للقصة بقية 

نتفليكس وأخواتها.. ما رسائلها وأهدافها؟

منصات مشاهدة لشركات عالمية دخلت بيوت الملايين واستحوذت على اهتمامهم، من أبرزها منصة نتفليكس التي اقتحمت المنطقة العربية بأفلامها ومسلسلاتها التي تلاقي أحيانا الانتقاد، فما الرسائل التي تحلمها؟

وباتت آلاف المسلسلات والأفلام رهن رغبة ملايين المشاهدين دون رقابة حكومية، توفرها منصات للمشاهدة عبر شبكة الإنترنت، اجتاحت الأسواق العالمية خاصة في ظل جائحة كورونا.

وناقشت حلقة (9/8/2021) من برنامج "للقصة بقية" موضوع المنصات الرقمية، وتساءلت مع ضيوفها عن مدى التغيير الذي يمكن أن تحدثه هذه المنصات في تقاليد المشاهد عبر التلفزيون أو السينما، إضافة إلى تأثيرها، والرسائل الثقافية والفكرية التي تحملها.

يرى المدير العام للهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري أن وجود المنصات الرقمية على الإنترنت ليس ظاهرة وإنما تطور، حيث أصبح لدى الناس القدرة على الوصول بسهولة للمحتويات التي يقررون بأنفسهم مشاهدتها وليس المحطة التلفزيونية أو دور العرض السينمائية كما كان في السابق.

ومن جهتها، قالت كابوسين كوزان، وهي صحفية ومؤلفة كتاب "نتفليكس ومثيلاتها"، إن منصات البث عبر الإنترنت تعمل على زعزعة عالم السينما التقليدية وعالم التلفزيون، إضافة إلى أن الوباء والحظر المفروض في أركان العالم ساهما في استفادة منصات بث الفيديو.

وأكدت كوزان أن جميع هذه الشركات شهدت قفزة في أعداد المشتركين.

ويشير تقرير إلى أن عدد المشتركين في منصة "نتفليكس" (Netflix) تجاوز 200 مليون في أكثر من 190 بلدا. مع العلم أن المنصة تتصدر منصات البث عبر الإنترنت باعتبارها الشركة الرائدة في هذا المجال. كما أنها تمتلك مكتبة واسعة من الأفلام التي أنتجت خصيصا لها أو استحوذت عليها.

ويؤكد البكري أن تجربة نتفليكس في العالم العربي كانت ممثلة في الأردن من خلال مسلسل "جن" الذي أثار انتقادات واسعة بسبب ما تضمنه من ألفاظ ومشاهد خادشة للحياء.

 المنصات العربية والمنافسة 

بدروه يؤكد الناقد السينمائي طارق الشناوي أن الوسائط لا تلغي بعضها، وأن الجائحة هي التي دفعت المتلقي إلى البحث عن بدائل أخرى، ويوضح أن المنصات العربية لا يمكنها أن تنافس المنصات العالمية لكنها قادرة على الإنتاج والإبداع، وتحدث عن فيلم "الرسالة" الذي أخرجه الراحل مصطفى العقاد وعن فيلم عمر المختار، وقال إنهما أوصلا الرسالة للمشاهد العربي والأجنبي.

وأعرب عن قناعته بأن العالم العربي بإمكانه أن يقدم وينتج ألأعمال الفنية العظيمة بشرط أن يقدم أفكاره بحرية وبإبداع وبإنفاق أكثر، واعتبر أن منصة نتفليكس تعتبر حافزا للمنصات العربية.

كما قال إن صناعة الترفيه من طرف المنصات الأجنبية سيدفع العالم العربي إلى مزيد من الأعمال الإبداعية، وخلص في حديثه لحلقة "للقصة بقية" إلى أن منصات البث جعلت العرب أكثر إصرارا على تقديم الترفيه بإبداع أكبر.

واستبعد الكاتب الصحفي في مجلة "نيوزويك" (Newsweek) بيتر روف أن تقضي المنصات الحديثة على التقليدية، ولكنه دعا إلى ضرورة أن تتغير السينما، وتحدث عن بدء هذا التغيير في الولايات المتحدة.

وبخصوص مسألة ضبط المنصات، قال بيتر إن الحكومة في الولايات المتحدة لا يمكنها منع المشاهد، لكن المجتمع يمكنه وضع معايير محددة، رغم أنه يصعب تحديد المعايير، وقال "كل أميركي لا بد أن يحدد ما يريد مشاهدته..".