
مأساة نازحي سوريا.. قصص كفاح للبقاء على قيد الحياة
وبهذا الصدد، تابع برنامج "للقصة بقية" (2021/2/1) قسوة الظروف في مخيمات النزوح للاجئين السوريين، حيث يواجهون وضعا اقتصاديا صعبا، بالإضافة إلى معاناتهم مع جائحة كورونا، وشتاء قارسا اجتاحت أمطاره وثلوجه مخيماتهم.
وبهذا الخصوص، قال مدير منطقة شمال غرب سوريا في منظمة "إغاثة سوريا" عبد الرزاق عوض إن هذه الكارثة الإنسانية تتكرر كل سنة في سوريا، إذ لا تجد أسر النازحين ما يقيهم من قساوة البرد والأمطار العواصف التي تسببت في تحطيم خيمهم وخسارة مؤونتهم.
واعتبر أن السبب في ذلك هو المخيمات العشوائية التي يسكن بها النازحون، لأنهم لا يجدون مأوى مجهزا خاصا بهم، ولذلك كانوا مضطرين إلى افتراش الأراضي الزراعية التي لم تقيهم من تجمع الأمطار والسيول.
وأضاف أن كل سنة تكون هناك موجة نزوح أكبر من سابقتها، فمع بدء العمليات العسكرية تتجدد موجات النزوح المفاجئة التي تجعل منظمة إغاثة سوريا دائما في حالة طوارئ يصعب السيطرة عليها وتوفير مأوى مجهز لكل الأعداد الكبيرة التي تنزح سنويا.
بدورها، وصفت المديرة التنفيذية لمرصد النزوح الداخلي في العالم ألكساندرا بيلاك الوضع في المخيمات السورية بأنه عصيب، مشيرة إلى أن الوضع في الداخل السوري أصعب، وذلك لأن المنظمات الإنسانية تجد صعوبة في الدخول إلى مناطق النازحين خاصة في ظل وجود موجات متعددة من النزاع، مما يتسبب في إعاقة وصول المساعدات إليهم.
وأضافت أن هناك محاولات دائمة لتوفير الدعم لملايين الأشخاص الذين نزحوا سابقا، ثم الانتقال إلى النازحين الجدد، كما أن هناك مشكلة التمويل المادي، مشيرة إلى أن النداءات الإنسانية لا يتم تمويلها بشكل كامل من قبل المجتمع الدولي.
كما اعتبرت أن هناك حالة إعياء وقيود مالية لا تسمح للمنظمات الإنسانية بالانتقال إلى مرحلة الدعم طويل الأمد، ولذلك فالوضع في سوريا يعتمد على قدرة المجتمع الدولي والمنظمات على الوصول إلى مرحلة استدامة الدعم بشكل يسمح لهؤلاء الأشخاص بالعودة إلى الأوطان وتوفير فرص الشغل.