
عودة صالح وتشكيل مجلس وطني للمعارضة
– تداعيات تأسيس المجلس الوطني
– أهداف تشكيل مجلس وطني للمعارضة اليمنية
– الموقف الأميركي من عودة صالح
– خلافات داخل المجلس الوطني
– الوضع الميداني في اليمن
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ليلى الشايب: مشاهدينا أهلا بكم في حديث الثورة، بعد ركود طويل نسبيا عادت الحياة تجري في أوصال الثورة اليمنية، بالأمس وعد الرئيس علي عبد الله صالح أنصاره بالعودة قريبا إلى اليمن في ثاني خطاب له من العاصمة السعودية الرياض، واليوم أبصر النور المجلس الوطني المطلب القديم لشباب الثورة وذلك بعد مخاض عسير وطويل، كل طرف فاجأ الطرف الآخر فإعلان صالح كان نبأ سيئاً للمعارضة التي خُيل إليها ولغيرها أن خيار العودة انتهى وتشكيل المجلس الوطني خطوة لطالما حذر منها أنصار صالح واعتبروها مسبقاً بمثابة إعلان حرب.
[تقرير مسجل]
فاطمة التريكي: بعد أشهر من العمل الميداني استجمعت الثورة الشعبية والمعارضة اليمنية قواها لإختيار مجلس وطني يمثل كافة المكونات الثورية وأطياف اللون السياسي المعارض مما يعيد للثورة الشعبية اليمنية زخمها لتبدأ مرحلة جديدة وفاعلة من الفعل الثوري المتوازي مع العمل السياسي للتسريع بتحقيق التغيير، الرئيس صالح الذي ظهر مساء الثلاثاء متعافيا من الإصابات التي تعرض لها، أعلن أنه سيعود إلى صنعاء قريباً، قرارٌ يرى فيه الثوار دخو ل اليمن في موجات جديدة من العنف والعنف المضاد.
مواطن يمني: وأتصور أنا حتى الآن لا يوجد وضوح في فكرة الضمانات الإقليمية والدولية وخاصة ضمان السعودية بهذه القضية، الأمر الذي جعل عودتهم تثير كثيرا من المخاوف حتى من بينها مثلاً اندلاع حرب أهلية.
فاطمة التريكي: الثورة الشعبية اليمنية ضربت السلطة في مقتل وأصابت الرئيس لكنها لم تسقطه ولم تسقط نظامه بعد، يقول الثوار إنه ما زال يدير الأمور عبر أبنائه وأفراد عائلته المتمرسين وراء وقوة السلاح بفعل سيطرتهم على أهم المؤسسات العسكرية والأمنية، شخص الرئيس صالح أصبح عائقاً أمام نجاح الثورة لكن قوى المعارضة لا تكترث لوجوده ولا لعودته للبلاد لقد أصبح في نظرهم من الماضي.
مواطن يمني: أنا أعتقد أن الحياة تتطور بإتجاه المستقبل وتترك الماضي وراءها، وتشكيل هذا المجلس في اللحظة الراهنة هو نظرة للمستقبل وليس إلى الماضي.
فاطمة التريكي: وبالتوازي مع الرسائل السياسية الثقيلة المتبادلة بين نظام صالح وقوى الثورة تشهد الساحة اليمنية تصعيداً خطيراً تخللته مواجهات عنيفة في أرحب شمالي صنعاء وأخرى في مدينة تعز، وهو تصعيد يرشح الوضع للإنفجار في أي لحظة إذا لم تحسم الأمور سياسياً، لكن تشكيل المجلس الانتقالي لقوى الثورة قد يفتح آفاقا جديدة لمستقبل مختلف.
مواطن يمني معارض: نحن نعتذر لعلي عبد الله صالح انتهى أمره وما يقوله كلام لغو وهو يعبر عن سياسته القديمة الجديدة، فنظامه لم يكف عن ممارسة القتل يوما من الأيام.
فاطمة التريكي: وسط كل ذلك يبدو المشهد السياسي اليمني وكأنه يمر عبر نفق مظلم في ظل انسداد الأفق لأي حلحلة للأزمة السياسية التي يعيشها اليمن منذ سبعة أشهر من ثورة تعثرت في منتصف الطريق لكنها تصر على الإطاحة بعلي عبد الله صالح ونظامه.
[نهاية التقرير]
ليلى الشايب: معنا ولمناقشة هذا الموضوع من صنعاء محمد الصبري القيادي في تكتل اللقاء المشترك، وعبر الهاتف من صنعاء أيضا طارق الشامي الناطق باسم حزب المؤتمر الحاكم، وسينضم إلينا لاحقا من بيروت عباس المساوى الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية في بيروت، ومن القاهرة الكاتبة الصحفية اليمنية منى صفوان، ونبدأ من صنعاء ومحمد الصبري القيادي في اللقاء المشترك، إذن المجلس لم يُسمى مجلساً لا انتقاليا ولا رئاسيا كما جرى الحديث قبل فترة بل سُمي مجلس وطني لا غير، ما دلالة التسمية؟
محمد الصبري: أعتقد أن التسمية جاءت تتفق مع متطلبات اللحظة الراهنة للثورة، ثورة الشعب اليمني الصامدة منذ سبعة أشهر، وتضحيات هذه الثورة وصمود الملايين فرضت مهمة ملحة أن تتوحد قوى الثورة حتى نستطيع أن نفتح طريقاً نحو المستقبل لسنا معنيين بالماضي بدرجة رئيسية نحن نقول أن بلدنا اليوم وتضحيات الملايين من اليمنيين وفي مقدمتهم الشباب، هذه التضحيات جاءت من أجل أن ينفتح مستقبل لليمن، مستقبل آمن، مستقبل كريم، مستقبل مشرف، لن يأتي هذا المستقبل بالتأكيد إلا بوحدة قوى الثورة ربما في الفترة الماضية كان على اليمنيين أن يستعرضوا قوتهم بذلك المظهر المشرف، مظهر الملايين في الساحات والميادين والمسيرات والمظاهرات والإحتجاجات بشكل عفوي دون أن يكون هناك وحدة بين مكونات الثورة، اليوم جاء الوقت، هذه اللحظة الفاصلة، هذه اللحظة التاريخية نريد منها أن نفتح طريقاً نحو المستقبل، نحو مستقبل اليمن الجديد، اليمن الذي يطمئن كل أبنائه، اليمن الذي يثق أن هناك قوى ورجال قدموا تضحيات وأنهم قادرون وعازمون بإذن الله على أن يفتحوا طريق البناء بعد أن هدموا النظام وكوموه في الطريق العام وأصبح مؤذياً للداخل والخارج.
ليلى الشايب: تسميها لحظة تاريخية سيد الصبري ولكن الرئيس علي عبد الله صالح غائب عن اليمن منذ تقريبا شهرين، ولم يتم الإعلان لا عن مجلس انتقالي ولا وطني ولا رئاسي، هل إعلانه العودة هو الذي ربما سرع بإعلانكم تشكيل هذا المجلس؟
محمد الصبري: نحن لم نعد نعتبر أن هذا الرجل يتحدث بوعي كامل أو أن ما يقوله أصبح له أساس يحرك مواقف من هناك وهناك، نحن نقول اليوم أن الدافع الرئيسي والمحرك الرئيسي للمجلس الوطني هي حركة الثورة وتضحيات الثوار ومكابدة ومعاناة أبناء اليمن الذين صنعوا هذا الحدث، علي عبد الله صالح وأولاده وبقية نظامه هم عبارة عن ملحق بالأحداث وليسوا صانعي الأحداث، صحيح البعض ربما يعتبر أن بقاء المدافع وبقاء الصواريخ تقصف المواطنين والعزل وتعتدي على المواطنين، وبقاء مجموعة يعني تمارس مهاماً هي أقرب إلى عصابة المافيا، قطع الكهربا، وقطع الطريق وسرقة المشتقات النفطية، نحن نعتبر أن هذه حالة طبيعية، اليمن ليس كأي دولة نحن نعرف بلدنا ونعرف أن الذين كانوا يحكمونا لا يتوفر لديهم لا مهارات الحكم ولا أخلاق الحكم ولذلك نحن اليوم نتحمل، شعبنا اليمني يعرف أنه حُكم منذ فترة طويلة وجاء عليه الدور لكي يدفع ثمن الصبر والصمت، ونحن لكن اليوم نقول أنها لحظة تاريخية، أن الثورة أنجزت مهمتها من هذا النظام وأصبح كوماً من الركام في الطريق.
ليلى الشايب: هذه اللحظة التاريخية سيد الصبري، لا تمنع من التساؤل مرة أخرى وهو سؤال الكثيرين عن هذه المصادفة، يعني بمجرد أن يعلن الرئيس علي عبد الله صالح العودة تعلنون أنتم عن تشكيل هذا المجلس الذي ظلت المطالبة به واستغرقت بالأحرى ما يقارب الثلاثة أشهر وهي فترة ليست قليلة بحساب ما يجري في اليمن الآن؟
محمد الصبري: لا بأس، لا بأس من أن تطرحي السؤال بهذه الصيغة ولكن اسمحي لي أن أصحح لك المعلومة، أولا هذا الإعلان عن هذا المجلس تم في منتصف يوليو الماضي، وللمعلومة وأقول للإخوان المشاهدين ولكم أيضا في قناة الجزيرة ولكم كل التقدير والاحترام فكرة تشكيل وحدة أو ائتلاف وطني لقوى الثورة كانت مطروحة من شهر أبريل الماضي يعني نوقشت هذه الفكرة ولكن حينها في ذلك الوقت قيل أن نحتاج إلى وقت نحتاج إلى أن تظهر كل مكونات الثورة ما لديها من عظمة وما لديها من تحدي، لسنا مرتبطين بظهور الرئيس أو بعدم ظهوره سواء كان موجوداً أو غير موجوداً، نحن كما قلت سابقاً اليوم الحدث الحقيقي والفعل السياسي والفعل الوطني الموجود في اليمن هو فعل الثورة ما عدا ذلك لا يُسمى فعلاً وإنما يُسمى ردود أفعال، لسنا مرتبطين لا بخطاب علان ولا بخطاب فلتان يعني هذه الخطابات اليوم نحن نعتبرها مش من موروثات الماضي نعتبرها من أقبح ما شهدته السياسة باليمن، أن اليمن أديرت بالخطابات والأكاذيب والتهريج والكلام الفارغ، اليوم نحن نقول أن ما نعمله هو امتداد لمسار الثورة لحاجة الثورة، الثورة لها اليوم متطلبات ملحة ولديها مهام استراتيجية في المستقبل، المطلب الملح اليوم نعتقد ذلك وتعتقد كثير من مكونات الثورة التي حضرت اليوم الإجتماع التأسيسي في هذا اليوم المبارك تعتقد أن المهمة الأولى هي أن نتوحد، أن يتوحد القرار، أن يتوحد الجهد، ألا نترك مسار الثورة من الآن فصاعداً للإجتهاد أو للعفوية أو لردود الأفعال، اليوم على قوى الثورة مسؤولية تاريخية لذلك أنا سميتها لحظة تاريخية أن تتولى زمام المبادرة لاستكمال مسار الثورة وتحقيق أهدافها..
ليلى الشايب: على كلٍ سيد الصبري، سأعود إليك لمزيد من التفاصيل والمعلومات عن هذا المجلس ولكن نرى الآن وجهة النظر المقابلة، وأتحدث الآن إلى السيد طارق الشامي من صنعاء وهو معنا عبر الهاتف، سيد طارق الشامي السلطة وصفت في ردة فعل على تشكيل هذا المجلس وصفته بأنه كائن ميت أو سيولد، ميت كسابقه وهو بمثابة إعلان حرب لماذا هذا الوصف؟
طارق الشامي: أولا كما ذكرت ما يُسمى بالمجلس الوطني هو ولد ميتا، كما تعلمون أنه سيحضر ألف عضو لانتخاب المجلس الوطني ولكن حقيقة لم يحضر حتى ثلث هذا العدد، حيث أنه رفض أغلبية المكونات رفضوا حضور هذا الاجتماع، ثم هذا الاجتماع أو المجلس الذي أعلنوا انتخابه غالبية الأعضاء لم يحضروا الاجتماع اليوم ثم أن العديد من الشخصيات الوطنية رفضت المشاركة في هذا المجلس، الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف شيخ من مشايخ بكيل رفض المشاركة في هذا المجلس حيث أن اسمه كان من ضمن الأعضاء الذين انتخبوا، هناك أيضا أشخاص آخرين أعلنوا أيضا رفض هذا المجلس، بالتالي هذا المجلس ولد ميتاً من الأساس، اللقاء المشترك وهذا المجلس عليه أن يفعلوا المبادرة الخليجية، هم لا يريدون الرئيس علي عبد الله صالح دعا لانتشار الآلية الجديدة والتوقيع على الآلية الجديدة للمبادرة الخليجية وكذلك المؤتمر الشعبي للتفاعل معها، وكذلك تفاعل الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج لإنهاء الأزمة في اليمن للاتجاه نحو التصحيح، لذلك جاء هذا المسمى بأنه خلق ميتاً، نحن نقول للقاء المشترك لا زالت الفرصة متاحة أمامكم للجلوس على طاولة الحوار ومناقشة كافة القضايا بعيداً عن محاولة التصعيد بعيداً عن محاولة الاتجاه نحو الفوضى الاتجاه نحو المزيد من معاناة الشعب اليمني، نحن نقول الشعب اليمني قد صمد وعانى في الفترات الماضية لكنه لن يستطيع الصبر على مثل هذه الأعمال، هناك الآن أعمال تمارس من قبل المشترك من قطع للكهرباء ومن قطع للطرقات ومن محاولة لقطع إمدادات البترول والغاز التي تصل إلى المدن الرئيسية، وهناك معلومات اليوم أنه أيضا تم الاعتداء على أنبوب نفط بدأ يولع من جديد، نقول لهم كفى هذه الأعمال كفى هذه الممارسات هم حاولوا وتعمدوا التحريض ضد أشقائنا في المملكة العربية السعودية وأيضا الدول الحريصة على إحلال الأمن والاستقرار في اليمن.
ليلى الشايب: سيد طارق الشامي إن كنت تسمعني رجاءً يعني أنا اجتهد كثيراً وربما المشاهدون كذلك حتى أسمعك بشكل جيد، ولكن هناك مشكلة فعلاً في الصوت لا يوصل الفكرة كما ينبغي، على كل ابقى معنا سنحاول الاتصال بك مجدداً عسى أن تتحسن نوعية الصوت في الأثناء وفي الانتظار أتوجه بسؤال لعباس المساوى وهو الملحق الإعلامي بالسفارة اليمنية في بيروت، وربما استكمالاً لفكرة السيد طارق الشامي الذي عاد ليدعو مجدداً المعارضة ومن يواليها إلى الحوار، في نفس المعنى الرئيس علي عبد الله صالح تساءل في كلمته لماذا لا يلجأ اليمينيون إلى الحوار وصناديق الاقتراع والوصول إلى حل، كلام وجده الكثيرون ربما كلام قديم وفات أجله والعودة إلى المربع الأول ما رأيك؟
عباس المساوي: بسم الله الرحمن الرحيم، تحياتي لك، دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار لا أعتقد أنه حديث قديم بل على العكس إن لم يكن هناك حوار فما البديل إلى الحوار ما أعلنه اليوم اللقاء المشترك في اعتقادي الشخصي أنه أطلق آخر رصاصة في كنانته ولم يعد عنده ما يملك، على العكس من ذلك أنا أراه أنه سقط على أرنبة أنفه، وفشل فشلاً ذريعاً، أصبح مجرداً وعارياً من أي شيء، واتضحت الأمور أكثر فأكثر، هناك دعوة أخلاقية قيميه أطلقها رئيس الجمهورية ليس من الضعف على فكرة..
ليلى الشايب: ولكن الدعوة قيميه وأخلاقية سيد المساوي ولكنها تجاوز وخرق لاتفاق كان شبه مبرم، مبادرة خليجية تقضي بأن يسلم الرئيس علي عبد الله صالح السلطة بدون عودة إلى الحديث عن صناديق اقتراع وحلول سياسية وحوار.
عباس المساوي: أنا أعتقد أن الذي داس على المبادرة الخليجية هو الإعلان اليوم عن هذا المجلس المزعوم، أضف إلى ذلك أن هذا المجلس هو الثالث أو الرابع تقريباً كان هناك مجلس عسكري ثم مجلس انتقالي ، ثم مجلس آخر في الساحات، والآن هذا هو المجلس الرابع، وبالتالي المبادرة الخليجية جاءت للتوقيع ثم يُصار إلى حوار بين الطرفين من أجل تطبيق الآليات، المبادرة الخليجية أبداً لم توقف الحوار ولم تأت بنصوص قطعية على العكس من ذلك، المبادرة الخليجية جاءت لتهيئ وضعت عناوين ثم ينطلق السياسيين إلى الحوار ويتفقوا على صيغ ممكن أن تؤول إلى..
ليلى الشايب: حتى هذه لم يذكرها ولم يشر إليها ولو عن بُعد الرئيس علي عبد الله صالح..
عباس المساوي: أنا أتمنى أن تأخذوني بحنانك، وتخليني فقط أكمل فكرتي ولا تقاطعيني يعني خلينا نصوم يعني..
ليلى الشايب: تفضل تفضل، لا لا أقاطعك ولكن نسير نقطة نقطة حتى لا يتجاوزنا الحديث ونقول عودة إلى النقطة التي ذكرتها، تفضل.
عباس المساوي: رئيس الجمهورية أنت لعلك لم تستمعي تقريباً إلى ما ردده في..
ليلى الشايب: استمعت ، أؤكد لك ذلك..
عباس المساوي: هذا هو الثاني تقريباً، الآن هذا هو الخطاب الثاني وكان يتحدث حزبه أيضاً يتحدث أن المبادرة الخليجية هي أرضية الحوار، ودعا إلى المبادرة الخليجية، كذلك المؤتمر لم يرفض قطعاً، ولم يرفضها بتاتاً كمبادرة خليجية بل على العكس أعطيك أكثر من ذلك الرئيس اجتمع مع أعضاء حزبه في المملكة العربية السعودية وأطلعهم على المبادرة الخليجية وعليهم أن يتحضروا للمستقبل وأن يتهيئوا إلى تسليم السلطة وإلى أمور كثيرة جداً، إذن لا نستطيع أن نقول أن رئيس الجمهورية لم يتحدث عن المبادرة الخليجية على العكس كان كل خطابه دعوة إلى الحوار، دعوة إلى التعقل، دعوة إلى الالتقاء، قال لهم أن كل شيء قد جرب، قطع الطرق قد جرب، قطع أنابيب النفط قد جرب، أبراج الكهرباء قد جرب، مهاجمة العسكر والمعسكرات في ثكناتهم قد جرب، قصف المدن قد جرب، محاصرة الناس قد جرب، الكذب قد جرب، كل شيء قد جرب تعالوا نجرب الحوار، لكن المجلس الذي أعلن عليه اليوم كأنه يواجه الدولة ويقول لها لا يمكن التحاور، لا نلتقي تحت أي سقف، لا نلتقي تحت أي عنوان، إذن المشترك الذي يتحدث عن رئيس الجمهورية قال بكلمته أو فهم هكذا كما يحلو له هو يفهم كما يحلو له طبعاً أن رئيس الجمهورية قد أطلق نذير حرب أو أطلق رصاصة تتقدم الحرب، على العكس كان خطابه سلمي 100% والذي أطلق الحرب هو هذا المجلس وهذا الخطاب المتعجرف المتعالي لا وجداني، لا مؤثر، متوعد ليس فيه ذرة.. الآن استمعت لصبري حديثه كله إنشاء ومحفوظ 100% بل أقول لك والله قد حفظته منه في أكثر من لقاء تلفزيوني. أنا أريد أن أبحث عن مفردات جديدة وعن مصطلحات أخرى دعونا من الإنشاء، نتحدث سياسة، نتحدث في المستقبل الذي سيصاغ إليه مصائر اليمنيين، اليمنيون اليوم يتخطفهم الناس كما تتخطف الطير بأناس دخلوا فجأة على الساحة السياسية والإعلامية هكذا أخذوا كل الأمور جزافاً، اتجهوا فيها باتجاهات كما يحلو لهم وحسب ما تقتضيه مصلحتهم، والله إن اليمنيين لا يمكن الفئة الغالبة وأنا أقول وأحذر من ثورة الجياع ستسحق الجميع، ستدوسهم تحت أقدامها، على الجميع أن يعرف أن أي ذهاب باتجاه المجهول، باتجاه الحرب، باتجاه الصراع، لن يبقي ولن يذر، لن يبقي الكرسي لا للسلطة، ولن يبقي الكرسي للمعارضة، أنا أريد أن اسمع والناس تريد أن تسمع عقلاً ناضجاً الناس تضحك والله تضحك أصبحنا مثاراً للسخرية في كل مكان.
ليلى الشايب: طيب أعود مرة أخرى إلى السيد طارق الشامي من صنعاء، يعني حديث علي عبد الله صالح عن العودة إلى الحوار ألا يتنافى مع كلام كثير كان قاله في خطابات سابقة وعلى رأسها عبارته الشهيرة فاتكم القطار، يعني بأي حوار إذن يمكن أن يتوقعه اليمنيون.
طارق الشامي: بالنسبة للرئيس علي عبد الله صالح الحوار يمثل مبدأ أساسيا في مسيرة حياته السياسية، ليس الآن وإنما في الماضي منذ بداية تسلمه السلطة، نحن عندما نتحدث عن الحوار، نحن نتحدث عن حوار نترفع به عن القضايا الضيقة والمصالح الحزبية الضيقة، والمصالح الذاتية والأنانية، نحن نتحدث عن حوار يهدف إلى خدمة شعبنا وخدمة وطننا، نتحدث عن حوار يلبي تطلعات الجماهير اليمنية، نحن عندما نتحدث عن التغيير المؤتمر الشعبي العام هو من سبق وتحدث عن تغيير النظام السياسي، وكانت كل البرامج التي تقدم بها المؤتمر الشعبي العام وحتى برنامج رئيس الجمهورية إتجه نحو تغيير النظام السياسي وتطويره والإصلاحات، بالتالي إذا كانت المعارضة وبالذات أحزاب اللقاء المشترك لديها فعلاً برنامج ولديها توجه للعمل لمصلحة الشعب فنحن نمد أيدينا، وإذا استمرت في نهجها في قطع الطرقات، في الفوضى، في التخريب، في قطع أنابيب النفط، في قطع الكهرباء فإن الشعب اليمني هو من سيتصدى لها، نحن نقول لا زالت الفرصة أمامهم للجلوس على طاولة الحوار، لا زالت الفرصة متاحة هناك مساندة دولية، مجلس الأمن دعا إلى الحوار، الأشقاء في المملكة العربية السعودية دعوا إلى الحوار، هناك حوارات كانت تجري ولا زالت فيما يتعلق بإيجاد آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية الرئيس علي عبد الله صالح دعا إلى الحوار ووجه نائب رئيس الجمهورية وطالب المعارضة بالجلوس على طاولة الحوار مع نائب الرئيس للتوافق إزاء كل ما يحدث في الوطن، لكن للأسف أن الأخوة في المشترك يعتقدون أنهم يستطيعون الوصول إلى السلطة من خلال الفوضى، من خلال العنف، من خلال التخريب، أنا أنتقد الأخ محمد..
ليلى الشايب: السيد طارق الشامي يعني كادر أو إطار يجمع أطياف المعارضة تقريباً جلها في اليمن تسمونه فوضى تعتبرونه فوضى؟
طارق الشامي: نعم، عندما أقول فوضى لأن هناك الآن قطع للطرقات ما بين مأرب وصنعاء، هناك قطع للطرقات في منطقة الحينة في محافظة صنعاء، هناك اعتداءات تمارس من قبل العناصر المتطرفة لتجمع اليمن للإصلاح بالهجوم على معسكرات يومياً تتم في منطقة أرحب في منطقة نيه وفي مختلف المناطق، هناك مضايقات تتم للمواطنين، مصالح الناس الآن أصبحت معطلة، الناس أصبحوا فعلاً يعانوا كثيراً من قطع الكهرباء من قبل العناصر الخارجة عن القانون التابعة للمشترك، بالتالي ألا تريدين أن تسمي هذه فوضى، ألا تريدين أن تسميها تخريب، ماذا نسميها، نحن نقول لا زالت الفرصة متاحة، هم تعمدوا خلال الفترات الماضية بث روح الكراهية والحقد في أوساط المجتمع، جعلوا المواطن يحقد على أخيه المواطن الآخر، دفعوا نحو الكراهية، دفعوا نحو البغضاء، نحن نقول لا زالت الفرصة متاحة الكل الجميع يذهب باتجاه مساندة اليمن للخروج من هذه الأزمة، لكن إذا استمروا على نفس الطريق، وإذا استمروا على نفس المنوال لأنهم أرادوا بهذا المجلس الوطني الذي خُلق ميتاً إعلان وفاة المبادرة الخليجية لأنهم لمسوا بأن هناك جدية من قبل الأشقاء في دول مجلس التعاون وبالذات الأشقاء في المملكة العربية السعودية على إيجاد آلية واقعية تخرج اليمن من أزمتها فاتجهوا نحو التصعيد باتجاه التصعيد والتحريض ضد الأشقاء في المملكة العربية السعودية، الآن اتجهوا نحو التصعيد بما يسمى المجلس الوطني الذي ولد ميتاً، وهم نفس الوجوه هم نفس المسميات بدءاً من عام 2006 حتى الآن، هم نفس الأشخاص الذين تسببوا بالأزمة بمختلف المسميات تارةً تسمى اللقاء المشترك وتارة اللجنة التحضيرية وحالياً المجلس الوطني فالمجلس العسكري، ولكن عندما تبحث هذه الأسماء ستجدي أنهم نفس الأسماء ونفس الأشخاص ونفس النهج، ونفس الوسائل التي يستخدمونها هي نفسها، بالتالي نحن نطالب الإخوة في المشترك بأن لا زالت الفرصة متاحة وكفى فعلاً أن.
ليلى الشايب: دعوة متجددة من طرفك، شكراً جزيلاً لك سيد طارق الشامي الناطق باسم الحزب الحاكم في اليمن كنت معنا من صنعاء، لنرى ربما جواب ورد سيد محمد الصبري لهذه الدعوة المتكررة للحوار، سيد الصبري تفضل.
محمد الصبري: للأسف سيدة ليلى يبدو أنك استضفتني من أجل أن أسمع مجموعة من المهرجين والسوقة، يعني هؤلاء البشر أنا أستغرب، أنا أستغرب، أنا أستغرب عليهم، وللحقيقة احترامي لقناة الجزيرة تمنعني أن أقول أوصافاً لا تليق بوسائل الإعلام.
ليلى الشايب: بلاش تقولها طيب.
محمد الصبري: هؤلاء البشر، إلى اليوم هؤلاء البشر يعتقدون أنهم يحكمون ويقطعون الكهرباء ويقطعون الماء ويقتلون الناس ويرمون التهم على الآخرين، أي منطق هذا، إذا كان هذا الأخ طارق الشامي ولا هذا المساوى لا أدري يعبر عن من أو يتحدث كلياً وهو في وادي، إذا كانوا يعتقدون أنهم لا يزالون بقايا سلطة أو يحترمون القانون أو الدستور، يوجهوا أنا أدعوهم دعوة يوجهوا دباباتهم ورشاشاتهم التي تقتل المواطنين السلميين في أرحب وفي تعز وفي نهم وفي كل مكان يوجهوا هذه المدافع ونحن سنكون معهم نحو الذين يقطعون الكهرباء ويقطعون الطريق ويقطعون الماء ونحن سنكون معهم، نريد تحقيقا دوليا عادلا، لجنة دولية تأتي إلى اليمن وهناك قرار من الأمم المتحدة وبيان من الأمم المتحدة يدين الأطراف التي تستخدم البنية التحتية، الدولة بيد هذه العصابة وليست بأيدينا، نحن مع أبناء شعبنا نحن ملتحقون بالثورة ونقول هذا الكلام من أول يوم، هذا عباس المساوى، هذا اللص الذي..
ليلى الشايب: لا، لا لو سمحت أستاذ الصبري لو سمحت، لا نريد أن نحول الحلقة والبرنامج إلى حلبة صراع.
محمد الصبري: يا أستاذة ليلى، يا أستاذة ليلى، أنا أتيت هنا اليوم لحديث الثورة برنامج اسمه حديث الثورة وليس حديث لطارق الشامي.
ليلى الشايب: طيب مستمرون في الثورة، طيب، ولا عودة إلى الوراء، قبل أن نصل.
محمد الصبري: أنا لولا احترامي لكم لرميت الميكرفون وانسحبت من هذا البرنامج.
أهداف تشكيل مجلس وطني للمعارضة اليمنية
ليلى الشايب: لا، لا لن أرجو ذلك، ولا نتمناه، على كل قبل أن نختم ها الجزء من الحلقة أطرح عليك سؤال، وأرجو جواب مختصر عليه، تقولون إنه في مقدمة أهداف هذا المجلس استكمال إسقاط بقايا النظام فاقد الشرعية، حسب تعبير أدبيات اللجنة التحضيرية التي أعلنت عن هذا المجلس، كيف سيكون ذلك؟
محمد الصبري: سيكون ذلك بكل وسائل التصعيد السلمية، نحن متمسكون عظمة هذه الثورة هي في سلميتها، عظمة هذه الثورة بهذه الملايين العظيمة الموجودة في كل اليمن، هذه الثورة ستسقط هذه العصابة، نحن حتى لم نعد أمام بقايا، نحن أمام قمامة موجودة في الطريق العام، مكومة أصبحت تؤذي برائحتها إللي في الداخل وإللي في الخارج، نحن سنصنع آلة هذه الآلة الثورية من أجل أن تزيل هذا الركام وهذه القمامة حتى يفتتح الطريق أمام أبناء اليمن ليبنوا سلطتهم ودولتهم، هؤلاء اللصوص وقطاع الطرق، الذين اليوم لا هم إلا أن يترزقوا من الداخل ومن مؤسسة الدولة لكي يطلقوا النار على المواطنين العزل سلمياً، ويحاصروهم بالخدمات العامة، يستحقون أن يسقطوا بكل الوسائل، ولكن نقول بالوسائل السلمية، وندعو كل رأي حر كل رجل شريف من أول مسؤول في الدولة وحتى آخر مسؤول في الدولة نقول لهم، هذه اليمن ملكنا جميعاً أنتم في الوظائف العامة تستلمون مرتبات من أموال المواطنين، ولذلك إما أن تكونوا مع أبناء اليمن، وإما أن تكونوا غلمان وخصيان مع علي صالح وأبنائه، أما مهمة الثورة ومساراتها فإنها ستستمر بالتصعيد وهناك برامج للتصعيد السلمية بكافة الوسائل والطرق سنحاصرهم وسنقطع عليهم كل الشرايين التي تجعلهم مستمرين، سنجعلهم يموتون في أماكنهم.
ليلى الشايب: لا لا، خلص، طيب طيب، رغم إني رجوتك أن نحافظ على مستوى معين من اللغة واللهجة ضد الطرف الآخر، على كل أشكرك محمد الصبري القيادي في اللقاء المشترك، كنت معنا من صنعاء، وسينضم إلينا في الجزء الثاني من هذه الحلقة كل من الدكتور محمد الظاهري من صنعاء أيضاً وهو أكاديمي ومعارض، ومن القاهرة ستنضم إلينا المحللة السياسية منى صفوان، في انتظار انضمامهما، نتوقف مع فاصل قصير نعود بعده لاستكمال النقاش في حلقتنا اليوم حول تداعيات تشكيل مجلس وطني ووعد صالح أنصاره قريباً بالعودة إلى اليمن، نرجو أن تبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ليلى الشايب: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا في حلقتنا التي نستكمل فيها النقاش حول تداعيات تشكيل مجلس وطني للمعارضة اليمنية ووعد الرئيس صالح أنصاره بالعودة قريباً إلى اليمن، ونتوجه الآن إلى القاهرة مع المحللة السياسة منى صفوان وأعتذر شخصياً سيدة منى عن التأخير في الحديث معك، على كل ما سبق من حديث عن المجلس ومهامه وأهدافه يراه كثيرون على أنه لا يعني شيء أمام موقف إقليمي يبدو وكأنه جدار منيع يدعم ويحمي الرئيس علي عبد الله صالح، ما رأيك؟
منى صفوان: مساء الخير أولاً، أعتقد الآن من يدعم الرئيس علي عبد الله صالح أكثر من كونه الغطاء الخارجي هو فكرة تمسكه هو أنه هو ما زال الشرعية الدستورية، علي عبد الله صالح الآن يستند، إن رجعنا للتركيبة السياسية في اليمن لم يكن هناك نظام بالمعنى التقليدي أو المتعارف عليه في الدول العربية كانت هناك مراكز قوى، بالتالي علي عبد الله صالح الآن يستند بهذا الفعل على أحد مراكز القوى التي كان يستند عليها بعد أن خرجت باقي مراكز القوى من تحت سيطرته، فهذا النظام تم سقوطه بشكل تدريجي كان السقوط بعد أن هب الشارع وحدثت الثورة الشعبية، كان السقوط بأن انضمت جميع مراكز القوى التي كان يستند عليها من شيوخ دينين ومن عسكر بانضمام الفرقة الأولى المدرعة وأيضاً القبائل وأهمها قبيلة حاشد التي هي القبيلة الأهم في اليمن وهي قبيلة الرئيس، الآن القوة التي يستند عليها الرئيس هي القوة السياسية، بين قوسين الشرعية بما تعني أساساً قوة الإفراغ الدستوري أو قوة فرض الأمر الواقع وبالتالي هي ليست حقيقة لأنه المفروض أن هذه الثورة أعادت الشرعية الدستورية إلى الشعب وبالتالي أصبح هو صاحب السلطات، ولكن الآن إن نظرنا في التحول الخارجي لا يمكن القول إن هناك دعم أو غير دعم لما يحدث، الشعب اليمني لا يهمه كثيراً، أي ثورة لا تهتم إن كان هناك دعم خارجي، حتى تاريخ الثورات في اليمن، منذ أكثر من خمسين سنة لم يكن يهتم بالدعم الخارجي بقدر ما يهتم بالاعتراف الداخلي، الخطوة التي حدثت اليوم تؤكد على بقاء الدعم الداخلي فيما يخص الاعتراف بأهمية هذه الثورة ولمّ الجهود وتوحيد الصفوف، توحيد الصفوف هو الضربة السياسية القاصمة، نحن لا نتحدث عن مواجهات عسكرية، المواجهات العسكرية ليست لصالح النظام وليست لصالح أيضاً الثورة، من ناحية أخرى هذه الجهود تعني أن ليس فقط اليوم من في المجلس هم المعارضة، هذا خطأ كبير، اليوم في المجلس أيضا شخصيات مستقلة والأهم من ذلك هم شخصيات كانوا في المؤتمر الشعبي العام الحاكم، سواءً ما زالوا في المؤتمر الشعبي أو استقالوا وكونوا جهة سياسية مختلفة بما يعني أن حتى المؤتمر الذي كان يحكم اليمن ما زال هو اليوم مشارك، هذا ما يعني بالحوار، اليوم الحوار يفتح من خلال هذه الخطوة الجريئة التي تمت اليوم بالتالي لا يمكن الحوار مع من هم مجرمين، لا يمكن الحوار مع من يريد الاقتصاص منهم، ولكن يمكن الحوار مع شخصيات سياسية تعني اختلاف في الطرح والرؤى، وأيضاً تعني توجهات مختلفة ليس هناك تيارا واحدا ليس هو الإصلاح أو المشترك أو شباب الثورة، ولكن هناك أيضاً تيارا آخر موجودا في المجلس الوطني وموجودا في الجمعية العمومية ومشاركا أيضا في الحدث السياسي، بالتالي هذا يعني أن الحوار موجود في اليمن وبالتالي هذا الحوار الذي نريده، بالنسبة لعلي عبد الله صالح أعتقد الآن يجب أن نتجه لفكرة تجميد النشاط السياسي للرئيس، ليس للوقوف ضده، هو بالأخير مواطن يمني ومن حقه أن يمارس نشاطه، ولكن كم هذا النشاط سيضر باليمن هو أمر يجب البحث فيه، هو أيضاً سيحتاج لمن هم علي عبد الله صالح تحت رعايتهم أو وصايتهم بالتالي هنا فقط يمكن التحدث عن الدعم الدولي إن كان الدعم الدولي سيعني مثلاً.
ليلى الشايب: الدعم الدولي لمن سيدة منى.
منى صفوان: تصعيد سياسي، الدعم الدولي للثورة بدعمنا لتجميد نشاط الرئيس السياسي والإعلامي.
ليلى الشايب: طيب كيف نفهم في هذا السياق صمت الخارجية الأميركية، سيدة منى عفواً عذراً للمقاطعة كيف نفهم امتناع الخارجية الأميركية عن التعليق بأي شكل من الأشكال على إعلان الرئيس صالح العودة إلى اليمن.
منى صفوان: علي عبد الله صالح ما زال يريد أن يقول ذلك، هو هل يمكن القول الآن هل كان حديث الرئيس كان حديثا إعلاميا أم حديثا سياسيا، الخارجية الأميركية لم ترد على مجرد مهاترات إعلامية، هي إن كانت ترد على المهاترات الإعلامية فهي عليها أن تخصص وقتا لذلك، الرئيس خلال 6 أشهر هناك مهاترات، هذا جزء من المهاترات الإعلامية التي يقوم بها الرئيس، الخارجية الأميركية أو أي فعل سياسي لن يتحرك إلا إن كان هناك فعل سياسي هذا أكبر دليل أن كلام الرئيس لم يكن أكثر من مهاترات إعلامية.
ليلى الشايب: طيب، دعوته مرة أخرى للحور واللجوء لصناديق الاقتراع، يعني حديث شخص يستعد أو هو لا يزال في مزاج الرجل الرئيس، الرئيس الذي لا يزال يمسك بمقاليد السلطة، هو الذي يوجه الآن رغم كل ما جرى ليس مجرد مواطن كما يريد البعض تصويره.
منى صفوان: حتى هو رئيس جمهورية هو مواطن، يعني فكرة مواطنته ليست انتقاص من حق أحد، الرئيس الجمهورية أيضاً مواطن يمني وبالتالي له حقوق دستورية، أنا أتحدث الآن عن فكرة أخرى إن كنت تتحدثين عن ما يمكن أن يطرحه الرئيس، من حق علي عبد الله صالح أن يطرح ما يريد من آراء، ولكن لا يمكن أن يكون علي عبد الله صالح جزءا من هذا الحوار، إن كان الحوار سيتم، سيتم مع الحزب الحاكم الموجود سواء من بقى في الحزب أو من خرج من الحزب ومع التيارات السياسية المختلفة، لدينا أكثر من تيار سياسي موجود في اليمن الحوار يتم من كل هذه التيارات، ليس لعلي عبد الله صالح أن يركز على فكرة الحوار وأن يكون جزء منه لأن وجود علي عبد الله صالح في الحوار سيعني إفشال لهذا الحوار لأن هذه الثورة جاءت لإخراج هذا الرجل من خارج الملعب السياسي، لا يجب توجيه إهانة شخصية، نحن لا نريد أن نوجه إهانة شخصية، لكن المسألة تتعلق بالفكرة كيف يمكن أن تدير الأمر سياسياً وأن تحسبه سياسياً بالتالي أعتقد أن المسألة الآن أكثر، هي مسألة كبرياء ومسألة شخصية بالنسبة لعلي عبد الله صالح، هو يريد أن يفرض الأمر ويعتبرها إهانة شخصية مباشرة هو يرد عليها بشكل شخصي وأعتقد أن الثورة هي أكبر من المسائل الشخصية، الثورة عليها أن تسلم هذا الرجل حكم هذا اليمن لفترة طويلة وبالتأكيد كان له كثير من الإنجازات، وكان له كثير من الأشياء الجيدة إلى جانب الفساد الذي جميعنا يجب أن نرى ما هي مسؤوليتنا وبالتالي الشعب اليوم عليه أن يتحمل مسؤوليته وأن لا يقف متفرجاً على أي مظاهر فساد قادمة، وبالتالي إن اعترفنا بهذه المسألة إن كان الرئيس يريد مخرجا مشرفا، أعتقد أن ما حدث له بعد الحادث الرئاسي هو عقاب كافٍ ويجب من الآن أن نفكر إذا يحتاج إلى هذا المخرج المشرف.
ليلى الشايب: شكراً جزيلاً لك منى صفوان..
منى صفوان: لم تؤثر على عمق الثورة السياسي.
ليلى الشايب: المحللة السياسية كنت معنا من القاهرة، دكتور محمد الظاهري الأكاديمي المعارض، المجلس والمتحدثون باسمه قدمون على أنه كيان قوي هو الذي سيقرر مصير اليمن، في حين أنه كما يبدو بدأ بمشاكل منذ الوهلة الأولى، الحراك الجنوبي مثلاً يقول لن نعترف بالمجلس إلا إذا منح لنا نصف عدد أعضاء الشمال، هذا مؤشر جيد.. مطمئن؟
محمد الظاهري: أعتقد أن اليوم وقد حضرت اجتماع الجمعية التأسيسية للمجلس الوطني وتمثل كل الطوائف أو كل مكونات المجتمع اليمني بما فيها المعارضة وكانت أهدافه كانت طموحة، توحيد الجهود الوطنية، التسريع بإنجاز الثورة، إكمال الجهود الدولة المدنية أعتقد بعيداً عن التهويل أو التهوين بالفعل اليوم إعلان هذا المجلس، المجلس الوطني يبدو لي أنه قد سد فراغاً هاماً في قيادة الثورة اليمنية في ساحة التغيير وميادين الحرية لأن بقاء الحاكم إن شئت الدقة ما تبقى من مكونات الحكم، كانت تراهن كثيراً على المعارضة اليمنية وتعقلها السياسي، أعتقد اليوم أن المعارضة وتكتل أحزاب اللقاء المشترك قد انضمت إلى الشباب وانضمت إلى بقية المكونات لتحقيق هذه الدولة المدنية بالفعل.
ليلى الشايب: سيد عباس المساوي ما رأيك فيما قيل؟
عباس المساوي: كدت أن أنام من كثرة الانتظار..
ليلى الشايب: 6 ضيوف، أرجو أن تقدر ذلك في حلقة واحدة..
عباس المساوي: سأقدر ذلك جيداً، دعيني قبل أن أجيبك على السؤال أن أقول كلمتين فقط، الأخ الصبري وانظري هذه أخلاق الثورة وهذا متحدث باسمها..
ليلى الشايب: هو ذهب الآن، أرجو أطلب منك أن نتقدم بالحوار، رجاء لم يبق إلا أربع دقائق إن كنت تريد أن تستفيد من الوقت سيد عباس رجاءا..
عباس المساوي: أنا لا أنزل إلى مستواه..
ليلى الشايب: عنا أربع دقائق خلص ok طيب ترجم ذلك من خلال سلوكك وحديثك على الهواء، تفضل..
عباس المساوي: عموماً أنا لن أنزل إلى مستوى أرد بنفس الألفاظ، لكن أقول هذا رجل يتحدث باسم الثورة..
ليلى الشايب: تفضل أستاذ المساوي رجاءاً..
عباس المساوي: الأمر الثاني كل ما نسمعه الآن هو كلام استعلائي وإنشائي لا يقدم جديداً وليس فيه ذابان، الأمر الثاني أن المجلس الذي أعلن عنه والحديث حول تهميش الآخر وترثيثه والتحطيط من قدره ومن شأنه هذا كله يأخذ في سياقات ذاتية ولا مجال له ولا محل له في السياسة ولا أيضاً في الواقع، بالأمس كان هناك قرابة أربعة آلاف من مشيخات الوجاهية في اليمن حضروا هذا اللقاء، خرجوا ببيان ورغم ذلك لم تنبس أو لم يعد له برنامج كما أعد اليوم إللي هو قرابة أربعمئة حضروا للقاء المشترك، الأمر الثاني أن الحديث عن مشيخات حاشد أنها كبرى مشايخ اليمن هذا كذب، قبيلة حاشد تمثل نفسها وصادق الأحمر أو حميد الأحمر يمثلا نفسيهما، في حاشد مشايخ كثيرون وقبيلة بكيل هي ربما القبيلة الأكبر في اليمن وقبيلة بكيل شيخ مشايخها يؤمن بالشرعية ومع الشرعية وله بيان اليوم نشرته الصحافة فالتقرأوه إذا أردتم، الأمر الثالث أو الرابع سميه كيفما شئت، أن كل الدعوات التي تدعو إلى الحوار ترفض من قبل الطرف الآخر، المبادرة الخليجية ترفض، تمارس كل أنواع الدكتاتوريات حتى الدماء أدخلت في بازار السياسة، الكذب يعلو كل شيءٍ في الحدث، البطر والتحقير من الآخر وإقصائه، يقصى الآخر ويرث الآخر هكذا بجرة قلم، أين الديمقراطية التي وعدنا بها، إذا كان هؤلاء الذين يتبنون الديمقراطية ويتبنون الثورة هذه أخلاقهم، ثم إن هذا ما يسمى بالثورة قد أدخلت علينا القبيلة لتصدر إلى المشهد، أدخلت علينا الثيروقراطية الدينية لتصدر أيضاً إلى المشهد، أدخلت علينا الدكتاتورية بكل ما تحمله الكلمة من بشاعة.
ليلى الشايب: طيب، المصطلحات كلها تعني شيء واحد، دعني أرى رأي محايد من المحللة السياسية منى صفوان، سيدة منى مجلس وطني واعد ولكنه يقفز على الحقائق ويلغي أشخاص وكيانات سياسية قائمة منذ عقود كيف تنظرين إلى هذا الأمر بالنسبة للسيد عباس المساوي مثلاً؟
منى صفوان: بالعكس المجلس الانتقالي أجمل خطوة عملها أنه لأول استوعب ما يسمى بأعباء الحزب الحاكم، هذا ما يحدث في أي بلد آخر، أقول لك أن أعضاء المجلس الانتقالي في منهم ناس كانوا موجودين في المؤتمر كانوا هم رجال الرئيس الإعلاميين ورجال الرئيس السياسيين ورجال الرئيس العسكريين، ولكن بمجرد أنهم تبرئوا من الرئيس وانضموا للثورة بقى وجودهم حياديا بالنسبة للثورة ولم يتم إقصائهم، هذا أكبر دليل أن الثورة لا تريد أن تقصي أحد، ليس لأنها ثورة عظيمة وليس لأنها نموذجية، بل عليها أن تفعل ذلك لأنه ليس هناك حياة في اليمن إلا أن تستوعب الجميع، عليها أن تستوعب كل من لهم حتى لو كانوا هم في يوم من الأيام ذراع الرئيس السياسية والعسكرية، عليها أن تستوعبهم لأنه هو هذا الحل الوحيد وهو المخرج الوحيد لليمن لأن أي إقصاء لأي طرف لن يكون لصالح اليمن وليس فقط للثورة، الثورة لها فعل زمني معين ولكننا نتحدث عن الخمسين والمائة سنة القادمة التي يجب أن يشارك بها الجميع وبالتالي الذين يتم إقصائهم اليوم هم من مجرمي حرب من ارتكبوا جرائم، هل يجب على المجلس أن يكون عادلا لينضم له أحمد علي عبد الله صالح، هذا مستحيل بالتأكيد، علي عبد الله صالح وعائلته هم أشخاص غير مرغوب فيهم في اليمن بالتالي يجب تجميد نشاطهم السياسي، وبالتالي لا يجب التحدث عن فتح حوار مع هؤلاء، أو حتى أن يتم السماح لهم بممارسة نشاط سياسي عادي كأي مواطنين بعد الثورة، لأن هناك من يتحدث عن محاكماتهم وبالتالي كيف يمكن أن تسمح للمجرم أن يكون جزء منك في الحوار، هذا من جانب، ولكن يمكن للثورة أن تتغاضى عن هذه المسألة وأن تستوعب جميع الأطراف وأن تتحدث عن هذا الطرف عن أن هناك عقاب عادل قد نزل بشكلٍ ما وتم هناك تجاوزات عسكرية بشكلٍ ما، ولكن لا يمكن التصعيد، إن أنهكت هذه الثورة نفسها بالانتقام، وإن أنهكت نفسها بمرحلة رد الفعل هي لن تستطيع أن تخطو للخطوة القادمة، الخطوة القادمة هي خطوة سياسية بجدارة وعلى الثورة أن تحسم أمرها بهذه المسألة وأن تستوعب الجميع وهي تفعل ذلك بكل جدارة.
ليلى الشايب: دكتور محمد الظاهري من صنعاء، المجلس يعد برنامج والرئيس علي عبد الله صالح إذا عاد فعلاً أيضاً له برنامج، إلى أي مدى يؤشر ذلك ربما على تصعيد درجة قد لا يتوقعها الكثيرون، هناك من تحدث حتى عن حرب أهلية قادمة في اليمن..
محمد الظاهري: أستاذة ليلى دعيني أشير إلى ما قاله ضيفك من بيروت إلى أنه يختص باللغة، ميادين الحرية وساحات التغيير في اليمن تصفر وتستنبت أشرف ثورة، المبادرة الخليجية رفضها توقيع علي عبد الله صالح وكنت أتمنى أن أسمع خطاباً تصالحياً أو خطاب مراجعة، لكن يبدو لي بالفعل أن المستبدين لا يتعظون من أخطائهم ومواطن ضعفهم، أعتقد أن المستقبل للثورة اليمنية وهنا تسطر الثورة اليمنية، علي عبد الله صالح الآن انتهى سياسياً بالفعل ما يزال بقايا النظام أيديها على الزناد ولديها خصوم يفتقرون إلى أخلاق الفرسان، ولكن غالبية شعبنا وشبابنا اليمني في مقدمتهم قد قرروا أن تنتصر ثورتهم وأن يرفضوا الفساد والاستبداد أياً كانت التضحيات بإذن الله.
ليلى الشايب: طيب، أخيراً مع عباس المساوي، في نظرة سريعة على الوضع الميداني في اليمن، تعز، أرحب، أبين، صراع مسلح في الجوف غليان في العاصمة صنعاء، إلى ما يؤشر كل ذلك مع دخول هذين العنصرين، عودة الرئيس علي عبد الله صالح وتشكيل المجلس الوطني في ثلاثين ثانية لا أكثر لو سمحت.
عباس المساوي: يؤشر الأمر على أن كل ما يقال وكل الألفاظ المعلوكة عن سلمية الثورة قد سقطت وماتت ودفنت ولم تعد ذات جدوى، الأمر الثاني علينا أن نفرق بين شباب الساحات وأنا وصفتهم وأصفهم دائماً بالطور وبين أيضاً الساطين عليها والداخلين عليها والماسكين بخيطامها، علينا أن نفرق وهناك فرق كبير بين اللصوصية أو بين الشباب في الساحات الذين أرادوا أن تبدل أحوالهم فسطي على كل شيء وتقدمت القبيلة والعسكر..
ليلى الشايب: شكراً جزيلاً لك.
عباس المساوي: الأمر الثالث.
ليلى الشايب: انتهى وقت الحلقة للأسف الشديد أشكرك وأشكر كل ضيوفي في كل من القاهرة وصنعاء وبيروت وبهذا مشاهدينا تنتهي حلقة اليوم، غداً حديث آخر من أحاديث الثورات العربية، تحية لكم أينما كنتم.