التعليم في مناطق النزاعات.. جانب آخر مظلم للحروب
حياة من اليمن، ومحمد من ميانمار، وهالة من سوريا، وعبد الرحمن من الصومال.. أطفال تجمعهم معاناة واحدة وهي الحرمان من التعليم، حيث دمرت الحروب والنزاعات مدارسهم وبيوتهم وجعلتهم ينزحون إلى ملاجئ ومخيمات تفتقد لأدنى مقومات العيش.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 75 مليون طفل يحتاجون دعما تعليميا عاجلا في 35 دولة تعاني نزاعات، وأن الأطفال يتعرضون للعنف والاستغلال لمجرد ذهابهم إلى المدرسة.
كما تفيد تقارير بأن تلاميذ جندوا من داخل مدارس مباشرة في 17 دولة خلال السنوات الخمس الماضية، وأن أكثر من 25 طالبا ومعلما أصيبوا أو قتلوا في هجمات على مرافق تعليمية منذ عام 2015.
وقد سلطت حلقة (04/10/2021) من برنامج "للقصة بقية" الضوء على الواقع المأساوي الذي يواجه الأطفال في مناطق النزاعات، حيث يحرمون من التعليم ويتعرضون للعنف والاستغلال وحتى التجنيد في القتال لمجرد أنهم يذهبون إلى المدرسة، التي تستخدم في بعض المناطق لأغراض عسكرية.
ودعت مليحة مالك، وهي المديرة التنفيذية لبرنامج حماية التعليم في أوقات النزاع وانعدام الأمن التابع لمؤسسة "التعليم فوق الجميع" في قطر، إلى ضرورة التفكير في نظم تعليم وطرق مبتكرة للوصول إلى تعليم مواز للأطفال في مناطق النزاعات، وقالت إنه ليس بالإمكان الانتظار حتى نهاية النزاعات للاهتمام بالتعليم.
وأشادت مالك بمبادرة "إعلان المدارس الآمنة" الذي تقدمت بها دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، لكنها شددت على أن المسألة لا تتعلق بالقوانين وإنما بالإنفاذ وبالتطبيق وبالإرادة السياسية، مشيرة إلى تحديد الأمم المتحدة التاسع من سبتمبر/أيلول من كل عام يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات بمبادرة من قطر.
وتحدثت عن عملها تحت رعاية الشيخة موزا بنت ناصر من أجل مساعدة الأطفال في مجال التعليم والإنجازات التي حققوها من خلال مشاريع وبرامج، مشيرة إلى أنهم ملتزمون بتقديم تعليم ذي جودة عالية للأطفال المحرومين من الحق في التعليم في مناطق النزاعات والحروب.
ضحايا هجمات متعمدة
وبشأن إمكانية محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق الأطفال والمؤسسات التعليمية، رأت مالك في حديثها لحلقة "للقصة بقية" أن الأطفال هم ضحايا هجمات وحروب متعمدة على التعليم، وأن الحكومة العالمية فشلت في حماية الأطفال، وأعطت مثالا على السلطات في ميانمار، حيث بدلا من توفير الحماية لهم تسيء معاملتهم بسبب إثنيتهم ودينهم.
ووفق ماركو باسكواليني، خبير التعليم في منظمة اليونسكو متخصص في مجال محاربة التطرف العنيف عبر التعليم المنظمة، فإن اليونيسكو تعتبر التعليم حق أساسي ومن المهم أن يحظى به الجميع في مختلف المناطق، وأشاد بدوره بمبادرة "إعلان المدارس الآمنة" لكونها ضمانا للحق في التعليم، مع العلم أن 104 دول وقعت عليه.
وبخصوص التحديات المتعلقة بحماية حقوق الطفل في ظروف النزاعات والبيئة غير الآمنة، أوضح باسكواليني أن التحديات متنوعة وتتعلق بالتمويل وبالأوضاع المحلية التي تتخطى القطاع التعليمي، وهي مرتبطة ببعضها البعض، مشيرا إلى إمكانية الاعتماد على الشراكات النشطة ومنظمات المجتمع المدني.