
تطورات الأوضاع في مصر واليمن
– وجه الشبه بين الثورة المصرية واليمنية
– الأحزاب السياسية ومحاولتها سرقة ثورة الشباب
– الإخوان المسلمون في مصر وصراع الأجيال
– اندفاع الشباب وعقلانية الأحزاب
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وأهلاً بكم في برنامج حديث الثورة، ما أن انطلقت موجة التحولات في المنطقة العربية مطلع العام الجاري حتى غدا تيار الشباب كلمةً وكما كان، كان الشباب في هذه الثورة صاعقة تفجيرها وكانوا معقد الأمل في خيرة عملية التحول الديمقراطي وبناء الدولة والمجتمع، غير أن هذا الصوت الذي ملأ السمع والبصر سرعان ما خفت حتى ظن أنه أنطفأ، لكن أحداث الأيام الأخيرة خاصةً في مصر بدت وكأنها تشهد ولادة هذا التيار من جديد، فبدا هذا الشباب متمرداً على رؤى القوى التقليدية متجاهلاً حساباتها وساخطاً على توجهاتها، فعاد صوته يسمع وصيحاته تتردد في أرجاء ميدان التحرير وساحات التغيير، وخلنا للحظة أننا في يوم من أيام يناير الذي تخلق فيه الربيع العربي.
[تقرير مسجل]
فوزي بشرى: كثيرون هم الذي نظروا إلى الثورات العربية باعتبارها ظاهرةً شبابية، عبرت في جميع البلدان التي غشيتها الثورة عن رفضٍ للأنظمة الحاكمة وتجاوزت بفعلها الثوري القوى السياسية الحزبية التي إما ارتضت العيش في كنف الأنظمة أو انتهت إلى بطالة سياسية فقدت معها القدرة على الفعل، وكان من أبرز ملامح الثورات العربية التي شكل الشباب وقودها وفتحوا بتضحياتهم الجمة طريقها الصعب، أنها حركة لم تكبلها هيكليةٌ قيادةٌ يتنزل الأمر منها إلى الثائرين، الأرجح أن الشعارات كانت هي القائدة فالمتظاهرون كانوا جميعهم يهتفون بضرورة إسقاط الأنظمة وكلهم كانوا يحلمون بغدٍ تسود فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة، وهي مطالب كافية لتأييد الشعب ورائها دونما حاجةٌ إلى تنظيرٍ سياسي كثير، وبعضٌ من رومانسية الثورة أنها انشدادٌ إلى مثالات في الحياة ومستودع تلك المثالات أغنى لدى الشباب من غيرهم، ولعل ذلك ما يفسر بطء الأحزاب في اللحاق بالحالة الثورية كما هو الحال في مصر، وكثيرٌ من تريث القوى الحزبية كان في تقدير المراقبين ضرباً من خشيةٍ واحترازاً من عواقب التورط في الثورة، وقد أنتجت هذه الظاهرة الحزبية المتريثة والشبابية المندفعة مشهداً تثنى فيه للأحزاب القديمة والمستحدثة أن تتصدر المسرح السياسي بينما توارت القوى الشبابية الصانعة للثورة، هكذا كان المشهد في مصر مثلاً يتنحى مبارك تحت ضغط الثورة فيتقدم العسكر إلى خلافته مشرفين على عملية الانتقال البطيء والمتعسر ومهيمنين على الحكومة الانتقالية وكان قد ظن بها أول العهد أنها ستحقق تطلعات الثورة بعد أشهرٍ يكتشف شباب الثورة وكثيرٌ من الأحزاب التي أمنت بطش النظام بعد مبارك أن الثورة ناقصة، ومرة أخرى يرجع الجميع إلى منصة التأسيس في ميدان التحرير، ومرةً أخرى أيضاً يكون الشباب أداة استعادة الثورة إلى مسارها المرجو، هذه الظاهرة تكشف أن طاقة الشباب الثورية لم تتجاوز بعد مفهوم قوى الضغط المؤثرة في صناعة القرار عبر التظاهر والاحتجاج، وأن الشباب لم ينجزوا الخطوة الثانية وهي تأطير هذه الطاقة في عملٍ حزبي يمكنهم من السلطة عوض العمل على التأثير في فعلها، وإذا كانت تونس استطاعت عبر مزاوجة بين النظام القديم والنظام الجديد أن تعبر إلى عملية ديمقراطية أنتجت مجلساً تأسيسياً يضع ملامح المرحلة المقبلة فإن الثورة الشبابية في اليمن مثلاً تجد نفسها في وضعٍ سياسي معقد فعبر رعاية إقليمية ومباركةٍ دولية تمت تنحية صالح عن السلطة فيما يشبه عمليات هدم الأبراج العظيمة تسقط مكانها دون تأثيرٍ على محيطها، وأول نتائج هذه العملية أنها كشفت أن المعارضة التقليدية ممثلةً في اللقاء المشترك على استعداد لمفارقة مشروع الثورة متى ضمنت حصتها في السلطة تاركةً الشباب يدفعون ثمن الثورة الباهظ، ولهذا فإن ما جرى في الرياض بالنسبة إلى الشباب لا يعدو كونه محاولةً لاستدامة النظام القائم الذي لا قيم لليمن في وجوده.
[نهاية التقرير]
وجه الشبه بين الثورة المصرية واليمنية
عبد الصمد ناصر: ولمناقشة هذه القضية ينضم إلينا هنا في الأستوديو وسيم القرشي المتحدث باسم اللجنة التنظيمية للثورة اليمنية، وعبر الأقمار الصناعية من القاهرة الدكتور نبيل عبد الفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية، وخالد تليمة عضو ائتلاف شباب الثورة كما ينضم إلينا من صنعاء المحلل السياسي أحمد الزرقة، نبدأ معك دكتور نبيل عبد الفتاح من القاهرة يبدو أن هناك تشابه بين الحالتين اليمنية والمصرية، شباب الثورة يرفضون في اليمن المبادرة التي وقع عليها الرئيس بشراكة مع أحزاب اللقاء المشترك، وفي مصر الشباب يصرون على التظاهر ويرفضون دعوات الأحزاب وخاصةً الإخوان المسلمين بعدم النزول إلى ميدان التحرير كيف توصف هذه الحالة دكتور نبيل عبد الفتاح؟
نبيل عبد الفتاح: هي حالة تمثل فجوة جيلية بامتياز استمرت على مدى عقود في الحالة المصرية منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي وحتى في ظل ثورة يوليو 1952 ثمة دكتاتورية جيلية ذات منازع تسلطية، ارتبطت بالطبيعة السياسية والاجتماعية للنظام السياسي التسلطي في مصر، ومن ثم حاولت الأجيال وتحديداً أجيال ما بعد الحرب العالمية الثانية أن تستبعد على نحوٍ ممنهج ونسقي يعني يرتبط بطبيعة البناء السياسي والاجتماعي الأجيال الجديدة ولم يصل جيل الستينيات من القرن الماضي إلى بعض المواقع حتى المواقع التي استحقها عن جدارة في إطار المؤسسات الثقافية الرسمية أو إلى المنصات الرسمية للتظاهرات الثقافية على الرغم من أنهم كانوا ملأ السمع والبصر على الصعيد الثقافي العربي لم يتم دمجهم أو دمج بعضهم على الأقل في التركيبة الثقافية المصرية إلا منذ 10 سنوات أو يزيد قليلاً، إذن نحن أمام استبعادات ممنهجة إذا جئت إلى جيل السبعينيات الذي شق عصا الطاعة والتمرد على نظام يوليو 1952 وقام مفكرين بنقد جذري لطبيعة النظام السياسي والاجتماعي في بلادنا وللسياسات الناصرية وتحديداً سياسات الرئيس الأسبق أنور السادات واستمروا في معارضة نظام مبارك إلا قليلاً من ماشوا وتعايشوا مع هذا النظام لأسبابٍ تتصل بمصالحهم الاجتماعية والسياسية نستطيع أن نقول أن ثمة فجوة جيلية وأن ثمة وجهٌ آخر لهذه الفجوة تمثل في الشيخوخة السياسية والجيلية لكوادر الدولة وللطبقة السياسية بين ظفريين وإذا قرأت الوضع في اليمن وضع مختلف..
عبد الصمد ناصر: جميل دكتور نبيل وكأنك تقول عفوا للمقاطعة الثورة في مصر وصلت إلى المرحلة الثانية بعدما ثار الشباب على النظام وأسقطوه وكأنهم اليوم يكملون المشهد للإطاحة بالطرف الثاني في الواقع الذي كانوا ساخطين عليه وهي هذه الأحداث التي اتهمت بأنها كانت تحابي وتساير الأنظمة الحاكمة، النظام الحاكم؟
نبيل عبد الفتاح: نعم هذا توصيفٌ دقيقٌ تماماً نحن أمام جزء من العمليات الثورية المصرية نحن بدأنا بانتفاضة ثورية قوامها الأساسي الأجيال الجديدة الشابة من أبناء الطبقة الوسطى المدنية في القاهرة وجزء من الطبقة العاملة الصناعية في السويس وبعض المدن الأخرى في بلادنا وساند هذا ووقف ضده بقوة وشراسة في الميدان في ميدان التحرير وميادين أخرى، جيل السبعينات أو بقايا جيل السبعينات ومفكريه من العناصر اليسارية والقومية والليبرالية عموماً والعناصر النقدية من المثقفين المصريين البارزين، إذن نحن أمام ما يشبه ائتلاف جيلي حاول أن يقطع مع طبيعة نظام يمكن القول أنه قد شاخ على مقاعده، وفي ذات الوقت الحالة اليمنية حالة مختلفة تماماً صحيح أن ظهرت العملية الثورية في الجزائر..
عبد الصمد ناصر: الحالة اليمنية يتحدث عنها ضيفنا في صنعاء المحلل السياسي أحمد الزرقة لعل الدكتور نبيل عبد الفتاح وضعنا في بداية الحلقة في سياق تاريخي لهذه الحالة المتشابهة بين مصر واليمن فهل اليمن يمكن أن تنسحب عليه هذه القراءة أيضاً؟
أحمد الزرقة: إلى حد ما القراءة تتشابه في المنطقة بشكل عام نظراً لأن النخب المسيطرة النخب السياسية سواء في السلطة أو في المعارضة، هي نخب طرأت عليها الشيخوخة وهي ما زالت كانت جزء من اللعبة السياسية في اليمن لمدة 40 عاماً كانت السلطة والمعارضة هما بالشخصيات الموجودة هي نفسها الشخصيات سواء كانت في السلطة أو المعارضة وجميع هذه الشخصيات مرت على السلطة ومرت على أيضاً المعارضة، لكن اليوم هناك حصل ربما اختلاف كبير جداً في قضية الثورة اليمنية نظراً لأن حدوث انسحاب جزئي وكبير للمعارضة أو طلاق سياسي بدأ منذ الانتخابات الرئاسية في عام 2006 وما قبلها أيضاً في 2003 وصل إلى هناك تحديد موقف نظراً لأن الرئيس صالح ونظامه لجأ إلى قضية الإقصاء ربما حاولت المعارضة أن تتخذ موقفا معارضا ولكنه لم يكن ليلقى الزخم والاستجابة الشعبية مثلما هو اليوم، اليوم شباب الثورة نجحوا في الوصول إلى رفع سقف المطالب والحلول والحوار أيضاً رفعوا سقف مطالبهم السياسية وقاموا ونجحوا بإقصاء الرئيس صالح وهي ما لم تستطع عليه النخب السياسية لمدة 33 عاماً وبالتالي اليوم يخشى الشباب فقط من أن يقوم السياسيون أو الأحزاب والنخب الحزبية بسرقة ثورتهم أو أيضاً بالحد منها أو الدخول في تسوية سياسية، النخب الشابة في شباب الثورات العربية سواء في اليمن أو في مصر أو في غيرها من الدول هم كانوا قوام الثورة وهم الأداة الرئيسية وهم يؤمنوا من البداية أن لديهم ثورة بينما الأحزاب السياسية تقول أنها أزمة، وبالتالي كانت تتعامل الأحزاب خلال الفترة الماضية سواء في الحالة اليمنية باعتبار أن هناك أزمة سياسية بينما كان الشارع اليمني والشباب اليمني يتحدثون عن ثورة ويطالبوا بحسم ثوري، هناك التقاء في الأهداف ولكن كان هناك اختلاف في الآليات ما حدث في الأمس من قضية توقيع الرئيس صالح ليس نجاحاً للمعارضة بل هو نجاح للثورة اليمنية نظراً لأن المعارضة اليمنية إلى قبل الثورة كانت تتحدث فقط عن تعديل لقانون الانتخابات وحصة أكبر في الانتخابات اليوم شباب الثورة اليمنية نجحوا في تغيير وجه اليمن السياسي وفي أيضاً إقصاء الرئيس صالح وإخراجه من اللعبة السياسية..
عبد الصمد ناصر: ولكن إذا اتفقنا على أن التحدي يبدو التحدي ما هو آتٍ أستاذ أحمد الزرقة ما هو آتٍ هو التحدي الأكبر للشباب ، أعود إلى مصر قبل أن نعود نتحول إلى ضيفنا هنا في الأستوديو معي من القاهرة السيد خالد تليمة وهو عضو ائتلاف شباب الثورة في مصر، خالد تليمة في السياق التاريخي الذي تحدث عنه الدكتور نبيل عبد الفتاح يضعنا في إطار هذا النقاش ربما بشكل أعمق فهل أنتم الآن وصلتم إلى مرحلة تصفية الساحة والواقع المصري من باقي المكونات واقعٍ وصف دائما بالعاجز هل أنتم الآن في حالة ثورة فعلاً على الأحزاب؟
خالد تليمة: عذراً الصوت متقطع إلى حد كبير ولكن أنا على ما فهمت أن هل هناك مشكلة الآن بين جيلنا من الشباب وبين الأحزاب هل صحيح ما فهمت؟
عبد الصمد ناصر: نعم
خالد تليمة: الحقيقة إحنا كنا مستوعبين تماماً أن الثورة المصرية بدأت بسقوط مبارك ولم تنته بسقوط مبارك كنا نتفهم تماماً أننا أمامنا مشوار من النضال في مواجهة هذا المجلس العسكري إنما الحقيقة ما كنش نفهم هذا النظام ربما نحتاج جزء كبير أو ندفع جزء كبير منه في مواجهة انتهازية القوى السياسية في مصر، الآن تيقن الجميع من أن أغلب القوى السياسية في مصر بدأت منذ 11/فبراير هي الأخرى تبحث عن مصالحها اتضح ده منذ الاستفتاء على تعديلات دستور 71 الذي كان من المفترض أن يسقط بسقوط صاحبه إنما الحقيقة دخلنا في جدلية كبيرة جدا ومحاولات لاجتذاب المصريين جزء بشكل ديني بحت واستخدام خطاب ديني غير صحيح على الإطلاق، وجزء آخر به خطاب استخدام خطاب علماني مدني بدأنا في التعديلات ثم انتقلنا بعد ذلك إلى محاولات مستمرة من المجلس العسكري أن يستميل قوى سياسية ويبعد الأخرى ثم يستميل واحدة ويبعد الأخرى نحن في هذه اللعبة حتى اليوم الذي يدفع فيه الآلاف من الشباب المصري الثمن منذ يوم السبت الماضي في الموجة الثانية للثورة المصرية ويدفع العشرات من الشهداء والمئات من المصابين وتذهب القوى السياسية..
الأحزاب السياسية ومحاولتها سرقة ثورة الشباب
عبد الصمد ناصر: طيب خالد قد أشرت قبل قليل ، خالد عفواً للمقاطعة أعلم أن الصوت يصلك ضعيفاً أشرت قبل قليل بالانتهازية التي أبانت عنها هذه الأحزاب وكأنك تشير إلى أن هذه الأحزاب تريد سرقة الثورة منكم تريد أن تجني وتقطف ثمار التضحيات التي قدمها الثوار والشباب في ميدان التحرير، لكن أسأل هنا هل كل الأحزاب تضعونها في سلة واحدة أم أن ربما بعضها يحتاج إلى تجديد وتغيير وإعادة هيكلة وتجديد دمائها بالشباب أيضاً؟
خالد تليمة: آه هو ده اللي إحنا نتكلم فيه أنا كنت كتبت مقالة من حوالي أربعة، خمسة شهور وكنت بتكلم بالتحديد عن الأحزاب القديمة اللي من وجهة نظري تستطيع أن تتصدر المشهد السياسي في مصر بشرط إعادة هيكلتها وإعادة صياغة خطاب سياسي جديد تستطيع أن تجتذب فيه عددا كبيرا جداً من شباب الثورة المصرية، إنما الحقيقة الأحزاب سواء القديمة أو حتى الأحزاب الجديدة لم تستطع أن تفعل هذا الشيء، لم تستطع أن تقدم خطاباً سياسياً جيداً ولم تستطع حتى أن تأخذ مواقف تنحاز بشكل كبير إلى الثورة المصرية إنما في الحقيقة تلاعبت بينا كل الأحزاب السياسية إنما فطن الشباب المصري إلى هذه اللعبة ومش الحقيقة أنا بس مش عايز أفصل كمان وأقول إنه الشباب المصري بس اللي فطن لهذه اللعبة إنما العامود الفقري للثورة المصرية بشبابه وحتى بالأجيال الأكبر فطن لهذه اللعبة ونزل مرة أخرى إلى ميدان التحرير في الموجة الثانية للثورة لرفض الارتداد إلى ما قبل 25 /يناير إلى رفض سيطرة العسكر مرة أخرى على الحكم في مصر، المصريون سئموا حكم العسكر منذ 60 سنة الآن الموجة الثانية للثورة في مواجهة العسكر نحن نريد تسليم السلطة الآن كاملة إلى حكومة إنقاذ وطني في رأس حكومة نرتضيه ووافق عليه رأس حكومة لا ما يكونش عنده استعداد يبيعنا للمجلس العسكري مرة أخرى..
عبد الصمد ناصر: نعم شكراً لك خالد، وسيم القرشي المتحدث باسم اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية في اليمن معنا هنا في الأستوديو أحمد عفواً وسيم الشباب ينتقد الآن أحزاب اللقاء المشترك التي وقعت المبادرة الخليجية مع الرئيس علي عبد الله صالح لكن الذين يؤيدون الأحزاب يقولون بأن هذه الأحزاب ربما بعقلانيتها ربما بقدرتها على قراءة الواقع بشكل أعمق وربما بالنظر إلى حسابات أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية جنبت البلاد سيناريوهات سيئة وبالتالي أخرجت اليمن من عنق الزجاجة بهذه المبادرة هل هناك ربما سوء فهم للشباب، من الشباب للأحزاب؟
وسيم القرشي: لا في البداية حقيقة أولاً حول مواقف اللقاء المشترك بالنسبة للمبادرة ربما تسمع رأي متحدث هنا عرفته أنه سيكون ضيفك، لكن نحن أيضاً كشباب لا أرى أن نتوقف كثيراً حول إذا كانت لقاء أحزاب اللقاء المشترك كانت محقة أو غير محقة ونظل نتحدث كثيراً عن هذا الموضوع لكن الأهم أننا..
عبد الصمد ناصر: ضيفنا أحمد الزرقة قال بأن الشباب في ميادين التغيير هي التي دفعت الرئيس إلى التوقيع وكأنه ربما غمط حقوق هذه أحزاب اللقاء المشترك ومفاوضاتها الماراثونية للظهور أيضاً؟
وسيم القرشي: نعم سأوضح الأمرين أولاً كما قلت لك أولاً كشباب الثورة أولاً أن سأعلق على أمر مصطلح سرقة الثورة، شباب الثورة الذين خرجوا لإسقاط أعتى الأنظمة ليسوا بالسذاجة وليسوا سذجا حتى تسرق ثورتهم، رأينا الشباب المصري ظل 6 أشهر في بيته واليوم يعود إلى الميدان عندما شعر أن ثورته ستسرق وبالتالي هناك شكل جديد هناك عقليات جديدة هناك شباب عربي آخر غير الذي كان يعرفونه في السابق قادر على حماية ثورته وعلى حماية أهدافه ومكاسبه ولهذا نحن بالنسبة في اليمن لا يهمنا كثيراً أن نظل..
عبد الصمد ناصر: نحن من ؟
وسيم القرشي: شباب الثورة أتحدث عن شباب الثورة..
عبد الصمد ناصر: شباب الثورة المتحزب أو غير المتحزب؟
وسيم القرشي: إذا فصلت هنا نحن حقيقة لا نريد أن نفصل اتفقنا منذ البداية أن شباب الثورة المنضمين للأحزاب وشباب الثورة الذين هم مستقلون جميعاً يحملون هدفاً واحداً ونحن في اللجنة التنظيمية وهي أكثر لجنة تتهم أحياناً أنها لديها علاقة باللقاء المشترك صدر بيان بالأمس من اللجنة التنظيمية برفض التوقيع ورفض المبادرة والاستمرار بالثورة وهذه اللجنة هي التي تمثل كافة الأطياف الموجودة بالساحات من بينهم شباب الأحزاب أي أنه لا يوجد هناك خلاف بين شباب الأحزاب والشباب المستقلين حول أهداف الثورة اليمنية وحول المطالب التي نريد تحقيقها الخلاف فقط ما بين الشباب وما بين القيادات التقليدية كما ذكر تم ولهذا أقول حقيقة أنا أؤكد على مسألة أن هناك فارق في الثقافة في العقلية في التفكير أنا حقيقة أتوقع من القوى السياسية التي ظلت عشرات السنوات تعيش تحت كنف شكل من أشكال الأنظمة وتحلم ببعض الحقوق وببعض المكاسب التي تحققها، والحقيقة في اليمن أحزاب اللقاء المشترك بدأت بالنضال منذ 10 سنوات مضت ، وهذا بالأمر سيجل لهم لكن سقف توقعاتهم لا تصل إلى سقف مطامح الشباب، الشباب حينما خرجوا بعقليات جديدة أخذوا ثقافة الحرية ونزلوا إلى الساحات وبالتالي لم تعد ترضيهم الحلول التي ربما ترضي القوى السياسية السابقة هم يرون أن هذه المطالب أو هذه المكاسب التي حققت مقارنة بما كانوا يحلمون به خلال السنوات الماضية أمرا عظيما ولهذا ربما وافقوا، بينما شباب الثورة خرجوا بثقافة جديدة ثقافة سقفهم عالي عالي جداً يجب أن يصلوا إلى أهدافهم كاملةً يجب أن يكون هناك تغيير جذري حقيقي في النظام اليمني وليس فقط إزاحة شخص يجب أن يكون هناك تغيير كامل لشكل النظام ومكوناته لا يمكن أن نقبل أن يكون أشخاص من النظام الذي ساهموا في إيصال اليمن إلى هذه الحالة وشاركوا في قتل اليمنيين أن يكونوا جزءاً من النظام القادم عبد ربه منصور هادي الذي وصلت إليه الآن يجب أن يبرئ نفسه من القتل الذي تم في غياب علي عبد الله صالح كان هناك العشرات من الشهداء وهو متولي منصب الرئيس وبالتالي من أراد أن يكون جزء من مستقبل اليمن عليه أولاً أن يخرج من دائرة الاتهام بحقائق واضحة أنه ليس مشاركا فيما وصلت إليه بلد وليس مشارك في إراقة الدماء اليمنية..
عبد الصمد ناصر: اسمح لي سأبقى في إطار الحديث على اليمن معي على الهاتف من صنعاء محمد القحطاني الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك سيد محمد القحطان يشتكي الشباب في اليمن من وجود فجوة عميقة بينهم وبين الأحزاب الآن نحن أمام حالة، هذه حالة من حالات هذه الفجوة أنهم رفضوا المبادرة التي وقعتموها مع الرئيس وبالتالي أنتم زدتم بهذه الخطوة الفجوة اتساعا بينكم وبين الشباب كيف يمكنكم أن تقنعوا الشباب بمبررات التوقيع وأن تعيدوا ثقة الشباب في أحزاب اللقاء المشترك ؟
محمد القحطان: شكراً جزيلاً أنا أولاً أحب أن أؤكد إذا كان هناك نجاح حققناه أو قدر من النجاح تحقق في توقيع المبادرة الخليجية وآلية الفضل يعود فيه بعد الله للشباب، ونحن لا نرى أن هناك مشكلة أو أن هناك فجوة أو شيء من هذا القبيل المسعى السياسي الذي اتجهنا إليه لم يكن لم ولن يكون بديلاً عن ثورة الشباب، كلما في الأمر أنه بعد جمعة الكرامة اتجهنا للبحث عن مناخ مواتٍ للثورة ثورة الشباب، ونعتقد أن الاتفاق الذي جرى يوفر مناخ أفضل للشباب في ثورتهم وممكن أختصره في جملة قد تكون مختزلة لكنها قد تكون معبرة يعني الآن الشباب إذا ما تم تنفيذ الاتفاق، الشباب سيودون ويستمرون في ثورتهم السلمية في ظل سلطة لا تقتلهم ولذلك الاتفاق يلزم حكومة الوفاق الوطني أن تجري حواراً مع الشباب لهدفين إشراكهم في العملية السياسية ويشاركوا مشاركة فعالة في رسم مستقبل اليمن، أعتقد أن الفترة الانتقالية التي سعى إليها الاتفاق هي فترة تتيح فرصة لكل مكونات المجتمع اليمني وفي المقدمة منهم الشباب أن يعيدوا رسم الخارطة اليمنية .
عبد الصمد ناصر: ولكن هناك إذا كان الشباب أستاذ محمد القحطان إذا كنتم تؤمنون بأن هذا الشباب هو الذي يعود إليه الفضل في نجاحكم كما تقول في توقيع هذه المبادرة هذا الشباب كيف يمكن أن تعيدوا الثقة إليه بكم وبأي خطوات عملية ستثبتون بأن هذا الشباب بجهوده بتضحيته سيكون له الكلمة العليا في رسم مستقبل اليمن ولن تنتهزوا أنتم الفرصة في تحقيق أهداف تخص أجنداتكم فقط ؟
محمد القحطان: إذا انتظر الشباب سواء من أحزاب أو بقايا الحزب الحاكم إذا انتظروا أننا نتمنن ونتحنن عليهم بأن نشركهم فهذا غير صحيح، الشباب في وضع قادر أن ينتزع الأهداف الوطنية التي يلتف حولها الشعب اليمني نحن نعتقد مطالب الشباب كبيرة، حققنا نحن بعض جزئياتها هذا الجزء الذي تحقق هو أيضاً الفضل يعود للشباب وحكومة الوفاق الوطني كما تنص الآلية ستجري حواراً مع الشباب وستكون وفقاً للمبادرة وفقاً لهذه التوجهات الدولية، ووفقاً لحضور الشباب في الشارع ستجد الحكومة نفسها أيضا لابد، ومن أجل مصلحة اليمن أن تتحاور مع الشباب وأن تصغي لهم وأعتقد أننا في النهاية سنسلم الراية من جميع المستويات لهذا الشباب هناك حالتين انتقال للسلطة تتكلم عنها المبادرة وهناك حالة انتقالية بين الأجيال..
عبد الصمد ناصر: أيضاً أعتقد ربما داخل الأحزاب هناك حالة تقتضي أن يتم تجديد إيمائها بالشباب أيضاً في مرحلة أبطالها الأساسيين هم الشباب ويصنعها الشباب؟
محمد القحطان: أنا أعتقد أن هذه الثورات العربية ومنها ثورة اليمن هي أيضاً تؤشر إلى أن المطب أو تجمع روابط الناس في لحظة معينة عند المطب، وهذا المطب يعني هو انتقال بين الأجيال، هذا الانتقال إما أن يتم بسلاسة أو بغير سلاسة، الآن في السلطة وغداً في داخلنا في الأحزاب وداخل المؤسسات فأنا على يقين بأننا سوف أو بأن حكومة الوفاق الوطني إذا ما قدر لهذا الاتفاق أن يمضي إلى النهاية سوف تتحاور مع الشباب ما وقعنا عليه ليس إلغاءً لثورة الشباب ولا بديلاً عنها وإنما هو توفير مناخ أفضل لثورة الشباب..
عبد الصمد ناصر: ولكن هذا الكلام أستاذ محمد قحطان هذا الكلام يعني يذكرني كثيراً عفواً، عفواً سيد محمد قحطان هذا الكلام يذكرني كثيراً ببعض التصريحات التي تلت نجاح الثورة المصرية في مرحلتها الأولى من بعض أقطابها السياسية في مصر وبأن الكلمة ستكون للشباب وبأنهم هم صانعو المستقبل وغير ذلك ثم سرعان ما التف هؤلاء كما يقول الشباب قبل قليل حول مطالبهم وقطفوا ثمار جهودهم يعني أنتم الآن ربما الأولوية بالنسبة لكم أن تعيدوا هيكلة الأحزاب ليكون البناء على أسس متينة وتتفادوا السيناريو المصري.
محمد القحطان: ملاحظة مهمة ودقيقة شباب اليمن لم يذهب إلى البيوت لم ينسحب من الميادين وأعتقد أنهم حسب من قالوا حسب تصريحاتهم أنهم لن ينسحبوا بمعنى آخر انه لا أحد يستطيع أن يعطي وعدا وبعد ذلك ينكث الشباب سيستمر وستأتي الحكومة، حكومة الوفاق الوطني تفاوضهم لديهم قائمة أهداف أعتقد أنهم لن يعودوا إلى بيوتهم أنا على يقين وأنا ألاحظ أولادي وأقاربي وشباب أعرفهم لن يعودوا إلى منازلهم إلا بعد تحقيق الأهداف وهذا هو ما يختلف ما اختلف به شباب اليمن عن شباب مصر..
عبد الصمد ناصر : شكرا لك محمد القحطان الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك كنت معنا من صنعاء ونقاشنا ما زال متواصلا سيكون معنا بعد قليل في الجزء الثاني من حلقتنا محمود الغزلان وهو المتحدث الرسمي باسم أحزاب عفوا باسم جماعة الإخوان المسلمين من مصر ابقوا معنا بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
عبد الصمد ناصر: أهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد في حلقتنا التي تتناول أسباب ومخاطر اتساع الفجوة بين تيار الشباب والقوى السياسية التقليدية في دول الربيع العربي معنا الآن من القاهرة محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين في مصر سيد محمود غزلان هل تعتبرون أنتم كما سمعنا قبل قليل من خالد تليمة فعلا ما يجري هو ثورة ليس على النخبة الحاكمة وإنما عليكم انتم الأحزاب خاصة الإخوان المسلمين من الشباب الإخوان؟
محمود غزلان: بسم الله الرحمن الرحيم لو بحثت عن ثقة راسخة بين قيادات وقواعد أي حزب أو أي جماعة فلن تجد مثل هذه الثقة راسخة ومتجذرة بين قيادات الإخوان المسلمين وبين شبابها..
عبد الصمد ناصر: ولكن الشباب كما سمعنا قبل قليل ضيفنا خالد تليمة يتهمكم بالانتهازية وبسرقة الثورة..
محمود غزلان: والله يعني هذه اتهامات يسوقها الخصوم السياسيون لا دليل عليها بل الأدلة على عكسها متكاثرة، فإما الثورة فنحن الذين شاركنا فيها من أول يوم وحميناها في موقعة الجمل وفي غيرها، هذه الثورة هي ابنتنا ونحن لم نسع قط لا لسرقتها ولا للقفز عليها وأما بالنسبة للانتهازية هذه المزعومة فلو كنا انتهازيين فالمجلس العسكري أوشك على أنه يضع في مواد حاكمة للدستور يخول نفسه فيها صلاحيات تجعله دولة فوق الدولة وفوق الدستور وفوق الشعب وفوق القانون وفوق البرلمان فلو كنا انتهازيين لفوتنا له هذا الأمر مقابل أي مصالح، ولكننا وقفنا وقفة صلبة وقلنا أن هذه الأمور لن تمر ونزلنا يوم الجمعة الماضي في المليونية اضطر الجميع إلى أن يسحبوا هذه الوثيقة الأمر الثاني لو كنا انتهازيين كنا نزلنا في الميدان في غمرة الأحداث الكثيرة هذه بغية انه نحنا نكسب الشعبية ولا نكسب الشعبية ولكننا آثرنا مصلحة الوطن على شعبيتنا الخاصة..
عبد الصمد ناصر : لكن لماذا أستاذ محمود غزلان لماذا تمرد الشباب على أوامر قيادة الإخوان المسلمين بعدم النزول إلى ميدان التحرير في جمعة المليونية؟
محمود غزلان: أنا حأقول لحضرتك أولا ابتداء التعميم هذا خاطئ فليس الشباب كله وإنما يعني قلة قليلة هذه واحدة الأمر الثاني انه ليس هنالك خلاف لا خلاف فكري ولا خلاف موضعي بيننا وبينهم ولكن هذه الأحداث الأخيرة مبعثها الجرائم التي ارتكبتها الشرطة والشرطة العسكرية في حق الشعب والمناظر المريعة والمروعة التي رأيناها على شاشات التلفزيون من القتل والسحل والضرب إلى آخر هذه الأمور إذن الحالة النفسية والغضبية للشباب وهم في طبيعته كما تعلم شباب مثالي شباب حيوي لآخره استفزته إلى أبعد مدى فنزل القليل منهم إلى الميدان على خلاف..
عبد الصمد ناصر: لكن، سيد محمود غزلان، سيد محمود غزلان..
محمود غزلان: نعم.
عبد الصمد ناصر: الذين يتهمونكم اعذرني الذين يتهمونكم بالانتهازية ويقولون بأنكم كنتم أو تريدون أن تجري هذه الانتخابات ولن تشاركوا باقي القوى لأنكم تطمعون في الحصول على عدد كبير من مقاعد الحكومة القادمة حتى أن البعض سرب بأنكم حددتم لائحة الأسماء والشخصيات التي ستتولى هذه الحقيبة أو تلك وبعثتم بهم ربما في دورات تدريبية أو للتأطير الإداري تحضيرا لتمكينهم من حقائب وزارية؟
محمود غزلان: كل هذه المزاعم إنما هي أكاذيب من خصوم السياسيين، ولعل حضرتك بتذكر أنه كلما اقتربت مواعيد الانتخابات كلما اهتزت أعصاب الكثيرين وافتروا علينا وهذا الأمر ليس ابن اليوم ولكنه ابن 2005 و 2010 ولو تذكر حضرتك برنامج حالة حوار والافتراءات التي تمت فيه أولا نحن نتكلم عن انتخابات ليس لأننا سنكسب فيها، هذه الانتخابات نحن نقبل نتائجها ولكن لأنها هي العملية الديمقراطية التي تضمن للشعب أن يستعيد سيادته وحريته وكرامته، هذه الانتخابات إنما هي الطريق لإنشاء السلطة التشريعية التي تستطيع تسلم السلطة التشريعية من المجلس العسكري ويعقبها انتخابات الرئاسة التي تستطيع أن تتسلم السلطة التنفيذية من المجلس العسكري ومن ثم نكون قد نقلنا السلطة من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية منتخبة مدينة للشعب ولائها للشعب تستمد شرعيتها من الشعب وبالتالي نكون قد عبرنا بالبلاد من الفترة الانتقالية المضطربة هذه إلى فترة استقرار وإلى حكومة تستمد شرعيتها من الشعب ويرضى عنها الشعب إذن فالمسألة ليست بالنسبة لنا مقاعد برلمان أو ما غيره ولكنها أهداف الثورة ثورة قامت من اجل الحرية ومن أجل الديمقراطية ومن اجل استعادة الشرعية للشعب والسيادة للشعب وان يكون هو مصدر السلطات هذا كله لن يتحقق إلا بالبدء في مسيرة الديمقراطية حتى نصل إلى مداها وحتى تصل البلاد إلى حالة الاستقرار..
عبد الصمد ناصر: دكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين من القاهرة شكرا جزيلا لك نعود إلى الدكتور نبيل عبد الفتاح في القاهرة سمعت ما قاله ضيفنا هنا ولكن الشباب ما زالوا على موقفهم يتهمون الأحزاب بأنهم ربما استغلوا ما بعد الثورة لتحقيق مكاسب على حساب نضالهم لكن هذا الشباب يعني في فترة من الفترات بعد الثورة ساد اعتقاد وكأنه تراجع وكأنه اختفى الآن يعود مرة أخرى دكتور نبيل عبد الفتاح هل أفلت بعودته خطأ مقولة انكفاء تيار الشباب بعد نجاح الثورة؟
نبيل عبد الفتاح: أولا أود أن أقول بأن بعض ما قاله الأستاذ غزلان لم يكن دقيقا تماما فلم تشارك جماعة الإخوان المسلمين منذ البداية إنما شاركت في أعقاب انكسار الآلة الأمنية وتصريحات واضحة وموثقة لأطراف بارزة داخل جماعة الإخوان المسلمين وهذا إعادة إنتاج لنمط من المناورات السياسية التي استخدمته أيضا بعض الشروخ التي بدأت ولو كانت جزئية ومحدودة في بنية التركيبة الشبابية للجماعة في قواعدها الأساسية ظهرت بل أن بعض القادة البارزين ذو الهمة ولهم سبق انجاز ومشهود لهم بالوطنية والكفاءة كالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وبعض الزملاء الآخرين تم استبعادهم لأنهم قدموا وجهات نظر معارضة إذن ثمة هيمنة لوجهات نظر محددة مرتبطة بالأجيال الأكبر سنا والتي تسيطر على مكتب الإرشاد والتي تدير أيضا حزب الحرية والعدالة..
الإخوان المسلمون في مصر وصراع الأجيال
عبد الصمد ناصر : طيب هذا عفوا للمقاطعة صراع الأجيال هذا هل يهدد حركة الإخوان ربما يعني مستقبلا لاحقا إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه؟
نبيل عبد الفتاح: على المدى البعيد أي جماعة نعم، نعم، أي جماعة سياسية أيا كانت حتى ولو كانت ذات طبيعة دينية وتحكمها تقاليد تنظيمية صارمة تقوم على الطاعة بل والطاعة العمياء وفق الأدبيات القديمة لجماعة الإخوان المسلمين ومن شابهها ومن ناظرها لكن بعد فترة عندما تكون هناك عمليات ديمقراطية حقيقية وتفاعل في ظل قواعد واضحة وصارمة للعبة السياسية الحاكمة للعمليات السياسية التنافسية في أي بلد من البلدان غالبا ما تعتري هذه التنظيمات التي تتسم بالهيمنة ونمط من التسلطية القيادية غالبا ما تعتريها شروخ وانشقاقات وهذا أمر طبيعي إلا إذا اعتبرنا جماعة الإخوان المسلمين محض ديناصور سياسي وهذا أمر لا اعتقد أنه دقيق أبدا هي جماعة بها انتماءات اجتماعية بها أيديولوجيا لا بد أن يحدث خلالها تفاعلات وخلافات في الرؤى بل والمصالح السياسية بل والتنافس داخل البنية القيادية للجماعة شأنها أي جماعة أخرى وبالتالي أنا اعتقد إذا ما توصلت القوى الجديدة الشابة في مصر ومع جيل السبعينات إلى تأسيس نظام ديمقراطي في إطار دولة دستورية ديمقراطية حديثة في هذه الحالة الإخوان وغير الإخوان سوف تعتريهم تغيرات في الجيولوجيا السلطوية الداخلية والتنظيمية وهذا أمر لا يقتصر فقط على الإخوان المسلمين وإنما سوف يشمل الجميع..
عبد الصمد ناصر: وضحت الفكرة وضحت الفكرة وأريد أن أنقل هذه الفكرة إلى ضيفنا في صنعاء المحلل السياسي أحمد الزرقة أحمد الزرقة هل تعتقد بأن الأحزاب في اليمن الآن أمام واقع يجب أن تواجهه وهو أنها لم تعد أو لن يكون بإمكانها مستقبلا أن تعتمد على ورقة الايدولوجيا وغير ذلك مما شابه لاستمالة الشباب بينما عليها أن تشرك هذا الشباب في صنع قرار تشركه في القيادة وتمكنه أيضا وتضع فيه الثقة؟
أحمد الزرقة: أن تغير سلوكها السياسي الاقصائي وأيضا أن تستقبل أو تستوعب تطلعات الشباب ومطالبهم بمشروعات الثورة أيضا على الأحزاب السياسية أن تتخلى قليلا عن محاولة إحراز النصر الكبير لصالحها على حساب الحامل السياسي الأساسي الذي هو شباب الثورة اليمنية بالإضافة أنه على الشباب الآن حان الوقت المناسب كي لا ينزل الشباب مرة أخرى إلى الشارع أن يبدأوا في تكوين نفسهم كإطار حزبي يعبر عن مطالبهم خاصة أن جزءا كبيرا من أهدافهم قد أنجز واليوم حقق شباب الثورة انجازا كبيرا جدا يتمثل فيه أنه قيام وفد من شباب الثورات بالتوسط بين الحوثيين والجماعة السلفية في دماج وبالتالي الآن الشباب لديهم قدرة كبيرة جدا أصبحوا هم الجسم السياسي الأكبر في اليمن لكنهم بحاجة إلى القليل من التنظيم وعلى الأحزاب أيضا..
عبد الصمد ناصر: بقليل من التنظيم عفوا للمقاطعة أستاذ أحمد الزرقة بقليل من التنظيم في إطار الأحزاب الموجودة أصلا في الساحة أم في إطار أحزاب ربما تمليها المرحلة تقتضي أن تتشكل وفق تصورات وفق الأدوات التي يعمل بها الشباب ووفق أيضا طموحاتهم التي لم تستطع الأحزاب أن تسايرها؟
أحمد الزرقة: أول ما يجب أن نعرف أن الأحزاب السياسية هي أحزاب إيديولوجية وفكرية وربما تجاوز الزمن عصر الإيديولوجية وهنالك الآن إعلان مطالب جديدة تتعلق بمفاهيم حقوق الإنسان والحرية وهي مطالب لا تستطيع بعض الأحزاب الإيديولوجية التجاوب معها بالتالي على الشباب أن يبدأوا فعلا في تجسيد أهداف ثورتهم، وأيضا في البحث عن حامي سياسي خاص بهم يستوعب أفكارهم ويستوعب تطلعاتهم وأيضا يستطيعوا من خلاله الدفاع عن الثورة والدفاع عن مطالبهم المشروعة، أما الاستمرار في ضوء الساحات فقط دون حامل سياسي واضح المعالم فهذا سيجعل الأحزاب السياسية هي من تستفيد من جهودهم في الأخير وربما في اليمن حصل هناك تقارب في الفترة الأخيرة اللقاء المشترك حاول أن يقترب من الشباب لكن ما زال هناك اختلاف وتباين ليس في أهداف الثورة وإنما ربما في بعض آلياتها وفي بعض الأهداف القصيرة، الشباب لديهم حماس ولديهم اندفاع كبير جدا الأحزاب هرمت وهي لا تستطيع أن تواجهها أو تساير هذا الإيقاع المتسارع للشباب بالتالي على الأحزاب إما أن تجدد في نفسها أو أن تترك الشباب أيضا وتساعدهم تدعم الشباب في بناء أحزاب..
اندفاع الشباب وعقلانية الأحزاب
عبد الصمد ناصر: لنترك أيضا الشباب يتحدثون عن أنفسهم أستاذ احمد الزرقة معي في الأستوديو وسيم القرشي، سمعت ما قيل، يعاب أو يعيب البعض على الشباب أن لديهم قوة واندفاع ربما هم في حاجة إلى عقلانية الأحزاب التقليدية التي لديها خبرة في المجال السياسي وأيضا يعاب على الشباب أيضا بأنهم لديهم تصورات لهدم النظام ويفتقدون إلى تصور ورؤى للبناء؟
وسيم القرشي: هذا الأمر غير صحيح بالنسبة للشباب في اليمن أولا أنا لا أريد أن أؤكد أن الشباب الآن تجاوزوا مرحلة أن يكونوا صاعق ينفجر ليتيح للآخرين المرور، الشباب الآن يدفعون كل ما هو أمامهم ليشقوا طريقهم وليس طريق للآخرين لن يظلوا صواعق تنفجر، ما دار خلال هذه الحلقة ربما يعطي انطباعا بأن هؤلاء الشباب وأنا أكررها مرة أخرى أن هؤلاء الشباب من السذاجة بحيث أن ثورتهم ستسرق وأنهم بعد انتهاء الثورة سيستفيد منها أناس آخرون..
عبد الصمد ناصر: هذه إهانة للشباب..
وسيم القرشي: لا، أنا الآن أحاول..
عبد الصمد ناصر: الحلقة لا تدور حول هذا الموضوع، الحلقة تدور حول إمكانية الشباب في صنع المستقبل ونظرة الأحزاب إلى هؤلاء الشباب وعلاقتهم بالأحزاب..
وسيم القرشي: أنا لا أقول أن الحلقة قد دارت حول هذا، قد يعطي انطباعا بهذا الشكل فأنا أقول لا، أن هذا الأمر غير صحيح نحن ندرك وأريد أن أوجه رسالة حقيقة لشباب الثورة الذين يسمعونني الآن في اليمن أو في خارج اليمن نحن نمثل الآن أكثر من 80% من أي كيان سياسي موجود حاليا وبالتالي لدينا القدرة أيضا على التأثير على أي شكل سياسي قائم أو تجاوزه أن اقتضى الأمر ذلك أي أننا نستطيع أن نغير أيضا في قيادات هذه الأحزاب وفي تفكيرهم وفي عقلياتهم إذا لم يستطيع هذه القيادات أن تفهم التغيير الحاصل لدى شباب الثورات، مشكلة الرؤساء الذين سقطوا خلال الربيع العربي أنهم لم يستطيعوا أن يفهموا شعوبهم عرضوا الإصلاح أريد أن احدد هذه النقطة..
عبد الصمد ناصر: دعنا في اليمن..
وسيم القرشي: نعم، في اليمن أنا أتحدث أيضا عن اليمن، أنهم يعرضون الإصلاح في الوقت الذي تريد فيه التغيير الكلي وبالتالي أيضا الأحزاب أيضا في اليمن إذا لم تستوعب أن الشباب، شباب الأحزاب سأتحدث أيضا عن شباب الأحزاب المتواجدين في الساحات منذ عشرة أشهر، إذا لم يستطيعوا، فإن هذه العشرة أشهر خلقت فيهم شكلا آخر وعقلا آخر وظلوا بنفس الطريقة القديمة يفكرون فإنهم سيتم تجاوزهم..
عبد الصمد ناصر: طيب هل بإمكان شباب اليمن الآن الانضمام أو الانضواء تحت لواء حزب أو تشكيل تنظيم جديد بعيدا عن حساسية القبلية التي تتفشى في اليمن، هذا واقع..
وسيم القرشي: إذا اقتضى الأمر ذلك بالتأكيد يستطيعون..
عبد الصمد ناصر: ما الذي يمكن أن يجمعهم ويخلصهم من هذه العقدة القديمة؟
وسيم القرشي: إذا وقفت الأحزاب الحالية عائقا أمام استكمال الأهداف أو شكل الدولة المدنية الحديثة بالتأكيد سيتم تجاوز هذه الأحزاب وسيتم الانتقال إلى مرحلة أخرى أنا أؤكد لك أيضا من استقراء لما يعمله شباب اليمن في التعامل مع المبادرة التي رفضناها كما قلت لك أننا أولا استفدنا أن نوجه رسالة إلى أنصار النظام أن هذه المبادرة أحسن ما استطاعت أن تفعله أن تجعل من علي عبد الله صالح رئيسا اسميا وليس فخريا لأنه لا يمثل فخر اليمن لكن رئيسا اسميا وبالتالي فإنهم يقاتلون على قضية خاسرة وعليهم الآن أن ينضموا إلى باقي أفراد الشعب اليمني هذه من الفوائد التي سنتعامل معها وبالتالي الأمر الآخر وهو نقطة مهمة أيضا إذا ما كان الأستاذ ربما يقاطعني ويسمعني الآن القوى التي وقعت على هذه الاتفاقات ستكون أمام اختبار حقيقي لأننا سنقوم أن شاء الله بعد أن تقوم برفع البلاطجة ورفع أيضا القوات التي تحمي الثورة سنقوم أيضا باعتصامات إلى أمام دار الرئاسة والى أمام مجلس الوزراء كحق سلمي وسنرى..
عبد الصمد ناصر: اختبار النوايا..
وسيم القرشي: اختبار لنواياهم نعم وسنرى إذا سيكونون قادرين على هذا التحمل أم لا..
عبد الصمد ناصر : هناك اختبار أيضا آخر ينتظر الشباب في مصر وهنا اسأل ضيفنا خالد تليمة عضو شباب الثورة في مصر، خالد تليمة ربما السؤال هنا هل سيبقى الشباب في مصر هكذا بعدما أثبتوا أنهم يمكن أن يتحدوا يمكن أن يشكلوا جبهة قوية بعيدة عن أيديولوجيات كما نشاهد الآن في هذه الصورة في ميدان التحرير الكل متكاتف من أجل هدف واحد هل يمكن أن يتجاوز الشباب مرحلة أن يكونوا فقط جماعة ضغط على صانعي القرار إلى عبور المستقبل إلى تنظيم يجمعهم جميعا ويبنون من خلاله مصر جديدة؟
خالد تليمة: لأ إحنا مش بس جماعة ضغط يعني إحنا صحيح قاعدين في الشارع وكمان عايز أصحح معلومة إحنا ما سبناش الشارع بعد 11 فبراير نحن نزلنا في العديد من المليونيات والتظاهرات والمسيرات عقب كل وقعة كانت بتحصل أو كنا نعترض عليها لما كنا بنحس أن الثورة تتجه إلى مسار مختلف وبالتالي إحنا ما كناش قاعدين في البيوت طول الفترة اللي فاتت ده رقم واحد، رقم اثنين إحنا مش حنظل جماعة ضغط إحنا بندلوا بدلونا بما يحدث على الساحة السياسية في مصر باستمرار عن طريق الكتابة أو حتى عن طريق التفاعل الدائم مع وسائل الإعلام ومع شبابنا في كل المحافظات أعتقد أنه إحنا نستطيع بلورة نظام سياسي جديد زي ما قال زميلي في اليمن إذا ما استمرت القوى السياسية التقليدية على نفس النهج بس عايز أقول أنه ما زال ردا على كلام الدكتور غزلان أنا عايز أقول ما زال الخطاب الاستعلائي..
عبد الصمد ناصر : نعم، شكرا..
خالد تليمة: الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين هو هو، عايز أدعو الدكتور غزلان أنا آسف عايز أدعو الدكتور غزلان إلى إذاعة الفيديوهات يوم موقعة الجمل..
عبد الصمد ناصر: انتهى الوقت للأسف، خالد..
خالد تليمة: وأدعوه إلى مشاهدة الصور أرجوك أرجوك لحظة، وأدعوه إلى مشاهدة الصور وأدعوه كمان أنه يقول لي 11 شهيد اللي سقطوا يوم موقعة الجمل كان فيهم كم واحد إخوان، يوم موقعة الجمل..
عبد الصمد ناصر : أرجوك انتهى الوقت خالد، خالد، أرجوك انتهى وقت الحلقة للأسف خالد تليمة عضو ائتلاف شباب الثورة في مصر نشكر أيضا الدكتور نبيل عبد الفتاح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية كان معنا من القاهرة، وأيضا نشكر ضيفنا في الأستوديو وسيم القرشي المتحدث باسم اللجنة التنظيمية لشباب الثورة في اليمن، وكان معنا أيضا من صنعاء المحلل السياسي أحمد الزرقة بهذا تنتهي حلقتنا اليوم شكرا لمتابعتكم وغدا حديث آخر من حديث الثورات العربية إلى اللقاء بحول الله حّياك الله.