للقصة بقية 

سوريون يتحدون اللجوء.. تعرف على قصصهم

تابعت حلقة (2020/8/10) من برنامج “للقصة بقية” حياة السوريين الذين خرجوا من بلادهم بسبب الحرب وهاجروا إلى كل دول العالم بحثا عن حياة كريمة، كما سلطت الحلقة الضوء على تمكن لاجئين سوريين من تغيير حياتهم.

ورغم أن الثورة اتسمت بالسلمية في بداية انطلاقها في مارس/آذار 2011 فإن المظاهرات السلمية تعرضت للقمع العنيف من قبل النظام الذي لجأ إلى قتل السوريين وقصفهم بالطيران، مما دفعهم إلى سلوك طرق برية وعرة، والركوب في قوارب الموت المطاطية ليصلوا إلى أوروبا.

وشهد عام 2015 تأزم أزمة اللاجئين السوريين في أوروبا، خاصة بعد دخول آلاف من طالبي اللجوء إلى ألمانيا عبر البحر أو عن طريق البلقان مشيا على الأقدام من تركيا إلى اليونان، وبعدها إلى أوروبا الغربية، وكان الطريق يعرف بالطريق الوعر والبارد، خصوصا بعد أن أغلقت المجر حدودها أمام اللاجئين.

ويتحدث الفنان التشكيلي كيفان الكرجوسلي عن الخيارات التي كانت تواجهه قبل الهجرة من سوريا مع اندلاع الحرب، حيث لم يكن أمامه خيار إلا الانضمام إلى جيش النظام ليقتل أبناء شعبه، لكنه رفض وفضل الهجرة والرسم على حمل البندقية، وروى المشقة التي عاشها من أجل الخروج من سوريا حتى الوصول إلى وجهته.

أما المؤلف الموسيقي باظ فأكد أنه وأعضاء فرقة "خبز دولة" بدؤوا الخروج من سوريا بشكل متفاوت حتى تم لم شملهم جميعا في ألمانيا، كما روى كيف أعادت الفرقة بناء نفسها والعمل على نقل معاناة أبناء شعبها للعالم، كم أنها خصصت ريع كل حفلاتها لدعم الداخل السوري.

بدورها، قالت رشا الخضراء -وهي صاحبة قناة اجتماعية وثقافية على يوتيوب- إنه بعد سقوط قذيفة أمام باص المدرسة الذي كان يقل بناتها قررت مغادرة البلاد لحماية نفسها وأطفالها، وكان سفرهم بالتدريج، حيث استمرت رحلتها من سوريا إلى ألمانيا نحو 45 يوما استخدمت فيها كل أنواع وسائل المواصلات.

وتابعت حديثها عن موجة البرد التي كانت رفيقة لهم أثناء التنقل، وكيف عانت ابنتها من هذا البرد، وبعد وصولها إلى ألمانيا تحدثت عن الأذى النفسي الذي لحق بها وببناتها من خلال السوار البلاستيكي المعلق على معصم كل لاجئ، وهو الأمر الذي كانت مجبرة على إظهاره في كل مكان تذهب فيه داخل ألمانيا حتى عند استخدام وسائل المواصلات.

كما تحدث الزوجان فادي السيد أحمد -الذي يعمل في إحدى الشركات- وزوجته الممرضة حليمة طه "للقصة بقية" عن قرارهما بالهجرة إلى أوروبا بعد مغادرة سوريا إلى تركيا والوصول إلى طريق مسدود لا يمكنهما فيه متابعة حياتهما وتأمين مستقبل أطفالهما، وكانت الرحلة عبر البحر إلى إيطاليا لكنها فشلت.

لكن الحظ كان حليف هذه الأسرة في المحاولة الثانية والتي تمكنت من الوصول إلى ألمانيا، وبعد الوصول والبقاء في المخيمات الخاصة باللاجئين سعيا للعمل من أجل التحاق أبنائهما بالتعليم، وهو ما استطاعا تحقيقه بفضل إصرارهما.