للقصة بقية 

كاميرات الذكاء الاصطناعي.. كيف تحمي خصوصيتك من الكاميرات المخفية؟

تناولت حلقة (2021/12/6) من برنامج “للقصة بقية” تطور تقنيات الذكاء الصناعي، وعرضت تصويرا سريا وحصريا يوضح كيفية استخدام الكاميرات المخفية لاختراق أدق الخصوصيات في الفنادق والشوارع والأماكن العامة.

وتعتبر الكاميرات المخفية من أكبر التحديات اليوم، حيث تتوفر في العديد من الأسواق بأشكال كثيرة، ومع تطور هذه التقنيات تعمل الشركات المكافحة للتجسس على تطوير الأجهزة التي تقوم بكشفها، لكنها في الوقت ذاته تبذل جهدا كبيرا في توعية الناس بخطر هذه التقنيات وكيفية الحماية منها.

وأكد محقق نظم أمن وحماية معلومات هي تشي وي أن العديد من الناس لا يستطيعون معرفة هذه الكاميرات حتى وإن وضعت أمامهم مباشرة، خصوصا تلك التي تكون بدون ثقب، مشيرا إلى أن العديد من هذه الكاميرات تستخدم شبكات الواي فاي المتوفرة في الأماكن لترسل مقاطع الفيديو والصور وتقوم أيضا بتسجيل الصوت.

وأوضح كيفية حماية الأشخاص لأنفسهم من هذه التقنيات كون العديد من الكاميرات في الفنادق تكون مخبأة في اللوح أو أجهزة التكييف، وعلى من يريد حماية نفسه من هذه الكاميرات عليه أولا إقفال الستائر وإطفاء الأنوار، ومن خلال تطبيقات على الهواتف الذكية يمكن تعقب الكاميرات المخفية.

وفي كوريا الجنوبية باتت الكاميرات المخفية مصدر قلق يهدد حياة وسلامة النساء والمراهقات، لأن العديد من الكاميرات منتشرة في العديد من الأماكن العامة، مما دفع ببعض المراهقات إلى تجنب استخدام الحمامات العامة تجنبا لتصويرهن بكاميرات مخفية بداخلها.

من جهته قال خبير تطبيقات تعقب الكاميرات المخفية سو دون ين إن أكثر الأماكن التي توجد بها الكاميرات المخفية هي تلك المخصصة للنساء، مؤكدا أنه على أي شخص يعلم بوجود كاميرا عليه أن يضع لاصق عليها لينبه الآخرين ويسرع في إبلاغ الشرطة لإنهاء هذه المشكلة.

أهمية التوعية

وعرضت الحلقة تجربة فنان صيني قام بحملة توعية من خلال توزيع منشور يحوي على بياناته السرية في بكين، ويحتوي المنشور على كامل بياناته الشخصية بما في ذلك رقم هويته وعنوانه وانتمائه السياسي، وكيفية الوصول إلى حسابه المصرفي، وكافات حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.

كما استمع البرنامج إلى آراء العديد من الأشخاص حول الخصوصية وكيفية حمايتها، ويؤكد خبير التعقب في نشاطات الإنترنت المظلم هو أو سون نين أن بلاده الصين تعتبر من الدول الأكثر نشاطا في تكنولوجيا التعرف على الوجوه، وتتعامل الشركات هنا مع كم كبير من بيانات الوجوه، وهو ما لا يتوفر في بلدان أخرى.

وتشكل تقنية التعرف على الوجوه السلعة الأكثر طلبا على السوق السوداء لسهولة بيعها وتداولها، وبحسب خبراء فإن تقنية التعرف على الوجوه تحتوي على عيوب جوهرية قد تؤدي إلى سوء استغلال من قبل أشخاص غير شرعيين، ومن خلال بيانات هذه التقنيات يمكن إنتاج مقاطع فيديو عبر تجميع العديد من الصور لنفس الشخص.

ومع تطور قطاع التكنولوجيا وانعكاساته على المعاملات اليومية، ازداد خطر انتهاكات الخصوصية نظرا لقيام شركات تكنولوجيا بجمع البيانات الحيوية للمستخدمين، وفي الصين التي تعتبر واحدة من أسرع البلدان تطورا في قطاع الإنترنت، تم سن قانون في العام 2016 ينظم سلوك الشركات على الإنترنت.

وخلال سنوات حقق عمالقة التجارة الإلكترونية طفرات استثنائية في التقدم التكنولوجي ساهمت في تدفق المعلومات ومشاركتها على أوسع نطاق، بدءا من مشاركة الاسم الشخصي للتسجيل في أي موقع وصولا إلى تقنية التعرف على الوجوه التي تصل إلى حد المراقبة.

إلغاء تقنية التعرف على الوجوه

وحول قرار شركة ميتا (فيسبوك سابقا) إلغاء تقنية التعرف على الوجوه، اعتبر مهندس أمن المعلومات في شركة ميتا أحمد كريم أن قرار الشركة صائب وفي الاتجاه الصحيح، لأن هذه التقنية لا تخضع لأي قوانين في العديد من الدول، الأمر الذي سمح لكثير من المختصين باستخدامها دون علم الشركة أو الحكومات.

وأضاف أن على المستخدمين متابعة كل جديد في مجال تقنية التعرف على الوجوه وليس تجنب التعامل معها، مؤكدا أن هذه التقنية لها محاسن في حال استخدمت بصورة صحيحة.

بدوره يرى المدير التنفيذي لمركز القانون الديمقراطي توبي ميندل أن قرار شركة ميتا جاء بعد خسارة الشركة للعديد من القضايا القانونية، داعيا إلى سن قوانين أكثر مرونة في مجال الخصوصية من أجل كبح جماح هذه الشركات، وعمل الدول على رفع مستوى التوعية بشأن الخصوصية.

وأضاف أنه قام بتوعية أطفاله بالقول لهم "إن أردتم ألا تشاهدوا أنفسكم بعد 20 عاما دون أذنكم، لا تقوموا برفع شيء لا تحبونه على الإنترنت"، مشيرا إلى أن الكثير من الأنظمة تستخدم الرقابة الجماعية لمعرفة التوجهات السياسية في البلاد.