الشيخ جراح.. قصة حي صامد في وجه الاحتلال منذ عقود
ومحاولة الاستيلاء على حي الشيخ جراح ليست مجرد سرقة عقارية، بل جزء من مخطط يمتد إلى بلدة سلوان الملاصقة للأقصى، والهدف تهويد مدينة القدس.
واستعرضت الحلقة كيف طُرح الحي في مفاوضات الفلسطينيين مع الاحتلال بدءا من كامب ديفيد إلى أنابوليس، وصولا لرؤية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
كما حاولت تقصي الأبعاد القانونية والسياسية لأوضاع أهالي الحي والمنتظر من القضاء الإسرائيلي بشأنهم، وبحثت في خياراتهم وإمكانية اللجوء إلى القضاء الدولي لمواجهة تهجيرهم الذي اعتبر قانونيون أنه يرقى إلى جريمة حرب.
ومن الناحية القانونية، قال المتخصص في شؤون القدس خالد الزبارقة إن الجهاز القضائي يمثل الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فإن القضية ليست أمام جهاز محايد من شأنه أن يفضّ الصراع، بل هو جزء من منظومة الاحتلال التي تدير مدينة القدس.
وأشار إلى أن السجل العقاري في مدينة القدس موجود بأيدي الاحتلال الذي ثبت بالدلائل أنه يعبث في هذا السجل ويقوم بتزوير وتغيير الوثائق وأرقام القطع الأرضية.
بدوره، قال أستاذ التاريخ الإسلامي ودراسات بيت المقدس المبعد من القدس عبد الله معروف إن قضية حي الشيخ جراح مسيّسة وغير قانونية، معتبرا أن القضاء الإسرائيلي ليس قضاء مستقلا وهي ليست دولة مؤسسات، بل حتى القانون والمحكمة العليا الإسرائيلية تخضع للحسابات السياسية.
وشدد على أنه يجب التعامل مع هذه القضية باعتبارها سياسية بحتة، معتبرا أن مجرد طرح قضية الشيخ جراح في المفاوضات تعني أن هذا المكان لا يعتبر ملكية يهودية بالكامل.
دور الإعلام
من جهتها، قالت منى الكرد الناشطة والصحفية التي توصف بأنها "أيقونة حي الشيخ جراح"، إن المستعمر الذي سرق منزلها استفزها كلامه، وقامت بتصوير فيديو له يقرّ فيه أنه يستولي على هذا المنزل، وأنه إن لم يسرقه هو فسيسرقه غيره، معتبرة أن الفيديو حرك ضمائر الشارع العربي لأن صاحبة البيت تحارب من أجل منزلها، بينما يعترف السارق بجريمته.
وأوضحت أن حي الشيخ جراح مغلق حاليا بشكل كامل، وهو حصار مفروض بشكل قانوني من أجل تكميم أفواههم، لأن أهالي الحي يصارعون الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يملك من وسائل بسيطة.
أما عن دور السلطة الرابعة في القضية، فقالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن التفاصيل البسيطة في حياة الشعب الفلسطيني تشدها، معتبرة أن المعركة القضائية التي يخوضها أهالي حي الشيخ جراح غير عادلة، ولذلك حرصت على نقل واقع العائلات عن قرب وسرد قصصهم الإنسانية.
وأضافت أن الحرب الأخيرة على غزة جعلتها تشعر بمدى الظلم الذي تشعره هذه العائلات، فهم يخوضون معارك هم مجبورون عليها، وليس لديهم خيار سوى العيش في قلق سرقة بيوتهم وأرضهم.