شهادات حية.. "للقصة بقية" يكشف ما فعله الاحتلال في غزة
وبهذا الصدد، رصدت حلقة برنامج "للقصة بقية" (2021/5/24) يوميات القصف والعدوان الإسرائيلي، وآثار الدمار في القطاع المحاصر، الذي لم يسلم منه الشباب ولا الشيب ولا الأطفال، ونقلت جانبا من معاناة تحملها أهالي غزة.
وعن معاناة الشعب الفلسطيني، قال وسيم الكولك -وهو من الناجين من القصف الإسرائيلي بعد استشهاد العديد من أفراد أسرته- إنه فقد 22 شهيدا جلهم من الأطفال وكبار السن، واصفا الحدث بأنه مجزرة وجريمة حرب، حيث تم قصف البيوت بشكل همجي، دون أي إنذار.
وأضاف أن بنك أهداف إسرائيل كان بيوتا سكنية آمنة، معتبرا أن الجريمة التي قام بها الاحتلال من الصعب وصفها، لأنه قام باستهداف أحياء سكنية كاملة وقام بتدميرها.
أما عن تضحية السلطة الرابعة، فقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن هذه التجربة كانت مختلفة من حيث غزارة النيران، واصفا الأوضاع بأنها كانت مرعبة وصادمة.
وأوضح أن ظروف نقل الأحداث كما هي أمر صعب، لأنه من الصعب على الصحفي أن يفصل المشاعر الإنسانية والحياة الشخصية عن مهمته العملية وضمان استمرار التغطية المباشرة، مؤكدا أن أصعب الحالات هي شعورهم بعدم القدرة على ضمان الأمان لأسرهم في سبيل إيصال صوت الحقيقة.
أرقام وإحصاءات
وبشأن الأرقام ونتائج الحرب، قال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان إن عملية إحصاء الأضرار ما زالت مستمرة، حيث تشير الإحصاءات الأولية إلى أنه تم تدمير أكثر من 2200 وحدة سكنية، كما تم تدمير 15 ألف وحدة سكنية بشكل متوسط.
وأضاف أنه تم تدمير ما يزيد على 70 مقرا حكوميا، إضافة إلى عدد من المساجد والمصانع الكبيرة المعلومة لدى الاحتلال، كما تم تدمير الطرقات بشكل ممنهج، مقدرا الأضرار المالية بما يزيد على 400 مليون دولار حتى الآن.
أما من الناحية الطبية، فقال مدير مستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن العدوان الإسرائيلي فاقم الوضع الصحي المتردي في غزة، مشيرا إلى أنه كان يتم تلقي أكثر من مئة جريح في آن واحد وأكثر من 40 شهيد، واصفا أن كثافة النيران تسببت في وصول الأطفال بأشلاء ممزقة وحالات إنسانية صعبة.
وشدد على أن الطاقم الطبي كان مصمما على إنقاذ الجرحى وإعادة الأمل في الحياة، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى توفير البنية التحتية والأدوات الصحية اللازمة، مشيرا إلى أنه يتم العمل بإمكانيات بسيطة رغم المساعدات الإنسانية التي لا تكفي لحالات المرضى.
من جهتها، قال الشاعرة أمل أبو عاصي إن الكلمة رصاصة وقذيفة عندما تكون منطلقة من إيمان عميق بأحقية الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة والاستقرار، ولذلك تحشد الكلمة زخما ثوريا تحولت من خلالها وسائل التواصل الاجتماعي إلى منابر لنقل الحقيقة وكشف الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
يُذكر أن تقارير رسمية تشير إلى استشهاد أكثر من 270 فلسطينيا وإصابة الآلاف بالضفة والقدس وغزة، كما أبيدت أسر بكاملها في غزة، لكن إصرار أهالي القطاع على البقاء وإعادة البناء لم يهتز، وخرج الفلسطيني رافعا علامة النصر.