
سر صفقة الغواصات الأسترالية.. هل تدشن مواجهة أميركية مع الصين؟ وما موقف فرنسا؟
وتابعت حلقة (2021/11/8) من برنامج "للقصة بقية" أسرار صفقة الغواصات الجديدة التي أبرمتها أستراليا مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن تحالف جديد أُطلق عليه "أوكوس" وأُنشئ في سبتمبر/أيلول الماضي، بالتزامن مع إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا؛ الأمر الذي أدى إلى توتر في العلاقات بين باريس من جهة، وواشنطن ولندن وكانبيرا من جهة أخرى.
وعبّرت الصين عن قلقها من هذا التحالف، وعدّته تهديدا لها ومحاولة لتوتر الأجواء في بحر جنوب الصين. كما أثار الاتفاق حفيظة فرنسا، ورأته طعنة لها من حلفائها المقربين.
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية برتراند بادي أن الغضب الفرنسي لا يعود لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، بل إنها رأت في اتفاق "أوكوس" وإلغاء صفقة الغواصات إخراجا لها من اللعبة، والأخطر هو فقدان الثقة؛ حيث كانت فرنسا ترى في الدول الموقعة على الاتفاقية حلفاء لها.
وينتشر في محيطات العالم عدد كبير من الغواصات، ويعد الأسطول الصيني الأضخم عالميا، ويليه الأسطول الأميركي، وتمتلك 6 دول غواصات نووية، وستكون أستراليا رقم 7 في حال تم منحها هذا النوع من الغواصات، في حين تمتلك 36 دولة غواصات تقليدية.
وتمتلك أميركا غواصة "فيرجينا" النووية، وهي المفضلة لدى القوات البحرية الأميركية لأنها أسرع مرتين من الغواصات التقليدية، وهو أمر مهم في حالات الانسحاب والتنقل. وتبلغ تكلفة إنتاج هذا الطراز نحو 3 مليارات دولار، وأهم أن ما يميزها هو أنابيب إطلاق الصواريخ العمودية التي بإمكانها إطلاق صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى وبدفعة واحدة.
كما أنها مزودة بأنابيب طوربيدات وألغام بحرية يتم إطلاقها عبر فتحات من الجانب، ومجهزة بقاعة عمليات بأحدث التقنيات العسكرية، كما أن لها أجهزة "سونار" كبيرة ومتقدمة يمكنها سماع أي شيء وبمسافات بعيدة.
وتتميز الغواصات النووية عن التقليدية بأنها لا تحتاج إلى التزود بالوقود نهائيا، حيث إن وقودها النووي يعمل طيلة فترة عملها، بعكس الغواصات التقليدية التي تحتاج إلى التزود بالوقود والهواء من فترة إلى أخرى، لكن الغواصات التقليدية تستطيع الصمت بشكل تام في حال أوقفت المحركات، وهو الأمر الذي لا يتوفر في الغواصات النووية بسبب العمل المستمر للمفاعل النووي فيها، وهو أمر بالغ الأهمية في إخفاء تحركاتها عن الأعداء.
هل تنضم فرنسا للتحالف؟
وتعليقا على ردة فعل فرنسا بسبب اتفاق "أوكوس"، قال النائب عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" الحاكم بفرنسا برونو بونال إن ما قامت به باريس أمر طبيعي ومبرر، لأن أستراليا خرقت ما تم الاتفاق عليه ولم تفِ بجانبها من الصفقة.
وأضاف أن على الدول الموقعة على اتفاق "أوكوس" ضم فرنسا إليه ليصبح اتفاق "فوكوس"، لأن فرنسا لديها مصالح ومواطنون في المحيط الهادي ولن تغادر هذه المنطقة، مشيرا إلى أن الموقف الأسترالي تغير بشكل سريع رغم المفاوضات الطويلة بشأن الصفقة بين البلدين.
في المقابل؛ قال وليام كيغن نائب رئيس برنامج "المستقبل للغواصات الأسترالية" إن غياب التفاهم حول الدوافع الأساسية بين فرنسا وأستراليا أدى إلى هذه المشكلة، والأهم هو حصول أستراليا على غواصات تناسب المهام التي تريد القيام بها، وهو الأمر الذي لم يكن متوفرا في الصفقة الفرنسية.
وأضاف أن أستراليا تريد مواجهة الخطر الصيني المتفاقم في المحيطات، ومن الخطأ الاعتقاد أن واشنطن وراء فشل الصفقة بين فرنسا وأستراليا، لأن الأخيرة رغبت في إنهاء العقد ودفعت الكلفة المتعلقة بذلك، بسبب عدم رضاها عن التقدم الذي أُحرز في الصفقة.
وتابع أن الهدف الرئيسي من تحالف "أوكوس" هو إيقاف التمدد الصيني في المحيطات، بسبب قيامها بأعمال عدائية ضد أستراليا، بعد تفاقم الوضع في العلاقات الصينية الأسترالية بعد إدانة الأخيرة قمع بكين لأقلية الإيغور المسلمة.