كيف حال أطفال غزة؟.. بعد 4 حروب و15 عاما على الحصار
واستعرض البرنامج الآثار السلبية المترتبة على الأطفال الذين ولدوا تحت الحصار وعاشوا يومياته، بعد أن عايشوا 4 حروب جوية وعملية اقتحام عسكرية وهم لم يتجاوزوا سن الـ15 عاما بعد.
واستمع "للقصة بقية" لقصة الطفلة حياة التي تعاني من اضطرابات نفسية جراء الحروب التي أفقدت والدها قدميه، كما استمع لقصص الرجال الذين يعانون من الآثار النفسية الشديدة بسبب الحرب والقصف على القطاع، كما عرج البرنامج على قصة صباح أبو حليمة التي فقدت زوجها و4 من أبنائها أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008.
وأكدت الأخصائية النفسية ألفت المعصوبي أن تقارب أوقات الحروب على قطاع غزة، ترك آثارا خطيرة على الصحة النفسية للبالغين وكارثية للغاية على الأطفال حسب قولها.
معاناة الأطفال
فيما كشفت مديرة الإستراتيجيات بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مها الحسيني أن نحو 91% من أطفال غزة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وهي نسبة مخيفة حسب قولها، وهو ما يعني أن جيلا كاملا يعاني في القطاع المحاصر.
وتروي الطفلة حياة العطار عن الصواريخ التي بترت أقدام والدها، وعن صوت القصف الذي لم يغادر ذاكرتها، وملازمة الخوف لها خصوصا أثناء نومها.
وبعد أن دمر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة لجأت "حياة" إلى إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، للعيش مع أسرتها هناك.
وتحدثت والدة حياة عن الآثار التي تعاني منها الطفلة كالخوف في الظلام، وحالة السرحان في المدرسة، وخوفها المتكرر كل صباح بأن الجميع سيموت وأن الطيران الإسرائيلي سيأتي لقصفهم.
أما الطفل عبد الرحمن نجم الشاهد على مجزرة مقبرة الفالوجا فيروي لحظات فقدانه أصدقاءه أمام عينه بالحرب وهم يتحدثون ويلعبون معا، معتبرا ما حدث حلما.
اضطراب ما بعد الصدمة
وقال استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين سامي عويضة إن اضطراب ما بعد الصدمة يأتي بعد تعرض الشخص لخبرة طارئة وصادمة خارجة عن إطار خبراته الشخصية، وتشكل تهديدا على حياته.
وأضاف أن القطاع المحاصر منذ 15 عاما، قد تحول إلى سجن كبير يحتوي على مليوني شخص نصفهم أطفال، وبعد كل حرب إسرائيلية يموت العديد من الأشخاص ويتأثر من حولهم، كاشفا عن أن كل سكان القطاع يعانون بصور متفاوتة من اضطرابات ما بعد الصدمة أو بعض أعراضها.
بدورها، شرحت الأخصائية النفسية إيمان مطر مراحل الإصابة بالاضطراب النفسي والتي تبدأ بالظهور من بعد شهر على الحدث الذي تعرض له الشخص، لأن الشهر الأول يكون المدى الطبيعي للحزن أو الغضب، وبعد الشهر يعايش الحدث ويشعر بنفس الأعراض التي شعر بها أثناء وقوع الحدث.
وعبرت صباح أبو حليمة إحدى ضحايا الحرب على غزة عام 2008 والتي فقدت فيها 4 من أبنائها وزوجها بأن الحزن لم يفارقها من ذلك الوقت، ولم تستطع نسيان ما حدث لها، وكأن الأمر حدث للتو، وأكدت أنها لا تستطيع النوم لأكثر من 10 دقائق لتخيلها بأن أبناءها حولها يصرخون.
كما وصف ضابط الإسعاف معين أبو العيش معاناته من المشاهد التي يراها أمامه حتى وصل الأمر حد انطوائه عن الناس، فضلا عن شعوره بالخوف والاكتئاب.
من جانبها، تحدثت عبير حرب الشاهدة على مجزرة رفح في العدوان الأخير على قطاع غزة -وقد فقدت خطيبها بالمجزرة- عن تحطمها وتبدد أحلامها بالحياة التي كانت تسعى لتكوينها مع خطيبها، مؤكدة أن غزة لا تتسع لعيش اثنين بحب وأمان.