
نازحو اليمن.. مأساة إنسانية مسكوت عنها
ويتركز أكثر من نصف نازحي اليمن (50-60%) في مأرب، ثم الحديدة التي تأتي في المرتبة الثانية في أعداد النازحين، وتليها تعز وحجة وصنعاء وأبين وعدن وحضرموت والمهرة. وتشير منظمات إنسانية إلى أن أغلبية مخيمات النازحين في اليمن تفتقد لأدنى الخدمات الأساسية، مثل ما يتعلق بالصحة والتعليم والحماية.
وزادت جائحة كورونا من معاناة النازحين في المحافظات اليمنية، وتحدث بعض هؤلاء لحلقة (20/9/2021) من برنامج "للقصة بقية" عن غياب التطعيم في المخيمات وعن غياب الأدوية وأدوات السلامة، وتقول راعية الحرملي -وهي نازحة من مخيم السويداء في مأرب- إن النازحين ليس لديهم المال الكافي للعلاج عند الأطباء، وإن المشرفين على المخيمات يقدّمون لهم الحبوب بشكل عشوائي ودون معاينة المريض.
وتشير رئيسة مؤسسة "دفاع" للحقوق والحريات هدى الصراري، في حديثها لحلقة "للقصة بقية"، إلى غياب التنسيق بين الحكومة اليمنية الشرعية والمنظمات الإنسانية الدولية التي قالت إنها تواجه تحديات وقيودا، بدليل أنها عاجزة عن الوصول إلى 90% من النازحين وإلى مناطق الاشتباكات، كما أن المنظمات الدولية تفتقد للتنسيق مع المنظمات المحلية العاملة في المجال الإنساني.
وتضيف الصراري أن الحكومة الشرعية بعيدة كل البعد عن النازحين في مختلف المحافظات، ووزارة التخطيط لا تملك أي خطط للاستجابة لاحتياجات النازحين، إضافة إلى غياب التنسيق بينها وبين قواعد منظمات المجتمع المدني، مؤكدة أن المخيمات تعاني من مشاكل كثيرة، أثرت بالخصوص على الأطفال الذين حرموا من التعليم.
وتؤكد الأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكلون ما يقرب من 76% من النازحين في اليمن، وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن مليوني طفل في سن الدراسة أصبحوا خارج المدارس في اليمن.
الصحة والتعليم
ومن جهتها، وصفت رئيسة بعثة منظمة الهجرة الدولية في اليمن كريستا روتينستاينر الوضع في اليمن بالصعب، حيث إن 90% من الناس يضطرون للنزوح بسبب النزاع الدائر في البلد، مشيرة إلى أن اليمن كان دولة فقيرة قبل الحرب وتفاقمت الأوضاع فيه بسبب الحرب.
وتطالب المتحدثة بمساعدات أكبر من أجل الوصول إلى الفئات الهشة، خاصة في مأرب التي قالت إنها عرفت موجات كبيرة من النازحين، فهناك 160 ألفا نزحوا منذ بداية 2020. وقالت إن منظمة الهجرة الدولية تعمل على تحقيق الاستجابة الإنسانية للنازحين في اليمن، لكن الحل -بحسب المتحدثة- يتوقف على أطراف النزاع التي يجب أن توقف الحرب.
ومن جهة أخرى، تشير روتينستاينر إلى أن الصحة والتعليم مجالان أساسيان، لكن أطفال المخيمات غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة، مشيرة إلى أن منظمتها تبذل جهودها من أجل تقديم الدعم في هذا الخصوص، لكنها تعتبر نفسها مثل نقطة في محيط كبير، حيث إن الوضع يحتاج لمجهودات أكبر.
يذكر أن ثاني أكبر أزمة غذائية في العالم توجد في اليمن، حيث يحتاج نحو 24 مليونا من مواطنيه إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، وكثير منهم على شفا المجاعة، وفيه 12 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة مما يهدد بفقدان جيل كامل من الأطفال.