صورة عامة / حديث الثورة 29/05/2011
حديث الثورة

الشباب والتغيير في العالم العربي

تستضيف الحلقة عددا من ضيوف منتدى الجزيرة حول الحركات الشبابية والثورات في العالم العربي، ليتحدثوا عن التحديات الموضوعة أمام هذه الثورات وتصورهم لمفهوم الثورة.

– مفهوم الثورة
– الثورة في ميزان الإصلاح والتغيير

– تعاطف دولي مع الربيع العربي

– نظرة عامة للثورة

عبد القادر عياض
عبد القادر عياض
توفيق بداني
توفيق بداني
مصطفى المشتري
مصطفى المشتري
سمية شواشي
سمية شواشي
حنان سليمان
حنان سليمان
فهد عقلان
فهد عقلان

عبد القادر عياض: مشاهدينا الكرام السلام عليكم وأهلا بكم إلى هذه الحلقة من حلقات حديث الثورة، حديث الثورة هذا اليوم سيكون مع صناع هذه الثورات في مختلف البلدان العربية، معنا ضيوف من أكثر من دولة عربية، ضيوف رئيسيين هنا للنقاش وكذلك معنا أيضا الحضور وهم أيضا من شباب الثورة المشاركين في منتدى الجزيرة حول الحركات الشبابية والثورات في العالم العربي، قبل أن نباشر نقاشنا في هذه الليلة عن الثورات في العالم العربي، عن التحديات الموضوعة أمام هذه الثورات عن التصور لمفهوم الثورة من خلال هؤلاء الشباب الذين عايشوها بشكل يومي منذ بدايتها، منذ أن كانت أحلامهم وطموحاتهم محدودة إلى حد ما وكيف تطورت، كيف ارتقت هذه الأحلام وهذه الطموحات مع تطور حالة الثورة، ووصلت إلى إسقاط النظام أو المطالبة بإسقاط أكثر من نظام عربي. قبل أن نباشر حديثنا في هذه الحلقة لا بأس أن أرحب بضيوفي وأقدمهم على التوالي، معنا من الأردن غيث القضاة وهو ناشط شبابي ونقابي بالأردن، معنا من المغرب مصطفى المشتري وهو مسؤول علاقات عامة وإعلام في حركة باراكا بالمغرب وباراكا يعني يكفي وهو أيضا ناشط في حركة العشرين من فبراير في المغرب، معنا من الجزائر توفيق بداني وهو ناشط شبابي بالجزائر، معنا من العراق الأخ سرمد خنجر وهو ناشط عراقي على الفيسبوك، معنا من تونس الأخت سمية شوشي وهي ناشطة شبابية في ثورة تونس، معنا من اليمن فهد عقلان ناشط على الفيس بوك، معنا من ليبيا أحمد الخليفي عضو في شباب ثورة 17 من فبراير، وأخيراً معنا من مصر الأخت حنان سليمان وهي صحفية وناشطة في الثورة، أهلا بكم ضيوفي الكرام ونباشر بشكل مباشر والحديث مفتوح لكم طبعا بلا برتوكولات وبلا كما جرت العادة نقدم أسئلة ويجيب عنها الآخرون، الآن من خلالكم طبعا والحديث مفتوح للجميع، نتكلم الآن عن مفهوم التحديات الآن الموضوع أمام هذه الثورات سواء ما تم إنجاز جزء منها بإسقاط الأنظمة أو مشاريع الثورات في دول إلى الآن ما زالت تشهد حالة سكون، أو مفهوم الثورة الآن في دول تسير في إطار الثورة، وهناك ربما إحتكاك يتجاوز الحالة السياسية إلى الحالة العسكرية، طبعا هو المجال مفتوح لمن يشارك ويبدأ بالحديث فليتفضل، بمن نبدأ؟ تفضل من الجزائر..

مفهوم الثورة

توفيق بداني: بسم الله الرحمن الرحيم في الحقيقة كما قلت من قبل أنه في البداية وجب علينا أن نحدد مفهوماً للثورة، فالمفهوم بنظري في الثورة هي حركة سياسية إذا كانت سياسية بطبيعة الحال، في البلد حيث يقوم مجموعة من الأفراد أو الشعب أو حتى الجيش بإخراج السلطة بإخراج نظام الحكم من البلد، لكن في هذا المفهوم قد يكون في مقتضيات هذه الثورة عنفا بيد أن هذا العنف ليس شرطاً في كل حركة يمكن أن نُطلق عليها اسم ثورة.

عبد القادر عياض: هل تعتقدون تتمة لما قاله الأخ توفيق بداني في الجزائر، تحديد مصطلح الثورة بحد ذاته أمر مهم للفهم وللإستفادة من كلمة ثورة وتحديد إطارها ومعالمها، تفضل..

مصطفى المشتري: أعتقد أن مفهوم الثورة يحتاج إلى تمحيص على اعتبار أن لكل بلد خصوصيته وبالتالي لكل بلد ثورته، فالثورة في تونس لها خصوصيتها والثورة في مصر كذلك، في المغرب وفي الأردن هناك ثورات لكن في العمق، الثورات قامت على مناهضة الفساد والاستبداد لكن إذا تعنتت هذه الأنظمة واستبدت وقامت بمواجهات دموية واستعصت على الإصلاح عندئذ ننتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل الثورة كما حدث في تونس ومصر لكن في العمق الثورة هي ثورة، ثورة على الفساد، ثورة على الاستبداد، ثورة على هذا الواقع الذي يحاولون من خلال هذه الانتفاضات أن يغيروه إلى واقع أفضل.

عبد القادر عياض: لقد بدأنا في الجزائر والمغرب وكلاهما بعيدان وإن كان يشهد إحتجاجات اجتماعية ليست بالجديدة ولكن إلى الآن لم يدخلوا في حالة الثورة كما هي في الحالة المصرية أو التونسية أو اليمنية أو الليبية أو نماذج أخرى في الوطن العربي، نريد أحد من الذين عاشوا حالة الثورة وهل تحديد مصطلح الثورة مهم، من تونس أيضا.. تفضل الأخ من ليبيا.

أحمد الخلفي: فعلاً تحديد مصطلح الثورة مهم جداً لأننا نحن في ليبيا ثرنا على كل شيء، نعتبر لا مؤسسات مجتمع مدني لا صحافة لا حرية صحافة لا إعلام، ثرنا على كل شيء في الدولة، دولة لا مؤسسات، دولة فوضى، والثورة على فكرة لم تكن وليدة لحظة أولية وليدة 17 فبراير فقط.

عبد القادر عياض: الأخت من تونس ومن مصر، وهنا أفتح المجال للأخت سمية وكذلك الأخت حنان من مصر وأبدأ بسمية باعتبارها.. تفضلي؟

سمية شواشي: ليس هناك تعريف محدد للثورة لأن الثورة كما قال الأخ مصطفى من المغرب تختلف من بلد إلى بلد يجب تحديد المعطيات والأشياء التي سنثور عليها، مثلا في المغرب هناك مطالبة بثورة على الفساد لكن ليست ثورة على الحكم، يريدون إبدال المنظومة الملكية لكن في تونس هناك ثورة مطالبة بإسقاط النظام الجمهوري وفي ليبيا كذلك وفي سوريا وفي اليمن فيجب تحديد المعطيات التي سنثور عليها ولكن ليس البحث عن تعريف مضبوط و(Formal) للثورة.

عبد القادر عياض: الأخت حنان.

حنان سليمان: أنا بعتقد أن مفهوم الثورة مهم إن إحنا ندركه سواء في مصر أو في أي دولة عربية تقوم فيها ثورة، لأن ما حدث في مصر حتى الآن هو تغيير نظام وليس ثورة، مفهوم الثورة أنه مش بس أنا أسقط نظام، مفهوم الثورة كإنسان كمواطن نفسه هو يثور على كل ما كان يفعله.

الثورة في ميزان الإصلاح والتغيير

عبد القادر عياض: الأخ غيث القضاة من الأردن، الأردن حالة مختلفة إلى الآن عن التجربة التونسية والتجربة المصرية أو ما يجري في أكثر من دولة عربية، هناك حراك موجود في الأردن ولكن ماذا عن تلبس حالة الثورة أو مفهوم الثورة، هل هي مجرد عفواً على المصطلح موضة أصبحت موجودة وبالتالي نتقبل هذه الحالة أم لا؟ هناك وضع آخر يتشابه مع الكثير من الدول العربية ولكن إطاره يختلف في الحالة الأردنية..

غيث القضاة: أشكرك، في البداية الشعر العربي نزار قباني كان يقول أن الثورة تولد من رحم الأحقاد، هناك مجموعة من الموبقات في أي نظام في أي عالم عربي وهي الفساد وهي الظلم وعدم السعي للإصلاح، هذه الموبقات المهلكات تجعل الثورة تقوم في تونس وفي الجزائر وفي مصر وفي الأردن وفي كل مكان.

عبد القادر عياض: ولكن متى حتى بشكل شخصي، كل واحد منكم تلبس حالة الثورة وأصبح يسمي ما يجري من حراك اجتماعي وسياسي إلى غير ذلك بأنه حالة ثورة وليس مجرد حالة إحتجاج محدودة في إطار محدود ولهدف محدود دعني أسأل الأخ فهد من اليمن؟

فهد عقلان: تأكيدا على كلام أختي حنان فالثورة بالفعل هي تغيير شامل في قيم مجتمعية خاطئة وممارسات مجتمعية خاطئة، نحن في اليمن بدأنا بحصد هذه الثورة وإن لم تكتمل بعد، فالشعب اليمني المسلح يمتلك أكثر من 62 مليون قطعة سلاح في مجموع اليمن نزل إلى ساحات التغيير أعزلا واستقبل رصاص الغدر ورصاص النظام بصدور عارية ولم يعد لاستخدام السلاح كما كان متوقعاً وبالتالي بالنسبة لنا فهذا مؤشر جيد جداً لنتائج الثورة التي نتطلع إلى استكمالها قريبا إن شاء الله.

عبد القادر عياض: الآن سأطرح سؤالا ولكن بشكل مختلف كنت قد أشرت له أنا والأخ غيث قبل قليل، وسأبدأ بتونس باعتبار تاريخيا بدأت في تونس ثم في مصر وهكذا انتشرت، برأيك سمية شواشي من تونس ما هي الآن أهم التحديات المطروحة أمام شباب الثورة في تونس؟

سمية شواشي: التحديات أمام الثورة التونسية في حد ذاتها، الثورة هي ثورة الشباب بالأساس، هناك تخوف على الانتقال الديمقراطي لأنه في هذه الأيام يطرح موضوعات من أجل الإنتخابات، من الهيئة المستقلة للإنتخابات، الهيئة تم انتخابها على أساس أنها ستقوم بالانتخابات في يوم 24 جويليا تملمت كثيراً ثم خرجت لنا لتقول أنه لا يمكن لأسباب فنية القيام بالإنتخابات في الموعد المحدد ثم يخرج رأي..

عبد القادر عياض: إذن أول تحدعدم ثقة.

سمية شواشي: عدم الثقة.

عبد القادر عياض: في الحالة اليمنية أخ فهد..

فهد عقلان: في الحالة اليمنية نحن لا نعاني من تحديات داخلية فكل الظروف الآن في هذه اللحظات حسمت لصالح الثورة والأيام القادمة كفيلة بحسمها، لكن لدينا تحديات قادمة من الدول التي نجحت فيها الثورات من مصر ومن تونس ولذلك لدي رسالة هامة إلى أشقائي في مصر وتونس:" كما كنتم في يوم من الأيام مصدراً رائعاً جداً لبقية الثورات العربية أرجو أن لا تكون مرحلة أو إدارة ما بعد الثورة وأخطاء ما بعد الثورة مصدر إلهام للأنظمة العربية كي تقمع الثورات القائمة وتقمع الثورات المرتقبة والمتوقعة فنحن في اليمن على سبيل المثال احتملنا كل هذا الطول وهذا العناء وكان بإمكاننا حسمها بالدم وفي فترة قصيرة جداً لكننا أردناها نموذجاً بأقل قدر من الخسائر".

عبد القادر عياض: نحن في هذه وقبل هذه الحلقة كنا اتصلنا بمجموعة من الأساتذة والمفكرين تمكنا من بعضهم وللأسف لم نتمكن من البعض الآخر وطرحنا عليهم التصور التالي: ماذا لو وجدتم أنفسكم أمام مجموعة من الشباب الذين صنعوا الثورات في أكثر من دولة عربية أو من هم يشكلون جزءا من الحراك أيضا في أكثر من دولة عربية، ما نوع الأسئلة التي سوف تطرحونها عليهم، تلقينا طبعاً مشاركات مشكورة من قبل الدكتور بشير نافع وكذلك من قبل الدبلوماسي الدولي الدكتور الأخضر الإبراهيمي وكذلك من قبل الشيخ راشد الغنوشي من تونس سوف نستمع إلى أسئلتهم الموجهة إليكم ولكن بعد فاصل قصير، فاصل ثم نعود.

[فاصل إعلاني]

تعاطف دولي مع الربيع العربي

عبد القادر عياض: هو سؤال بشكل مداخلة نوعا ما يقول فيه: هناك تعاطف دولي كبير من التغيير الذي حدث في تونس ومصر ويحلو للمحللين الغربيين المتعاطفين مع إسرائيل التعبير عن إرتياحهم لعدم التعرض لإسرائيل وأميركا بالتهجم والنقد، وتحدث نتنياهو عن ذلك في خطابه أمام الكونغرس معبراً أن الشباب في كل من تونس ومصر لا يعتبرون أن إسرائيل هي مصدر المشاكل في المنطقة بل الأنظمة، السؤال كيف يرى الشباب ما يجب أن تقوم به حركاتهم ليكسبوا استمرار هذا التعاطف الدولي وفي نفس الوقت يخدموا قضاياهم الأساسية، ذكر مصر وتونس وبالتالي سأبدأ بكما سمية؟

سمية شواشي: هو لما حنقوم يعني مش حنقوم بالتغيير الديمقراطي، ونهدي بدولنا على أساس التعددية والديمقراطية، ودولة متقدمة مشان نناشد رضى المجتمع، يعني إحنا بالأول نلبي حاجة دولنا وحاجة مجتمعاتنا على أسس صحيحة إن رضي عنها الآخر سنتواصل معه وسنتفاعل إن لم يرض عنه فهذا شأنه.

عبد القادر عياض: إذن باختصار وبشكل سريع، خذ من اليمن للمداخلة..

فهد عقلان: إذا كان الشباب بالذكاء الكافي لإقامة مثل هذه الثورات سيكونوا بالذكاء الكافي لإدارة أولوياتهم القادمة.

نظرة عامة للثورة

عبد القادر عياض: سأسأل سؤالا أخيرا والإجابة فقط مختصرة مختصرة جداً سأعطي ثلاث حالات ولكل واحد منكم يختارحالة من هذه الحالات عن هذه الثورات هل أنت حذر، متخوف، متفائل؟

غيث القضاة: متفائل جداً.

عبد القادر عياض: أخ مصطفى..

مصطفى المشتري: متفائل مع نوع من الحذر.

عبد القادر عياض: أخ بداني.

توفيق بداني: متفائل جدا.

عبد القادر عياض: سرمد.

سرمد خنجر: متفائل طبعاً مع قليل من الحذر.

عبد القادر عياض: سمية.

سمية شواشي: حذرة مع قليل من التفاؤل.

عبد القادر عياض: الأخ فهد.

فهد عقلان: متفائل مع القليل من الحذر.

عبد القادر عياض: الأخ أحمد.

أحمد الخلفي: حذرين قليلاً.

عبد القادر عياض: الأخت حنان.

حنان سليمان: حذرة أيضا.

عبد القادر عياض: حذرة، بهذه الإجابات نكتفي حتى الآن بهذا القدر من النقاش الذي أردناه من خلالكم أنتم صناع هذه الثورات وربما نلامس ونطرح الكثيرمن الأسئلة التي ربما تدور في أذهان الكثير من المشاهدين عمن صنعوا هذه الثورات العربية حتى الآن في الوطن العربي، لم يبق لي إلا أن أشكر ضيوفي الكرام وكذلك الحضور الكريم من شباب الثورة وأذكر بأسمائكم في ختام هذا البرنامج، الأخ غيث القضاة من الأردن، الأخ مصطفى المشتري من المغرب، الأخ توفيق بداني من الجزائر، الأخ سرمد خنجر من العراق، الأخت سمية شواشي من تونس، الأخ فهد عقلان من اليمن، والأخ أحمد الخليفي من ليبيا، وأخيراً الأخت حنان سليمان من مصر، لا يبقى لي إلا أن أشكركم وأشكر مشاهدينا الكرام على أن نلتقي في حلقة قادمة من حديث الثورة السلام عليكم.