مخططات تهويد متسارعة.. ما الذي يجري تحت أرض سلوان حامية الأقصى؟
وكشف تصوير حصري لحلقة (2021/11/15) من برنامج "للقصة بقية" عن مخططات إسرائيلية غير معلنة تحت غطاء التنقيب عن الآثار، إذ تتحرك جمعيات استيطانية، تثار حولها علامات استفهام عديدة، لتنفذ عمليات قضم لأساسات بيوت المقدسيين، وحفر لأنفاق، وبناء لأساسات بيوت استيطانية مستقبلية تحل محل بيوت الفلسطينيين الآيلة للسقوط بعد نهش بنيتها التحتية.
وعن سياسة الاستيطان، قال فايز خلفاوي -وهو أحد سكان بناية سكنية أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر بهدمها بدعوى عدم حصولها على ترخيص- إن سلطات الاحتلال تسعى إلى طرد كل المقدسيين من منازلهم، مشددا على أن الأهالي قدموا وثائق قانونية تفند عدم قانونية مساكنهم.
وشدد في الآن ذاته على صمود الأهالي وعدم مغادرتهم منازلهم، رغم كل التضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال لفرض خيار التهجير عليهم، وذلك من خلال مطالبتهم بمبالغ تعجيزية لطردهم من بيوتهم.
بدوره، رأى عضو لجنة الدفاع عن سلوان والباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب أن سلطات الاحتلال تتبع سياسة تفريغ القدس من سكانها وتهجيرهم بغية زيادة عدد المستوطنين، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى إلى إحاطة المسجد الأقصى بمزيد من المستوطنين للتمكن من تغيير الهوية والتركيبة السكانية للمنطقة.
كما أشار إلى أن سلطات الاحتلال تسخر كل إمكانياتها لتغيير هوية المدينة المقدسة، وذلك من خلال طمس التاريخ واعتماد أساطير مزورة لإثبات وجود حضارة مزورة لهم، موضحا أن إسرائيل صرفت خلال سنة 2020 ما يقارب 3.5 مليارات شكل لتهويد القدس وتغييرها، في مقابل تصريحات فلسطينية وعربية لا تغير من الواقع شيئا.
المواجهة
أما عن إستراتيجية المواجهة، فقال مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بالقدس خليل التفكجي إن ما يجب القيام به لمواجهة سياسة الاستيطان هو أن يكون هناك اتحاد بين المؤسسات الفلسطينية الموجودة داخل القدس وخارجها، مشيرا إلى أن القدس تحتاج إلى عمليات إسكان وترميم باعتبارها رمزا للأماكن المقدسة في الأديان السماوية.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية مقصرة في دعمها للقدس، مشددا على أنه يجب أن تكون هناك عناية بالإنسان الفلسطيني، ومواجهة سيطرة إسرائيل على أكثر من 80% من التعليم الفلسطيني لخلق جيل منسلخ عن وطنه، فضلا عن ضرورة وجود دعم عربي إسلامي للتمكن من وضع إستراتيجية لمواجهة سياسة الاستيطان.
يذكر أن المشاريع الاستيطانية في القدس تسابق الزمن، فبالقرب من أراضي عائلة أمل سمرين، التي تبعد أمتارا عن سور الأقصى المبارك، شرعت أخيرا منظمة "إلعاد" الاستيطانية في بناء منشأة حديدية مطلّة على المصلى القبلي، وكان القضاء الإسرائيلي قد أجل قضية طرد إحدى عائلات حي بطن الهوى في سلوان.
كما أورد البرنامج أن أكثر من 7500 من أهالي سلوان يواجهون تهديدا بالتهجير عبر إجراءات لهدم منازلهم بدعوى البناء دون ترخيص أو لطردهم لصالح مستوطنين، كما يواجه أهالي حي الشيخ جراح (28 عائلة) في القدس الشرقية تهديدا بالطرد من منازلهم.
وقد رفضت العائلات تسوية قضائية تحوّلهم إلى "مستأجرين" لمدة 15 عاما عند جمعية استيطانية تدعي ملكية أراضي بيوتهم.
وخلال الشهر الماضي نفذ الاحتلال في أحياء القدس 45 حالة هدم لبيوت أو منشآت بدعوى البناء دون ترخيص، وفي المجمل فإن الجرافات الإسرائيلية هدمت أكثر من 7400 مسكن في القدس الشرقية منذ عام 1967 وحتى سبتمبر/أيلول الماضي، كما هجرت سلطات الاحتلال أكثر من 47 ألف مقدسي خلال الفترة نفسها.