للقصة بقية 

متى تعود لهما الحياة؟ السياحة والطيران أكثر القطاعات تضررا من كورونا

تأثرت الوجهات السياحية حول العالم بجائحة كورونا، حيث ألغيت ملايين حجوزات الطيران والرحلات، وتعطلت المرافق السياحية في بلدان العالم، ووصل الحد ببعضها إلى الإغلاق النهائي.

حلقة (2020/8/31) من برنامج "للقصة بقية"، تابعت تأثر قطاعي السياحة والطيران بجائحة كورونا، حيث انخفضت صناعة السياحة والضيافة حول العالم إلى أدنى مستوياتها، وهو ما سبب انتكاسة في معظم دول العالم.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة السياحة العالمية في مايو/أيار 2020، فإن من المتوقع أن تصل خسائر قطاع السياحة العالمي إلى 1.2 تريليون دولار، وأن ينخفض عدد السياح الدوليين ليصل إلى ما بين 850 مليونا و1.1 مليار سائح، ويهدد شبح البطالة نحو 120 مليون عامل في القطاع.

كما تعرض قطاع الطيران بسبب الإغلاق وتوقف السياحة إلى ضربة قاسية، حيث وصلت خسائر شركات الطيران حتى نهاية يوليو/تموز الماضي إلى نحو 84 مليار دولار، مع إلغاء نحو 7.5 ملايين رحلة، وستؤدي -في حال استمرار الإغلاق- إلى خسارة 25 مليون وظيفة، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي "آياتا".

وتحدث صاحب محل الحرفيات الأردني محمد الحوامدي عن الصدمة التي عاشها بسبب الإغلاق التام والمفاجئ جراء انتشار فيروس كورونا في البلد، بعد أن صرف كل مدخراته استعدادا لموسم السياحة الجديد، خصوصا أنه يعتمد على توفير قوت يومه بالبيع اليومي لعدم امتلاكه مصدر دخل ثابتا.

وفي تركيا تسببت الجائحة في فقدان الدخل بالعملة الصعبة التي كان يجلبها السياح. فبحسب الإحصاءات، حققت تركيا أكثر من 34 مليار دولار من القطاع السياحي خلال صيف عام 2019، ويرى مراقبون أن من الصعب تعويض مثل هذا المبلغ في ظل استمرار القيود المفروضة بسبب كورونا.

وتذكر المرشدة السياحية التركية إلكنور تركاز أنها كانت تعمل في أشهر الصيف 26 يوما في الشهر، ولكن بعد جائحة كورونا لم تعد تعمل بسبب إغلاق المكتب السياحي التي تعمل فيه، وبقائها في المنزل خوفا من الفيروس، ولم تخف تفكيرها بتغيير عملها الحالي أسوة ببعض زملائها.

كما يتحدث عاصم باكير -مالك إحدى شركات السياحة في إسطنبول- عن أن عملهم في السابق كان يعتمد على المجموعات السياحية والجولات المشتركة، لكن هذا لم يعد ممكنا في ظل الجائحة، كما أن التكلفة السياحية الفردية تكون مرتفعة ولا يقوى عليها الجميع ولا تحتاج إلى مكاتب لتنظيمها.

وفي فرنسا، أعلنت هيئة الإحصاء الرسمية أن اقتصاد البلاد يعمل بثلثي طاقته فقط بسبب جائحة كورونا. واعتُبر قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررا، حيث كان يساهم بنحو 10% من الناتج الإجمالي للبلاد، لكنه اليوم يشكل 1.8% من الناتج الإجمالي بسبب تأثيرات كورونا.

ويؤكد آرنو سييه -وهو صاحب مركب سياحي- على اضطراره إلى إلغاء كل الحجوز المتعلقة بالمناسبات في مركبه، بعد قرار السلطات منع أي شكل منها. وهو الأمر الذي تسبب بخسارة فادحة له وصلت 100% من حجم الأعمال بحسب قوله، وتابع أن العمل وبعد الافتتاح لم يتجاوز 50% من المعتاد.

أما في تونس، فيشكل القطاع السياحي واحدا من أهم روافد الناتج المحلي للبلاد، ويساهم في 7% من الناتج الإجمالي فيها. وبسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وصل التراجع في القطاع السياحي بتونس إلى نحو 51%.

ويتحدث صاحب محل الحرفيات بالعاصمة تونس علي كعباشي عن توقف العمل بشكل تام بسبب جائحة كورونا، معتبرا أن الإغلاق تحطيم كامل وقاسٍ، وذكر أنه مع رفع الإغلاق لم يأت سياح كما السابق.

وتحدث رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار السياحية جابر بن عطوش، عن إجمالي الدخل من قطاع السياحة والذي يبلغ 9 مليارات دينار تونسي، مؤكدا أن ذروة العمل في هذا القطاع تكون خلال الأشهر الممتدة من يونيو/حزيران حتى أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، لكن هذا العام لم يشهد أي أنشطة.