للقصة بقية 

السينما العربية.. الطموح إلى العالمية بين مفردات الفن وقيود الواقع

باتت آلاف المسلسلات والأفلام رهن رغبة ملايين المشاهدين دون رقابة حكومية، توفرها عبر الإنترنت منصات للمشاهدة والبث اجتاحت الأسواق العالمية للترفيه ناقلة أعمالا مثيرة للجدل.

وناقشت حلقة (2021/5/3) من برنامج "للقصة بقية" تحديات السينما العربية، حيث تسعى منصات عربية لمنافسة نظيراتها العالمية في استقطاب المشاهد العربي، لتكون بذلك العالمية حلم صناع السينما العرب.

من جهتها، قالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية -التي وصل فيلهما "الرجل الذي باع ظهره" إلى القائمة النهائية لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام- إنه لتحقيق انتشار الأفلام العربية يجب مرورها بالمهرجانات الكبرى التي يتم تسليط الضوء عليها عالميا.

وأوضحت أن ما يجعل الفيلم يرشح لهذه المهرجانات هو الحملات الترويجية التي يحظى بها، مشيرة إلى أن عامل الحجر الصحي للمصوتين، وعدم وجود الحفلات الكبرى للترويج للأفلام الغنية التي وراءها ميزانية كبرى أثرا بشكل كبير على اختيار الأفلام هذه المرة، فكانت هناك مساواة بين الأفلام، ولذلك تم اختيار فيلمها رغم عدم الترويج له بشكل كبير.

من جانبه، قال المخرج اللبناني هادي زكاك إن تراكم التجربة السينمائية من جيل لآخر يساهم في تعبيد الطريق لوصول الإنتاجات العربية إلى العالمية، ولكن تبقى الحلقة الأضعف هي نقطة دعم توزيع أفلام عربية في الأسواق العالمية.

واعتبر أن السينما العربية غالبا ما تنتمي إلى النوع الاجتماعي السياسي، ولذلك لا توجد أفلام خيال علمي أو أفلام رومانسية تصل إلى العالمية، فأغلبها محصور في المشاكل العربية، وذلك نابع من الواقع نفسه وكذلك الدعم المقدم للحديث عن هذه المواضيع بذاتها.

عالمية أوروبية أميركية

أما الناقد السينمائي المصري أمير العمري فاعتبر أن مفهوم العالمية يشغل السينمائيين، مشيرا إلى أن مفهوم العالمية يعني أوروبا وأميركا، مع إقصاء الصين والهند وأميركا اللاتينية وأفريقيا، مستدلا على ذلك باهتمام الإعلام العربي فقط بالمهرجانات الأوروبية والأميركية.

وأضاف أن القطب الثقافي الأكبر والأقوى في العالم يأتي من أوروبا وأميركا، والذي يتميز بنظرة مركزية أوروبية ثقافية، ولذلك يتم تقييم الأفلام العربية بمعايير وخصوصيات أجنبية، ولا يتم النظر إلى الهوية العربية والتراث الديني، وعلى هذا الأساس يحاول السينمائي العربي إرضاء هذه النزعة الأوروبية مع محاولة الحفاظ على الهوية العربية.

يذكر أنه كانت هناك 9 أفلام عربية ترشحت هذا العام لجوائز أوسكار، ودخل اثنان منها التصفية النهائية، لكنها لم تتوج بأي جائزة، كما شاركت 6 أفلام عربية أخيرا في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وباتت دول أوروبية تنظم مهرجانات للأفلام العربية.

كما فاز سينمائيون عرب وأفلام بجوائز أوروبية، من ضمنها فيلم "وقائع سنين الجمر" للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1975.