للقصة بقية 

"لا أستطيع التنفس".. هل يغير مقتل فلويد من صلاحيات الشرطة أم هو لحظة عابرة في تاريخ النضال ضد العنصرية؟

صرح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أخيرا بأن التمييز العنصري ظاهرة موجودة وحقيقية في الولايات المتحدة، فهل يحد مقتل جورج فلويد من صلاحيات الشرطة؟

تساءلت حلقة (2020/7/6) من برنامج "للقصة بقية" عن كيفية تأثير مقتل جورج فلويد على المشهد السياسي في أميركا على بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية؟ وهل سيبدأ تراجع التيارات اليمينية في الغرب على ضوء الاحتجاجات ضد العنصرية؟

إنها عنصرية مؤسسية -كما يسميها البعض- تستخدم فيها أدوات الدولة ومنها أجهزة الشرطة، والتي يطالب المتظاهرون بضرورة إصلاحها، فمنذ بداية القرن العشرين بدأت عملية إصلاح أجهزة الشرطة، زاد خلالها معدل الإنفاق عليها وتمويلها، دون أن تنخفض معدلات الجريمة.

لم يكن جورج فلويد الضحية الأولى لعنف الشرطة الأميركية تجاه الأميركيين من أصول أفريقية، إلا أن الاحتجاجات على وفاته المأساوية بدت الأكثر قوة وتنوعا في فئات المنخرطين فيها من أعراق مختلفة تجمعهم قيم المساواة والعدالة.

وباتت كلمات فلويد شعارا للمتظاهرين في أنحاء الولايات المتحدة وفي عواصم غربية عديدة، رفضا للتمييز العنصري والتهميش وإقصاء ذوي الأصول الأفريقية، كما باتت دعوة لمراجعة تاريخ غربي يبجل متورطين في استعباد البشر، وينصب لهم التماثيل.

اعتبر ديفيد آلان برات عضو الكونغرس السابق عن ولاية فرجينيا أن البعض يجر احتجاجات أميركا إلى مربع أعمال الشغب والرغبة في زعزعة أجهزة الشرطة. مشيرا إلى ضرورة وجود حل لمشكلة العنصرية في البلاد من خلال تدريس المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية.

في المقابل، قالت نيامبي كارتر أستاذة العلوم السياسية في جامعة هاورد إن هيكلة الشرطة الأميركية تجعل السود هم الأكثر تعرضا لسوء المعاملة، مشيرة إلى وجود مفارقات في مستوى الدخل ونمط العيش وكذا طريق التعامل مع النظام القضائي في البلاد بين البيض والسود.

وأضافت أن نسبة استهلاك المخدرات قد تكون متساوية بين السود والبيض في أميركا، ولكن المحاسبة القانونية تطال السود أكثر مما يتم التضييق على البيض.