للقصة بقية 

حفتر والرصاص الروسي المأجور.. هل ينقلب عليه؟

تُنسب شركة القتال الروسية فاغنر إلى الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر الموسيقي المفضل لدى أدولف هتلر. وبحسب تسريبات صحفية، فإن الشركة ترتبط بيفغيني بروجوشن، وهو رجل أعمال مقرب من الرئيس الروسي بوتين.

فيما يعتبر الجنرال ديمتري أوتيكن القائد الفعلي لفاغنر وأحد أمراء الحروب الذين فرضت عليهم عقوبات أميركية بسبب قيادته لمجموعات مسلحة غير قانونية في أوكرانيا، وكان اسم فاغنر قد بدأ بالتردد عقب مشاركتها في القتال إلى جانب النظام السوري، لكن أعمالها في المنطقة العربية برزت بداية العام 2017 في ليبيا.

حلقة (2020/6/15) من برنامج "للقصة بقية" تتبعت ظهور شركة فاغنر في ليبيا،  ودورها في القتال إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس، وقد شاركت "فاغنر" لأول مرة في معارك سرت الليبية ومكنت قوات حفتر من السيطرة على المدينة.

لكن يبدو أن شركة فاغنر لم تكن تمثل نفسها فحسب في ليبيا، بل كانت أيضا غطاء للوجود الروسي العسكري على الأرض الليبية، حيث كشفت تقارير لصحيفة "ذا صن" البريطانية عن وجود قواعد عسكرية روسية في عدة مدن ليبية، مثل طبرق وبنغازي تحت غطاء الشركة، وهو ما أثار حفيظة مجلس العموم البريطاني الذي دعا إلى التحرك الفوري ووقف التمدد الروسي في ليبيا.

ففي أواخر العام 2018 ظهر حفتر في اجتماع مع وزير الدفاع الروسي، وكان اللافت في الاجتماع ظهور بروجوشن مؤسس فاغنر والملقب أيضا بـ"طباخ الرئيس فلاديمير بوتين" بلباس مدني في اجتماع مليء بالرتب العسكرية، وهو الأمر الذي أكد التسريبات القادمة من ليبيا بنشاط شركة فاغنر هناك.

يذكر أن بروجوشن أدرج في قائمة العقوبات الأميركية بتهمة تلاعبه في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، ولعلاقته التجارية المشبوهة مع وزارة الدفاع الروسية.

كما وثق تقرير خبراء العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا رحلات الطائرات الروسية إلى ليبيا لنقل السلاح والمرتزقة التابعين لحفتر، وهو الأمر الذي أكدته وكالة رويترز عبر تقرير لها يذكر طبيعة العمليات غير القانونية التي تقوم بها شركة فاغنر في ليبيا.

وكشفت مجلة استقصائية روسية عن أن روسيا وحتى نهاية عام 2018 كانت تروج لحفتر على أنه رئيس لليبيا، لكن فشل الأخير في السيطرة على طرابلس اضطر الروس إلى إعادة تقييم الوضع، كما أن روسيا ترى في جنسيته الأميركية عائقا لها، بالإضافة إلى تفاقم حالته الصحية بسبب إصابته بالسرطان، كما أن الانتكاسات العسكرية التي مني بها حفتر مؤخرا أمام حكومة الوفاق وانسحابه من الكثير من المدن جعلت موسكو تعيد حساباتها في الرهان عليه ليكون رجلها في ليبيا.

وفي سياق تبدل الموقف الروسي تجاه حفتر، أشار "للقصة بقية" إلى وثائق تؤكد أن طباخ بوتين قام بدعم قناة الجماهيرية التي تبث من مصر للترويج لسيف الإسلام القذافي كبديل لحفتر، بالإضافة إلى وجود تنسيق مع الجانب السوداني لغزو المناطق التي يسيطر عليها حفتر للتخلص منه متى اقتضت الحاجة بذلك، وقد تم هذا الاتفاق مع محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري السوداني.

يذكر أن حركة جيش تحرير السودان ومسلحي المعارضة التشادية كانوا ضمن جماعات المرتزقة التي قاتلت إلى جانب حفتر، كما لم يغب عن الساحة الليبية إريك إنس مؤسس مجموعة بلاك ووتر، وهو الشخص الذي أكدت تقارير صحفية أنه يدعم حفتر بالنيابة عن الإمارات.

لكن الخبير العسكري أليكس كاسيدياريس شدد في حديثة لبرنامج "القصة بقية" على أن الأنباء التي تتحدث عن دور الإمارات والسعودية في دعم حفتر عبر دفع الأموال لشركة فاغنر غير معززة بأدلة رغم إشارته إلى إعلان البلدين دعمهما العلني للواء المتقاعد.