للقصة بقية 

كوكبنا على حافة الهاوية.. كيف سيكون العالم عام 2050؟

“كوكبنا على حافة الهاوية”.. كان هذا تحذير أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام قادة 40 دولة شاركوا في قمة المناخ الافتراضية التي دعت إليها الولايات المتحدة.

وبهذا الصدد، قال جوزيف ماجكوت الخبير في علوم المناخ وسياساته وتحليل المخاطر -في حديث لبرنامج "للقصة بقية" (2021/4/26)- إن التغير المناخي قد يؤدي إلى مآس حقيقية، ولذلك يجب أن تستعد الدول المتقدمة والنامية لبناء المصدات البحرية.

وأضاف أنه من الضروري التعريف بأهمية خفض غازات التدفئة، مشددا على أنه من الضروري التخفيض من مخاطر الاحتباس الحراري.

كما اعتبر ماجكوت أن أميركا تعيد دورها القيادي في استجابة العالم للتغير المناخي، معتبرا أن الرئيس الأميركي جو بايدن أشار إلى أن أميركا تريد البدء بعملها بشكل سريع تماشيا مع رسائل دول طموحة فيما يخص خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وكان غوتيريش قد أكد على ضرورة تحويل الأرض إلى كوكب أخضر، ودعا إلى بناء ائتلاف عالمي لوقف تام لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض.

كما تعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن -التي أعادت واشنطن إلى اتفاقية باريس للمناخ- بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى النصف بحلول نهاية هذا العقد، وتعهد رؤساء دول وحكومات بالعمل على خفض مستوى الانبعاثات.

أما الصين، التي تُتهم بأنها وأميركا من أكبر ملوثي البيئة، فقد تعهدت بأنها ستعمل على الحد من استخدام الفحم ومراقبة الانبعاثات.

الوعي العربي

أما على الصعيد العربي، فاعتبر نجيب صعب الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية ورئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية"، أن الوعي ينعكس على السياسات الحكومية مؤخرا، فدول عربية كثيرة تبنت برامج لمعالجة مشكلة التغير المناخي، مشيرا إلى أن هناك تقدما كبيرا وإيمانا بأهمية وآثار التغير المناخي على المنطقة العربية.

وأضاف أن العالم العربي مهدد جدا بارتفاع البحار لأن مساحات كبيرة منه تطل على البحر وهي منخفضة، والخطر الثاني هو المياه العذبة وإنتاج الغذاء، موضحا أن ارتفاع البحار يتسبب في امتزاج المياه المالحة مع الجوفية، مما يؤثر على المجال الزراعي.

وأوضح صعب أن أميركا لو خفضت انبعاثاتها الكربونية إلى الصفر، فهذا لن يغير الكثير في المعادلة لكون واشنطن تساهم فقط بـ15% من الانبعاثات، في حين تساهم الصين لوحدها بـ30%، ولذلك اعتبر أنه على دول العالم كله التكاثف لتخفيض الانبعاثات.

يذكر أن الاحتباس الحراري والتغير المناخي يتسببان في تداعيات على الحياة على الأرض، ومن أبرز ذلك ذوبان الجليد في القطبين، وارتفاع منسوب المياه في البحار، وتغيّر أنماط هطول الأمطار، حيث بات الطقس متقلبا للغاية في مناطق كثيرة،  ولا يخفي علماء قلقهم من فيضانات كارثية تدمر التنوع البيئي وتهدد بغرق وزوال جزر عديدة ومناطق شاسعة منخفضة، وبالتالي نزوح مئات الملايين في أنحاء العالم.