
قانون سوري جديد للأحزاب
– قانون التعددية الحزبية
– زيارة السفير الأميركي والفرنسي
– الجبهة الوطنية التقدمية
– واقع الحريات في سوريا
– تنظيم الإخوان المسلمين
– معالجة الثغرات في القوانين
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غادة عويس: مرحبا بكم إلى حديث الثورة، انتظرت سوريا سنوات طويلة حتى ولد فيها قانون يسمح صراحة بتكوين الأحزاب السياسية، شأن كان أقرب إلى المحرمات السياسية في بلد يحكم حزب البعث قبضته الحديدية عليه، مستنداً إلى مادة دستورية تنص على أن حزب البعث هو حصر القائد للدولة والمجتمع، لن تكن سوريا يوماً خلوا من التنوع الحزبي تشهد على ذلك على الأقل تركيبة ما يُسمى بالجبهة الوطنية التقدمية التي تضم شيوعيين وقوميين وغيرهم، لكن المعارضين للنظام السوري والمحتجين عليه في ميادين التظاهر، يقولون إنها تعددية مؤطرة على نحو لا يمس ولو قيد أُنملة في هيمنة حزب البعث، ويؤكدون أنه في حالة النظام السوري بالذات فاقد الشيء لا يعطيه في إشارة منهم إلى أن الخلل جوهري في بنية النظام ما يعني أن رفع لافتة الإصلاح والتلويح بها شيء أما القدرة على الإصلاح الفعلي والجذري فشيء آخر، السبيل إليه اسقاط الوضع السائد برمته تأسيساً لمرحلة جديدة.
[شريط مسجل]
عدنان محمود/ وزير الإعلام السوري: أقر مجلس الوزراء مشروع قانون الأحزاب الذي يضع الإطار القانوني والتشريعي الناظم للحياة السياسية والتعددية الحزبية في سوريا، والتي تعد أهم الركائز في النظام الديمقراطي.
[تقرير مسجل]
مريم اوباييش: كيف سيكون وقع هذا الخبر لو أذيع قبل الخامس عشر من آذار، نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعترف اليوم وأخيراً بالحق في التعددية الحزبية ولكن بعد ماذا؟ تحت ضغط الشارع المنتفض منذ أكثر من أربعة أشهر أرغمت دمشق سابقا على رفع قانون حالة الطوارئ واليوم على إلغاء احتكار حزب البعث للسلطة، وأبرز ما تنص عليه مواد مشروع القانون المرغوب فيه منذ عقود، الالتزام بأحكام الدستور ومبادئ الديمقراطية وسيادة القانون واحترام الحريات، ترسيخ الوحدة الوطنية للمجتمع، عدم قيام الحزب على أساس ديني أو قبلي أو على أساس التمييز العرقي أو الجنسي، لا يحق للحزب تأسيس تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية، لا يجب أن يكون الحزب فرعاً أو تابعا لحزب أو تنظيم سياسي غير سوري. ليست الإصلاحات على ما يبدو هي التي ستسكت هؤلاء فقانون التعددية الحزبية رأى النور بعد أكثر من أربعة عقود من حكم حزب واحد لا غير، حقبة حكم لم تكن كلها مشرقة في نظر المتظاهرين الداعين إلى القطيعة معها وليس تقاسم السلطة معها، فدمشق التي لم تنكث بوعود الإصلاح النظرية لم تتراجع قيد أُنملة عن أساليب قمع المحتجين، شهور الغضب السوري وفق نشطاء حقوق الإنسان خلفت نحو 1500 قتيل وأكثر من 10 الآف معتقل. وسبقت إعلان الجزرة الثاني عصا أمنية تفعل فعلتها بحمص وحماة ودير الزور وحيي القابون وركن الدين في العاصمة دمشق، ما يدفع كثيرين إلى الإعتقاد بأن عمليات التجميل داخل النظام لا تروق للمتظاهرين، فطالما صبروا طويلاً ودفعوا الثمن غاليا فكل خطوة بالنسبة لهم باستثناء رحيل النظام لا تعني شيئا.
[نهاية التقرير]
غادة عويس: ويشارك معنا في هذه الحلقة عبر الأقمار الإصطناعية من باريس الأستاذ سمير عيطه رئيس تحرير النسخة العربية من مجلة لوموند ديلبوماتيك، ومن واشنطن الدكتور منذر سليمان الباحث والمحلل في شؤون الأمن القومي، ومن لندن الأستاذ زهير سالم الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أهلا بكم جميعاً وأبدأ معك أستاذ عيطة من باريس، ما رأيك بقانون الأحزاب هذا؟
سمير عيطة: والله لو كان هذا القانون قد أتى في سنة 2001 مع كل المآخذ عليه لدخل الرئيس بشار الأسد التاريخ لكنه يأتي اليوم وله ناحيتين يمكن للتحليل عبرها، الناحية الأولى هي مآخذ عليه قانونية والناحية الأخرى في أي سياق يأتي، المآخذ القانونية هي مهما كان أن السلطة التنفيذية هي التي تعطي الحق في إنشاء الحزب أو لا، وهذا غير مقبول يعني المفروض أن تكون سلطة قضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية، الشيء الآخر أنه يفرض على الحزب احترام الدستور في حين سقط الدستور إذا كان الدستور يقول أن حزب البعث هو قائد للثورة والمجتمع فكيف يمكن لقانون أحزاب أن يضع حريات ويؤسس للتبادل على السلطة، هناك تناقض في هذا الموضوع، مآخذ كثيرة الأهم هو يمكن طرحه في سؤال واحد ما المهم هل هو قانون أم دستور جديد، نحن في سياق خاص جداً، الحكومة خلال عشرة، إحدى عشرة سنة من العمل أسقطت هي بذاتها الدستور، اليوم الشعب يريد تغيير الدستور، وهناك أشياء يجب العمل عليها للوصول إلى بر الآمان في سوريا في ظرف احتقان كبير جداً وجو إذا أراد الواحد أن يلخصه بتعبير، هناك حراك شعبي في سوريا يريد اسقاط النظام بمعنى اسقاط الرئيس، وهناك أناس مناصرون للرئيس يقولون الرئيس بشار الأسد إلى الأبد، مع أن ولايته تنتهي في 2014، بين هذين الموقفين لا يمكن أن يكون هناك توافق، يجب إذن التأسيس لمرحلة انتقالية تعمل على دستور جديد، ليس فقط قانون أحزاب، على قانون أيضا انتخابات لأن هناك جزءا من الانتخابات مخصص خارج هذه الأحزاب لتأسيس دستور جديد يتحدث عن كل المواضيع، خذي مثلا نقطة في هذا القانون تتعلق بجانب الأثني أو القومي، هناك رأيت أحد الأكراد يقول إذا طبقنا هذا القانون على حزب البعث فيعتبر ساقطاً لأنه هنا خمسة بنود لا يمكن أن تنطبق عليه، هناك شيء، الدستور هو قبل أي قانون هو يجب الاعتراف أننا بمرحلة..
غادة عويس: أي بند لا ينطبق على حزب البعث؟
سمير عيطة: وضع كافة الجهود..نعم.
غادة عويس: أي بند لا ينطبق على حزب البعث على سبيل المثال؟
سمير عيطة: يمنع مثلا القانون انشاء أحزاب على أساس إثني، وهو يقصد انشاء أحزاب كردية، هلأ إذا أخذت مفهوم العروبة من ناحية شيفونية على طريقة صدام حسين حتماً حزب البعث مبني على أساس إثني وليس كذا، هناك تناقض في هذا الموضوع وليس من السهل حل هذا التناقض، هذا نقاش ليس في سياق قانون أحزاب ولكن في سياق قانون دستور جديد وعمل جديد..
غادة عويس: نعم، دعني أنقل هذه الملاحظة..
سمير عيطة: عندي ملاحظة إذا سمحت بس آخر ملاحظة صغيرة لو سمحت، أن الواقع على الأرض في سوريا تخطى كل هذا، أنت اليوم.. إن كانت في المناطق التي أخذت حريتها مثل حماه دير الزور مناطق كبيرة في حمص مثل درعا مع كل معاناة درعا الشديدة، هذه الأيام التي تتناسوها أنتم على قناة الجزيرة، الناس حتى في دمشق حتى في حلب يتكلمون بالسياسة، أخذوا حريتهم يؤسسون أحزابا ينشطون كل حسب فكره، الواقع تخطى كل هذا القانون.
غادة عويس: فقط يعني أنت قلت نتناسى نحن نحاول أن ننقل كل الروايات وكل ما يحدث في سوريا بما نتمكن، أنت تعرف نحن لسنا هناك بكاميراتنا على كل حال سأنقل ملاحظاتك سيد عيطة إلى شريف شحادة الكاتب والإعلامي السوري يحدثنا من دمشق، إذن سيد شحادة إن لم تكن تستمع للسيد عيطة هو قال.. أبرز نقطة قالها أن هذا القانون يتعارض مع الدستور نفسه، الدستور ما زال ينص على المادة الثامنة من الدستور بأن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع وبالتالي كيف يمكن هنا، كيف يستوي إقرار تعدد الأحزاب بهذه الشروط وهذه المادة لا تزال موجودة؟
شريف شحادة: أولا مساء الخير لك وللسادة الذين معك والجمهور كله، أنا سمعت الحديث على العكس تسمحي لي أن أقول شيئا، أنا في رأيي أن هذا القانون الذي صدر اليوم بغض النظر سواء اتفقنا أو اختلفنا معه أنا أراه يعد مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، لماذا؟ لأننا قبل هذه المرحلة لم نكن نشهد حزب البعث وأحزاب جبهة الوطنية التقدمية ومع ذلك أتى هذا القانون ضمن إصلاحات جديدة، كان رأيي أنا بالذين عارضوا، كان رأيي أن يأخذوا هذا القانون ويبنوا عليه الآن موضوع الأحزاب ثم هذا فيما بعد أعتقد أنه سيكون هناك تعديلات في موضوع الأحزاب لن يكون هذا القانون قانوناً نهائياً وأكيدا ولكن يجب أن نعرف أن هذا بداية لنقطة تؤسس عليها الأحزاب لما بعد.
غادة عويس: لماذا لم تقل بداية سيد شحادة من تعديل المادة الثامنة، بإقرار هذا القانون وكأنك تضع العربة أمام الحصان؟
شريف شحادة: اسمحي لي، أولا موضوع قانون المادة الثامنة سيكون حزب البعث القائد فيه وليس قائد الدولة كلها، يعني هو جزء من قيادة الدولة ثم دعيني أن أقول لك شيئا حزب البعث، هو حزب مؤسس من 1963 وله أنصاره وله شعبيته وله قواعده، الآن أي بديل لحزب البعث بحالة فوضى يعني هو خراب للدولة لأنه أنت تعلمي أن الدولة بمؤسساتها وجيشها وطلابها مؤسسون على أساس نظام حزب البعث ولذلك أنا أقول أن أي خطوة دون تنظيم ودون دراية ودون معرفة ستقود البلد إلى ما قادت عليه مصر وتونس واليمن والسودان وغيرها، وأنا أرى من جانبي من وجهة نظر مستقلة أن من يريد أن يؤسس أحزابا يجب أن يأخذ بيده الآن موضوع الأحزاب يؤسس ويعمل فيما بعد للمستقبل ولذلك يجب علينا بمفهومنا العام أن لا نرفض كل شيء ونعود مرة ثانية لنقول أننا نريد شيئا، ولذلك يجب أن يؤسس الجميع لمرحلة من الآن ومرحلة تؤسس لمستقبل جيد لسوريا وتنتشر فيه كل الأحزاب، ثم يجب علينا أن نعلم شيئا يعني نحن دوما نقول: هذا الشيء مقيد وهذا الشيء.. في كل دول العالم أي مؤسسات حزبية تقوم لها قواعد وأنظمة وضوابط وبما تفضل فيه الأستاذ قبل قليل نحن لا يمكن أن يكون لدينا أحزاب على أساس طائفي أو عرقي أو إثني فهذا يتحالف مع مفهوم الدولة الحضارية..
غادة عويس: طيب، هو أشار، سيد شحادة السيد عيطة أشار إلى تناقض واضح حتى مع تكوين حزب البعث، هو يقول القانون ينص على أنه لا يمكن تكوين.. من الشروط لا يمكن تكوين حزب على أساس إثني في إشارة فيه إلى الأكراد ولكن أيضا يطال حزب البعث نفسه لأنه من إثنية مختلفة، التشديد على العروبة في حزب البعث يتناقض مع الشروط في هذا القانون إذن..
شريف شحادة: سيدتي الكريمة إذا وافقنا على إقامة موضوع الإثني ستجدي كل ملة وكل طائفة وكل قبيلة والكل يقول لك أنا أيضا أريد أن أؤسس، الأكراد، التركمان، ثم سيتحول الموضوع إلى طائفي، الطائفة الفلانية ستؤسس وكذا وكذا، هذا الموضوع مرفوض في سوريا كما هو مرفوض في المجتمع المحتضر، هل مسموح في الولايات المتحدة الأميركية إقامة حزب على أساس إثني أو عرقي..
غادة عويس: هو أشار إلى أن حزب البعث نفسه مقام على أساس إثني..
شريف شحادة: أبداً، لا، حزب البعث هو حزب، أنا لست حزبياً بالمناسبة أنا رجل مستقل، لكن حزب البعث يقوم على أساس العروبة وهذا جزء من حياة ومجتمع الشعب السوري والشعب العربي، نحن لا نستطيع أن نقول أننا لسنا أمة عربية ولذلك أنا متفق مع كثير من الأشياء التي تقول بانشاء أحزاب حضارية لا تقوم على فكر يعني على فكر مذهبي أو طائفي أو أي شيء، ولذلك أنا أقول أن من يريد أن يؤسس أحزاباً أن يؤسس الآن أحزاب ثم سيأتي مجلس شعب جديد ثم تطرح هذه الأشياء وقد تكون..
غادة عويس: دعنا ننقل مع تقوله سيد شحادة إلى ضيفنا في لندن الأستاذ زهير سالم الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، سيد سالم ما رأيك بتفسير السيد شحادة بأن هذه مرحلة تأسيسية يمكن الانطلاق منها وهذا مشروع القانون ليس نهائيا يمكن تعديله لاحقاً..
زهير سالم: مساء الخير لك ولضيوفك، يا سيدتي نحن نعتقد أن المشكلة في سوريا ليست فقط في الدستور وفي القانون، المشكلة في العقلية التي تتجاوز الدستور وتتجاوز القانون، إذا كان الدستور غير معتبر حتى الآن والقانون غير معتبر فلا فائدة من هذا الترقيع، نحن قلنا منذ أول الأحداث بأن أي محاولة ترقيعية، إصلاحية ترقيعية للواقع السوري لن تكون مقبولة وها نحن الآن نشهد هذا الترقيع الذي تتقدم به السلطة وببطئ شديد، لقد تجاوز المجتمع السوري لقد تجاوز الشعب السوري كل هذا الكلام نحن الآن في سياق آخر، وكما تحدث ضيفك من باريس أيضا، السياق الآن سياق الدماء والقتل والملاحقة والدبابات في الشوارع، أي حديث عن مثل هذا الإصلاح لن يكون مقبولاً والجواب ليس من عندي من لندن الجواب عند المجتمع السوري الذي يرفض كل هذا الكلام، لذلك لا نرى من المصلحة في شيء أن نتوقف عند جزئيات هذا القانون، نحن نقول أن شرعية هذا النظام قد سقطت بما فعله هو بما أقدم عليه وهو أسقط شرعيته وبالتالي فإن هذا القانون لم يبالي به الشعب السوري ولم يتوقف عنده.
غادة عويس: دكتورمنذر سليمان من واشنطن، إذن المشكلة كما يقول السيد سالم ليست في دستور في قانون، المشكلة في عقلية بالتالي هذا القانون سيتخطاه، الشعب السوري من المتظاهرين هل فعلاً هذا القانون لم يهدأ روع الشارع السوري برأيك؟
منذر سليمان: المشكلة أيضا هي في عقلية الاستقواء بالخارج والاستنجاد به وبعقلية اسقاط الرغبات على الواقع الموضوعي، خلال الأربعة أشهر الماضية ودخلنا في الشهر الخامس منذ بدء الأزمة هناك حقائق لا يمكن تجاهلها، أول حقيقة أن النظام أو الدولة أو مؤسسات الدولة لم تتصدع، الحقيقة الثانية أن الجيش حامي الوطن، حامي النظام، حامي الدولة، لم يتفسخ ولم يتصدع..
غادة عويس: ولكن سقط أكثر من ألفى قتيل يا سيد منذر..
منذر سليمان: لا، طبعاً، ألفي قتيل من المؤسسات من الجيش والأمن ومن الشعب وأيضا من الذين كانوا يقودون عملا مسلحاً ضد النظام، الحقيقة الثالثة أن غالبية الشعب السوري ترغب بالتغيير والإصلاح، الحقيقة الأخرى أن غالبية الشعب السوري يرغب في التغيير والإصلاح بوسيلة سلمية، الآن الحديث عن ضرورة تغيير النظام السؤال الذين يطرحون موضوع تغيير النظام هم طرحوا موضوع تغيير النظام تحت وطأة واعتقاد أن حلف الناتو ينتظر فقط طلبهم أو أن تركيا التي يجدها حلف الناتو عندما كان موقفها متبدلاً يؤدي إلى ذلك..
غادة عويس: دكتور من قال ذلك، من من يعني سمي لنا يعني هذا اتهام جغرافي من قال ذلك؟
منذر سليمان: معروفون،.. لا بالعكس ليست اتهامات جغرافية كل القوى التي ترتبط بالخارج تعتقد وكانت تستنجد وكانت تدعو إلى إمكانية أن تتدخل عبر الأمم المتحدة وتحدثوا عن المثال الليبي وتكراره في سوريا. النقطة المركزية هنا..
زيارة السفير الأميركي والفرنسي
غادة عويس: كم مؤتمر ما عُقد تحت اسم المعارضة السورية ولم يحرص في بيانه من كل الإتجاهات، من كل الطوائف، من كل المستويات لم يحرص في رفض إن كان الذي عُقد في داخل دمشق أو في خارج سوريا كلهم حرصوا على القول نرفض التدخل الخارجي لا يمكن التعميم هكذا.
منذر سليمان: يا أخت غادة أنتِ ممكن لفظياً البعض يتحدث عن ذلك ولكن هل نحتاج إلى إستذكار زيارة السفير الأميركي والسفير الفرنسي هل نحتاج إلى الإتصالات والمؤتمرات التي عُقدت واللقاءات التي..
غادة عويس: نعم نحتاج دكتور لأن حتى الزيارة هناك جدل حولها
منذر سليمان: لا حاجة لذلك هل نحتاج إلى موضوع التمويل هذه أمور أصبحت معروفة، الأمر الجوهري هذه أمور ثانوية الآن الأمر الجوهري أن مستقبل سوريا كوطن وكشعب وأمنه واستقراره مرتبط بمرحلة إنتقالية عنوانها الإصلاح والتغيير بطريقة سلمية..
غادة عويس: وتقول الأغلبية يريدون هذا الإصلاح.. نعم فقط تقول أن الأغلبية تحرص على هذا الإصلاح ما كان المانع لو هذا القانون أقر قبل الخامس عشر من آذار أشار أيضاً السيد سمير العيطه إلى التأخير هل كان يجب أن يسقط أكثر من ألف قتيل حتي يقر هكذا قانون أصلاً يتعارض مع الدستور.
منذر سليمان: السؤال يمكن أن يكون لدينا العديد من الإنتقادات حول البطئ، حول عمق الإصلاح حول غيره، المهم أن نوقف سفك الدماء في سوريا، المهم أن نعود إلى ورشة حوار وطنية بين كل القوى ولا يمكن الحديث أيضاً عن نزع عروبة سوريا بحجة أن موضوع قانون الأحزاب يعني أن حزب البعث هو حزب على أساس عرقي، الدولة في سوريا والشعب في سوريا هو شعب عربي، وبالتالي ليس وبداخل حزب البعث من كل الأطياف ومن كل أيضاً الفئات المذهبية والعرقية، يعني الموضوع ليس هو.. المقصود هنا أن لا يكون هناك سعي لتفتيت سوريا على أساس مذهبي وأساس عرقي، أما يمكن، أي حزب أن يتشكل بطريقة عامة ولكن هذه الدعوات الخفية والدعوات التي دعت في مؤتمر في تركيا لنزع عروبة سوريا وعنونت الجمهورية السورية وكأنها سقطت من الفضاء سوريا وليست غالبية الشعب السوري لا بل سوريا يرمز إليها قلب العروبة النابض، هذا حق طبيعي وعليه يبقى هذا حق الأغلبية بأن تتصرف كالأقلية
غادة عويس: دعنا لا نتوقف كثيراً عند هذ النقطة ربما هي..
منذر سليمان: يعني النقطة الأساسية التي أود الحديث عنها الحديث عن ضرورة رحيل النظام، هذه رغبات تدعو إلى إستمرار العنف، إلى استمرار عدم وضع سوريا على سكة إنتقالية باتجاه الحوار وبإتجاه الإصلاح، الذين يطرحون موضوعة التغيير لا يملكون القدرة على التغيير لأنه ثبت بالملموس أن التغيير يجب أن يكون بالحوار وبطرق سلمية، وكل عملية التعديل على قانون الإنتخابات وعلى قانون أيضاً الأحزاب هذه المسائل تتعلق بضرورة إقامة دستور جديد، هذا الدستور الجديد يمكن أن يعود ويناقش كل القوانين المطروحة ويعدل فيها بما ينسجم مع دستور جديد بعد أن تتشكل هيئة وطنية عامة. المهم أن الطريق هو طريق الإصلاح عبر الحوار وليس عبر العنف.
غادة عويس: ولكن ربما هنا التحفظ أيضاً على هذا القانون بأن يؤدي إلى ما يسمى ما هو موجود حالياً أصلاً الجبهة الوطنية التقدمية وكثيراً ما دافع النظام السوري عن المشهد السياسي الذي يُهيمن عليه بأنه يحترم التعددية ويؤطرها في إطار يراعي الخصوصية تأثرياً هذا الإطار ليس شيئاً آخر سوى ما يعرف بالوطنية التقدمية كما ذكرنا والتي تعبر عن تحالف بين البعث وتشكيلات سياسية سورية أخرى تسلم له بقيادة البلاد تقول المعلومات المتاحة عن هذه الجبهة إنها إئتلاف حزبي من الأحزاب السورية تأسس في السابع من آذار مارس عام 1972 من القرن الماضي، وهي تتشكل من 7 أحزاب لكن تلك الأحزاب تسلم أن البعث هو قائد الدولة والمجتمع بحسب واحدة من مواد الدستور، حزب البعث الذي تأسس عام 1947 ليندمج بعض سنة من ذلك مع الحزب العربي الإشتراكي حُل هذا الحزب مع قيام الوحدة السورية المصرية عام 1958 من القرن الماضي، ثم عاد للنشاط ليتسلم السلطة في العراق عام 1963 وفي سوريا بعد شهر واحد من العام نفسه. التجربتان المناديتان بالوحدة القومية استنزفهما خلاف عميق أدى إلى قيام ما يُعرف بالحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1970 . أعود إلى السيد سمير العيطه من باريس، إذن سيد العيطا دكتور سليمان يقول المناداة الآن بإسقاط النظام وبتغييره هي منادان أيضاً لاستمرار العنف، التغيير مطلوب ولكن عبر الحوار، وجهة نظر.
سمير عيطة: صحيح هلأ يمكن أن أتفق مع كثير من المتحدثين السابقين على بعض النقاط ولكن دعيني أُشير إلى نقطتين ثلاثة أظنهم مهمين. نقطة مثل عروبة سوريا ووضع الأكراد في سوريا لا يمكن معالجتها بهذه السهولة، ليست تأتي في سياق قانون أحزاب بدون نقاش وحوار مع كل المكون الكردي.
غادة عويس: كيف يمكن معالجتها؟
سمير عيطة: هناك حزب قومي سوري لا يعترف بالعروبة موجود في الجبهة الوطنية التقدمية، وهذا شيء موجود عندك كل هذه المكونات، هذا من ضمن النقاش على الدستور السوري من خلال حوار عام، من خلال مناخ آخر تسقط الحكومة والسلطة في طرح هذا الموضوع بهذه السهولة كما سقط وأنا أتفق مع الأستاذ منذر مؤتمر إسطنبول على طرح المواضيع بشكل متسارع حتى صارت الإشكالية وتحسس الكل على هكذا موضوع، قصة الجمهورية العربية السورية والجمهورية السورية لأنهم دعوا إلى شيء كبير مع طلب الناس أنه يذهبوا قبل يومين دون أن تحضر هذه أشياء بمنتهى الجدية لا يمكن أن تذهبي وتعملي حريات حقيقية وتؤسسي لسوريا جديدة من دون طرح فتح ما أسميه الربيع، الربيع والحوار بين كل مكونات وكل أطياف الشعب السوري، عندك مشكلة مع العروبة ليس فقط مع الأكراد وأيضاً مع الحزب القومي السوري الذي هو جزء من الجبهة الوطنية التقدمية والذي لا يعترف بالعروبة. هلأ النقطة الثانية المهمة، أنا أتفق مع الأستاذ منذر على نقطة أن هناك تدخلات خارجية وهناك أناس يحملون سلاح اليوم ليس يوم قالها الرئيس في أول الأحداث ولكن نحن 4 أشهر بعد الأحداث الناس منهكون، الناس قاتلوا صمدوا سلمياً وتحملوا لا أريد أن أترحم فقط على الشهداء ولكن أريد أن أوجه كلمة تحية لكل هؤلاء الذين يلقون التعذيب والاضطهاد والقمع والإعتقال.. إلخ ويظلون يقولون نحن نريد تغييراً سلمياً، نحن نريد حرياتنا بشكل سلمي هذا أكبر درس للعالم حوالينا. هلأ الوضع في سوريا مع كل هذا..
غادة عويس: سيد عيطه سأعود إليك
سمير عيطة: لو سمحتِ فقط فقرة واحدة
غادة عويس: تفضل..
سمير عيطة: الوضع في سوريا وصل مع كل هذا إلى وضع إحتقان، الناس لم تعد تحتمل يجب أن يكون هناك خطوة ليس قانون أحزاب ولكن خطوة جريئة التغيير شيء والإصلاح شيء لا يجوز أستاذ منذر أن يدمجهما، الناس يطلبون التغيير ولكن في المقابل الناس الذين يقودون الإصلاح يقولون الأسد إلى الأبد، وهذا ليس منطقياً إذا ظلينا بين منطق إسقاط النظام اليوم والأسد إلى الأبد من الناحية الأخرى سنذهب إلى ما لا يحمد عقباه في سوريا.
غادة عويس: طيب سأعود إليكم ضيوفي الكرام نتوقف الآن مشاهدينا عند فاصل قصير لكي نطرح السؤال التالي: هل حُسم مسار الأحداث في سوريا لصالح المنطق الثوري والدعوة إلى إسقاط النظام أم توجد خطوات يمكن للنظام أن ينتهزها ويجب شعبه بالتالي أسوأ سيناريوهات إلى تفاقم تدهور الأوضاع في البلاد. نعود بعد قليل تفضلوا بالبقاء معنا.
[فاصل إعلاني]
غادة عويس: مرحباً بكم من جديد، تحفر قراءات عدة في واقع الحريات في سوريا وبينها حرية العمل الحزبي تحفر عميقاً في بنية النظام نفسه لتخرج في إستنتاجات يؤكد جلها أن تغيير تراكمات عقود من الإنفراد في السلطة ليس بالأمر الهين، ولعل كثيراً من تلك القراءات تذهب إلى أن صناع القرار في دمشق سيجابهون قصوراً جوهرياً في إدارة عملية الإصلاح ما داموا لا يعترفون بشرعية الإحتجاجات السلمية، ولا يسلمون بدورهم الشريك في إدارة الشأن السياسي وإخراج البلاد من عنق الزجاجة التي أصبحت فيه. فاطمة التريكي ومزيد من الإضاءات في التقرير التالي.
[تقرير مسجل]
فاطمة التريكي: يحلو لمتحدثين قريبين من النظام السوري عند حديثهم عن خطوات الإصلاح الجارية في سوريا إستحضار دول كالسويد وفرنسا وهي مقاربة على غرابتها تضع الإصبع على الجرح. في سوريا مشكلة فهم ومفاهيم تبدأ من تعريف الأزمة ولا تنتهي عند رؤية الحل، ولأن عدم الفهم أو الإمعان في الإنكار معوق عضوي للمعالجة يبدو الصخب السياسي والإعلامي المصاحب لزمجرة الدبابات والرصاص والإعتقالات كحوار طرشان، فالنظام السوري بداية وببساطة لا يعترف بوجود حركة شعبية سلمية عارمة تنادي برحيله مثلما جرى في مصر وتونس، وعندما قسم الرئيس الأسد المحتجين إلى 3 فئات كان من بينها كما قال قلة صادقة تريد الإصلاح الحقيقي، لكن التغيير الجذري أمر آخر يقع في قلب المؤامرة. وعندما يُسأل النظام عن موائمة الإصلاح مع قتل المحتجين وانتشار الجيش يقول عندنا عصابات مسلحة، فكيف يكون الإصلاح؟ الإصلاح في تعريفه المبّسط تصحيح خلل يعّوق تطور حالة مجتمعية أو سياسية أي تحسين ما هو قائم على أسس، في الحالة السورية كل خطوات الإصلاح لا تلامس جوهر الواقع الذي يعاني نظامه برأي الكثيرين من خلل بنيوي متجبر كرسه غياب أي حراك سياسي حقيقي لعقود وقمع أي معارضة مؤثرة. نظام تنفجر بوجهه الإحتجاجات بهذه القوة ولا يكف عن قمعها، مطلوب اليوم أن يُصلح نفسه بيديه وأن يُفصل بأدواته هو إصلاحات على الآخرين أن يلبسوها جاهزة، من ذلك قانون الأحزاب الجديد الذي وضعته لجنة من السلطة وسيقره مجلس الشعب الذي يشكك جزء كبير من الشعب بصدق تمثيله فعلى أي شاكلة ستتشكل الأحزاب. سوريا محكومة منذ عام 1963 من حزب البعث، وهو حزب قومي يُمجّد العروبة ويتجاوز سوريا كبلد وقد يتناقض بهذا المعنى مع القانون الجديد، وسوريا في ظل هذا الحزب يحكمها آل الأسد منذ عام 1970 ، وسوريا لمن لا يعرف فيها أحزاب بعضها يُسمي نفسه معارضة تتحدث اليوم بلازمة النظام عن مؤامرة خارجية وتوصي بالتلاحم مع قيادة الأسد. أحزاب تدور في الواقع في فلك الحزب الذي يقود كل شيء بنص الدستور. ينص قانون الأحزاب الجديد على أن أي حزب يُفترض به أن يلتزم بمبادئ الديمقراطية في بلد لم يعرف ديمقراطية حقيقية منذ 50 عاماً، ناهيك عن الحرية الملازمة للديمقراطية. يرى كثيرون أن سوريا بإصلاح كهذا ستخرج من عذاباتها شبيهة بمصر زمن مبارك.
[نهاية التقرير]
غادة عويس: أعود إلى ضيوفي وأعود إلى السيد شريف شحادة تحديداً من دمشق الكاتب السوري، سيد شحادة هناك ملاحظات كثيرة على هذا القانون، وكما ذكرت لك في بداية الحلقة أبرزها عدم تعديل المادة الثامنة حتى هذه اللحظة من الدستور ويقابلها أيضاً ملاحظات أخرى خارج القانون وخارج الدستور هي استمرار الإعتقالات واستمرار الدبابات في الشوارع حيث هناك تظاهرات، إذن كيف يمكن إعادة الثقة للمتظاهرين للمحتجين عبر هذا القانون إذا كانت هناك ممارسات عسكرية لا زالت تجري على الأرض.
شريف شحادة: أولاً اسمحيلي أن أقول شيئاً من المهم أن يعلمه الجميع، صديقنا من تنظيم الإخوان المسلمين يقول أن التغيير إن الجماهير تطالب بخلع النظام، يجب أن أقول شيئاً ويجب أن يدركه الجميع، من الصعوبة في مكان أن يفهم أحد أن هذا النظام من السهل تغييره، هذا النظام قوي ولديه أرضية ولديه جماهير..
غادة عويس: السؤال سيد شحادة ليس إذا كان النظام قوياً، السؤال هو إذا كان النظام مرغوب به من قبل المتظاهرين ومن قبل مجلس الشعب.
شريف شحادة: بس اسمحيلي كفي الفكرة وبعدين خدي ما تريدين من كلام. أولاً لديه 3 ملايين حزبي منظمين لديه وحقيقة شاركوا في كل المسيرات المؤيدة للرئيس السوري، أنت تأخذين من الشارع السوري جانب المعارضة أو جانب من يخرج من الإحتجاجات أنا سأحترم رأيك ورأي من يحتج وحقيقة شاركوا في المظاهرات، كل المسيرات المؤيدة للرئيس السوري، أنتِ تأخذين من الشارع السوري جانب المعارضة أو جانب من يخرج بالاحتجاجات أنا سأحترم رأيك ورأي من يحتج ولكن أنت كمان بالإضافة إلى ذلك احترمي رأي من يخرج بمسيرات تأييد ومن يؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، يجب أن لا يغفل علينا هناك معارضة نعم نحن لا ننكر ذلك ولكن هناك مؤيدين أيضاً.
غادة عويس: طيب سيد شحادة اسمحلي فقط، هذه النقطة جداً مهمة التي أثرتها الآن وأشار إليها أيضاً السيد العيطة قبل الفاصل هو قال لا يستقيم الوضع بالنسبة للجهتين، لا يمكن القول الأسد إلى الأبد ويقابله تشدد آخر يقول إسقاط النظام بهذه الحدية، يعني ينبغي ربما هنا الوصول إلى نقطة مشتركة أنت الآن تمثل هذا الرأي الذي يقول الأسد إلى الأبد وآخرون يمثلون رأي يقول إسقاط النظام مهما فعل هذا النظام ينبغي أن يسقط، ألا ينبغي إيجاد نقطة وسط؟
شريف شحادة: إسمحيلي نقطة، أنا لم أقل الرئيس إلى الأبد ولا سيدي الرئيس قال إنه للأبد، يجب أن يعلم المعارضون شيئاً مهماً كثيراً.
غادة عويس: هذا ما قيل في المنتديات المؤيدة سيد شحادة التي تشير إليها أنت الآن.
شريف شحادة: بس اسمحيلي، أنتم تقولون كمعارضة، أنا أحاكي المعارضة الآن، أنتم تقولون أنكم من الكثرة بما تستطيعون أن تسقطوا النظام حلو، هذا كلام جميل لكن كيف تسقطون النظام أليس عبر صناديق الاقتراع، الآن هناك قانون للأحزاب من الممكن أن هذه المعارضة أن تنظم نفسها بأحزاب ثم إلى 2013 و2014 هناك انتخابات.
غادة عويس: كيف لها أن تتنظم في ظل هيمنة البعث سيد شحادة، هذا السؤال الأبرز الذي يوجه إليك المعارضون.
شريف شحادة: سيدتي في كل الدنيا يؤخذ الأغلبية على الأكثرية في كل تنظيمات العالم، الآن البعث لديه ثلاثة ملايين نسمة مشاركون فيه كأعضاء، البعث لديه كان استراتيجية وله أفضال في سوريا قدم الكثير من الأشياء الجيدة في سوريا يختلف البعض في مفهومها.
غادة عويس: هذا رأيك، هناك رأي آخر يعني عبر عنه في الشارع وسقط بسببه أكثر من ألف قتيل سيد شحادة دعنا ننتقل إلى السيد زهير السالم الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين من لندن، سيد سالم استمعت إلى السيد شحادة وهو يقول أن النظام لازال قوياً ومسألة إسقاطه ليست مطروحة أبداً لأنه لا يمكن إسقاطه وهو مازال قويا وهناك مظاهرات مؤيدة له.
زهير سالم: يعني سأعود أيضاً إلى الدكتور منذر من واشنطن الذي أنا تحدثت عن العقلية التي تصادر أي مشروع للإصلاح وتجعله خارج إطار المطروح الإجتماعي أو السياسي في سوريا، هذه العقلية التي تقول لكل من يجتمع مجرد أن تنعقد مؤتمرات سورية بأنهم أناس يمدون أيديهم إلى الخارج، ومجرد أن يختلف المعارضون كأن المعارضين يجب أن يكونوا مجلس شعب، مجرد أن يختلف المعارضون نحن نعم سنختلف ونحن نريد سوريا يختلف فيها الناس ليتفقوا وليتناقشوا وهذه الاتهامية للمعارضة وأنها تنتظر مشروعاً خارجياً.
غادة عويس: لم يشملوا كل المعارضة سيد سالم، هم قالوا بعضاً من المعارضة، يعني حتى السيد فاروق الشرع التقى بشخصيات من المعارضة يعني اعترافاً بهم
زهير سالم: اسمحيلي، هنا أتحدث عن مؤتمر اسطنبول وعن أن المطروح كان هناك إزالة عروبة سوريا، رغم أن هذه القضية كانت قضية خلافية ونحن نعتز أن يكون في مؤتمرات المعارضة قضايا خلافية ليس كمجلس الشعب عندما يدخل إليه رئيس جمهورية فلا يسمع كلمة لماذا، هذا أمر يجب أن نوضحه أريد أيضاً أن أقول في جواب، نحن لم نقل بأن إزاحة النظام أمر سهل ولا ميسور ولكن إذا كان النظام قوياً كما يقول السيد شحادة فإن الشعب السوري هو أقوى وأقوى جماهير حزب البعث يتغنى بها ويتحدث عنها، رأينا مثيلاتها في تونس ورأينا مثيلاتها في مصر، الشعب السوري هو الذي يأخذ قراره، قرار إزاحة النظام ليس قراراً من جماعة الإخوان المسلمين الآن، القرار هو قرار شعبي هذه الجماهير التي تهدر في الشوارع في شوارع حمص وحماة وجسر الشغور ودرعا، هذه الجماهير هي التي ستظل تهز هذه الشجرة حتى تنال منها، النظام فوت على نفسه كل الفرص للإصلاح، قلنا المطلوب حل إبداعي يخرج سوريا من هذه الأزمة، يخرج سورية من هذه الورطة، قلنا إن الحلول الترقيعية لن تأتينا بفائدة.
غادة عويس: ما هو هذا الحل الإبداعي الذي تتحدث به برؤية الإخوان المسلمين؟
زهير سالم: الحل الإبداعي يجب أن يكون الرئيس بشار الأسد رأس الدولة هو القادر عليه وهو الذي يستطيع به أن يصل إلى قلوب مواطنيه وأن يقنعهم الرئيس بشار الأسد بهذه السياسات التي اتبعها حتى الآن، حتى الآن أنا لم أحاول أن أدخل في جزئيات هذا القانون، لكن عندما أدخل في جزئياته سأجد أنه محاولة التفافية لتوسيع ما سميتموه الجبهة الوطنية التقدمية بكل كلمة وردت في هذا القانون فيها عملية إقصاء واضحة لفريق من الفرق الوطنية أو لمجموعة من المجموعات الوطنية.
غادة عويس: ثمة من رأى فيه قانوناً عصرياً ويحترم الخصوصية السورية.
زهير سالم: أظن كان في مصر قانون أحزاب يشبه أو في تونس كان هناك قانون أحزاب عند زين العابدين بن علي بنفس الطريقة، الفاظ الإقصائية كل الذين يدرسون هذا القانون يدركون ماذا تعني هذه الكلمة وماذا تعني هذه اللفظة..
غادة عويس: أعطني مثلاً.
زهير سالم: نحن نريد أن تتحول سوريا إلى دولة مدنية لجميع أبنائها، عندما تحدث عن الأساس الديني أقصي الإخوان المسلمون، الإخوان المسلمين ليسوا تنظيماً فقط هم جزءاً من حالة مجتمعية ليس فقط في سوريا، عندما تحدث على أساس الجنس أقصى الأكراد وأقصى بعبارات أخرى القادمين من الخارج عندما قال يجب أن يكونوا مقيمين في الداخل وكل هذه الإقصاءات.
غادة عويس: ولكن هذا بالضبط ربما كل طائفة وكل دين وكل إثنية ستأتي وتقول فلنقم حزباً على أساس إما طائفي وإما عرقي وتصبح الأمور فوضوية ولا يعود قانون تنظيم أحزاب، تصبح فوضى وطائفية ودينية.
زهير سالم: مادام هناك ديمقراطية البقاء للأصلح والبقاء للأقوى الحزب الذي يملك برنامجاً يقنع فيه فريقاً كبيراً من المواطنين هو الذي سيبقى وهو الذي سيتقدم لماذا نخاف من هذه، الآن في أوروبا هناك الكثير من الأحزاب، أحزاب تحمل عنواين دينية، الحزب الديمقراطي المسيحي إسم مكروه في أكثر من دولة فلماذا الحظر علينا في بلاد المسلمين في أي صبغة دينية تتقدم كما قال الضيف من واشنطن، سوريا دولة عربية وكذلك سوريا دولة مسلمة 98% من سكان سوريا هم مسلمون على اختلاف مذاهبهم يعني هذه الحالة يجب أيضاً أن تراعى، أنا لا أريد أن أدخل في تفصيلات ولا أدافع نحن في الإخوان المسلمين لا نعتبر أنفسنا حزباً سياسياً ولا نبحث عن مشروعية من مثل هذا القانون ولكن أنا أنبه بأن الدخول إلى تفاصيل هذا القانون نجده أنه لن يرقى إلى مستوى أسس إصلاحية وحتى لو كان فالأمر لن يكون بقانونٍ واحد يمكن أن يغطي كل هذا السواد الموجود داخل سوريا..
غادة عويس: أوضحت لنا تحفظاتك على القانون سيد سالم بشكل مختصر وسريع لا يعدل هذا القانون إذا عدلت المادة الثامنة في الدستور دستور، هل أنتم كتنظيم الإخوان المسلمين أساسيون في هذه الحركة الاحتجاجية في سوريا، هل تقبلون بأن يقود الرئيس بشار الأسد حلاً، أنت قلت أنه يمكن أن يكون إبداعياً، إذا وصل هذا الحل الإبداعي لكم هل تقبلون أن تسيرون به ويسقط شعار الشعب يريد إسقاط النظام أو إسقاط بشار الأسد، هل يمكن أن تركبوا موجة الإصلاحات مجدداً؟
زهير سالم: نحن لا نفكر في الشأن السوري اليوم بطريقة حزبية، أنا أحب أن أكرر هذا الكلام، الآن الأحزاب جميعاً تتماهى في الواقع المجتمعي، الحالة التي يسير فيها المجتمع السوري الآن تنخرط فيها جميع القوى، لا نفكر لا بمكسبٍ حزبي ولا بمركبٍ حزبي ولا نسعى الآن إلى أهداف أو برنامجٍ حزبي.
غادة عويس: موقفكم من الإصلاحات قد تبلغ هذا الحل الإبداعي.
زهير سالم: موقفنا هو جزء من التوافقية الوطنية العامة عندما يتقدم حل إبداعي سنجد أن جميع الناس، جميع هؤلاء الشباب المنتفضون في سوريا.
غادة عويس: يعني المقصود سيد سالم بسؤالي هل تريدون إسقاط النظام بأي ثمن؟
زهير سالم: لم نطرح نحن إسقاط النظام بأي ثمن لا على الطريقة العراقية ولا على الطريقة الليبية.
غادة عويس: عظيم، إذن دكتور..
زهير سالم: نحن نقول هناك حراك شعبي يتقدم يوماً بعد يوم، يتصاعد يوماً بعد يوم سيبلغ الكتاب أجله وتأتي اللحظة التي يحدث فيها التغيير في سوريا.
غادة عويس: دكتور منذر سليمان من واشنطن السيد سالم يقول عندما تكون هناك ديمقراطية يبقى الأقوى وبيقى الأصلح، لماذا هناك إقصاء في هذا القانون يطرح هذا السؤال على أساس ديني أو إثني، يمكن غربلة هذه الأمور في إطار الديمقراطية نفسها.
منذر سليمان: أنا أشرت إلى أن موضوع الدستور قد يعالج كل الثغرات التي يمكن أن نجدها في القوانين التي يمكن أن تصدر، من جهة نطالب الرئيس بشار الأسد والنظام بأن يصدر مراسيم ومن جهةٍ أخرى عندما يبدأ في طرح عبر لقاءاتٍ تشاورية بعد المقترحات المدروسة من قبل القوى التي قبلت بالحوار وأنا في تقديري أن نائب الرئيس طرح على الجميع أن يأتوا إلى طاولة الحوار وطاولة التشاور، لا مخرج لسوريا ولأمن سوريا دون هذا الطريق.
غادة عويس: جميل، لماذا لم تعدل المادة الثامنة حتى ينطقوا بهذا الحوار يا دكتور؟
منذر سليمان: أصلاً هذه القضية تعالج دستورياً، لا تعالج بمراسيم فقط حتى لو صدر هذا المرسوم، نحن نتحدث عن الأمر الواقعي.. لا يمكن في أي دولة عصرية أن يدعي أحد بأنه هو قائد المجتمع وقائد الدولة، هذا الأمر يفوض شعبياً يسلم به شعبياً، إذا كان هناك قانون انتخاب ديمقراطي وقانون أحزاب جديد هذا سينسف الأمر، سيجعل نطاق المنافسة متوفر على الذين ينظرون إلى التغيير الجذري في سوريا، فإن الطريق الوحيدة.
غادة عويس: طب مثلاً ماذا لو أقصيت الآن..
منذر سليمان: الطريق الوحيد، دعيني أكمل هذه النقطة، لا يقصوا بالعكس كان هناك دعوة للجميع لكي يدخلوا في الحوار و أنا الآن كما يطرح الحل الإبداعي، الحل الإبداعي لا يتم إلا عبر طاولة الحوار، لأنه مهما صدر عن الرئيس أو السلطة التنفيذية سيبقى هناك من انتقاداتٍ له، لماذا لا يكون هناك ورشة وطنية شاملة وتستطيع القوى التي تتظاهر الآن أن تأخذ حقاً في التظاهر السلمي وفق القوانين الجديدة وسيكون لوقع تظاهراتها السلمية أكثر فعلاً على التعديل والإصلاح، أنا من الذين ينشدون التغيير والإصلاح، هناك أمور تحتاج إلى إصلاح وهناك أمور تحتاج إلى تغيير، ولكن مصلحة سوريا ومصلحة موقع سوريا ودور سوريا والشعب السوري والوطن وسلامته ووحدته يتم عبر عن طريق بأن يكون طريق التغيير بانتقالٍ سلمي عبر الحوار، نأخذ ما نستطيع الآن ويمكن لعملية التحول التي تجري وفق التعديلات..
غادة عويس: هل من العدالة إذا ما كان أن ننادي بالسلمية و بالأصل منذ ما بدأت في 15 آذار هذه الاحتجاجات بالأصل كان السلاح وكانت القوة بيد النظام نفسه إذن، قد يعترف الآن السيد العيطة بأن هناك مسلحون ولكن منذ اليوم الأول هناك مسلحون..
منذر سليمان: ليس صحيحاً..
غادة عويس: منذ اليوم الأول لم يكن هناك مسلحون، من بادر بالحل الأمني كان النظام نفسه، إذن أنت تنادي بسلمية مِن من، من النظام نفسه تطالب بسلمية.
منذر سليمان: هناك ممارسات اقترفت من قبل الأجهزة الأمنية وبعض المسؤولين ممارسات خاطئة وممارسات أدت إلى تدهور الوضع، ولكن لا يمكن أن ننكر لا الشعارات الطائفية البغيضة ولا العمل المسلح ولا استهداف أجهزة الدولة، مؤسسات الدولة، مبانيها، كل هذا الأمر إذن المطلوب أن نحتكم إلى العقل، والعقل يقضي، طالما طريق التغيير الثوري المسلح مغلق، الطريق التغيير هوالطريق السلمي، طريق السلمي هو طريق الحوار.
غادة عويس: ربما من الجانبين، منذ اليوم الأول.
منذر سليمان: نعم بالتأكيد، هذا يعني ضرورة أن يكون هناك هدنة بالضبط ويجب أن يتوقف هذا الحل.
غادة عويس: سيد عيطة هل هناك مجال بعد لهدنة؟
سمير عيطة: ضروري أن يحصل شيء ما في الفترة القادمة، دعيني هيك بعض النقاط سريعاً، أولاً أنا لست معارضة، أنا وطني، مواطن سوري، أنا مع الدولة ضد السلطة يجب أن تخضع السلطة للدولة السورية والمشكلة الأساسية اليوم أنه مع الأزمة ضعفت الدولة ضعفت هياكل مؤسسات الدولة، 500 ألف مخالفة سكنية في سوريا خلال أربع أشهر، كل ما بني في خلال سنوات دمر في هذه الفترة، هناك تقليص في السياسات الاقتصادية كما شئتِ، لا يمكن الاستمرار بهذه الحالة، بدل أن تأخذ السلطة وتخضع لمنطق، للشرعية الأساسية التي هي شرعية الشعب وتذهب معها إلى تأسيس، إلى استغلال ما حصل، إلى تأسيس سوريا جديدة منيعة قوية تحفظ حقها الوطني، تحفظ المواطنية لكل المواطنين كانت حلاً أمنياً.
غادة عويس: ربما خطوة بسيطة أولى على سبيل أن يكون إطلاق معتقلين، أضعف الإيمان
سمير عيطة: ليس فقط، الشيء يتطلب وقفة، الوقفة هي على نقطة معينة، الأسد إلى الأبد أم إسقاط النظام وأين يمكن أن تكون نقطة الإنطلاق منه دون أن تأخذي الناس.
غادة عويس: شكراً
سمير عيطة: يجب أن هناك مصالحة كبيرة بين الجيش والقوى الأمنية والناس، أنت اليوم جعلت بعض الناس يخافون من جيشهم الوطني وأنهكت الجيش الوطني في عملية قمع داخلية، هذا شيء لا يمكن.
غادة عويس: نعم، شكراً جزيلاً لك السيد سمير عيطة رئيس تحرير النسخة العربية من مجلة لوموند ديبلوماتيك من واشنطن، شكراً جزيلاً لك دكتور منذر سليمان الباحث والمحلل في شؤون الأمن القومي، وأشكر أيضاً من لندن الدكتور زهير سالم الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، وأيضاً أشكر شريف شحادة الكاتب من سوريا، إلى هنا تنتهي الحلقة إلى اللقاء.