهمة البعثة، "إنهم الإرهابيون" يقول الرئيس السوري دون تردد وهو يلحظ زيادة في الهجمات منذ وصول بعثة المراقبين الدوليين، بشار الأسد الذي آثر الحديث لمحطة تلفزيون روسية أسهب في الحديث عن الفوضى وحذر الدول التي قال إنها تحاول إثارتها في سوريا من أن يرتد الأمر عليها فينتشر في المنطقة، تحدث عن دول غربية وخاصة فرنسا ورئيسها الجديد بالذكر والنصح والوعيد، غير أن فريقاً من مناوئي النظام السوري يرى في الساحة اللبنانية اختباراً لقدرة نظام الأسد على تصدير الفوضى فقد وصل الشرر بالفعل إلى لبنان التي يزعم النظام في دمشق أنها ممر المسلحين والأسلحة إلى الأراضي السورية، بعض من خصوم سوريا التقليديين في لبنان يقول إن أطرافاً لبنانية تلقت أوامر بتفجير الأوضاع تحديداً في مناطق وجود النازحين السوريين لإرغامهم على العودة، فريق آخر يذهب أبعد إنها برأيه رسالة من نظام الأسد بأنه قادر على زعزعة الاستقرار حيثما شاء ومتى شاء.

[نهاية التقرير]

تصريحات الأسد وتحذيرات الفوضى

محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من دمشق شريف شحادة عضو مجلس الشعب السوري، من باريس خطار أبو دياب الباحث في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية، من القاهرة سفير مصر السابق لدى دمشق والمتخصص في الشؤون العربية مصطفى عبد العزيز، ومن جدة ملهم الدروبي عضو المجلس الوطني السوري، أهلاً بضيوفنا جميعاً لو بدأنا من دمشق والسيد شريف شحادة وهو الآن بصفته عضو جديد في مجلس الشعب السوري بعد الانتخابات الأخيرة، سيد شحادة حديث الرئيس بشار الأسد عن فوضى قد تمتد للدول التي تساهم في إثارة الفوضى في سوريا كما يقال إلى أي مدى هو تحذير في محله؟

شريف شحادة: أولاً مساء الخير لك وللسادة المشاهدين.

محمد كريشان: مساء الخير.

شريف شحادة: أولا: السيد الرئيس لم يتحدث عن أن سوريا تريد نشر الفوضى أو أن هناك فوضى في دول جوار سوريا، الفوضى التي ستحصل هي نتيجة ما يحصل الآن في سوريا وهو ارتداد لما يحصل في سوريا، الرئيس الأسد لم يهدد ولم يتحدث عن دول بعينها ولكن قال المنطقة كلها برمتها معرضة للخطر، لأن الزلزال الذي يقع في منطقة لا بد أن ارتداداته ستأتي إلى دول أخرى وهذا أمر طبيعي، سوريا لها مصلحة في أن يكون هناك أمن واستقرار في لبنان، وسوريا البلد الوحيد الذي له المصلحة الكبرى في أن تبقَى لبنان في حالة جيدة لأسباب عدة أنها لا تريد أن تنشغل في الوضع اللبناني، لكن أنا أقول لك من أزَّم الأمور في لبنان هم أشخاص يريدون ضرب لبنان كما يريدون ضرب سوريا وبالتالي لاحظ اليوم أن هناك مجموعات من السلفيين وصلت إلى الأراضي السورية كما قيل وهذا يؤكد أننا نحن في سوريا المتضررين الأول من كل عمل عسكري أو كل اهتزاز في لبنان، ولذلك يجب أن يفهم الجميع أننا لا نريد للبنان إلا الخير ولكن ماذا تفعل إزاء إعصار يضرب المنطقة؟ السيد الرئيس تحدث عن أمنيات مع السيد الرئيس الفرنسي هولاند وتحدث أنه يتمنى على الرئيس الفرنسي الجديد أن يغير من سياسة الرئيس ساركوزي وأن تبدأ بين سوريا وفرنسا علاقات جيدة، على العكس من ذلك الرئيس الأسد يريد أن يفتح صفحات جديدة وأن يفهم الغرب ماذا يحصل في سوريا وحقيقة ما يحصل؟ إن ما يحصل في سوريا ليس موضوع متعلق بالإصلاح على الإطلاق، لقد واجهنا الآن مجموعات مسلحة إرهابية والكل اعترف بها بما فيها الولايات المتحدة الأميركية على لسان أعلى مسؤوليها منها السيدة كلينتون وزيرة الخارجية، والتفجيرات التي حصلت في سوريا تؤكد أن تنظيم القاعدة لم يكن وليد هذه اللحظة بل كان موجوداً منذ بداية الأزمة ولكن أتته الآن التعليمات التحرك، أضف إلى ذلك أن دولاً اعترفت وهي قطر والسعودية أنها تمول العمليات العسكرية في سوريا وتمول المسلحين بالسلاح وهذا لم يعد خافياً ونحن نريد أن نتحدث عن واقعية موجودة على الأرض السورية، صحيفة الواشنطن بوست تحدثت عن مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية الأميركية عن هذا الدعم القطري والسعودي وأيضاً تحدثت عن دعم أميركي لمنشقين سوريين أو لأعضاء بارزين في الأحزاب التي تعارض النظام في سوريا ولها طريقة في التعامل تختلف عن الطريقة التي تدعم بها قطر والسعودية إذن سوريا لها..

الأسد وتصريحاته حول فرنسا

محمد كريشان: على ذكر الإشارة إلى قطر والسعودية، الإعلام السوري دأب دائماً على الإشارة إلى دول معينة: فرنسا، تركيا، قطر، السعودية وهنا أسأل السيد خطار أبو دياب في باريس، برأيك لماذا الرئيس بشار الأسد خصَّ فرنسا بالتحديد في مقابلته الأخيرة مع قناة روسيا 24، بكلمات تعتبر قاسية بشكل خاص لفرنسا دون غيرها؟

خطار أبو دياب: مساء الخير أولاً لكم للسيدات المشاهدات والسادة المشاهدين، بالفعل النظام السوري منذ بدء الأزمة راهن على كسب الوقت وهو يراهن أيضاً على استحقاقات، يراهن على أنه الانتخابات الفرنسية سيحصل شيء ما، مع الانتخابات الأميركية سيحصل شيء ما، يا ليت تنبَّه إلى استحقاقات حصلت كيف ذهب الرئيس عبد الله واد؟ كيف عاد إلى منزله بعد انتخابات نزيهة في السنغال! وكيف عاد الرئيس ساركوزي إلى حياته كمواطن عادي في فرنسا! الرهان على التغيير في فرنسا في غير محله، ما حصل في المرحلة الماضية بين ساركوزي وشيراك وأتى ساركوزي باسم القطيعة كان هناك وسطاء لعبوا دوراً كبيراً في هذا الأمر ومن هؤلاء الوسطاء دولة قطر كما تركيا بشكل أو بآخر ونرى أن كل هذه الدول الآن هي مستهدفة ويقول النظام في دمشق: "إنها عدوة له"، المراهنة الأساسية إذن ليست واقعية لكن في كلام الرئيس بشار الأسد مع القناة الروسية تحذير من إمكانية وصول الفوضى إلى أوروبا وهذا الأمر سبق له تكلم عن الزلزال تكلم ليس فقط عن أفغانستان، بل عن عشرة أفغانستان هو يحاول من جديد لعب ورقة أن سوريا يمكن أن تكون في رأس القائمة لمحاربة الإرهاب إن داخل سوريا أو حتى داخل لبنان في زواريب طرابلس هو يريد تقديم نفسه من جديد للغرب كلاعب، لكن هامش المناظرة الإستراتيجية الفعلي الذي كان في الماضي ما بين العلاقات مع تركيا مع إيران، مع الولايات المتحدة، مع فرنسا، مع العربية السعودية هذا الاصطفاف وهذا السعي لإرضاء الجميع وصل برأيي إلى مأزق ليس بالإمكان أن يكون هناك تموضع مع الجميع، إذن هناك مأزق إستراتيجي ومأزق أيضاً في تفسير الأمور، كل ما قاله السيد شريف شحادة عن العصابات المسلحة ليس هناك اعتراف لا في الأمم المتحدة ولا في واشنطن بأن المسألة تأتي كلها من وراء عصابات مسلحة لا يمكن الإنكار بأن هناك عنف مضاد لكن الواضح أن العنف الأساسي الذي بدأ في درعا بدأ بوضوح من قبل فريق معين ولو جرى احتواء هذا العنف في مكانه في درعا لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، كل هذا الكلام الآن يأتي بعد وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة منذ العام 2000 في الدوائر الفرنسية هناك قول سائد بأنه فقد إمكانية تصديق وعوده بالإصلاح ومع الوقت ومع عمليات ما جرى مع هذه الحصيلة من آلاف القتلى والمفقودين والمعتقلين والضحايا مع هذه النكبة لسوريا لم يعد هناك من قناعة بإمكانية التعامل مع النظام السوري واليوم خلال تكلم السلطات في فرنسا..

محمد كريشان: ولكن الرئيس بشار الأسد سيد أبو دياب الرئيس بشار الأسد وهنا اسمح لي بالانتقال للسيد ملهم الدروبي، الرئيس بشار الأسد في مقابلته أشار إلى أن العلاقات سيئة بالتحديد مع الولايات المتحدة وأوروبا وفرنسا تحديداً ولكن بقية علاقات روسيا، سوريا  عفوا، كما يراها ليست بهذا السوء يعني يقول بالضبط لدينا علاقات رائعة مع معظم بلدان العالم ما عدا الغرب، ولهذا بإمكاننا إيجاد البدائل والدنيا لا تقتصر على الولايات المتحدة وأوروبا، سيد الدروبي هل تعتقد بأن هذا التشخيص لعلاقات سوريا الدولية يجعلها ليست في مأزق كبير كما يبدو للبعض على الأقل.

ملهم الدروبي: بسم الله الرحمن الرحيم نترحم على شهدائنا الذين صنعوا هذه الثورة بدايةً، وفي الإجابة لكم سيدي الكريم بشار الأسد أثبت أنه لا يستطيع أن يقرأ الواقع بطريقة صحيحة، هو لو أراد أن يصلح لأصلح منذ انطلاق الثورة في أيامها الأولى قبل أكثر من خمسة عشر شهر عندما كان ينادي الشباب وينادي الثوار بإصلاحات حقيقية جذرية تجاوزت الأيام هذه الإصلاحات، ولا بد الآن من رحيل هذا الرجل الذي أثبت أنه غير قادر على الإصلاح على الإطلاق، أما فيما يخص توصيفه للمجتمع الدولي وأن المجتمع الدولي لديه أصدقاء ما عدا الغرب الحقيقة أنه ليس لدى بشار الأسد إلا صديقين هما: إيران وروسيا، أما روسيا فإنها على استعداد بأن تتخلى عن بشار في أقرب وقت عندما ترى أن مصالحها في المنطقة ومصالحها التي تقايضها مع المجتمع الغربي قد تحققت، بالنسبة لإيران، إيران تنظر إلى سوريا على أنها الرئة التي تتنفس من خلالها، لكن إذا أصابت هذه الرئة السرطان فإن إيران سوف تتخلى عن هذه الرئة وسوف تستأصل هذه الرئة، لذلك المجتمع الدولي تقريباً مجمع على تغيير بشار الأسد كونه لم يعد يصلح، فقد شرعيته الدولية وفقد قبل ذلك شرعيته الداخلية، الشعب السوري مصمم على تحقيق التغيير الحر الديمقراطي، مصمم على الوصول إلى حرياته بعد أن دفع أكثر من 14 ألف شهيد في سوريا.

محمد كريشان: ولكن وصول شرارة ما يجري في سوريا إلى لبنان سيد مصطفى عبد العزيز في القاهرة ألا يشكل ربما إشارة خطيرة سواء جرت عملياً وموضوعياً أم أنها فعلاً بإيعاز أو برسالة من النظام في سوريا، ألا يشكل ما يجري في لبنان رسالة خطيرة تجعل المجتمع الدولي ينتبه إلى أن ما يجري في سوريا يجب محاصرته وإيجاد حل له في أسرع وقت ممكن؟

مصطفى عبد العزيز: هو حقيقة الأمر الوضع الحالي ما حدث في طرابلس يعطي رسالتين: رسالة تحذير ورسالة أيضاً إلى أن الأزمة السورية لن تبقى نتائجها وتداعياتها محصورة داخل الحدود السورية بل ممكن أن تمتد إلى مناطق أخرى، وبطبيعة الحال منطقة طرابلس تمثل البطن الرخو الذي ممكن من خلاله تفعيل الأزمة وامتدادها إلى مجمل الوضع في لبنان، ومن هنا فإن النظام السوري وهو يتبع سياسة التحذير والتخويف من استمرار الأزمة لا يمكن أن يجدي هذا الأسلوب في الاهتمام بحصر هذه الأزمة لأنه طالما أن النظام السوري مستمر في أسلوب الحل الأمني والذي يتجه ببصره ويركز على الحل السياسي أو التسوية السياسية الحقيقية بمعنى أن تتضمن إصلاحات سياسية حقيقية، أن تسمح بتعددية السياسية، أن تسمح بإطلاق الحريات لن يتم أبداً حصر هذه الأزمة وستظل مستمرة، لكن في هذه الحالة عدم توازن القوى الداخلي ما بين النظام وما بين المعارضة بفصائلها المختلفة وفي ظل تعدد هذه المعارضة واختلافها فيما بينها ستؤدي في النهاية إلى إن الذي سيدفع الثمن الباهظ والدماء هو الشعب السوري ومن هنا ينبغي علينا أن نركز نحو نقطة واحدة ومهمة وهي المعارضة السورية حتى الآن لم تتم جهود حقيقية لضم اللُّحمة بين الطوائف وفصائل المعارضة السورية..

محمد كريشان: على ذكر المعارضة السورية استسمحك فقط سيد عبد العزيز، موضوع المعارضة السورية تحديداً نريد أن نغوص فيه بتفصيل أكثر ولهذا تركناه كمحور بعد قليل سنتطرق إليه بشكل أكثر تفصيل، ولكن فيما يتعلق بما يجري الآن عملياً في سوريا ونعود إلى شريف شحادة في دمشق ما يجري الآن عملياً في سوريا، في الوقت الذي يريد النظام أن يوحي فيه بأنه تقريباً يسير نحو السيطرة على الوضع نرى ما قاله الرئيس بشار الأسد من أن الهجمات الإرهابية زادت كما قال وأنهم بدؤوا يقتلون أعداداً أكبر من المدنيين، هذه إشارات بأن الوضع في النهاية على الأرض يزداد سوءا على عكس ما توحي به المعطيات التي يراد أن تعلن من دمشق.

شريف شحادة: لا صديقي الكريم أريد أن أوضح لك أمر مهم، أولاً: ما تزال الحكومة السورية مسيطرة على كامل المحافظات السورية، لكن زيادة الإرهابيين ودخولهم عبر لبنان وعبر تركيا وما تحدث به ضيفك ملهم الدروبي الذي قال بالحرف وكتبته صحيفة السفير اليوم: إن الجماعة فتحت قناة تزويد جديد للمقاتلين داخل سوريا باستخدام موارد بشرية، شخصيات ثرية وأموال من دول الخليج بما في ذلك السعودية وقطر، فيما نقلت صحف عن لسانه أيضاً ولسان بعض المعارضين أن شحنات كبيرة من السلاح قد نقلت إلى سوريا وإلى بعض المناطق أنها أصبحت مليئة بالسلاح، هذا يؤكد أن الآخرين مصممين على أن تكون سوريا ساحة اقتتال بين الشعب السوري، أنا سأقول لك أمر في غاية الأهمية هو أن الشعب السوري بعد هذه السنة والشهرين اكتشف أن الموضوع لم يتعلق بإصلاح على الإطلاق وأنه إن كان هذا الإصلاح بهذه الضخامة من الحرب ومن السلاح ومن ضخ المال ومن ضخ المسلحين أعتقد أنه لم يبق إصلاحاً في هذه الدنيا على هذه الشاكلة، في كل الأحوال من نراه الآن في سوريا هي المرحلة الأخيرة مما تتعرض له سوريا من محاولة إسقاط الدولة، تقدموا في البدء في مرحلة سياسية لم يستفيدوا منها، ثم في ضغط اقتصادي الآن ضغط عسكري عن طريق العمليات العسكرية التي بدأت منذ أول الأزمة ولكنها الآن اشتعلت بأكثر من ما كان الآخرين يتوقعون، في كل الأحوال أعتقد أن الضخ المالي والضخ الإعلامي للمسلحين لا يمكن أن يستفادوا منه لأن الشعب السوري أصبح واعياً وأصبح ممسكاً بزمام الأمور وهذا القتل الذي يحصل من قبل المسلحين للجيش العربي السوري وللسكان الآمنين وحرق مؤسسات الدولة وخطف وقتل أسقط هذه النظرية التي تقول إن الطرف الآخر يريد الإصلاح وبدأت الناس تتحدث أن النظام معه حق في كل ما يقوم به الآن مع هذه المجموعات التي لا تريد الخير لا لسوريا ولا للشعب السوري ولا للأمة العربية، ولذلك أنا أقول لك بالحرف الواحد: هذه المجموعات أسقطت نفسها بالعمليات العسكرية وكان على المعارضة التي تريد الحوار مع السلطة في سوريا أن تأتي وتفتح باباً للحوار، لا أن تأتي وتفتح باباً للسلاح ولشراء السلاح ولتخزين السلاح ولقتل السوريين وخاصةً أن الشعب السوري قد سئم هذه الجماعات وكره هذه الجماعات بعد أن اعتدت على قوات الجيش العربي السوري الذي يعتبر هو جيش وطني داخل سوريا وخارج سوريا.

محمد كريشان: شكراً جزيلاً لك سيد شريف شحادة عضو مجلس الشعب السوري على هذه المشاركة سيتركنا السيد شحادة في هذا الجزء من البرنامج شكراً له، سيد ملهم الدروبي إذا كان لديك أي تعليق عما ذكره السيد شحادة من ذكرك بالاسم وتصريحات منسوبة إليك؟

ملهم الدروبي: طبعاً بالتأكيد سيدي الكريم أنا كان ودي إنه شحادة يكون موجود معنا حتى يسمع الرد على الأكاذيب التي يقولها، الثورة السورية عندما انطلقت قبل 15 شهر كانت ثورة سلمية، وكنا نردد مراراً وتكراراً أن الثورة لها أربع أطر: ثورة سلمية، ثورة وطنية، ثورة تحافظ على وحدة التراب السوري وثورة ترفض التدخل الأجنبي العسكري، بقينا على هذه الأطر سنة كاملة، كان الثوار وكان المتظاهرون السلميون سيدي الكريم يتلقوا القتل والرصاص الحي والقصف بالمدافع والدبابات على مدار سنة وهم يحافظون على سلمية الثورة، ولا تزال الثورة سلمية حتى هذه اللحظة، ما نقله السيد المدعو شحادة، نعم نحن قلنا هذا الكلام لأن الدفاع عن النفس هو حق مشروع تكفله جميع الشرائع السماوية والشرائع الدنيوية والدفاع عن المظلومين هو واجب وطني وهو واجب شرعي، المتظاهرون السلميون في سوريا يحتاجوا لمن يحميهم من بطش الشبيحة ومن قتل عصابات الأسد وعصابات شحادة.

المعارضة السورية ومسلسل الإحباطات والانشقاقات

محمد كريشان: على كل الجزء الثاني من هذه الحلقة سنتطرق لموضوع الجدل الدائر حالياً فيما يتعلق بأوساط المعارضة السورية بشأن مؤتمر الجامعة العربية ودعواتها لتوحيد الصفوف، ولمناقشة هذه القضية تنضم إلينا من القاهرة فرح الأتاسي الناشطة السياسية، الأمين العام لرابطة المرأة الوطنية السورية بالإضافة بالطبع إلى ضيوفنا من جدة والقاهرة وباريس الذين سيبقون معنا الآن، سيدة فرح الأتاسي لماذا خيبت المعارضة آمال الكثيرين من الذي كانوا يتوقعون أن تتوصل أخيراً إلى وحدة موقف يجعلها طرف أساسي وموحد في المعادلة الحالية؟

فرح الأتاسي: اسمح لي بدايةً أن أعلق فقط قليلاً وسريعاً على كلام المدعو مجلس الشعب شريف شحادة، وما قاله عن الفوضى وأحب أن أذكره بأن مفتي النظام السوري ومفتيه حسونة هو الذي هدد الغرب بإرسال انتحاريين وإرسال إرهابيين وهو الذي هدد بنقل الفوضى من سوريا إلى خارج حدود سوريا، وهذا ما كرره الرئيس السوري في حديثه وهذا ما لوَّح به منذ اليوم الأول وعندما يتحدث عن أسلحة تتدفق عبر الحدود نرجو منه أن يتذكر الدعم والسلاح والعتاد الذي يأتي عبر الحدود العراقية وعبر حدود أخرى للنظام السوري وليتذكر أن هناك معركة غير متكافئة بين جهاز أمن دولة وسلطة وبين مجموعة من الشباب الرائعين الأسطوريين الذين صمدوا عاماً كاملاً بصدورهم العارية والآن يقدمون أرواحهم دفاعاً عن أنفسهم ودفاعاً عن ثورتهم، بالعودة إلى المعارضة السورية للأسف التي لم ترق أبداً إلى مستوى تضحيات الشارع السوري والسبب كل السبب يعود إلى افتقاد القيادة المطلوبة في هذه المرحلة افتقادنا إلى رجالات المرحلة، الحقيقة أن غالبية ما قدمته المعارضة السورية وبالأخص في الخارج السوري هي محاولات فقط لإدارة الأمور أو كانت هي أشبه بمحاولات لتصريف الأمور وليس قيادة الأحداث وليس التأثير بها لصالح نصرة الثورة السورية وليس عبر اتخاذ موقف واحد من عدة أمور وأفخاخ وقعت بها المعارضة السورية بدءاً من مبادرة أنان وكلنا اليوم نرى كيف أن هذه المبادرة لم يتحقق منها أي بند، وكيف أن إطلاق النار لازال مستمراً وكل يوم نخسر العشرات من السوريين وكأنهم أصبحوا أرقاماً اعتاد عليها المشاهد واعتادت عليها الآذان يعني هذا شيء معيب ومخجل ما نراه اليوم وبالتالي فإن هذه المعارضة السياسية تصرفت بمراهقة يعني تصرفت بشكل أقرب إلى المراهقة بينما هؤلاء الشباب الرائعين على الأرض في العشرينيات والطلاب وهؤلاء الشباب الرائع أظهروا في الداخل وعياً ونضجاً وتضحيات ووحدة والتئام شمل أكثر بكثير مما قدمته المعارضة الخارجية للأسف التي ما زالت مشغولة بمنازلات جانبية وبمعارك جانبية متجاهلة أم المعارك وهي ترحيل هذا النظام السوري والعمل بالدفع لنصرة الثورة السورية لتحقيق انتصارها فنحن لا نريد مدراء لا نريد أن تتحول رجال المعارضة إلى مدراء نريدهم أن يكونوا قياديين وفعالين يقودوا هذه الأحداث ولا يسيروا ورائها سواء أكانت الأحداث الداخلية أم الخارجية.

محمد كريشان: مع ذلك الجامعة العربية لم تدخر جهداً لمحاولة توحيد هذه المعارضة وكان يفترض أن يتم اجتماع في القاهرة سيد مصطفى عبد العزيز برأيك لماذا لم تفلح الجامعة العربية رغم كل هذه الجهود في أن تجمع الجميع حول طاولة واحدة؟

مصطفى عبد العزيز: اسمح لي أستاذ محمد أن المسألة  ليست في الأمانة العامة أو في الجامعة العربية التي لم تفلح، ولكن المعارضة أو أقطاب المعارضة بمعنى أصح لم يتوصلوا إلى قاسمٍ مشترك يلتقوا حوله، هناك خلافات شخصية بينهم ونزاعاتٍ شخصية بين أقطاب المعارضة وهذا الواقع أنا الحقيقة اللي بستغرب له إن سوريا فيها 14 محافظة تضم خليط من الطوائف والمذاهب والأعراق واستطاعت رغم ذلك أن تتعايش وأن توحد صفوفها ما قبل الثورة، لما قامت الثورة أو قامت الثورة أو الحركة الاحتجاجية برزت الخلافات بين فصائل المعارضة ومقاربتها لحل الأزمة متباينة لدرجة كبيرةٍ جداً وإضافةً لهذا هناك الاستقطاب الإقليمي والدولي كل هذا انعكس على قيادات المعارضة وبالتالي حالت بينها وبين التوافق للتوصل إلى مبادئ مشتركة في الاجتماع الذي دعت إليه الجامعة العربية، هذا الاجتماع منصوص عليه في المبادرة العربية وتاريخه محدد منذ فترة طويلة وقد كانت المسؤولية واستشعارهم لفداحة الخسائر التي حملها الشعب السوري كانت تقضي من هؤلاء، من أقطاب المعارضة أن يتنازلوا أو يبتعدوا عن الخلافات الشخصية وأن يجتمعوا في القاهرة لمحاولة الوصول إلى مظلة مشتركة تمكنهم من الوصول إلى رؤيا أو خارطة طريق لمواجهة الموقف القادم أو الموقف الحاضر، هناك خلافاتٌ كبيرة الآن بدأت تظهر حول عسكرة الحركة الاحتجاجية أو عدم عسكرتها ده خلاف جوهري حتى الآن كما ذكر المتحدثين من قبلي ظلت الحركة الثورية في سوريا ملتزمة بسلميتها إلى أنها ستضطر عاجلاً أو لاحقاً إلى اللجوء إلى العسكرة لأن النظام السوري لم يتوقف حتى الآن عن عملية المواجهة العسكرية واستنزاف القوى السورية ولا ننسى أن مبادرة أنان تتألف من ست نقاط، النقطة الأخيرة فيها هو التوصل إلى توافق سياسي وإلى تسوية سياسية على طاولة المباحثات مع النظام السوري ما لم تتوصل المعارضة إلى رؤية وإلى برنامج مشترك ومحاولة تلافي اختلاف الأجندات وبالتالي التوصل إلى رؤية تمكنهم من التعامل بشكل موحد مع النظام السوري فسنظل في حلقة مفرغة ولن نصل إلى حل فأعود مرة أخرى إن الخلل ليس موجود في الجامعة العربية ولكن الخلل في المعارضة نفسها..

محمد كريشان: يعني عفواً هذه المعارضة التي لم تتحد بعد يبدو أنها خلقت إشكال حتى وهنا نسأل الدكتور أبو دياب في باريس خلقت حتى إشكال بالنسبة للغرب والدول التي تحاول حتى أن تكون مؤثرة في الملف السوري إلى أي مدى هذا الإشكال أيضاً لهذه الدول بقدر ما هو إشكال عربي وهو إشكال بطبيعة الحال للمعارضة السورية؟

خطار أبو دياب: أصلاً هذا الموضوع شكل ذريعة خاصةً للولايات المتحدة الأميركية كي لا تتحمل مسؤولياتها تجاه الوضع السوري وكي تترك الوضع السوري بحالة من الاهتراء وهذا الاهتراء ربما يكون مقصود أم لا هناك إذن أجندة واضحة في أسباب التناقضات الأميركية أو التباطؤ الأمريكي، من ناحية أخرى علينا أولاً أن نضع الأمور في مسارها الصحيح الذي انطلق في سوريا من احتجاجات من انتفاضة من ثورة لنسمها ما شئنا كانت حركة غير إيديولوجية حركة من شباب كان السبب الأساسي الامتهان طلب الكرامة وطلب الحرية لم يكن هناك لا إسلاميين ولا سلفيين ولا يساريين ولا معارضة خارجية ولا معارضة داخلية، كان هؤلاء الصبيان في درعا، هؤلاء الأبطال هنا وهناك وهذه اللحظة الثورية التي وجدت في سوريا هي بالفعل اللحظة الثورية الوحيدة في كل ما سمي الربيع العربي، والنظام قام بكل جهده من أجل الوصول لسحق سلمية الانتفاضة وجعلها معسكرة وهو دفع بالأمور إلى ما وصل إليه، أما كل الكلام عن تناقضات المعارضة ومن مجلس وطني إلى هيئة تنسيق إلى منبر إلى كل ما هنالك هناك واقع على الأرض، الواقع على الأرض تمثله لجان التنسيق على الأرض وتمثله الهيئة العامة للثورة يمثله هؤلاء الشباب هؤلاء الأشخاص الذين لا صفة لهم وهؤلاء عليهم أن يستردوا الثورة ويستردوا قيادة الثورة ويمنعوا استمرار المهازل بالطبع المجلس الوطني بقي قوياً ما دام متماهياً مع الناس في الداخل من هنا تأتي اليوم ومسألة وضع السيد برهان غليون لاستقالته على الطاولة من أجل هذا التماهي مع الداخل من أجل عدم وصول التناقضات، الغرب أيضاً من أجل تبرير التناقضات في الدوائر هناك من ينظر إلى ذلك ويقول ليتفقوا أولاً لكن هذه كلها برأيي حجج والجامعة العربية عليها مسؤولية بعكس ما قال السفير العزيز مصطفى عبد العزيز لأن الدكتور نبيل العربي عندما ذهب بدايةً إلى النظام السوري وحاول ويحاول يدور ويلف من أجل ماذا؟ من أجل أن تقدم المعارضة على الحوار مع النظام، أصلاً في خطة أنان الخلل الكبير عدا عن عدم احترام النظام السوري لها بكل مجرياتها من إطلاق سراح المعتقلين إلى وقف النار إلى سحب الآليات الثقيلة إلى إيصال المساعدات الإنسانية أصلاً روسيا وضعت فيها نقطة هي اللغم الكبير الحوار، والحوار على ماذا؟ ومن هنا اعتبر الكثير من الأشخاص في المعارضة إن الذهاب إلى القاهرة يعني الوقوع في فخ الحوار، المطلوب فقط مرحلة انتقالية، المرحلة الانتقالية، الطريقة اليمنية، هي الطريقة المثالية إذا لم يكن هناك من وضوح بهذا المعني ليس هناك من حل سحري المهم أن يعلن فشل خطة أنان هذا ما قاله اليوم آلان جوبيه في توصيته لوزير الخارجية الفرنسي الجديد لوران فابيوس وأعتقد أن هذا هو بيت القصيد والأهم من الكلام عن حزازات المعارضة هنا أو هناك.

محمد كريشان: نعم، أشرت إلى استقالة أو وضع الاستقالة على الطاولة مثلما سميتها للسيد برهان غليون نسأل السيد ملهم الدروبي كيف سيتم التعاطي مع هذه القضية خاصةً وأن الصورة السائدة الآن هو أن كثيرين يتركون هذا المجلس هيثم المالح كمال اللبواني وشخصيات أخرى وهناك انتقادات حتى من داخل المجلس كيف سيجري التعاطي مع هذا الأمر كله؟

ملهم الدروبي: شكراً لك أخي الكريم بدايةً دعني أؤكد أن الثورة الأصل فيها هم أبنائنا في الداخل أما المعارضة في الخارج أمثالي وأمثال المجلس الوطني السوري وغيره نحن فقط خدم لهذه الثورة ندعم هذه الثورة نؤيد هذه الثورة نضمن لها المساعدات اللوجستية والمالية وغيرها وندافع عنها في المحافل الدولية إذن استمرار هذه الثورة هو رهن بأيدي الثوار على الأرض في سوريا وهم يقومون بعمل رائع، ما يخص المجلس الوطني السوري واستقالة السيد برهان غليون أنا أشير بأن السيد برهان غليون الدكتور برهان غليون هو رجل وطني وصاحب عاطفة جياشة وأنا أشهد بذلك شهدت عدة مواقف للدكتور برهان غليون كان يبكي عندما يوضع مسؤولياته عندما توضع مسؤوليات الوطن أمامه، الآن طبعاً المجلس الوطني السوري مثله مثل أي مؤسسة أخرى في العالم ليست خالية من العيوب وليست خالية من الأخطاء أعتقد أن هناك مجموعة من الخطوات بدأنا نقوم فيها بالمجلس الوطني السوري أولها أن يكون المجلس أكثر استيعابا لباقي أطياف المعارضة السورية وأن تجتمع هذه الأطياف على رؤية واضحة وعلى رسالة جامعة، ثانياً أن يدعى أو تدعى الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري إلى اجتماع طارئ وقد دعيت الآن خلال أربع أسابيع يعني سوف يكون هذا الاجتماع حاضر من خلال هذه الهيئة العامة ستقام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بحضور الإعلام وبحضور الجميع تكون هذه الانتخابات أرجو أن تكون مبنية على القوائم وتكون هذه القوائم تشمل الجميع، النقطة الثالثة هو أن يكون لدينا مكاتب فنية متخصصة ليس من الشرط أن يكونوا من أعضاء المجلس الوطني السوري وإنما أن يكونوا متخصصين في المجال الدبلوماسي في المجال الاقتصادي في المجال الإغاثي وغيره، رابعاً من الضرورة بمكان أن نفعل آليات اتخاذ القرار لتكون أكثر ديمقراطيةً وأكثر شفافيةً وهناك على الطاولة مجموعة من المشاريع بهذا الخصوص وهناك شركة متخصصة تقدمت، متخصصة في الإدارة، تقدمت ببعض الأفكار لإصلاح هذا الإطار..

محمد كريشان: نعم، تفضل.

ملهم الدروبي: خامساً وأخيراً أن تكون هناك جهة رقابية تشرف وذات صلاحية عالية كي تتأكد من المجلس وقيادات المجلس تقوم بأعمالها وتنفذ الخطط بفعالية وكفاءة.

محمد كريشان: سيدة فرح الأتاسي ما رأيك بالنقاط الخمس لإصلاح المجلس؟

فرح الأتاسي: الحقيقة أولاً لكي يتم إصلاح أو تحقيق هذه النقاط الخمسة نحن بحاجة إلى شخصيات قيادية تستطيع فعلاً أن تقوم بتنفيذ هذه النقاط الخمسة التي تفضل بها الأخ ملهم وهي فعلاً نقاط بحاجة لها المجلس الوطني، المجلس الوطني يعاني من ترهل، ترهل بامتياز يعاني كما قلت لك من أن غالبية الشخصيات التي تستأثر بالقرار وتمسك بالقرار تتصرف بنوع أشبه بنوع إداري أكثر منه  نوع قيادي، قيادة نوعية للأحداث سواء داخل سوريا أو خارجها..

محمد كريشان: لكن اسمحي لي سيدة الأتاسي، اسمحي لي، اسمحي لي..

فرح الأتاسي: ثانياً المجلس الوطني حتى الآن محنط يعني غالبية اللجان التي يفترض أن تفعل في المجلس الوطني هي لجان محنطة يعني لجان فقط اسمية على الورق على الرغم من وجود كفاءات شابة رائعة داخل هذا الجسد السوري الوطني لم يتم في الحقيقة الاستثمار بها وهذا ما نريده الآن وفي سوريا المستقبل، الاستثمار بالإنسان السوري، الاستثمار بالكفاءات والمواهب الموجودة الآن داخل جسد المجلس الوطني نحن لسنا مع أن ينسف المجلس الوطني كلياً نحن ضد الشخصنة ضد، نفس أسلوب النظام أن نتصرف على مبدأ أشخاص نحن الآن نتصرف على مبدأ عمل مشترك جامع، عمل تشارك فيه كافة الأطراف القيادية في المجلس الوطني في الهيئة العامة وفي الأمانة العامة وأيضاً من قبل الأفراد الموجودين اسمياً ضمن اللجان الموجودة داخل المجلس الوطني..

محمد كريشان: ولكن طبيعي سيدة الأتاسي..

فرح الأتاسي: ما نحن بحاجة إليه في المجلس الوطني أن تبقى،  أن تبقى هيكلية المجلس الوطني..

محمد كريشان: اسمحي لي فقط طالما تتحدثين عن ضرورة وجود قيادات وليس وجود إداريين طبيعي أن تكون هناك أسماء تتصدر المشهد يعني أنا لم أفهم الحقيقة أين الاعتراض بالضبط المشكل في المجلس الوطني بتقديرك، مشكل أشخاص أكثر منه، مشكل آلية عمل داخل المجلس؟

فرح الأتاسي: يعني أخي الكريم عندما يأتي الدكتور برهان ويقول أنه إذا وجد البديل فأنا مستعد للاستقالة، مع احترامي الكبير للدكتور برهان، البديل هو شخص قيادي يضع خطة، البديل هو الخطة، يعني المجلس الوطني يفتقر إلى خطة يفتقر إلى قيادة ناجحة ويفتقر إلى أيضاً إلى إدارة ناجحة أيضاً، فيه نوع كبير من سوء التنظيم والفوضى، لا توجد إستراتيجية واضحة، خلال السنة الماضية شهدنا ذبذبة كبيرة في المواقف والتصريحات التي صدرت عن المجلس الوطني مما أصابت الشارع السوري وشعب الثورة بكثير من الإحباط لأنه كان تصله من المجلس الوطني الذي يفترض أن يتحدث باسم الثورة، كانت تصلهم رسائل متناقضة من قبل بعض الشخصيات، هناك شخصيات في المجلس الوطني تعتقد أن قرارها وحكمها ورأيها هو الصح، وكافة القرارات الأخرى لا قيمة لها، هذا لا يعبر عن العمل الجماعي المشترك الذي نريده داخل هذا البيت السوري الذي يجب أن نحافظ عليه، المجلس الوطني السوري اليوم هو بيت لكل السوريين وليس بيتاً لأشخاص معينين، ما كان أن يمنع أن يكون هناك لجان استشارية متخصصة، أين الشفافية في الانتخابات؟ لماذا لم يتم تفعيل اللجان؟ يعني أنا استغربت من الدكتور برهان، أستغرب من أنه كانت هناك بعض الانتقادات لإعادة انتخابه لأنه كان يعرف أن هناك الكثير من الأسئلة والتحفظات على أسلوب عمل المجلس التنفيذي في كافة هذه الفترة السابقة، ولم يستطع فعلاً، حقق المجلس الوطني بعض الإنجازات لكن مع ذلك لم يستطع أن يؤكد في الأحداث بالطريقة التي أرادها شباب الثورة والتي أرادها شباب الداخل، وأنا أؤكد مجدداً على ما قاله الأخ ملهم الدروبي أن الفصل أولاً وأخيراً طبعاً هم لشباب الداخل، لكن شباب الداخل هم بحاجة إلى أن ينظروا إلى أن هناك يد يعني اليد الواحدة لا تصفق الثورة هي بحاجة إلى جناحين، جناح في الداخل وجناح في الخارج، لكي تطير نحو تحقيق هدفها، للأسف المجلس الوطني تحول إلى سلاسل أعاقت، أعاقت تقدم الثورة السورية، أيضاً هو متخم، متخم بالكثير من الكفاءات التي لم تفعل ولم تستخدم ولم يتم الاستثمار بها، فتحول إلى نوع من الترهل، الترهل في العمل السياسي والترهل في العمل الإداري، وأهم شيء الافتقاد في القيادة والخطة الواضحة أولاً لنصرة الثورة السورية في الداخل، ولدعم المقاومة السورية في الداخل ثم بالتأثير واللوبي في هذه المواقف الدولية التي هي تتحجج في فعلاً بانقسام المعارضة، ولكن توجد لديها نقطة يعني وجهة نظر فيما تراه في أن هناك رسائل متناقضة تأتي من أطراف مختلفة في المعارضة السورية، وهذا يسيء للثورة السورية أكثر مما يفيدها، كما قلت كل السوريين اليوم مدعوون أن يتركوا الأنا جانباً وأن يتركوا كل هذه اختلاف وجهات النظر..

محمد كريشان: لكن هل المجتمع الدولي، هل المجتمع الدولي أيضا، سيدة فرح الأتاسي..

فرح الأتاسي: وهذه الأيديولوجية وأن لا ينشغلوا بهذه المنازلات الجانبية ويركزوا على أم المعارك، وهي ترحيل النظام السوري ونصرة الثورة السورية.

محمد كريشان: لكن هل المجتمع الدولي دكتور أبو دياب في باريس يتحمل جزء من المسؤولية وليس فقط الوضع الداخلي للمجلس، يعني هناك المجلس الوطني وهناك أيضاً هيئة التنسيق، وواضح أن المجتمع الدولي لم يقدم  للمجلس الوطني اعتراف كبير وقوي يجعله قادر على أن يكون مؤثر بشكل أفضل بكثير من السائد حالياً.

خطار أبو دياب: نعم المجتمع الدولي يتحمل كل المسؤولية، هذا العجز إزاء هذه الجرائم بحق الإنسانية وإزاء هذه المأساة هو عجز كبير، في بداية الأحداث كان هناك النموذج الليبي ظن البعض بإمكان نقله إلى الساحة السورية، وجرى  بيع أوهام، جرى بيع أوهام من قبل دول عديدة للمجلس الوطني وغير المجلس الوطني، والآن تدفع أثمان هذه الأوهام، في حقيقية الأمر لم يكن هناك قراءة متمهلة للأمر، ما محصل في ليبيا كان لا يمكن أن يحصل في سوريا لأسباب كثيرة، ومن هنا روسيا والصين انطلقتا من ذلك، اعتبرتا أنهم خدعتا بتفسير القرار 1973 وبدأ بعد ذلك العمل من أجل إحباط أي تحرك في سوريا وحتى هذه اللحظة، وفي المقابل كان ذلك مع رواية وحدة المعارضة السورية مع روايات تنظيم القاعدة وكل ما هنالك، كانت كلها ذرائع من الولايات المتحدة الأميركية أساسا، وقوى أخرى من أجل عدم تحمل مسؤولياتها، المجلس الوطني بالطبع وكل المعارضة السورية تتحمل مسؤوليات، لكن بالضبط عدم وجود دينامكية دولية أفقد الزخم وأعطى رسائل متناقضة للداخل وعدم القدرة على إنتاج حراك صحيح يواكب الحراك الثوري، أعتقد إن المطلوب لا تخترع زعامة بين ليلة وأخرى، ولكن يمكن القول نعم بأنه المطلوب بأن تكون المعارضة السورية أفضل من النظام السوري، قادرة على إعطاء البديل، قادرة على البرهان بأنها الديمقراطية تقبل تداول السلطة، هذه كلها إشارات مهمة، وتنوع سوريا يجب أن ينعكس فيها، يجب أن تبدو سوريا المتعددة قوميا، المشكلة مع الأكراد كانت غير واجبة أبداً، وهذا التوتير مع الأكراد كان سيئاً بالنسبة للحركة الوطنية السورية في اللحظة التاريخية، هذه دروس أولية، وأظن أن النظام ليس له مستقبل، المستقبل للشعب السوري، الشعب السوري الذي دفع كل الأثمان لن يعود إلى الوراء وسيجد أنا على ثقة القيادة الصحيحة التي تؤهله لنيل المكتسبات، اسمح لي أن أقول أن مستقبل سوريا مرتبط بكل المنطقة، سوريا هي الدولة الوسطى في الإقليم وحتى ما يجري في لبنان خطر جداً محاولة نقل الصراع وتصديره إلى لبنان بهذه الصفاقة مسألة خطرة جداً، يمكن أن تنعكس على كل لبنان وعلى التوازنات الهشة فيه.

محمد كريشان: نعم السؤال الأخير، للسيد مصطفى عبد العزيز في القاهرة في الدقيقة الأخيرة من البرنامج، الدور العام العربي الممكن الآن للعمل من أجل توحيد المعارضة السورية؟

مصطفى عبد العزيز: أنا ما سمعتش السؤال كويس، من فضلك أعد السؤال.

محمد كريشان: الدور العربي المطلوب لتوحيد المعارضة السورية في هذه المرحلة؟

مصطفى عبد العزيز: الدور العربي نفسه يحتاج إلى عملية إسعاف وعلاج، نحن أمام حالة عربية مشتته ومجزأة ومفتته، أين الموقف العربي؟  الحد الأدنى من الموقف العربي المشترك هناك، لكن مع هذا لا نفقد الأمل، هناك جهود تبذل حتى الآن من  جانب الجامعة العربية وبعض الدول العربية، وينبغي أن يكون هناك تركيز واضح عن الهدف في المرحلة المقبلة، حتى الآن لا يبدو أن النظام السوري متجاوب مع مبادرة أنان اللي هي النقاط الست، علينا أن نتوجه إلى محاولة إنذار النظام السوري أنه آن الأوان ليدرك أنه أمام مبادرة الفرصة الأخيرة، لآن ما بعدها سيكون حالة من الطوفان السياسي لأن البديل هذه الحالة إذا استمرت لفترة طويلة لن تجد المعارضة أمامها سوى اللجوء إلى العسكرة على نطاق واسع، وستجد دول الجوار وغيرها المبرر الكافي لعمليات إما دخل عسكري على مناطق، مناطق الحدود، وبالتالي هنا يجب أن يكون هناك إرادة عربية  تتمشى مع إرادة دولية موازية لها حتى الخروج من المأزق الراهن.

محمد كريشان: شكراً جزيلاً لك سيد مصطفى عبد العزيز سفير مصر السابق لدى دمشق، والمتخصص في الشؤون العربية، شكراً أيضاً لضيفنا من جدة ملهم الدروبي عضو المجلس الوطني السوري المعارض، شكراً أيضاً السيدة فرح الأتاسي الناشطة السياسية الأمين العام لرابطة المرأة السورية، وشكراً أيضاً لضيفنا من باريس خطار أبو دياب الباحث الدولي في معهد الدراسات الجيوسياسية، بهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا  إلى نهاية هذه الحلقة من حديث الثورة، دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.